المجموع : 9
لِيَبكِ عَلى الحَجّاجِ مَن كانَ باكِياً
لِيَبكِ عَلى الحَجّاجِ مَن كانَ باكِياً / عَلى الدينِ أَو شارٍ عَلى الثَغرِ واقِفِ
وَأَيتامُ سَوداءِ الذِراعَينِ لَم يَدَع / لَها الدَهرُ مالاً بِالسِنينَ الجَوالِفِ
وَما ذَرَفَت عَينانِ بَعدَ مُحَمَّدٍ / عَلى مِثلِهِ إِلّا نُفوسَ الخَلائِفِ
وَما ضُمِّنَت أَرضٌ فَتَحمَلَ مِثلَهُ / وَلا خُطَّ يُنعى في بُطونِ الصَحائِفِ
لِحَزمٍ وَلا تَنكيتِ عِفريتِ فِتنَةٍ / إِذا اِكتَحَلَت أَنيابُ جَرباءَ شارِفِ
فَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَنكى رَزِيَّةً / وَأَكثَرَ لَطّاً لِلعُيونِ الذَوارِفِ
مِنَ اليَومِ لِلحَجّاجِ لَمّا غَدَوا بِهِ / وَقَد كانَ يَحمي مُضلِعاتِ المَكالِفِ
وَمُهمِلَةٍ لَمّا أَتاها نَعِيُّهُ / أَراحَت عَلَيها مُهمِلاتِ التَنايِفِ
فَقالَت لِعَبدَيها أَريحا فَعَقِّلا / فَقَد ماتَ راعي ذَودِنا بِالطَرايِفِ
وَماتَ الَّذي يَرعى عَلى الناسِ دينَهُم / وَيَضرِبُ بِالهِندِيَّ رَأسَ المُخالِفِ
فَلَيتَ الأَكُفَّ الدافِناتِ اِبنَ يوسُفٍ / تَقَطَّعنَ إِذ يَحثينَ فَوقَ السَقايِفِ
وَكَيفَ وَأَنتُم تَنظُرونَ رَمَيتُمُ / بِهِ بَينَ جَولَي هُوَّةٍ في اللَفايِفِ
أَلَم تَعلَموا أَنَّ الَّذي تَدفِنونَهُ / بِهِ كانَ يُرعى قاصِياتُ الزَعانِفِ
وَكانَت ظُباةُ المَشرِفِيَّةِ قَد شَفى / بِها الدينَ وَالأَضغانَ ذاتِ الخَوالِفِ
وَلَم يَكُ دونَ الحُكمِ مالٌ وَلَم تَكُن / قُواهُ مِنَ المُستَرخِياتِ الضَعايِفِ
وَلَكِنَّها شَزراً أُمِرَّت فَأُحكِمَت / إِلى عُقَدٍ تُلوى وَراءَ السَوالِفِ
يَقولونَ لَمّا أَن أَتاهُم نَعِيُّهُ / وَهُم مِن وَراءِ النَهرِ جَيشُ الرَوادِفِ
شَقينا وَماتَت قُوَّةُ الجَيشِ وَالَّذي / بِهِ تُربَطُ الأَحشاءُ عِندَ المَخاوِفِ
فَإِن يَكُنِ الحَجّاجَ ماتَ فَلَم تَمُت / قُرومُ أَبي العاصي الكِرامِ الغَطارِفِ
وَلَم يَعدَموا مِن آلِ مَروانَ حَيَّةً / تَمامَ بُدورٍ وَجهَهُ غَيرُ كاسِفِ
لَهُ أَشرَقَت أَرضُ العِراقِ لِنورِهِ / وَأومِنَ إِلّا ذَنبَهُ كُلُّ خائِفِ
أَلَمَّ خَيالٌ مِن عُلَيَّةَ بَعدَما
أَلَمَّ خَيالٌ مِن عُلَيَّةَ بَعدَما / رَجا لِيَ أَهلي البُرءَ مِن داءِ دانِفِ
وَكُنتُ كَذي ساقٍ تَهَيَّضَ كَسرُها / إِذا اِنقَطَعَت عَنها سُيورُ السَقائِفِ
فَأَصبَحَ لا يَحتالُ بَعدَ قِيامِهِ / لِمُنهاضَ كَسرٍ مِن عُلَيَّةَ رادِفِ
وَلَو وَصَفَ الناسُ الحِسانَ لَأَضعَفَت / عَلَيهِنَّ أَضعافاً لَدى كُلِّ واصِفِ
لِأَنَّ لَها نِصفَ المِلاحَةِ قِسمَةً / مَعَ الفَترَةِ الحَسناءِ عِندَ التَهانُفِ
ذَكَرتُكِ يا أُمَّ العَلاءِ وَدونَنا / مَصاريعُ أَبوابِ السُجونِ الصَوارِفِ
قَدِ اِعتَرَفَت نَفسٌ عُلَيَّةَ داؤُها / بِطولِ ضَنىً مِنها إِذا لَم تُساعِفِ
فَإِن يُطلِقُ الرَحمَنُ قَيدي فَأَلقَها / نُحَلِّل نُذوراً بِالشِفاهِ الرَواشِفِ
وَإِلّا تُبَلِّغها القِلاصُ فَإِنَّها / سَتُبلِغُها عَنّي بُطونُ الصَحائِفِ
وَلَو أَسقَبَت أُمُّ العَلاءِ بِدارِها / إِذاً لَتَلَقَّتني لَها غَيرَ عائِفِ
وَكَم قَطَّعَت أُمُّ العَلاءِ مِنَ القُوى / وَمَوصولِ حَبلٍ بِالعُيونِ الضَعائِفِ
أَبى القَلبُ إِلّا أَن يُسَلّى بِحاجَةٍ / أَتى ذِكرُها بَينَ الحَشا وَالشَواغِفِ
وَمُنتَحِرٍ بِالبيدِ يَصدَعُ بَينَها / عَنِ القورِ أَن مَرَّت بِها مُتَجانِفِ
وَرودٍ لِأَعدادِ المِياهِ إِذا اِنتَحى / عَلَيهِ الرَزايا مِن حَسيرٍ وَزاحِفِ
