القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الفَرزدَق الكل
المجموع : 9
لِيَبكِ عَلى الحَجّاجِ مَن كانَ باكِياً
لِيَبكِ عَلى الحَجّاجِ مَن كانَ باكِياً / عَلى الدينِ أَو شارٍ عَلى الثَغرِ واقِفِ
وَأَيتامُ سَوداءِ الذِراعَينِ لَم يَدَع / لَها الدَهرُ مالاً بِالسِنينَ الجَوالِفِ
وَما ذَرَفَت عَينانِ بَعدَ مُحَمَّدٍ / عَلى مِثلِهِ إِلّا نُفوسَ الخَلائِفِ
وَما ضُمِّنَت أَرضٌ فَتَحمَلَ مِثلَهُ / وَلا خُطَّ يُنعى في بُطونِ الصَحائِفِ
لِحَزمٍ وَلا تَنكيتِ عِفريتِ فِتنَةٍ / إِذا اِكتَحَلَت أَنيابُ جَرباءَ شارِفِ
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَنكى رَزِيَّةً / وَأَكثَرَ لَطّاً لِلعُيونِ الذَوارِفِ
مِنَ اليَومِ لِلحَجّاجِ لَمّا غَدَوا بِهِ / وَقَد كانَ يَحمي مُضلِعاتِ المَكالِفِ
وَمُهمِلَةٍ لَمّا أَتاها نَعِيُّهُ / أَراحَت عَلَيها مُهمِلاتِ التَنايِفِ
فَقالَت لِعَبدَيها أَريحا فَعَقِّلا / فَقَد ماتَ راعي ذَودِنا بِالطَرايِفِ
وَماتَ الَّذي يَرعى عَلى الناسِ دينَهُم / وَيَضرِبُ بِالهِندِيَّ رَأسَ المُخالِفِ
فَلَيتَ الأَكُفَّ الدافِناتِ اِبنَ يوسُفٍ / تَقَطَّعنَ إِذ يَحثينَ فَوقَ السَقايِفِ
وَكَيفَ وَأَنتُم تَنظُرونَ رَمَيتُمُ / بِهِ بَينَ جَولَي هُوَّةٍ في اللَفايِفِ
أَلَم تَعلَموا أَنَّ الَّذي تَدفِنونَهُ / بِهِ كانَ يُرعى قاصِياتُ الزَعانِفِ
وَكانَت ظُباةُ المَشرِفِيَّةِ قَد شَفى / بِها الدينَ وَالأَضغانَ ذاتِ الخَوالِفِ
وَلَم يَكُ دونَ الحُكمِ مالٌ وَلَم تَكُن / قُواهُ مِنَ المُستَرخِياتِ الضَعايِفِ
وَلَكِنَّها شَزراً أُمِرَّت فَأُحكِمَت / إِلى عُقَدٍ تُلوى وَراءَ السَوالِفِ
يَقولونَ لَمّا أَن أَتاهُم نَعِيُّهُ / وَهُم مِن وَراءِ النَهرِ جَيشُ الرَوادِفِ
شَقينا وَماتَت قُوَّةُ الجَيشِ وَالَّذي / بِهِ تُربَطُ الأَحشاءُ عِندَ المَخاوِفِ
فَإِن يَكُنِ الحَجّاجَ ماتَ فَلَم تَمُت / قُرومُ أَبي العاصي الكِرامِ الغَطارِفِ
وَلَم يَعدَموا مِن آلِ مَروانَ حَيَّةً / تَمامَ بُدورٍ وَجهَهُ غَيرُ كاسِفِ
لَهُ أَشرَقَت أَرضُ العِراقِ لِنورِهِ / وَأومِنَ إِلّا ذَنبَهُ كُلُّ خائِفِ
أَلَمَّ خَيالٌ مِن عُلَيَّةَ بَعدَما
أَلَمَّ خَيالٌ مِن عُلَيَّةَ بَعدَما / رَجا لِيَ أَهلي البُرءَ مِن داءِ دانِفِ
وَكُنتُ كَذي ساقٍ تَهَيَّضَ كَسرُها / إِذا اِنقَطَعَت عَنها سُيورُ السَقائِفِ
فَأَصبَحَ لا يَحتالُ بَعدَ قِيامِهِ / لِمُنهاضَ كَسرٍ مِن عُلَيَّةَ رادِفِ
وَلَو وَصَفَ الناسُ الحِسانَ لَأَضعَفَت / عَلَيهِنَّ أَضعافاً لَدى كُلِّ واصِفِ
لِأَنَّ لَها نِصفَ المِلاحَةِ قِسمَةً / مَعَ الفَترَةِ الحَسناءِ عِندَ التَهانُفِ
ذَكَرتُكِ يا أُمَّ العَلاءِ وَدونَنا / مَصاريعُ أَبوابِ السُجونِ الصَوارِفِ
قَدِ اِعتَرَفَت نَفسٌ عُلَيَّةَ داؤُها / بِطولِ ضَنىً مِنها إِذا لَم تُساعِفِ
فَإِن يُطلِقُ الرَحمَنُ قَيدي فَأَلقَها / نُحَلِّل نُذوراً بِالشِفاهِ الرَواشِفِ
وَإِلّا تُبَلِّغها القِلاصُ فَإِنَّها / سَتُبلِغُها عَنّي بُطونُ الصَحائِفِ
وَلَو أَسقَبَت أُمُّ العَلاءِ بِدارِها / إِذاً لَتَلَقَّتني لَها غَيرَ عائِفِ
وَكَم قَطَّعَت أُمُّ العَلاءِ مِنَ القُوى / وَمَوصولِ حَبلٍ بِالعُيونِ الضَعائِفِ
أَبى القَلبُ إِلّا أَن يُسَلّى بِحاجَةٍ / أَتى ذِكرُها بَينَ الحَشا وَالشَواغِفِ
وَمُنتَحِرٍ بِالبيدِ يَصدَعُ بَينَها / عَنِ القورِ أَن مَرَّت بِها مُتَجانِفِ
وَرودٍ لِأَعدادِ المِياهِ إِذا اِنتَحى / عَلَيهِ الرَزايا مِن حَسيرٍ وَزاحِفِ
