القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 4
إذا اختصمَ الجمعانِ قيل لهم كُفُّوا
إذا اختصمَ الجمعانِ قيل لهم كُفُّوا / فمن شاء فيأخذ ومَنْ شاء فليعفُ
وكلُّ لبيبِ القلبِ في الأمرِ حازمٌ / إذا جاءه خير إليه به يهفو
فيأخذه علماً من الله زينة / ولو رواح عنه سار في أثره يقفو
فيظهر فينا ذا صنوفٍ كثيرةٍ / وفي عينه عندَ العليم به صنف
وحيدٌ بمعناه كثيرٌ بصورةٍ / وذلك في المقول والعادة العرف
ففي أذني قِراطٌ وفي الساقِ دُملجٌ / وفي مَفرِقي تاجٌ وفي ساعدي وقف
إذا حصل الإجماع ليس لصورةٍ / على صورةٍ أخرى افتخارٌ ولا شَفّ
تنوَّع عندي زينة الله أنها / عليّ بإنعامِ الكريم بها وقف
تنوّعت الأشكالُ والماء واحدٌ / نزيه عن الأوصافِ بل خالصٌ صِرف
تقنع بما قد جاء منه ولا تزد / مخافة أن يأتيك من بعده خلف
هو الحقُّ فاعلمه يقيناً محققاً / فليس لما قد قلت في ذلكم خلف
ألا الغم صباحاً أيها الوارد الذي
ألا الغم صباحاً أيها الوارد الذي / أتانا فحيانا من الحضرة الزُّلفى
فقلت له أهلاً وسهلا ومرحبا / بواردِ بشرى جاء من موردٍ أصفى
فقال سلامٌ عندنا وتحية / عليكم وتسليم من الغادة الهيفا
من اللاء لم يحجبن إلا بقيته / فقلت له القنوى فقال هي الذلفا
لقد طلعت في العين بدراً مُكملا / وفي جيدنا عقداً وفي ساعدي وقفا
فقلت لها من أنت قالت جهلتني / أنا نفسك الغرّا تجلَّتْ لكم لُطفا
فاعرضتُ عنها كي أفوز بقربها / وطأطأتُ رأسي ما رفعتُ لها طرفا
وقد شغفتُ حباً بذاتي وما درت / وقد ملئتُ تيهاً وقد حُشيَتْ ظرفا
وثارتْ جيادُ الريح جوداً وهمة / وما سبقت ريحاً تهبُّ ولا طرفا
وجاء الإله الحقُّ للفصل والقضا / على الكشفِ والأملاكُ صفاً له صفا
عن الحكم عن أعياننا وهو علمه / وما غادروا مما علمتُ به حرفا
لذلك كانت حجة الله تعتلي / على الخصم شرعاً أو مشاهدة كشفا
وهبَّ نسيمُ القربِ من جانب الحمى / فأهدى لنا من نشرِ عنبرِه عُرفا
حبستُ على من كان مني كأنه / فؤادي وأعضائي لشغلي به وقفا
ومن برحت أرساله في وجودنا / على حضرتي تترى بما أرسلت عرفا
وأرواحه تزجى سحائب علمه / إلى خلي قصداً فيعصفها عَصفا
يشف لها برق بإنسانِ ناظري / وميضُ سناه كاد يخطفه خطفا
ويعقبه صوتُ الرعودِ مسبحا / ليزجرها رحمي فيقصفها قصفا
يخرج وَدْقُ الغيثِ من خللٍ بها / فتصبحُ أرضُ الله كالروضة الأُنُفا
شممتُ لها ريحاً بأعلامِ راية / كريَّا حمياها إذا شربت صرفا
ولما تدانتْ للقطافِ غصونُها / تناولتُ منها كالنبيّ لهم قطفا
ولما تذكرتُ الرسول وفعله / على مثل هذا لم أزل أطلب الحلفا
وراثة من أحيى به الله قلبَه / ولو كنت كنتُ الوارثَ الخلف الخلفا
ألا إنني أرجو زوال غوايتي / وأرجو من الله الهدايةَ والعطفا