تَصيحُ بِهِ الأَصداءُ يُخشى بِهِ الرَدى / فَسيحٌ لِأَذيالِ الرِياحِ العَواصِفِ
إِلَيكَ أَميرَ المُؤمِنينَ تَعَسَّفَت / بِنا الصُهبُ أَجوازَ الفَلاةِ التَنائِفِ
إِذا صَوَّتَ الحادي بِهِنَّ تَقاذَفَت / تَسامى بِأَعناقٍ وَأَيدٍ خَوانِفِ
سَفينَةُ بَرٍّ مُستَعَدٌّ نَجائُها / لِتَوجابِ رَوعاتِ القُلوبِ الرَواجِفِ
عِذافِرَةٌ حَرفٌ تَئطُّ نُسوعُها / مِنَ الذامِلاتِ اللَيلَ ذاتِ العَجارِفِ
كَأَنَّ نَديفَ القُطنِ أُلبِسَ خَطمَها / بِهِ نِدفُ أَوتارِ القِسِيِّ النَوادِفِ
دَعَوتُ أَمينَ اللَهِ في الأَرضِ دَعوَةً / لِيَفرِجَ عَن ساقَيَّ خَيرُ الخَلائِفِ
فَيا خَيرَ أَهلِ الأَرضِ إِنَّكَ لَو تَرى / بِساقَيَّ آثارَ القُيودِ النَواسِفِ
إِذاً لَرَجَوتُ العَفوَ مِنكَ وَرَحمَةً / وَعَدلَ إِمامٍ بِالرَعِيَّةِ رائِفِ
هِشامَ بنَ خَيرِ الناسِ إِلّا مُحَمَّداً / وَأَصحابَهُ إِنّي لَكُم لَم أُقارِفِ
مِنَ الغِشِّ شَيئاً وَالَّذي نَحَرَت لَهُ / قُرَيشٌ هَدايا كُلَّ وَرقاءَ شارِفِ
أَلَم يَكفِني مَروانُ لَمّا أَتَيتُهُ / نِفاراً وَرَدُّ النَفسِ بَينَ الشَراسِفِ
وَيَمنَعُ جاراً إِن أَناخَ فِناءَهُ / لَهُ مُستَقىً عِندَ اِبنِ مَروانَ غارِفِ
إِلى آلِ مَروانَ اِنتَهَت كُلُّ عِزَّةٍ / وَكُلُّ حَصىً ذي حَومَةٍ لِلخَنادِفِ
هُمُ الأَكرَمونَ الأَكثَرونَ وَلَم يَزَل / لَهُم مُنكِرُ النَكراءِ لِلحَقِّ عارِفُ
أَبوكُم أَبو العاصي الَّذي كانَ جارُهُ / أَعَزَّ مِنَ العَصماءِ فَوقَ النَفانِفِ
وَلَستُ بِناسٍ فَضلَ مَروانَ ما دَعَت / حَمامَةُ أَيكٍ في الحَمامِ الهَواتِفِ
وَكانَ لِمَن رَدَّ الحَياةَ وَنَفسُهُ / عَلَيها بَواكٍ بِالعُيونِ الذَوارِفِ
وَما أَحَدٌ مُعطىً عَطاءً كَنَفسِهِ / إِذا نَشِبَت مَكظومَةٌ بِالخَوائِفِ
حُتوفُ المَنايا قَد أَطَفنَ بِنَفسِهِ / وَأَشلاءِ مَحبوسٍ عَلى المَوتِ واقِفِ
وَما زالَ فيكُم آلَ مَروانُ مُنعِمٌ / عَلَيَّ بِنُعمى بادِئٍ ثُمَّ عاطِفِ
فَإِن أَكُ مَحبوساً بِغَيرِ جَريرَةٍ / فَقَد أَخَذوني آمِناً غَيرَ خائِفِ
وَما سَجَنوني غَيرَ أَنّي اِبنُ غالِبٍ / وَأَنّي مِنَ الأَثرَينِ غَيرِ الزَعانِفِ
وَأَنّي الَّذي كانَت تَعُدُّ لِثَغرِها / تَميمٌ لِأَبياتِ العَدُوِّ المَقاذِفِ
وَكَم مِن عَدُوٍّ دونَهُم قَد فَرَستُهُ / إِلى المَوتِ لَم يَسطَع إِلى السُمِّ رائِفِ
وَكُنتُ مَتى تَعلَق حِبالي قَرينَةً / إِذا عَلِقَت أَقرانَها بِالسَوالِفِ
مَدَدتُ عَلابِيَّ القَرينِ وَزِدتَهُ / عَلى المَدِّ جَذباً لِلقَرينِ المُخالِفِ
وَإِنّي لِأَعداءِ الخَنادِفِ مِدرَهٌ / بِذَحلٍ غَنِيٍّ بِالنَوائِبِ كالِفِ
لِجامُ شَجىً بَينَ اللَهاتَينِ مَن يَقَع / لَهُ في فَمٍ يَركَب سَبيلَ المَتالِفِ
وَإِن غِبتُ كانوا بَينَ راوٍ وَمُحتَبٍ / وَبَينَ مُعيبٍ قَلبُهُ بِالشَنائِفِ
وَبِالأَمسِ ما قَد حاذَروا وَقعَ صَولَتي / فَصَيَّفَ عَنها كُلُّ باغٍ وَقاذِفِ
وَقَد عَلِمَ المَقرونُ بي أَنَّ رَأسَهُ / سَيَذهَبُ أَو يُرمى بِهِ في النَفانِفِ
أَرى شُعَراءَ الناسِ غَيري كَأَنَّهُم / بِمَكَّةَ قُطّانَ الحَمامِ الأَوالِفِ
عَجِبتُ لِقَومٍ إِن رَأَوني تَعَذَّروا / وَإِن غِبتُ كانوا بَينَ راوٍ وَجانِفِ
عَلَيَّ وَقَد كانوا يَخافونَ صَولَتي / وَيَرقَأُ بي فَيضُ العُيونِ الذَوارِفِ
وَأَفقَأُ صادَ الناظِرينِ وَتَلتَقي / إِلَيَّ هِجانُ المُحصَناتِ الطَرائِفِ
وَلَو كُنتُ أَخشى خالِداً أَن يَروعَني / لَطِرتُ بِوافٍ ريشُهُ غَيرَ جادِفِ
كَما طِرتُ مِن مِصرَي زِيادٍ وَإِنَّهُ / لَتَصرِفُ لي أَنيابُهُ بِالمَتالِفِ