تَصيحُ بِهِ الأَصداءُ يُخشى بِهِ الرَدى / فَسيحٌ لِأَذيالِ الرِياحِ العَواصِفِ
إِلَيكَ أَميرَ المُؤمِنينَ تَعَسَّفَت / بِنا الصُهبُ أَجوازَ الفَلاةِ التَنائِفِ
إِذا صَوَّتَ الحادي بِهِنَّ تَقاذَفَت / تَسامى بِأَعناقٍ وَأَيدٍ خَوانِفِ
سَفينَةُ بَرٍّ مُستَعَدٌّ نَجائُها / لِتَوجابِ رَوعاتِ القُلوبِ الرَواجِفِ
عِذافِرَةٌ حَرفٌ تَئطُّ نُسوعُها / مِنَ الذامِلاتِ اللَيلَ ذاتِ العَجارِفِ
كَأَنَّ نَديفَ القُطنِ أُلبِسَ خَطمَها / بِهِ نِدفُ أَوتارِ القِسِيِّ النَوادِفِ
دَعَوتُ أَمينَ اللَهِ في الأَرضِ دَعوَةً / لِيَفرِجَ عَن ساقَيَّ خَيرُ الخَلائِفِ
فَيا خَيرَ أَهلِ الأَرضِ إِنَّكَ لَو تَرى / بِساقَيَّ آثارَ القُيودِ النَواسِفِ
إِذاً لَرَجَوتُ العَفوَ مِنكَ وَرَحمَةً / وَعَدلَ إِمامٍ بِالرَعِيَّةِ رائِفِ
هِشامَ بنَ خَيرِ الناسِ إِلّا مُحَمَّداً / وَأَصحابَهُ إِنّي لَكُم لَم أُقارِفِ
مِنَ الغِشِّ شَيئاً وَالَّذي نَحَرَت لَهُ / قُرَيشٌ هَدايا كُلَّ وَرقاءَ شارِفِ
أَلَم يَكفِني مَروانُ لَمّا أَتَيتُهُ / نِفاراً وَرَدُّ النَفسِ بَينَ الشَراسِفِ
وَيَمنَعُ جاراً إِن أَناخَ فِناءَهُ / لَهُ مُستَقىً عِندَ اِبنِ مَروانَ غارِفِ
إِلى آلِ مَروانَ اِنتَهَت كُلُّ عِزَّةٍ / وَكُلُّ حَصىً ذي حَومَةٍ لِلخَنادِفِ
هُمُ الأَكرَمونَ الأَكثَرونَ وَلَم يَزَل / لَهُم مُنكِرُ النَكراءِ لِلحَقِّ عارِفُ
أَبوكُم أَبو العاصي الَّذي كانَ جارُهُ / أَعَزَّ مِنَ العَصماءِ فَوقَ النَفانِفِ
وَلَستُ بِناسٍ فَضلَ مَروانَ ما دَعَت / حَمامَةُ أَيكٍ في الحَمامِ الهَواتِفِ
وَكانَ لِمَن رَدَّ الحَياةَ وَنَفسُهُ / عَلَيها بَواكٍ بِالعُيونِ الذَوارِفِ
وَما أَحَدٌ مُعطىً عَطاءً كَنَفسِهِ / إِذا نَشِبَت مَكظومَةٌ بِالخَوائِفِ
حُتوفُ المَنايا قَد أَطَفنَ بِنَفسِهِ / وَأَشلاءِ مَحبوسٍ عَلى المَوتِ واقِفِ
وَما زالَ فيكُم آلَ مَروانُ مُنعِمٌ / عَلَيَّ بِنُعمى بادِئٍ ثُمَّ عاطِفِ
فَإِن أَكُ مَحبوساً بِغَيرِ جَريرَةٍ / فَقَد أَخَذوني آمِناً غَيرَ خائِفِ
وَما سَجَنوني غَيرَ أَنّي اِبنُ غالِبٍ / وَأَنّي مِنَ الأَثرَينِ غَيرِ الزَعانِفِ
وَأَنّي الَّذي كانَت تَعُدُّ لِثَغرِها / تَميمٌ لِأَبياتِ العَدُوِّ المَقاذِفِ
وَكَم مِن عَدُوٍّ دونَهُم قَد فَرَستُهُ / إِلى المَوتِ لَم يَسطَع إِلى السُمِّ رائِفِ
وَكُنتُ مَتى تَعلَق حِبالي قَرينَةً / إِذا عَلِقَت أَقرانَها بِالسَوالِفِ
مَدَدتُ عَلابِيَّ القَرينِ وَزِدتَهُ / عَلى المَدِّ جَذباً لِلقَرينِ المُخالِفِ
وَإِنّي لِأَعداءِ الخَنادِفِ مِدرَهٌ / بِذَحلٍ غَنِيٍّ بِالنَوائِبِ كالِفِ
لِجامُ شَجىً بَينَ اللَهاتَينِ مَن يَقَع / لَهُ في فَمٍ يَركَب سَبيلَ المَتالِفِ
وَإِن غِبتُ كانوا بَينَ راوٍ وَمُحتَبٍ / وَبَينَ مُعيبٍ قَلبُهُ بِالشَنائِفِ
وَبِالأَمسِ ما قَد حاذَروا وَقعَ صَولَتي / فَصَيَّفَ عَنها كُلُّ باغٍ وَقاذِفِ
وَقَد عَلِمَ المَقرونُ بي أَنَّ رَأسَهُ / سَيَذهَبُ أَو يُرمى بِهِ في النَفانِفِ
أَرى شُعَراءَ الناسِ غَيري كَأَنَّهُم / بِمَكَّةَ قُطّانَ الحَمامِ الأَوالِفِ
عَجِبتُ لِقَومٍ إِن رَأَوني تَعَذَّروا / وَإِن غِبتُ كانوا بَينَ راوٍ وَجانِفِ
عَلَيَّ وَقَد كانوا يَخافونَ صَولَتي / وَيَرقَأُ بي فَيضُ العُيونِ الذَوارِفِ
وَأَفقَأُ صادَ الناظِرينِ وَتَلتَقي / إِلَيَّ هِجانُ المُحصَناتِ الطَرائِفِ
وَلَو كُنتُ أَخشى خالِداً أَن يَروعَني / لَطِرتُ بِوافٍ ريشُهُ غَيرَ جادِفِ
