دعوت فلبينا ودارك كعبة
دعوت فلبينا ودارك كعبة / بها انعقد الإخلاص والحب طوَّفا
خميلتنا تهفو إليها قلوبنا / وأي فؤاد للخميلة ما هفا
بنوك الألى تحنو عليهم تعطفا / وترعاهم براً بهم متلطفا
إذا خلعوا بعض الوقار فدعهم / فمثلك عن مثل الذي صنعوا عفا
هنا أطرح الأعباء مثقل كاهل / وخفف من وقريه من قد تخففا
فمال على الفضل الأباظي طامعا / وأغرق في الجود الأباظي مسرفا
فيا ندوة السمار هل من مسجل / يدوّن إعجاز القرائح منصفا
ليشهد أن الشعر شيء مشى بنا / مع الطبع جل الطبع أن يتكلفا
وفي دمنا يجري به متواصلا / مع النفس الجاري وينساب مرهفا
فهل ناقل عني الغداة وناشر / مقالة صدق قد أبت أن تحرّفا
حديث غنيم والردنجوت والذي / جرى بيننا ما كنت بالحق مرجفا
بصرت به والصحن بالصحن يلتقي / فلم أر أبهى من غنيم وأظرفا
تراءى له لحم فلم يدر عنده / أديَّكَ من بعد الطوى أم تخرقا
وأومأ لي باللحظ يسألني به / أتعرفه أومأت باللحظ مسعفا
وقدمته للديك وهو كأنما / يطير إليه واثبا متلهفا
غنيم أخونا الديك قدمت ذا لذا / فهذا لهذا بعد لأي تعرفا
وما هي إلا لحظة وتغازلا / وقد رفعا بعد السلام التكلفا
فما على الورك الشهي ممزقا / وما على الصدر النظيف منظفا
جزى الله أسنانا هناك عتيقة / ظللن على الصحن الأباظي عكفا
تعير ناجي بالردنجوت جاءه / معاراً فغامر واستعر أنت معطفا
وأقسم لو أن الردنجوت نلته / وجاد به من جاد كرها وسلفا
لقلّبته ظهراً لبطن محيرا / به تحسبن الوجه من عبط قفا
رأيتك والعدس الأباظي قادم / كما انتفض المحموم بشر بالشفا
وناهيك بالعدس الأباظي منظر / عظيم كما هيأت للعين متحفا
على أنه ما جاء حتى رأيته / توارى كطيف لاح في الحلم واختفى
فلله من لفظ ببطنك راسب / قرير ومعناه برأسك قد طفا
قفا نبك أو نضحك على أي حالة / قفا صاحبي اليوم من عجب قفا
كأن صحاف الدار في عين صاحبي / غوان كستهن المحاسن مطرفا
أشار لإحداهن إذ برزت له / وناجته عن بعد وأبدت تعطفا
تسائلني من أنت وهي عليمة / وهل بفتى مثلي على حاله خفا
سأخبرها من أنت إنك شاعر / قنوع إذا ما الخير جاء تفلسفا
ومن أنت حتى ترفض النعمة التي / أتيحت وتأبى مثلها متقشفا
فتى حاله غلبٌ وآخره الطوى / وخطته عريٌ ومشروعه الحفا