وَما كُنتُ أَخشى أَن أَرى في مُخَيَّسٍ / قَصيرَ الخُطى أَمشي كَمَشيِ الرَواسِفِ
أَبيتُ تَطوفُ الزُطُّ حَولي بِجُلجُلٍ / عَلَيَّ رَقيبٌ مِنهُمُ كَالمُحالِفِ
لَقَد كُنتُ أَحياناً صَبوراً فَهاجَني
لَقَد كُنتُ أَحياناً صَبوراً فَهاجَني / مَشاعِفَ بِالدَيرَينِ رُجحُ الرَوادِفِ
نَواعِمُ لَم يَدرينَ ما أَهلُ صِرمَةٍ / عِجافٍ وَلَم يَتبَعنَ أَحمالَ قائِفِ
وَلَم يَدَّلِج لَيلاً بِهِنَّ مُعَزِّبٌ / شَقِيٌّ وَلَم يَسمَعنَ صَوتَ العَوازِفِ
إِذا رُحنَ في الديباجِ وَالخُزُّ فَوقَهُ / مَعاً مِثلَ أَبكارِ الهِجانِ العَلائِفِ
إِلى مَلعَبٍ خالٍ لَهُنَّ بَلَغنَهُ / بِدَلِّ الغَواني المُكرَماتِ العَفائِفِ
يُنازِعنَ مَكنونَ الحَديثِ كَأَنَّما / يُنازِعنَ مِسكاً بِالأَكُفِّ الدَوائِفِ
وَقُلنَ لِلَيلى حَدِّثينا فَلَم تَكَد / تَقولُ بِأَدنى صَوتِها المُتَهانِفِ
رَواعِفُ بِالجادِيِّ كُلَّ عَشِيَّةٍ / إِذا سُفنَهُ سَوفَ الهِجانِ الرَواشِفِ
بَناتُ نَعيمٍ زانَها العَيشُ وَالغِنى / يَمِلنَ إِذا ما قُمنَ مِثلَ الأَحاقِفِ
تَبَيَّن خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ / لِمَيَّةَ أَمثالِ النَخيلِ المَخارِفِ
تَواضَعُ حَتّى يَأتِيَ الآلُ دونَها / مِراراً وَتَزهاها الضُحى بِالأَصالِفِ
إِذا عَرَضَت مَرَّت عَلى اللُجِّ جارِياً / تَخالُ بِها مَرُّ السَفينِ النَواصِفِ
يَجورُ بِها المَلّاحُ ثُمَّ يُقيمُها / وَتَحفِزُها أَيدي الرِجالِ الجَواذِفِ
إِلَيكَ اِبنَ خَيرِ الناسِ حَمَّلتُ حاجَتي / عَلى ضُمَّرٍ كُلِّفنَ عَرضَ السَنائِفِ
بَناتِ المَهاري الصُهبِ كُلِّ نَجيبَةٍ / جُمالِيَّةٍ تَبري لِأَعيَسَ راجِفِ
يَظَلُّ الحَصى مِن وَقعِهِنَّ كَأَنَّما / تَرامى بِهِ أَيدي الأَكُفِّ الحَواذِفِ
إِذا رَكِبَت دَوِّيَّةً مُدلَهِمَّةً / وَصَوَّتَ حاديها لَها بِالصَفاصِفِ
تَغالَينَ كَالجِنّانِ حَتّى تَنوطَهُ / سُراها وَمَشيُ الراسِمِ المُتَقاذِفِ
عِتاقٌ تَغَشَّتها السُرى كُلَّ لَيلَةٍ / وَرُكبانُها كَالمَهمَهِ المُتَجانِفِ
كَأَنَّ عَصيرِ الزَيتِ مِمّا تَكَلَّفَت / تَحَلَّبَ مِن أَعناقِها وَالسَوالِفِ
عَوامِدُ لِلعَبّاسِ لَم تَرضَ دونَهُ / بِقَومٍ وَإِن كانوا حِسانَ المَطارِفِ
لِتَسمَعَ مِن قَولي ثَناءً وَمِدحَةً / وَتَحمِلُ قَولي يا اِبنَ خَيرِ الخَلائِفِ
وَكَم مِن كَريمٍ يَشتَكي ضَعفَ عَظمِهِ / أَقَمتَ لَهُ ما يَشتَكي بِالسَقائِفِ
وَآمَنتَهُ مِمّا يَخافُ إِذا أَوى / إِلَيكَ فَأَمسى آمِناً غَيرَ خائِفِ
وَأَنتَ غِياثُ المُمحِلينَ إِذا شَتَوا / وَنورُ هُدىً يا اِبنَ المُلوكِ الغَطارِفِ
ثَنائي عَلى العَبّاسِ أَكرَمِ مَن مَشى / إِذا رَكِبوا ثُمَّ اِلتَقوا بِالمَواقِفِ
تَراهُم إِذا لاقاهُمُ يَومَ مَشهَدٍ / يَغُضّونَ أَطرافَ العُيونِ الطَوارِفِ
وَلَو ناهَزوهُ المَجدَ أَربى عَلَيهِمُ / بِخَيرَ سُقاةٍ تَعلَمونَ وَغارِفِ
وَتَعلو بُحورَ العالَمينَ بُحورُهُم / بِفِعلٍ عَلى فِعلِ البَرِيَّةِ ضاعِفِ
وَما وَلَدَت أُنثى مِنَ الناسِ مِثلَهُ / وَلا لَفَّهُ أَظآرُهُ في اللَفائِفِ
وَلَمّا دَعا الداعونَ وَاِنشَقَّتِ العَصا / وَلَم تَخبُ نيرانُ العَدُوِّ المُقاذِفِ
فَزِعنا إِلى العَبّاسِ مِن خَوفِ فِتنَةٍ / وَأَنيابِها المُستَقدِماتِ الصَوارِفِ
وَكَم مِن عَوانٍ فَيلَقٍ قَد أَبَرتَها / بِأُخرى إِلَيها بِالخَميسِ المُراجِفِ
فَقَد أَوقَعَ العَبّاسُ إِذ صارَ وَقعَةً / نَهَت كُلَّ ذي ضِغنٍ وَداءٍ مُقارِفِ