كَما طِرتُ مِن مِصرَي زِيادٍ وَإِنَّهُ / لَتَصرِفُ لي أَنيابُهُ بِالمَتالِفِ
وَما كُنتُ أَخشى أَن أَرى في مُخَيَّسٍ / قَصيرَ الخُطى أَمشي كَمَشيِ الرَواسِفِ
أَبيتُ تَطوفُ الزُطُّ حَولي بِجُلجُلٍ / عَلَيَّ رَقيبٌ مِنهُمُ كَالمُحالِفِ
لَقَد كُنتُ أَحياناً صَبوراً فَهاجَني
لَقَد كُنتُ أَحياناً صَبوراً فَهاجَني / مَشاعِفَ بِالدَيرَينِ رُجحُ الرَوادِفِ
نَواعِمُ لَم يَدرينَ ما أَهلُ صِرمَةٍ / عِجافٍ وَلَم يَتبَعنَ أَحمالَ قائِفِ
وَلَم يَدَّلِج لَيلاً بِهِنَّ مُعَزِّبٌ / شَقِيٌّ وَلَم يَسمَعنَ صَوتَ العَوازِفِ
إِذا رُحنَ في الديباجِ وَالخُزُّ فَوقَهُ / مَعاً مِثلَ أَبكارِ الهِجانِ العَلائِفِ
إِلى مَلعَبٍ خالٍ لَهُنَّ بَلَغنَهُ / بِدَلِّ الغَواني المُكرَماتِ العَفائِفِ
يُنازِعنَ مَكنونَ الحَديثِ كَأَنَّما / يُنازِعنَ مِسكاً بِالأَكُفِّ الدَوائِفِ
وَقُلنَ لِلَيلى حَدِّثينا فَلَم تَكَد / تَقولُ بِأَدنى صَوتِها المُتَهانِفِ
رَواعِفُ بِالجادِيِّ كُلَّ عَشِيَّةٍ / إِذا سُفنَهُ سَوفَ الهِجانِ الرَواشِفِ
بَناتُ نَعيمٍ زانَها العَيشُ وَالغِنى / يَمِلنَ إِذا ما قُمنَ مِثلَ الأَحاقِفِ
تَبَيَّن خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ / لِمَيَّةَ أَمثالِ النَخيلِ المَخارِفِ
تَواضَعُ حَتّى يَأتِيَ الآلُ دونَها / مِراراً وَتَزهاها الضُحى بِالأَصالِفِ
إِذا عَرَضَت مَرَّت عَلى اللُجِّ جارِياً / تَخالُ بِها مَرُّ السَفينِ النَواصِفِ
يَجورُ بِها المَلّاحُ ثُمَّ يُقيمُها / وَتَحفِزُها أَيدي الرِجالِ الجَواذِفِ
إِلَيكَ اِبنَ خَيرِ الناسِ حَمَّلتُ حاجَتي / عَلى ضُمَّرٍ كُلِّفنَ عَرضَ السَنائِفِ
بَناتِ المَهاري الصُهبِ كُلِّ نَجيبَةٍ / جُمالِيَّةٍ تَبري لِأَعيَسَ راجِفِ
يَظَلُّ الحَصى مِن وَقعِهِنَّ كَأَنَّما / تَرامى بِهِ أَيدي الأَكُفِّ الحَواذِفِ
إِذا رَكِبَت دَوِّيَّةً مُدلَهِمَّةً / وَصَوَّتَ حاديها لَها بِالصَفاصِفِ
تَغالَينَ كَالجِنّانِ حَتّى تَنوطَهُ / سُراها وَمَشيُ الراسِمِ المُتَقاذِفِ
عِتاقٌ تَغَشَّتها السُرى كُلَّ لَيلَةٍ / وَرُكبانُها كَالمَهمَهِ المُتَجانِفِ
كَأَنَّ عَصيرِ الزَيتِ مِمّا تَكَلَّفَت / تَحَلَّبَ مِن أَعناقِها وَالسَوالِفِ
عَوامِدُ لِلعَبّاسِ لَم تَرضَ دونَهُ / بِقَومٍ وَإِن كانوا حِسانَ المَطارِفِ
لِتَسمَعَ مِن قَولي ثَناءً وَمِدحَةً / وَتَحمِلُ قَولي يا اِبنَ خَيرِ الخَلائِفِ
وَكَم مِن كَريمٍ يَشتَكي ضَعفَ عَظمِهِ / أَقَمتَ لَهُ ما يَشتَكي بِالسَقائِفِ
وَآمَنتَهُ مِمّا يَخافُ إِذا أَوى / إِلَيكَ فَأَمسى آمِناً غَيرَ خائِفِ
وَأَنتَ غِياثُ المُمحِلينَ إِذا شَتَوا / وَنورُ هُدىً يا اِبنَ المُلوكِ الغَطارِفِ
ثَنائي عَلى العَبّاسِ أَكرَمِ مَن مَشى / إِذا رَكِبوا ثُمَّ اِلتَقوا بِالمَواقِفِ
تَراهُم إِذا لاقاهُمُ يَومَ مَشهَدٍ / يَغُضّونَ أَطرافَ العُيونِ الطَوارِفِ
وَلَو ناهَزوهُ المَجدَ أَربى عَلَيهِمُ / بِخَيرَ سُقاةٍ تَعلَمونَ وَغارِفِ
وَتَعلو بُحورَ العالَمينَ بُحورُهُم / بِفِعلٍ عَلى فِعلِ البَرِيَّةِ ضاعِفِ
وَما وَلَدَت أُنثى مِنَ الناسِ مِثلَهُ / وَلا لَفَّهُ أَظآرُهُ في اللَفائِفِ
وَلَمّا دَعا الداعونَ وَاِنشَقَّتِ العَصا / وَلَم تَخبُ نيرانُ العَدُوِّ المُقاذِفِ
فَزِعنا إِلى العَبّاسِ مِن خَوفِ فِتنَةٍ / وَأَنيابِها المُستَقدِماتِ الصَوارِفِ
وَكَم مِن عَوانٍ فَيلَقٍ قَد أَبَرتَها / بِأُخرى إِلَيها بِالخَميسِ المُراجِفِ
فَقَد أَوقَعَ العَبّاسُ إِذ صارَ وَقعَةً / نَهَت كُلَّ ذي ضِغنٍ وَداءٍ مُقارِفِ
