أُسائِلُ عَن وَجناءَ في السِجنِ جارَها
أُسائِلُ عَن وَجناءَ في السِجنِ جارَها / لَعَمرُ أَبِيها إِنَّني لَمُكَلَّفُ
وَأَنّي لَكَ الوَجناءُ وَالسِجنُ دُونَها / وَيُغلَقُ دُوني ذُو أَواسٍ مُشَّرَّفُ
وَفي الرِجلِ مِنّي كَبلُ قَينٍ يُؤودُها / وَثِيقٌ إِذا ما جاءضهُ الخَطُو يَهتِفُ
كَأَنَّ شَبا مِسمارِهِ وَهوَ ناجِمٌ / شَبا نابِ قَرمٍ يَضرِبُ الشُولَ يَصرِفُ
يَمانِيَّةٌ هاجَت فُؤادي وَوَكِّلَت / بِها النَفس حَتّى دَمعُ عَينَيَّ يَذرِفُ
يُرَوَّعُ أَحياناً إِذا ذُكِرَت لَهُ / كَما رِيعَ مَشعُوفٌ مِنَ النَفرِ يُشعَفُ
وَأَنّي لَكَ الأسعافُ مِنها وَدارُها / جُنوبَ العِدى لَو سالمَتني وَتُنصِفُ
وَما زالَ بي حَيني وَحَمزَةُ دَلَّني / وَلِلحَينِ أَقدارٌ تُحَمُّ وَتُصرَفُ
مَعَ القَدَرِ المُكتُوبِ حَتّى تَعَطَّفَت / بِوَجناءَ نَفسٌ وَجدُها مُتَعِطِّفُ
فَإِني لَما حُمِّلتُ مِنها لَبائِحٌ / وَلَو كانَ ما بي ما بِهِ بُحتُ يُعرَفُ
وَمُستَودِعٍ قَلبي هَوىً فَوقَ ما بَدا / لَوأَنَّ فُؤادي عَن هَواها يُكَشّضفُ
وَإِني لَمُوفيها مِنَ الوُدِّ كَيلَهُ / إِذا نَقَصَ الوُدَّ المُلُولُ المُطَفِّفُ
كَعابٌ إِذا قامَت قَليلاً تَأَوَّدَت / كَمَشي الحَسِيرِ مُكرَهاً وَهوَ مُزحَفُ
مِنَ البيضِ إِمّا ما يُوارى إِزارُها / فَفَقمٌ وَإِمّا ما عَلاهُ فَمُرهَفُ
كَغُصنِ الغَضا فَوقَ النَقا نَفَحَت لَهُ / جَنُوبٌ تُكَفّى فَرعَهُ وَهوَ مُشرِفُ
لَها مِعصَمٌ عَبلٌ وَجِيدُ جِدايَةٍ / وَبَطنٌ إِذا ناطَت بِهِ الوُشحَ مُخطَفُ
وَعَينا مَهاةٍ في كِناسٍ بِرَملَةٍ / بِهاسِنَةٌ مِن نَعسَةٍ حينَ تَطرِفُ
وَوَجهٌ كَمِثلِ البَدرِ إِذ تَمَّ فَاِستَوى / إِذا ما بَدا في ظُلمَةِ اللَيلِ يَسدِفُ
وَثَغرٌ عَلَيهِ الظُلمُ يَجري كَأَنَّهُ / إِذا اِبتَسمَت مِن كَثرَةِ الماءِ يَنطفُ
وَإِني لَأَهوى الأَزدَ طُرّاً لِحُبِّها / عَلى ذاكَ إِن حُلِّفتُ بِاللَهِ أَحلِفُ
بِرَبِّ الهَدايا الواجِباتِ جُنُوبُها / تَضَمَّنَها لِلّهِ في الحَجِّ مَوقِفُ
لَوَجناءُ أَلقاها فَأنظُرُ قائِماً / إِلَيها وَلَو كانَت تَصُدُّ وَتَصدِفُ
أَحَبُّ إِلى نَفسي مِن أُخرى قَريبَةٍ / لَها مادِحٌ عِندي إِذا قامَ يَهرِفُ