وَأَغنَيتَ مَن لَم يَغنَ مِن أَبطَأِ السُرى / وَقَوَّمتَ دَرءَ الأَزوَرِ المُتَجانِفِ
وَأَنتَ الَّذي يُخشى وَيُرمى بِكَ العِدى / إِذا أَحجَمَت خَيلُ الجِيادِ المَخالِفِ
سَمَوتَ فَلَم تَترُك عَلى الأَرضِ ناكِثاً / وَآمَنتَ مِن أَحيائِنا كُلَّ خائِفِ
أَبَرتَ زُحوفَ المُلحِدينَ وَكِدتَهُم / بِمُستَنصِرٍ يَتلو كِتابَ المَصاحِفِ
تَأَخَّرَ أَقوامٌ وَأَسرَعتَ لِلَّتي / تُغَلَّلُ نُشّابَ الكَمِيِّ المُزاحِفِ
وَأَنتَ إِلى الأَعداءِ أَوَّلُ فارِسٍ / هُناكَ وَوَقّافٌ كَريمُ المَواقِفِ
بِضَربٍ يَزيلُ الهامَ عَن مُستَقَرِّهِ / وَطَعنٍ بِأَطرافِ الرِماحِ الجَوائِفِ
سَبَقتَ بِأَهلِ الكوفَةِ المَوتَ بَعدَما / أُريدَ بِإِحدى المُهلِكاتِ الجَوالِفِ
فَلَم يُغنِ مَن في القَصرِ شَيئاً وَصَيَّحوا / إِلَيكَ بِأَصواتِ النِساءِ الهَواتِفِ
أَخو الحَربِ يَمشي طاوِياً ثُمَّ يَقتَدي / مُدِلّاً بِفُرسانِ الجِيادِ المَتالِفِ
يُغادِرنَ صَرعى مِن صَناديدَ بَينَها / بِسوراءَ في إِجرائِها وَالمَزاحِفِ
وَما طَعِمَت مِن مَشرَبٍ مُذ سَقَيتَها / بِتَدمُرَ إِلّا مَرَّةً بِالشَفائِفِ
مِنَ الشَأمِ حَتّى باشَرَت أَهلَ بابِلٍ / وَأَكذَبتَ مِمّا جَمَّعوا كُلَّ عائِفِ
وَقَد أَبطَأَ الأَشياعُ حَتّى كَأَنَّما / يُساقونَ سَوقَ المُثقَلاتِ الزَواحِفِ
لَعَمري لَقَد أَسرَيتَ لا لَيلَ عاجِزٍ / وَما نِمتَ فيمَن نامَ تَحتَ القَطائِفِ
فَجاؤوا وَقَد أَطفَأتَ نيرانَ فِتنَةٍ / وَسَكَّنتَ رَوعاتِ القُلوبِ الرَواجِفِ
وَحَرفٍ كَجَفنِ السَيفِ أَدرَكَ نِقيَها
وَحَرفٍ كَجَفنِ السَيفِ أَدرَكَ نِقيَها / وَراءَ الَّذي يُخشى وَجيفُ التَنائِفِ
قَصَدتَ بِها لِلغَورِ حَتّى أَنَختَها / إِلى مُنكِرِ النَكراءِ لِلحَقِّ عارِفِ
تَزِلُّ جُلوسِ الرَحلِ عَن مُتَماحِلٍ / مِنَ الصُلبِ دامٍ مِن عَضيضِ الظَلائِفِ
وَكَم خَبَطَت نَعلاً بِخُفٍّ وَمَنسِمٍ / تُدَهدي بِهِ صُمَّ الجَلاميدِ راعِفِ
فَلَولا تَراخيهِنَّ بي بَعدَما دَنَت / بِكَفِّيَ أَسبابُ المَنايا الدَوالِفِ
لَكُنتُ كَظَبيٍ أَدرَكَتهُ حِبالَةٌ / وَقَد كانَ يَخشى الظَبيُ إِحدى الكَفائِفِ
أَرى اللَهَ قَد أَعطى اِبنَ عاتِكَةَ الَّذي / لَهُ الدينُ أَمسى مُستَقيمَ السَوالِفِ
تُقى اللَهِ وَالحُكمَ الَّذي لَيسَ مِثلُهُ / وَرَأفَةَ مَهدِيٍّ عَلى الناسِ عاطِفِ
وَلا جارَ بَعدَ اللَهِ خَيرٌ مِنَ الَّذي / وَضَعتُ إِلى أَبوابِهِ رَحلُ خائِفِ
إِلى خَيرِ جارٍ مُستَجارٍ بِحَبلِهِ / وَأَوفاهُ حَبلاً لِلطَريدِ المُشارِفِ
عَلى هُوَّةِ المَوتِ الَّتي إِن تَقاذَفَت / بِهِ قَذَفَتهُ في بَعيدِ النَفانِفِ
فَلا بَأسَ أَنّي قَد أَخَذتُ بِعُروَةٍ / هِيَ العُروَةُ الوُثقى لِخَيرِ الحَلائِفِ
أَتى دونَ ما أَخشى بِكَفِّيَ مِنهُما / حَيا الناسُ وَالأَقدارُ ذاتِ المَتالِفِ
فَطامَنَ نَفسي بَعدَما نَشَزَت بِهِ / لِيَخرُجَ تَنزاءُ القُلوبَ الرَواجِفِ
وَرَدَّ الَّذي كادوا وَما أَزمَعوا لَهُ / عَلَيَّ وَما قَد نَمَّقوا في الصَحائِفِ
لَدى مَلِكٍ وَاِبنِ المُلوكِ كَأَنَّهُ / تَمامُ بُدورٍ ضَوءُهُ غَيرُ كاسِفِ
أَبوهُ أَبو العاصي وَحَربٌ تَلاقَيا / إِلَيهِ بِمَجدِ الأَكرَمينَ الغَطارِفِ
هُمُ مَنَعوني مِن زِيادٍ وَغَيرِهِ / بِأَيدٍ طِوالٍ أَمَّنَت كُلَّ خائِفِ
وَكَم مِن يَدٍ عِندي لَكُم كانَ فَضلُها / عَلَيَّ لَكُم يا آلَ مَروانَ ضاعِفِ
فَمِنهُنَّ أَن قَد كُنتُ مِثلَ حَمامَةٍ / حَراماً وَكَم مِن نابِ غَضبانَ صارِفِ
رَدَدتُ عَلَيهِ الغَيظَ تَحتَ ضُلوعِهِ / فَأَصبَحَ مِنهُ المَوتُ تَحتَ الشَراسِفِ