وَأَغنَيتَ مَن لَم يَغنَ مِن أَبطَأِ السُرى / وَقَوَّمتَ دَرءَ الأَزوَرِ المُتَجانِفِ
وَأَنتَ الَّذي يُخشى وَيُرمى بِكَ العِدى / إِذا أَحجَمَت خَيلُ الجِيادِ المَخالِفِ
سَمَوتَ فَلَم تَترُك عَلى الأَرضِ ناكِثاً / وَآمَنتَ مِن أَحيائِنا كُلَّ خائِفِ
أَبَرتَ زُحوفَ المُلحِدينَ وَكِدتَهُم / بِمُستَنصِرٍ يَتلو كِتابَ المَصاحِفِ
تَأَخَّرَ أَقوامٌ وَأَسرَعتَ لِلَّتي / تُغَلَّلُ نُشّابَ الكَمِيِّ المُزاحِفِ
وَأَنتَ إِلى الأَعداءِ أَوَّلُ فارِسٍ / هُناكَ وَوَقّافٌ كَريمُ المَواقِفِ
بِضَربٍ يَزيلُ الهامَ عَن مُستَقَرِّهِ / وَطَعنٍ بِأَطرافِ الرِماحِ الجَوائِفِ
سَبَقتَ بِأَهلِ الكوفَةِ المَوتَ بَعدَما / أُريدَ بِإِحدى المُهلِكاتِ الجَوالِفِ
فَلَم يُغنِ مَن في القَصرِ شَيئاً وَصَيَّحوا / إِلَيكَ بِأَصواتِ النِساءِ الهَواتِفِ
أَخو الحَربِ يَمشي طاوِياً ثُمَّ يَقتَدي / مُدِلّاً بِفُرسانِ الجِيادِ المَتالِفِ
يُغادِرنَ صَرعى مِن صَناديدَ بَينَها / بِسوراءَ في إِجرائِها وَالمَزاحِفِ
وَما طَعِمَت مِن مَشرَبٍ مُذ سَقَيتَها / بِتَدمُرَ إِلّا مَرَّةً بِالشَفائِفِ
مِنَ الشَأمِ حَتّى باشَرَت أَهلَ بابِلٍ / وَأَكذَبتَ مِمّا جَمَّعوا كُلَّ عائِفِ
وَقَد أَبطَأَ الأَشياعُ حَتّى كَأَنَّما / يُساقونَ سَوقَ المُثقَلاتِ الزَواحِفِ
لَعَمري لَقَد أَسرَيتَ لا لَيلَ عاجِزٍ / وَما نِمتَ فيمَن نامَ تَحتَ القَطائِفِ
فَجاؤوا وَقَد أَطفَأتَ نيرانَ فِتنَةٍ / وَسَكَّنتَ رَوعاتِ القُلوبِ الرَواجِفِ
وَحَرفٍ كَجَفنِ السَيفِ أَدرَكَ نِقيَها
وَحَرفٍ كَجَفنِ السَيفِ أَدرَكَ نِقيَها / وَراءَ الَّذي يُخشى وَجيفُ التَنائِفِ
قَصَدتَ بِها لِلغَورِ حَتّى أَنَختَها / إِلى مُنكِرِ النَكراءِ لِلحَقِّ عارِفِ
تَزِلُّ جُلوسِ الرَحلِ عَن مُتَماحِلٍ / مِنَ الصُلبِ دامٍ مِن عَضيضِ الظَلائِفِ
وَكَم خَبَطَت نَعلاً بِخُفٍّ وَمَنسِمٍ / تُدَهدي بِهِ صُمَّ الجَلاميدِ راعِفِ
فَلَولا تَراخيهِنَّ بي بَعدَما دَنَت / بِكَفِّيَ أَسبابُ المَنايا الدَوالِفِ
لَكُنتُ كَظَبيٍ أَدرَكَتهُ حِبالَةٌ / وَقَد كانَ يَخشى الظَبيُ إِحدى الكَفائِفِ
أَرى اللَهَ قَد أَعطى اِبنَ عاتِكَةَ الَّذي / لَهُ الدينُ أَمسى مُستَقيمَ السَوالِفِ
تُقى اللَهِ وَالحُكمَ الَّذي لَيسَ مِثلُهُ / وَرَأفَةَ مَهدِيٍّ عَلى الناسِ عاطِفِ
وَلا جارَ بَعدَ اللَهِ خَيرٌ مِنَ الَّذي / وَضَعتُ إِلى أَبوابِهِ رَحلُ خائِفِ
إِلى خَيرِ جارٍ مُستَجارٍ بِحَبلِهِ / وَأَوفاهُ حَبلاً لِلطَريدِ المُشارِفِ
عَلى هُوَّةِ المَوتِ الَّتي إِن تَقاذَفَت / بِهِ قَذَفَتهُ في بَعيدِ النَفانِفِ
فَلا بَأسَ أَنّي قَد أَخَذتُ بِعُروَةٍ / هِيَ العُروَةُ الوُثقى لِخَيرِ الحَلائِفِ
أَتى دونَ ما أَخشى بِكَفِّيَ مِنهُما / حَيا الناسُ وَالأَقدارُ ذاتِ المَتالِفِ
فَطامَنَ نَفسي بَعدَما نَشَزَت بِهِ / لِيَخرُجَ تَنزاءُ القُلوبَ الرَواجِفِ
وَرَدَّ الَّذي كادوا وَما أَزمَعوا لَهُ / عَلَيَّ وَما قَد نَمَّقوا في الصَحائِفِ
لَدى مَلِكٍ وَاِبنِ المُلوكِ كَأَنَّهُ / تَمامُ بُدورٍ ضَوءُهُ غَيرُ كاسِفِ
أَبوهُ أَبو العاصي وَحَربٌ تَلاقَيا / إِلَيهِ بِمَجدِ الأَكرَمينَ الغَطارِفِ
هُمُ مَنَعوني مِن زِيادٍ وَغَيرِهِ / بِأَيدٍ طِوالٍ أَمَّنَت كُلَّ خائِفِ
وَكَم مِن يَدٍ عِندي لَكُم كانَ فَضلُها / عَلَيَّ لَكُم يا آلَ مَروانَ ضاعِفِ
فَمِنهُنَّ أَن قَد كُنتُ مِثلَ حَمامَةٍ / حَراماً وَكَم مِن نابِ غَضبانَ صارِفِ
رَدَدتُ عَلَيهِ الغَيظَ تَحتَ ضُلوعِهِ / فَأَصبَحَ مِنهُ المَوتُ تَحتَ الشَراسِفِ