إذا ما بدا لي الوجه في عين حيرتي / قَرَرْتُ بها عينا وكنتُ بها الأحفى
تبينُ علاماتٌ لها عندي ذي حجى / وأعلامها بين المقاماتِ لا تخفى
إذا كنت بالأمر الذي أنت عالم
إذا كنت بالأمر الذي أنت عالم / به جاهلاً فاعلم بأنك عارفُ
إذا أنت أعطيت العبارة عنهمُ / بما هم عليه فاعلم أنك واصفُ
فإن الذي قد ذقته ليس ينحكي / ولا يصرفُ الإنسان عن ذاك صارفُ
وقل ربِّ زدني من علومٍ تقيدت / علومٌ مذاق أنهن عوارف
إذا نلتها كنتَ العليمَ بحقها / وإن كانت الأخرى فتلك المعارفُ
فمعرفتي بالعينِ ما ثم غيرها / وعلمي بحال واحد وهو عاطف
عليها وذاك الأمر ما فيه مدخل / ألا كلُّ ذي ذوقٍ هنالك واقف
وما جهلَ الأقوام إلا عبارتي / وما أنا باللفظ المركَّبِ كاشف
وما ثم تصريحٌ لذاك عيوننا / إذا ما عجزنا بالدموعِ ذوارف
فإن نحن عبرنا فإن كبيرنا / لحنظلة التشبيه باللفظ ناقف
تمعر منه الوجه والعجز قائمٌ / به ويراه اليثربي المكاشف
ولو كان غير اليثربيّ لما درى / وهل يجهلُ العلام إلا المخالف
نفى عنهم القرآن فيه مقامهم / وإني بالله العظيمِ لحالف
لقد سمعت أذناي ما لا أبثُّه / وقد جافى الأمر الذي لا يخالف
فقلتُ له سمعاً إلهي وطاعة / وقد كان لي فيما ذكرتُ مواقف
وما كنتُ ذا فكرٍ ولا قائلاً به / وقد بُينت لي في الطريق المصارف
وما صرفتنا عن تحققِ ذاتنا / بما في طريقِ السالكين الصوارف
وما ثم إلا سالك ومسلك / بذا قالتِ الأسلاف منا السوالف
مشينا على آثارهم عن بصيرة / وتقليد إيمان فنحن الخوالف
وما حيرتنا في الطريق مجاهل / وما حكمت بالتيه فينا التنائف
فإن كنت ذا حسٍّ فنحن الكثائف / وإن كنت ذا علم فنحن اللطائف
لقد جهلتْ ما قلته وأبنته / من أهل الوجودِ الحقِّ منا طوائف
لقد قالتِ الأعراب الحربُ خدعةٌ / وإني خبير بالحروبِ مُشاقف
ألا فاعذروا من كان لي ذا جنابة / ويقديه مني تالدٌ ثم طارف
ويشتد خوفي من شهودي لموجدي / ولما رمت بي نحو ذاك المخاوف
علمتُ بأني ذو انكسارٍ وذلة / وأني مما يأمن القلبُ خائف
وأصبحت لا أرجو أمانا وإنني / على بابِ كوني للشهادة واقف
شهيدٌ لنفسي لا عليها لأنني / عليم تهادى للعمى متجانف
وإني أناديني إذا ما دعوتني / وقد هتفتْ بي في الخطوبِ الهواتف
إذا كانت الأعراف تعطى عوارفاً
إذا كانت الأعراف تعطى عوارفاً / فإن السليم الشمّ لينشق العرفَا
ولا يقبل الرحمن منه إذا أتى / قبول الذي قد شمَّ عدلاً ولا صرفا
وإن جاءه الإقبال من كلِّ جانب / ولم يقبل الرحمن لم يكن إلاَّ حفى
وإياك واستدراجه في عباده / فإنَّ لمكر الله في خلقه عُرفا
يراه الذي ما زال فيهم مقدَّماً / فيعزله حكماً ليشربه صِرفا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025