قَد نالَ بِشرٌ مُنيَةَ النَفسِ إِذ غَدا
قَد نالَ بِشرٌ مُنيَةَ النَفسِ إِذ غَدا / بِعَبدَةَ مَنهاةِ المُنى اِبنُ شُغافِ
فَيا لَيتَهُ لاقى شَياطينَ مُحرِزٍ / وَمِثلَهُمُ مِن نَهشَلٍ وَمَنافِ
بِحَيثُ اِنحَنى أَنفُ الصَليبِ وَأَعرَضَت / مَخارِمُ تَحتَ اللَيلِ ذاتُ نِجافِ
مَضَت سَنَةٌ لَم تُبقِ مالاً وَإِنَّنا
مَضَت سَنَةٌ لَم تُبقِ مالاً وَإِنَّنا / لِنَنهَضُ في عامٍ مِنَ المَحلِ رادِفُ
فَقُلتُ أَبانُ اِبنُ الوَليدِ هُوَ الَّذي / يُجيرُ مِنَ الأَحداثِ نِضوَ المَتالِفِ
فَتىً لَم تَزَل كَفّاهُ في طَلَبِ العُلى / تَفيضانِ سَحّاً مِن تَليدٍ وَطارِفِ
لَعَمرُكَ ما أَصبَحتُ أَنثو عَزيمَتي / وَلا مُخدِرٌ بَينَ الأُمورِ الضَعائِفِ
أَنتَ الَّذي عَنّا بِلالُ دَفَعتَهُ
أَنتَ الَّذي عَنّا بِلالُ دَفَعتَهُ / وَنَحنُ نَخافُ مُهلِكاتِ المَتالِفِ
أَخَذنا بِحَبلٍ ما نَخافُ اِنقِطاعَهُ / إِلى مُشرِفٍ أَركانُهُ مُتَقاذِفِ
وَلَم تَرَ مِثلَ الأَشعَرِيِّ إِذا رَمى / بِحَبلٍ إِلى الكَفَّينِ جاراً لِخائِفِ
هُوَ المانِعُ الجيرانِ وَالمُعجِلُ القِرى / وَيَحفَظُ لِلإِسلامِ ما في المَصاحِفِ
أَرى إِبِلي مِمّا تَحِنُّ خِيارُها / إِذا عَلِقَت أَقرانُها بِالسَوالِفِ
بِها يُحقَنُ التامورُ إِن كانَ واجِباً / وَيَرقَأُ تَوكافُ العُيونِ الذَوارِفِ
وَإِنّا دَعَونا اللَهَ إِذ نَزَلَت بِنا / مُجَلِّلَةً إِحدى اللَيالي الخَوائِفِ
فَسَلَّ بِلالٌ دونَنا السَيفَ لِلقِرى / عَلى عُبُطِ الكومِ الجِلادِ العَلايِفِ
رَأَيتُ بِلالاً يَشتَري بِتِلادِهِ / وَبِالسَيفِ خَلّاتِ الكِرامِ الغَطارِفِ
ثَنَت مُضمِراتٌ مِن بِلالٍ قُلوبَنا / إِلى مُنكَرِ النَكراءِ لِلحَقِّ عارِفِ
أَلَم يَأتِ بِالشَأمِ الخَليفَةَ أَنَّنا
أَلَم يَأتِ بِالشَأمِ الخَليفَةَ أَنَّنا / ضَرَبنا لَهُ مَن كانَ عَنهُ يُخالِفُ
صَناديدَ أَهدَينا إِلَيهِ رُؤوسَهُم / وَقَد باشَرَت مِنها السُيوفُ الشَناذِفُ
وَعِندَ أَبي بِشرَ اِبنِ أَحوَزَ مِنهُمُ / عَلى جِيَفِ القَتلى نُسورٌ عَواكِفُ
فَإِن تَنسَ ما تُبلي قُرَيشٌ فَإِنَّنا / نُجالِدُ عَن أَحسابِها وَنُقاذِفُ
شَدائِدَ أَيّامٍ بِنا يَتَّقونَها / كَأَنَّ شُعاعَ الشَمسِ فيهِنَّ كاسِفُ
وَما اِنكَشَفَت خَيلٌ بِبابِلَ تَتَّقي / رَدى المَوتِ إِلّا مِسوَرُ الخَيلِ واقِفُ
شَوازِبُ قَد كانَت دِماءُ نُحورِها / نِعالاً لِأَيديها وَهُنَّ كَواتِفُ
بِمُعتَرَكٍ لا تَنجَلي غَمَراتُهُ / عَنِ القَومِ إِلّا وَالرِماحُ رَواعِفُ
نَواقِلُ مِن جُردٍ عَوابِسُ في الوَغى / وَكُلُّ صَريعٍ خَرَّقَتهُ الجَوائِفُ
عَذيرُكَ في شَغبٍ إِذا أَنتَ لَم تُطَع / وَسَهلٌ إِذا طُوِّعتَ لِلحَقِّ عارِفُ
تَجودُ بِنَفسٍ لا يُجادَ بِمِثلِها / حِفاظاً وَإِن خيفَت عَلَيكَ المَتالِفُ
فَأَنتَ الفَتى المَعروفُ وَالفارِسُ الَّذي / بِهِ بَعدَ عَبّادٍ تُجَلّى المَخاوِفُ
وَتَقلِصُ بِالسَيفِ الطَويلِ نِجادُهُ / وَفي الرَوعِ لا شَختٌ وَلا مُتَآزِفُ
أَغَرُّ عَظيمُ المَنكِبَينِ سَما بِهِ / إِلى كَرَمِ المَجدِ الكِرامُ الغَطارِفُ
فَوارِسُ مِنهُم مِسوَرٌ لا رِماحُهُم / قِصارٌ وَلا سودُ الوَجوهِ مَقارِفُ
إِذا شَهِدوا يَومَ اللِقاءِ تَضَمَّنوا / مِنَ الطَعنِ أَيّاماً لَهُنَّ مَتالِفُ
عَزَفتَ بِأَعشاشٍ وَما كِدتَ تَعزِفُ
عَزَفتَ بِأَعشاشٍ وَما كِدتَ تَعزِفُ / وَأَنكَرتَ مِن حَدراءَ ما كُنتَ تَعرِفُ
وَلَجَّ بِكَ الهِجرانُ حَتّى كَأَنَّما / تَرى المَوتَ في البَيتِ الَّذي كُنتَ تَيلَفُ