قَد نالَ بِشرٌ مُنيَةَ النَفسِ إِذ غَدا
قَد نالَ بِشرٌ مُنيَةَ النَفسِ إِذ غَدا / بِعَبدَةَ مَنهاةِ المُنى اِبنُ شُغافِ
فَيا لَيتَهُ لاقى شَياطينَ مُحرِزٍ / وَمِثلَهُمُ مِن نَهشَلٍ وَمَنافِ
بِحَيثُ اِنحَنى أَنفُ الصَليبِ وَأَعرَضَت / مَخارِمُ تَحتَ اللَيلِ ذاتُ نِجافِ
مَضَت سَنَةٌ لَم تُبقِ مالاً وَإِنَّنا
مَضَت سَنَةٌ لَم تُبقِ مالاً وَإِنَّنا / لِنَنهَضُ في عامٍ مِنَ المَحلِ رادِفُ
فَقُلتُ أَبانُ اِبنُ الوَليدِ هُوَ الَّذي / يُجيرُ مِنَ الأَحداثِ نِضوَ المَتالِفِ
فَتىً لَم تَزَل كَفّاهُ في طَلَبِ العُلى / تَفيضانِ سَحّاً مِن تَليدٍ وَطارِفِ
لَعَمرُكَ ما أَصبَحتُ أَنثو عَزيمَتي / وَلا مُخدِرٌ بَينَ الأُمورِ الضَعائِفِ
أَنتَ الَّذي عَنّا بِلالُ دَفَعتَهُ
أَنتَ الَّذي عَنّا بِلالُ دَفَعتَهُ / وَنَحنُ نَخافُ مُهلِكاتِ المَتالِفِ
أَخَذنا بِحَبلٍ ما نَخافُ اِنقِطاعَهُ / إِلى مُشرِفٍ أَركانُهُ مُتَقاذِفِ
وَلَم تَرَ مِثلَ الأَشعَرِيِّ إِذا رَمى / بِحَبلٍ إِلى الكَفَّينِ جاراً لِخائِفِ
هُوَ المانِعُ الجيرانِ وَالمُعجِلُ القِرى / وَيَحفَظُ لِلإِسلامِ ما في المَصاحِفِ
أَرى إِبِلي مِمّا تَحِنُّ خِيارُها / إِذا عَلِقَت أَقرانُها بِالسَوالِفِ
بِها يُحقَنُ التامورُ إِن كانَ واجِباً / وَيَرقَأُ تَوكافُ العُيونِ الذَوارِفِ
وَإِنّا دَعَونا اللَهَ إِذ نَزَلَت بِنا / مُجَلِّلَةً إِحدى اللَيالي الخَوائِفِ
فَسَلَّ بِلالٌ دونَنا السَيفَ لِلقِرى / عَلى عُبُطِ الكومِ الجِلادِ العَلايِفِ
رَأَيتُ بِلالاً يَشتَري بِتِلادِهِ / وَبِالسَيفِ خَلّاتِ الكِرامِ الغَطارِفِ
ثَنَت مُضمِراتٌ مِن بِلالٍ قُلوبَنا / إِلى مُنكَرِ النَكراءِ لِلحَقِّ عارِفِ
أَلَم يَأتِ بِالشَأمِ الخَليفَةَ أَنَّنا
أَلَم يَأتِ بِالشَأمِ الخَليفَةَ أَنَّنا / ضَرَبنا لَهُ مَن كانَ عَنهُ يُخالِفُ
صَناديدَ أَهدَينا إِلَيهِ رُؤوسَهُم / وَقَد باشَرَت مِنها السُيوفُ الشَناذِفُ
وَعِندَ أَبي بِشرَ اِبنِ أَحوَزَ مِنهُمُ / عَلى جِيَفِ القَتلى نُسورٌ عَواكِفُ
فَإِن تَنسَ ما تُبلي قُرَيشٌ فَإِنَّنا / نُجالِدُ عَن أَحسابِها وَنُقاذِفُ
شَدائِدَ أَيّامٍ بِنا يَتَّقونَها / كَأَنَّ شُعاعَ الشَمسِ فيهِنَّ كاسِفُ
وَما اِنكَشَفَت خَيلٌ بِبابِلَ تَتَّقي / رَدى المَوتِ إِلّا مِسوَرُ الخَيلِ واقِفُ
شَوازِبُ قَد كانَت دِماءُ نُحورِها / نِعالاً لِأَيديها وَهُنَّ كَواتِفُ
بِمُعتَرَكٍ لا تَنجَلي غَمَراتُهُ / عَنِ القَومِ إِلّا وَالرِماحُ رَواعِفُ
نَواقِلُ مِن جُردٍ عَوابِسُ في الوَغى / وَكُلُّ صَريعٍ خَرَّقَتهُ الجَوائِفُ
عَذيرُكَ في شَغبٍ إِذا أَنتَ لَم تُطَع / وَسَهلٌ إِذا طُوِّعتَ لِلحَقِّ عارِفُ
تَجودُ بِنَفسٍ لا يُجادَ بِمِثلِها / حِفاظاً وَإِن خيفَت عَلَيكَ المَتالِفُ
فَأَنتَ الفَتى المَعروفُ وَالفارِسُ الَّذي / بِهِ بَعدَ عَبّادٍ تُجَلّى المَخاوِفُ
وَتَقلِصُ بِالسَيفِ الطَويلِ نِجادُهُ / وَفي الرَوعِ لا شَختٌ وَلا مُتَآزِفُ
أَغَرُّ عَظيمُ المَنكِبَينِ سَما بِهِ / إِلى كَرَمِ المَجدِ الكِرامُ الغَطارِفُ
فَوارِسُ مِنهُم مِسوَرٌ لا رِماحُهُم / قِصارٌ وَلا سودُ الوَجوهِ مَقارِفُ
إِذا شَهِدوا يَومَ اللِقاءِ تَضَمَّنوا / مِنَ الطَعنِ أَيّاماً لَهُنَّ مَتالِفُ
عَزَفتَ بِأَعشاشٍ وَما كِدتَ تَعزِفُ
عَزَفتَ بِأَعشاشٍ وَما كِدتَ تَعزِفُ / وَأَنكَرتَ مِن حَدراءَ ما كُنتَ تَعرِفُ
وَلَجَّ بِكَ الهِجرانُ حَتّى كَأَنَّما / تَرى المَوتَ في البَيتِ الَّذي كُنتَ تَيلَفُ
لَجاجَةُ صُرمٍ لَيسَ بِالوَصلِ إِنَّما / أَخو الوَصلِ مَن يَدنو وَمَن يَتَلَطَّفُ
إِذا اِنتَبَهَت حَدراءُ مِن نَومَةِ الضُحى / دَعَت وَعَلَيها دِرعُ خَزٍّ وَمِطرَفُ
بِأَخضَرَ مِن نَعمانَ ثُمَّ جَلَت بِهِ / عِذابَ الثَنايا طَيِّباً حينَ يُرشَفُ
وَمُستَنفِزاتٍ لِلقُلوبَ كَأَنَّها / مَهاً حَولَ مَنتوجاتِهِ يَتَصَرَّفُ
يُشَبَّهنَ مِن فَرطِ الحَياءِ كَأَنَّها / مِراضُ سُلالٍ أَو هَوالِكُ نُزَّفُ
إِذا هُنَّ ساقَطنَ الحَديثَ كَأَنَّهُ / جَنى النَحلِ أَو أَبكارِ كَرمٍ يُقَطَّفُ
مَوانِعُ لِلأَسرارِ إِلّا لِأَهلِها / وَيُخلِفنَ ما ظَنَّ الغَيورُ المُشَفشِفُ
يُحَدِّثنَ بَعدَ اليَأسِ مِن غَيرِ ريبَةٍ / أَحاديثَ تَشفي المُدنَفينَ وَتَشغَفُ
إِذا القُنبُضاتِ السودِ طَوَّفنَ بِالضُحى / رَقَدنَ عَلَيهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ
وَإِن نَبَّهَتهُنَّ الوَلائِدُ بَعدَما / تَصَعَّدَ يَومُ الصَيفِ أَو كادَ يَنصِفُ
دَعَونَ بِقُضبانِ الأَراكِ الَّتي جَنى / لَها الرَكبُ مِن نَعمانَ أَيّامَ عَرَّفوا
فَمِحنَ بِهِ عَذباً رُضاباً غُروبُهُ / رِقاقٌ وَأَعلى حَيثُ رُكِّبنَ أَعجَفُ
لَبِسنَ الفِرَندَ الخُسرُوانِيَّ دونَهُ / مَشاعِرَ مِن خَزِّ العِراقِ المُفَوَّفُ
فَكَيفَ بِمَحبوسٍ دَعاني وَدونَهُ / دُروبٌ وَأَبوابٌ وَقَصرٌ مُشَرَّفُ
وَصُهبٌ لِحاهُم راكِزونَ رِماحَهُم / لَهُم دَرَقٌ تَحتَ العَوالي مُصَفَّفُ
وَضارِيَةٌ ما مَرَّ إِلّا اِقتَسَمنَهُ / عَلَيهِنَّ خَوّاضٌ إِلى الطِنءِ مِخشَفُ
يُبَلِّغُنا عَنها بِغَيرِ كَلامِها / إِلَينا مِنَ القَصرِ البَنانُ المُطَرَّفُ
دَعَوتَ الَّذي سَوّى السَمَواتِ أَيدُهُ / وَلَلَّهُ أَدنى مِن وَريدي وَأَلطَفُ
لِيَشغَلَ عَنّي بَعلَها بِزَمانَةٍ / تُدَلِّهُهُ عَنّي وَعَنها فَنُسعَفُ
بِما في فُؤادَينا مِنَ الهَمِّ وَالهَوى / فَيَبرَءُ مُنهاضُ الفُؤادِ المُسَقَّفُ
فَأَرسَلَ في عَينَيهِ ماءً عَلاهُما / وَقَد عَلِموا أَنّي أَطَبُّ وَأَعرَفُ
فَداوَيتُهُ عامَينِ وَهيَ قَريبَةٌ / أَراها وَتَدنو لي مِراراً فَأَرشُفُ
سُلافَةَ جَفنٍ خالَطَتها تَريكَةٌ / عَلى شَفَتَيها وَالذَكِيُّ المُسَوَّفُ
فَيا لَيتَنا كُنّا بَعيرَينِ لا نَرِد / عَلى مَنهَلٍ إِلّا نُشَلُّ وَنُقذَفُ
كِلانا بِهِ عَرٌّ يَخافُ قِرافُهُ / عَلى الناسِ مَطلِيُّ المَساعِرِ أَخشَفُ
بِأَرضٍ خَلاءٍ وَحدَنا وَثِيابُنا / مِنَ الرَيطِ وَالديباجِ دِرعٌ وَمِلحَفُ
وَلا زادَ إِلّا فُضلَتانِ سُلافَةٌ / وَأَبيَضُ مِن ماءِ الغَمامَةِ قَرقَفُ
وَأَشلاءُ لَحمٍ مِن حُبارى يَصيدُها / إِذا نَحنُ شِئنا صاحِبٌ مُتَأَلَّفُ
لَنا ما تَمَنَّينا مِنَ العَيشِ ما دَعا / هَديلاً حَماماتٌ بِنَعمانَ هُتَّفُ
إِلَيكَ أَميرَ المُؤمِنينَ رَمَت بِنا / هُمومُ المُنى وَالهَوجَلُ المُتَعَسَّفُ
وَعَضُّ زَمانٍ يا اِبنَ مَروانَ لَم يَدَع / مِنَ المالِ إِلّا مُسحَتاً أَو مُجَرَّفُ
وَمُنجَرِدُ السُهبانِ أَيسَرُ ما بِهِ / سَليبُ صُهارٍ أَو قُصاعٌ مُؤَلَّفُ
وَمائِرَةِ الأَعضادِ صُهبٍ كَأَنَّما / عَلَيها مِنَ الأَينِ الجِسادُ المُدَوَّفُ
بَدَأنا بِها مِن سَيفِ رَملِ كُهَيلَةٍ / وَفيها نَشاطٌ مِن مِراحٍ وَعَجرَفُ
فَما بَرِحَت حَتّى تَقارَبَ خَطوُها / وَبادَت ذُراها وَالمَناسِمُ رُعَّفُ
وَحَتّى قَتَلنا الجَهلَ عَنها وَغودِرَت / إِذا ما أُنيخَت وَالمَدامِعُ ذُرَّفُ
وَحَتّى مَشى الحادي البَطيءُ يَسوقُها / لَها بَخَصٍ دامٍ وَدَأيٌ مُجَلَّفُ