لَجاجَةُ صُرمٍ لَيسَ بِالوَصلِ إِنَّما / أَخو الوَصلِ مَن يَدنو وَمَن يَتَلَطَّفُ
إِذا اِنتَبَهَت حَدراءُ مِن نَومَةِ الضُحى / دَعَت وَعَلَيها دِرعُ خَزٍّ وَمِطرَفُ
بِأَخضَرَ مِن نَعمانَ ثُمَّ جَلَت بِهِ / عِذابَ الثَنايا طَيِّباً حينَ يُرشَفُ
وَمُستَنفِزاتٍ لِلقُلوبَ كَأَنَّها / مَهاً حَولَ مَنتوجاتِهِ يَتَصَرَّفُ
يُشَبَّهنَ مِن فَرطِ الحَياءِ كَأَنَّها / مِراضُ سُلالٍ أَو هَوالِكُ نُزَّفُ
إِذا هُنَّ ساقَطنَ الحَديثَ كَأَنَّهُ / جَنى النَحلِ أَو أَبكارِ كَرمٍ يُقَطَّفُ
مَوانِعُ لِلأَسرارِ إِلّا لِأَهلِها / وَيُخلِفنَ ما ظَنَّ الغَيورُ المُشَفشِفُ
يُحَدِّثنَ بَعدَ اليَأسِ مِن غَيرِ ريبَةٍ / أَحاديثَ تَشفي المُدنَفينَ وَتَشغَفُ
إِذا القُنبُضاتِ السودِ طَوَّفنَ بِالضُحى / رَقَدنَ عَلَيهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ
وَإِن نَبَّهَتهُنَّ الوَلائِدُ بَعدَما / تَصَعَّدَ يَومُ الصَيفِ أَو كادَ يَنصِفُ
دَعَونَ بِقُضبانِ الأَراكِ الَّتي جَنى / لَها الرَكبُ مِن نَعمانَ أَيّامَ عَرَّفوا
فَمِحنَ بِهِ عَذباً رُضاباً غُروبُهُ / رِقاقٌ وَأَعلى حَيثُ رُكِّبنَ أَعجَفُ
لَبِسنَ الفِرَندَ الخُسرُوانِيَّ دونَهُ / مَشاعِرَ مِن خَزِّ العِراقِ المُفَوَّفُ
فَكَيفَ بِمَحبوسٍ دَعاني وَدونَهُ / دُروبٌ وَأَبوابٌ وَقَصرٌ مُشَرَّفُ
وَصُهبٌ لِحاهُم راكِزونَ رِماحَهُم / لَهُم دَرَقٌ تَحتَ العَوالي مُصَفَّفُ
وَضارِيَةٌ ما مَرَّ إِلّا اِقتَسَمنَهُ / عَلَيهِنَّ خَوّاضٌ إِلى الطِنءِ مِخشَفُ
يُبَلِّغُنا عَنها بِغَيرِ كَلامِها / إِلَينا مِنَ القَصرِ البَنانُ المُطَرَّفُ
دَعَوتَ الَّذي سَوّى السَمَواتِ أَيدُهُ / وَلَلَّهُ أَدنى مِن وَريدي وَأَلطَفُ
لِيَشغَلَ عَنّي بَعلَها بِزَمانَةٍ / تُدَلِّهُهُ عَنّي وَعَنها فَنُسعَفُ
بِما في فُؤادَينا مِنَ الهَمِّ وَالهَوى / فَيَبرَءُ مُنهاضُ الفُؤادِ المُسَقَّفُ
فَأَرسَلَ في عَينَيهِ ماءً عَلاهُما / وَقَد عَلِموا أَنّي أَطَبُّ وَأَعرَفُ
فَداوَيتُهُ عامَينِ وَهيَ قَريبَةٌ / أَراها وَتَدنو لي مِراراً فَأَرشُفُ
سُلافَةَ جَفنٍ خالَطَتها تَريكَةٌ / عَلى شَفَتَيها وَالذَكِيُّ المُسَوَّفُ
فَيا لَيتَنا كُنّا بَعيرَينِ لا نَرِد / عَلى مَنهَلٍ إِلّا نُشَلُّ وَنُقذَفُ
كِلانا بِهِ عَرٌّ يَخافُ قِرافُهُ / عَلى الناسِ مَطلِيُّ المَساعِرِ أَخشَفُ
بِأَرضٍ خَلاءٍ وَحدَنا وَثِيابُنا / مِنَ الرَيطِ وَالديباجِ دِرعٌ وَمِلحَفُ
وَلا زادَ إِلّا فُضلَتانِ سُلافَةٌ / وَأَبيَضُ مِن ماءِ الغَمامَةِ قَرقَفُ
وَأَشلاءُ لَحمٍ مِن حُبارى يَصيدُها / إِذا نَحنُ شِئنا صاحِبٌ مُتَأَلَّفُ
لَنا ما تَمَنَّينا مِنَ العَيشِ ما دَعا / هَديلاً حَماماتٌ بِنَعمانَ هُتَّفُ
إِلَيكَ أَميرَ المُؤمِنينَ رَمَت بِنا / هُمومُ المُنى وَالهَوجَلُ المُتَعَسَّفُ
وَعَضُّ زَمانٍ يا اِبنَ مَروانَ لَم يَدَع / مِنَ المالِ إِلّا مُسحَتاً أَو مُجَرَّفُ
وَمُنجَرِدُ السُهبانِ أَيسَرُ ما بِهِ / سَليبُ صُهارٍ أَو قُصاعٌ مُؤَلَّفُ
وَمائِرَةِ الأَعضادِ صُهبٍ كَأَنَّما / عَلَيها مِنَ الأَينِ الجِسادُ المُدَوَّفُ
بَدَأنا بِها مِن سَيفِ رَملِ كُهَيلَةٍ / وَفيها نَشاطٌ مِن مِراحٍ وَعَجرَفُ
فَما بَرِحَت حَتّى تَقارَبَ خَطوُها / وَبادَت ذُراها وَالمَناسِمُ رُعَّفُ
وَحَتّى قَتَلنا الجَهلَ عَنها وَغودِرَت / إِذا ما أُنيخَت وَالمَدامِعُ ذُرَّفُ
وَحَتّى مَشى الحادي البَطيءُ يَسوقُها / لَها بَخَصٍ دامٍ وَدَأيٌ مُجَلَّفُ