وَحَتّى بَعَثناها وَما في يَدٍ لَها / إِذا حُلَّ عَنها رُمَّةٌ وَهيَ رُسَّفُ
إِذا ما نَزَلنا قاتَلَت عَن ظُهورِنا / حَراجيجُ أَمثالُ الأَهِلَّةِ شُسَّفُ
إِذا ما أَرَيناها الأَزِمَّةَ أَقبَلَت / إِلَينا بِحُرّاتِ الوُجوهِ تَصَدَّفُ
ذَرَعنَ بِنا ما بَينَ يَبرينَ عَرضَهُ / إِلى الشَأمِ تَلقانا رِعانٌ وَصَفصَفُ
فَأَفنى مِراحَ الداعِرِيَّةِ خَوضُها / بِنا اللَيلَ إِذ نامَ الدَثورُ المُلَفَّفُ
إِذا اِغبَرَّ آفاقُ السَماءِ وَكَشَّفَت / كُسورَ بُيوتِ الحَيِّ حَمراءُ حَرجَفُ
وَهَتَّكَتِ الأَطنابَ كُلُّ عَظيمَةٍ / لَها تامِكٌ مِن صادِقِ النِيِّ أَعرَفُ
وَجاءَ قَريعُ الشَولِ قَبلَ إِفالِها / يَزِفُّ وَراحَت خَلفَهُ وَهيَ زُفَّفُ
وَباشَرَ راعيها الصِلا بِلَبانِهِ / وَكَفَّيهِ حَرَّ النارِ ما يَتَحَرَّفُ
وَأَوقَدَتِ الشِعرى مَعَ اللَيلِ نارَها / وَأَمسَت مُحولاً جِلدُها يَتَوَسَّفُ
وَأَصبَحَ مَوضوعُ الصَقيعِ كَأَنَّهُ / عَلى سَرَواتِ النيبِ قُطنٌ مُنَدَّفُ
وَقاتَلَ كَلبُ الحَيِّ عَن نارِ أَهلِهِ / لِيَربِضَ فيها وَالصِلا مُتَكَنَّفُ
وَجَدتَ الثَرى فينا إِذا يَبِسَ الثَرى / وَمَن هُوَ يَرجو فَضلَهُ المُتَضَيِّفُ
تَرى جارَنا فينا يُجيرُ وَإِن جَنى / فَلا هُوَ مِمّا يُنطِفُ الجارَ يُنطَفُ
وَيَمنَعُ مَولانا وَإِن كانَ نائِياً / بِنا جارَهُ مِمّا يَخافُ وَيَأنَفُ
وَقَد عَلِمَ الجيرانُ أَنَّ قُدورَنا / ضَوامِنُ لِلأَرزاقِ وَالريحُ زَفزَفُ
نُعَجِّلُ لِلضيفانِ في المَحلِ بِالقِرى / قُدوراً بِمَعبوطٍ تُمَدُّ وَتُغرَفُ
تُفَرَّغُ في شيزى كَأَنَّ جِفانَها / حِياضُ جِبىً مِنها مِلاءٌ وَنُصَّفُ
تَرى هَولَهُنَّ المُعتَفينَ كَأَنَّهُم / عَلى صَنَمٍ في الجاهِلِيَّةِ عُكَّفُ
قُعوداً وَخَلفَ القاعِدينَ سُطورَهُم / جُنوحٌ وَأَيديهِم جُموسٌ وَنُطَّفُ
وَما حُلَّ مِن جَهلٍ حُبى حُلَمائِنا / وَلا قائِلٌ بِالعُرفِ فينا يُعَنَّفُ
وَما قامَ مِنّا قائِمٌ في نَدِيِّنا / فَيَنطِقَ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَعرَفُ
وَإِنّي لَمِن قَومٍ بِهِم تُتَّقى العِدى / وَرَأبُ الثَأى وَالجانِبُ المُتَخَوِّفُ
وَأَضيافِ لَيلٍ قَد نَقَلنا قِراهُمُ / إِلَيهِم فَأَتلَفنا المَنايا وَأَتلَفوا
قَرَيناهُمُ المَأثورَةَ البيضَ قَبلَها / يُثِجُّ العُروقَ الأَزأَنِيُّ المُثَقَّفُ
وَمَسروحَةً مِثلَ الجَرادِ يَسوقُها / مُمَرٌّ قُواهُ وَالسَراءُ المُعَطَّفُ
فَأَصبَحَ في حَيثُ اِلتَقَينا شَريدُهُم / طَليقٌ وَمَكتوفُ اليَدَينِ وَمُزعَفُ
وَكُنّا إِذا ما اِستَكرَهَ الضَيفُ بِالقِرى / أَتَتهُ العَوالي وَهيَ بِالسُمِّ تَرعَفُ
وَلا نَستَجِمُّ الخَيلَ حَتّى نُعيدَها / غَوانِمَ مِن أَعدائِنا وَهيَ زُحَّفُ
كَذَلِكَ كانَت خَيلُنا مَرَّةً تُرى / سِماناً وَأَحياناً تُقادُ فَتَعجَفُ
عَلَيهِنَّ مِنّا الناقِصونَ ذَحولَهُم / فَهُنَّ بِأَعباءِ المَنِيَّةِ كُتَّفُ
مَداليقُ حَتّى تَأتِيَ الصارِخَ الَّذي / دَعا وَهوَ بِالثَغرِ الَّذي هُوَ أَخوَفُ
وَكُنّا إِذا نامَت كُلَيبٌ عَنِ القِرى / إِلى الضَيفِ نَمشي بِالعَبيطِ وَنَلحَفُ
وَقِدرٍ فَثَأنا غَليَها بَعدَما غَلَت / وَأُخرى حَشَشنا بِالعَوالي تُؤَثَّفُ
وَكُلُّ قِرى الأَضيافِ نَقري مِنَ القَنا / وَمُعتَبَطٍ فيهِ السَنامُ المُسَدَّفُ
وَلَو تَشرَبُ الكَلبى المَراضُ دِماءَنا / شَفَتها وَذو الداءِ الَّذي هُوَ أَدنَفُ
مِنَ الفائِقِ المَحبوسِ عَنهُ لِسانُهُ / يَفوقُ وَفيهِ المَيِّتُ المُتَكَنَّفُ
وَجَدنا أَعَزَّ الناسِ أَكثَرَهُم حَصىً / وَأَكرَمَهُم مَن بِالمَكارِمِ يُعرَفُ
وَكِلتاهُما فينا إِلى حَيثُ تَلتَقي / عَصائِبُ لاقى بَينَهُنَّ المُعَرَّفُ
مَنازيلُ عَن ظَهرِ القَليلِ كَثيرُنا / إِذا ما دَعا في المَجلِسِ المُتَرَدِّفُ
قَلَفنا الحَصى عَنهُ الَّذي فَوقَ ظَهرِهِ / بِأَحلامِ جُهّالٍ إِذا ما تَغَضَّفوا
عَلى سَورَةٍ حَتّى كَأَنَّ عَزيزَها / تَرامى بِهِ مِن بَينِ نيقَينِ نَفنَفُ
وَجَهلٍ بِحِلمٍ قَد دَفَعنا جُنونَهُ / وَما كانَ لَولا حِلمُنا يَتَزَحلَفُ
رَجَحنا بِهِم حَتّى اِستَثابوا حُلومَهُم / بِنا بَعدَما كادَ القَنا يَتَقَصَّفُ
وَمَدَّت بِأَيديها النِساءُ وَلَم يَكُن / لِذي حَسَبٍ عَن قَومِهِ مُتَخَلَّفُ
كَفَيناهُمُ ما نابَهُم بِحُلومِنا / وَأَموالِنا وَالقَومُ بِالنُبلِ دُلَّفُ
وَقَد أَرشَدوا الأَوتارَ أَفواقَ نَبلِهِم / وَأَنيابُ نَوكاهُم مِنَ الحَردِ تَصرِفُ
فَما أَحَدٌ في الناسِ يَعدِلُ دَرأَنا / بِعِزٍّ وَلا عِزٌّ لَهُ حينَ نَجنَفُ
تَثاقَلُ أَركانٌ عَلَيهِ ثَقيلَةٌ / كَأَركانِ سَلمى أَو أَعَزُّ وَأَكثَفُ
سَيَعلَمُ مَن سامى تَميماً إِذا هَوَت / قَوائِمُهُ في البَحرِ مَن يَتَخَلَّفُ
فَسَعدٌ جِبالُ العِزِّ وَالبَحرُ مالِكٌ / فَلا حَضَنٌ يُبلى وَلا البَحرِ يُنزَفُ
وَبِاللَهِ لَولا أَن تَقولوا تَكاثَرَت / عَلَينا تَميمٌ ظالِمينَ وَأَسرَفوا
لَما تُرِكَت كَفٌّ تُشيرُ بِأُصبُعٍ / وَلا تُرِكَت عَينٌ عَلى الأَرضِ تَطرِفُ
لَنا العِزَّةُ الغَلباءُ وَالعَدَدُ الَّذي / عَلَيهِ إِذا عُدَّ الحَصى يُتَحَلَّفُ
وَلا عِزَّ إِلّا عِزُّنا قاهِرٌ لَهُ / وَيَسأَلُنا النَصفَ الذَليلُ فَيُنصَفُ
وَمِنّا الَّذي لا يَنطِقُ الناسُ عِندَهُ / وَلَكِن هُوَ المُستَأذَنُ المُتَنَصَّفُ
تَراهُم قُعوداً حَولَهُ وَعُيونُهُم / مُكَسَّرَةٌ أَبصارُها ما تَصَرَّفُ
وَبَيتانِ بَيتُ اللَهِ نَحنُ وَلاتُهُ / وَبَيتٌ بِأَعلى إيلِياءَ مُشَرَّفُ
لَنا حَيثُ آفاقِ البَرِيَّةِ تَلتَقي / عَديدُ الحَصى وَالقَسوَرِيُّ المُخَندِفُ
إِذا هَبَطَ الناسُ المُحَصَّبَ مِن مِنىً / عَشِيَّةَ يَومِ النَحرِ مِن حَيثُ عُرِّفوا
تَرى الناسَ ما سِرنا يَسيرونَ خَلفَنا / وَإِن نَحنُ أَومَأنا إِلى الناسِ وَقَّفوا
أُلوفُ أُلوفٍ مِن دُروعٍ وَمِن قَناً / وَخَيلٌ كَرَيعانِ الجَرادِ وَحَرشَفُ
وَإِن نَكَثوا يَوماً ضَرَبنا رِقابَهُم / عَلى الدينِ حَتّى يُقبِلَ المُتَأَلَّفُ
فَإِنَّكَ إِذ تَسعى لِتُدرِكَ دارِماً / لَأَنتَ المُعَنّى يا جَريرُ المُكَلَّفُ
أَتَطلُبُ مِن عِندَ النُجومِ وَفَوقَها / بِرِبقٍ وَعَيرٍ ظَهرُهُ مُتَقَرِّفُ
أَبى لِجَريرٍ رَهطُ سوءٍ أَذِلَّةٌ / وَعِرضٌ لَئيمٌ لِلمَخازي مُوَقَّفُ
إِذا ما اِحتَبَت لي دارِمٌ عِندَ غايَةٍ / جَرَيتَ إِلَيها جَريَ مَن يَتَغَطرَفُ
كِلانا لَنا قَومٌ لَنا يُحلِبونَهُ / بِأَحسابِهِم حَتّى يَرى مَن يُخَلَّفُ
إِلى أَمَدٍ حَتّى يُزايِلَ بَينَهُم / وَيوجِعُ مِنّا النَخسُ مَن هُوَ مُقرِفُ
عَطَفتُ عَلَيكَ الحَربَ إِنّي إِذا وَنى / أَخو الحَربِ كَرّارٌ عَلى القِرنُ مُعطِفُ
تُبَكّي عَلى سَعدٍ وَسَعدٌ مُقيمَةٌ / بِيَبرينَ مِنهُم مَن يَزيدُ وَيُضعِفُ
عَلى مَن وَراءَ الرَدمِ لَو دُكَّ عَنهُمُ / لَماجوا كَما ماجَ الجَرادَ وَطَوَّفوا
فَهُم يَعدِلونَ الأَرضَ لَولاهُمُ اِستَوَت / عَلى الناسِ أَو كادَت تَسيرُ فَتُنسَفُ
وَلَو أَنَّ سَعداً أَقبَلَت مِن بِلادِها / لَجاءَت بِيَبرينَ اللَيالي تَزَحَّفُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025