وَحَتّى بَعَثناها وَما في يَدٍ لَها / إِذا حُلَّ عَنها رُمَّةٌ وَهيَ رُسَّفُ
إِذا ما نَزَلنا قاتَلَت عَن ظُهورِنا / حَراجيجُ أَمثالُ الأَهِلَّةِ شُسَّفُ
إِذا ما أَرَيناها الأَزِمَّةَ أَقبَلَت / إِلَينا بِحُرّاتِ الوُجوهِ تَصَدَّفُ
ذَرَعنَ بِنا ما بَينَ يَبرينَ عَرضَهُ / إِلى الشَأمِ تَلقانا رِعانٌ وَصَفصَفُ
فَأَفنى مِراحَ الداعِرِيَّةِ خَوضُها / بِنا اللَيلَ إِذ نامَ الدَثورُ المُلَفَّفُ
إِذا اِغبَرَّ آفاقُ السَماءِ وَكَشَّفَت / كُسورَ بُيوتِ الحَيِّ حَمراءُ حَرجَفُ
وَهَتَّكَتِ الأَطنابَ كُلُّ عَظيمَةٍ / لَها تامِكٌ مِن صادِقِ النِيِّ أَعرَفُ
وَجاءَ قَريعُ الشَولِ قَبلَ إِفالِها / يَزِفُّ وَراحَت خَلفَهُ وَهيَ زُفَّفُ
وَباشَرَ راعيها الصِلا بِلَبانِهِ / وَكَفَّيهِ حَرَّ النارِ ما يَتَحَرَّفُ
وَأَوقَدَتِ الشِعرى مَعَ اللَيلِ نارَها / وَأَمسَت مُحولاً جِلدُها يَتَوَسَّفُ
وَأَصبَحَ مَوضوعُ الصَقيعِ كَأَنَّهُ / عَلى سَرَواتِ النيبِ قُطنٌ مُنَدَّفُ
وَقاتَلَ كَلبُ الحَيِّ عَن نارِ أَهلِهِ / لِيَربِضَ فيها وَالصِلا مُتَكَنَّفُ
وَجَدتَ الثَرى فينا إِذا يَبِسَ الثَرى / وَمَن هُوَ يَرجو فَضلَهُ المُتَضَيِّفُ
تَرى جارَنا فينا يُجيرُ وَإِن جَنى / فَلا هُوَ مِمّا يُنطِفُ الجارَ يُنطَفُ
وَيَمنَعُ مَولانا وَإِن كانَ نائِياً / بِنا جارَهُ مِمّا يَخافُ وَيَأنَفُ
وَقَد عَلِمَ الجيرانُ أَنَّ قُدورَنا / ضَوامِنُ لِلأَرزاقِ وَالريحُ زَفزَفُ
نُعَجِّلُ لِلضيفانِ في المَحلِ بِالقِرى / قُدوراً بِمَعبوطٍ تُمَدُّ وَتُغرَفُ
تُفَرَّغُ في شيزى كَأَنَّ جِفانَها / حِياضُ جِبىً مِنها مِلاءٌ وَنُصَّفُ
تَرى هَولَهُنَّ المُعتَفينَ كَأَنَّهُم / عَلى صَنَمٍ في الجاهِلِيَّةِ عُكَّفُ
قُعوداً وَخَلفَ القاعِدينَ سُطورَهُم / جُنوحٌ وَأَيديهِم جُموسٌ وَنُطَّفُ
وَما حُلَّ مِن جَهلٍ حُبى حُلَمائِنا / وَلا قائِلٌ بِالعُرفِ فينا يُعَنَّفُ
وَما قامَ مِنّا قائِمٌ في نَدِيِّنا / فَيَنطِقَ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَعرَفُ
وَإِنّي لَمِن قَومٍ بِهِم تُتَّقى العِدى / وَرَأبُ الثَأى وَالجانِبُ المُتَخَوِّفُ
وَأَضيافِ لَيلٍ قَد نَقَلنا قِراهُمُ / إِلَيهِم فَأَتلَفنا المَنايا وَأَتلَفوا
قَرَيناهُمُ المَأثورَةَ البيضَ قَبلَها / يُثِجُّ العُروقَ الأَزأَنِيُّ المُثَقَّفُ
وَمَسروحَةً مِثلَ الجَرادِ يَسوقُها / مُمَرٌّ قُواهُ وَالسَراءُ المُعَطَّفُ
فَأَصبَحَ في حَيثُ اِلتَقَينا شَريدُهُم / طَليقٌ وَمَكتوفُ اليَدَينِ وَمُزعَفُ
وَكُنّا إِذا ما اِستَكرَهَ الضَيفُ بِالقِرى / أَتَتهُ العَوالي وَهيَ بِالسُمِّ تَرعَفُ
وَلا نَستَجِمُّ الخَيلَ حَتّى نُعيدَها / غَوانِمَ مِن أَعدائِنا وَهيَ زُحَّفُ
كَذَلِكَ كانَت خَيلُنا مَرَّةً تُرى / سِماناً وَأَحياناً تُقادُ فَتَعجَفُ
عَلَيهِنَّ مِنّا الناقِصونَ ذَحولَهُم / فَهُنَّ بِأَعباءِ المَنِيَّةِ كُتَّفُ
مَداليقُ حَتّى تَأتِيَ الصارِخَ الَّذي / دَعا وَهوَ بِالثَغرِ الَّذي هُوَ أَخوَفُ
وَكُنّا إِذا نامَت كُلَيبٌ عَنِ القِرى / إِلى الضَيفِ نَمشي بِالعَبيطِ وَنَلحَفُ
وَقِدرٍ فَثَأنا غَليَها بَعدَما غَلَت / وَأُخرى حَشَشنا بِالعَوالي تُؤَثَّفُ
وَكُلُّ قِرى الأَضيافِ نَقري مِنَ القَنا / وَمُعتَبَطٍ فيهِ السَنامُ المُسَدَّفُ
وَلَو تَشرَبُ الكَلبى المَراضُ دِماءَنا / شَفَتها وَذو الداءِ الَّذي هُوَ أَدنَفُ
مِنَ الفائِقِ المَحبوسِ عَنهُ لِسانُهُ / يَفوقُ وَفيهِ المَيِّتُ المُتَكَنَّفُ
وَجَدنا أَعَزَّ الناسِ أَكثَرَهُم حَصىً / وَأَكرَمَهُم مَن بِالمَكارِمِ يُعرَفُ
وَكِلتاهُما فينا إِلى حَيثُ تَلتَقي / عَصائِبُ لاقى بَينَهُنَّ المُعَرَّفُ
مَنازيلُ عَن ظَهرِ القَليلِ كَثيرُنا / إِذا ما دَعا في المَجلِسِ المُتَرَدِّفُ
قَلَفنا الحَصى عَنهُ الَّذي فَوقَ ظَهرِهِ / بِأَحلامِ جُهّالٍ إِذا ما تَغَضَّفوا
عَلى سَورَةٍ حَتّى كَأَنَّ عَزيزَها / تَرامى بِهِ مِن بَينِ نيقَينِ نَفنَفُ
وَجَهلٍ بِحِلمٍ قَد دَفَعنا جُنونَهُ / وَما كانَ لَولا حِلمُنا يَتَزَحلَفُ
رَجَحنا بِهِم حَتّى اِستَثابوا حُلومَهُم / بِنا بَعدَما كادَ القَنا يَتَقَصَّفُ
وَمَدَّت بِأَيديها النِساءُ وَلَم يَكُن / لِذي حَسَبٍ عَن قَومِهِ مُتَخَلَّفُ
كَفَيناهُمُ ما نابَهُم بِحُلومِنا / وَأَموالِنا وَالقَومُ بِالنُبلِ دُلَّفُ
وَقَد أَرشَدوا الأَوتارَ أَفواقَ نَبلِهِم / وَأَنيابُ نَوكاهُم مِنَ الحَردِ تَصرِفُ
فَما أَحَدٌ في الناسِ يَعدِلُ دَرأَنا / بِعِزٍّ وَلا عِزٌّ لَهُ حينَ نَجنَفُ
تَثاقَلُ أَركانٌ عَلَيهِ ثَقيلَةٌ / كَأَركانِ سَلمى أَو أَعَزُّ وَأَكثَفُ
سَيَعلَمُ مَن سامى تَميماً إِذا هَوَت / قَوائِمُهُ في البَحرِ مَن يَتَخَلَّفُ
فَسَعدٌ جِبالُ العِزِّ وَالبَحرُ مالِكٌ / فَلا حَضَنٌ يُبلى وَلا البَحرِ يُنزَفُ
وَبِاللَهِ لَولا أَن تَقولوا تَكاثَرَت / عَلَينا تَميمٌ ظالِمينَ وَأَسرَفوا
لَما تُرِكَت كَفٌّ تُشيرُ بِأُصبُعٍ / وَلا تُرِكَت عَينٌ عَلى الأَرضِ تَطرِفُ
لَنا العِزَّةُ الغَلباءُ وَالعَدَدُ الَّذي / عَلَيهِ إِذا عُدَّ الحَصى يُتَحَلَّفُ
وَلا عِزَّ إِلّا عِزُّنا قاهِرٌ لَهُ / وَيَسأَلُنا النَصفَ الذَليلُ فَيُنصَفُ
وَمِنّا الَّذي لا يَنطِقُ الناسُ عِندَهُ / وَلَكِن هُوَ المُستَأذَنُ المُتَنَصَّفُ
تَراهُم قُعوداً حَولَهُ وَعُيونُهُم / مُكَسَّرَةٌ أَبصارُها ما تَصَرَّفُ
وَبَيتانِ بَيتُ اللَهِ نَحنُ وَلاتُهُ / وَبَيتٌ بِأَعلى إيلِياءَ مُشَرَّفُ
لَنا حَيثُ آفاقِ البَرِيَّةِ تَلتَقي / عَديدُ الحَصى وَالقَسوَرِيُّ المُخَندِفُ
إِذا هَبَطَ الناسُ المُحَصَّبَ مِن مِنىً / عَشِيَّةَ يَومِ النَحرِ مِن حَيثُ عُرِّفوا
تَرى الناسَ ما سِرنا يَسيرونَ خَلفَنا / وَإِن نَحنُ أَومَأنا إِلى الناسِ وَقَّفوا
أُلوفُ أُلوفٍ مِن دُروعٍ وَمِن قَناً / وَخَيلٌ كَرَيعانِ الجَرادِ وَحَرشَفُ
وَإِن نَكَثوا يَوماً ضَرَبنا رِقابَهُم / عَلى الدينِ حَتّى يُقبِلَ المُتَأَلَّفُ
فَإِنَّكَ إِذ تَسعى لِتُدرِكَ دارِماً / لَأَنتَ المُعَنّى يا جَريرُ المُكَلَّفُ
أَتَطلُبُ مِن عِندَ النُجومِ وَفَوقَها / بِرِبقٍ وَعَيرٍ ظَهرُهُ مُتَقَرِّفُ
أَبى لِجَريرٍ رَهطُ سوءٍ أَذِلَّةٌ / وَعِرضٌ لَئيمٌ لِلمَخازي مُوَقَّفُ
إِذا ما اِحتَبَت لي دارِمٌ عِندَ غايَةٍ / جَرَيتَ إِلَيها جَريَ مَن يَتَغَطرَفُ
كِلانا لَنا قَومٌ لَنا يُحلِبونَهُ / بِأَحسابِهِم حَتّى يَرى مَن يُخَلَّفُ
إِلى أَمَدٍ حَتّى يُزايِلَ بَينَهُم / وَيوجِعُ مِنّا النَخسُ مَن هُوَ مُقرِفُ
عَطَفتُ عَلَيكَ الحَربَ إِنّي إِذا وَنى / أَخو الحَربِ كَرّارٌ عَلى القِرنُ مُعطِفُ
تُبَكّي عَلى سَعدٍ وَسَعدٌ مُقيمَةٌ / بِيَبرينَ مِنهُم مَن يَزيدُ وَيُضعِفُ
عَلى مَن وَراءَ الرَدمِ لَو دُكَّ عَنهُمُ / لَماجوا كَما ماجَ الجَرادَ وَطَوَّفوا
فَهُم يَعدِلونَ الأَرضَ لَولاهُمُ اِستَوَت / عَلى الناسِ أَو كادَت تَسيرُ فَتُنسَفُ
وَلَو أَنَّ سَعداً أَقبَلَت مِن بِلادِها / لَجاءَت بِيَبرينَ اللَيالي تَزَحَّفُ