القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن غَلبون الصُّوري الكل
المجموع : 4
أَرى جَنباتِ الأرضِ باسمكَ ترجفُ
أَرى جَنباتِ الأرضِ باسمكَ ترجفُ / وأطرافُها من ذِكرِه تَتَخوَّفُ
وإلا فَما بالي أَرَى كلَّ مارقٍ / من البُعدِ تُلقيه إليكَ وتقذِفُ
كأنَّكَ سَيفٌ ضَيَّعَ السُّخطُ غِمدَهُ / فها هُو صَلتٌ في يَدِ اللَّهِ مُرهَفُ
يخافُ الطليقُ النازِحُ الدار حدَّه / كما يتَوقاهُ الأسيرُ المكَتَّفُ
لئِن كنتَ ذا الفَخرَين إنَّ رِفاعةً / ببأسِكَ ذا النارَينِ قَد صارَ يُعرَفُ
حَريقانِ في الدَّارَينِ يَعتَقِبانه / فمن مثله مُستأنِفٌ مُتَسلِّفُ
ومَن لَم يصدِّق بالجَحيمِ يردُّه / إلى قعرِها التكذيبُ عجلانَ يُقذفُ
وكان يَرى التَّكليفَ في الدين باطِلاً / فهَل هُو فيما مَسَّهُ متكلِّفُ
وفيكَ لنا في المارِقينَ بَقيَّةٌ / وإن غرَّهُم مِنها ومنكَ التوقُّفُ
وكَم غمةٍ لَو لَم تكُن لم يكُن لَها / سِواكَ ولا كانَت لغَيرِكَ تُكشَفُ
ويوماكَ في سلمٍ وحَربٍ كِلاهُما / سَواءٌ دمٌ قانٍ وحَمراء قرقفُ
ألَما بِلَونٍ واحِدٍ وتَفَرَّقا / ألا ربَّ لَونٍ واحِدٍ يتصرَّفُ
فللَّهِ كفٌّ جودُها مثلُ بأَسِها / تَحوزُ الندى في الحالَتَينِ وتُسرِفُ
ونفسٌ تَضيقُ الأرضُ عَنها وهمَّةٌ / تطِلُّ عَلَيها من عُلوٍّ وتُشرِفُ
وقلبٌ عَلى أَطرافِ كلِّ مَخوفَةٍ / وإن لَم يخِفها نازِلٌ مُتَطرِّفُ
وخَيلانِ خَيلٌ قادَها لمُلِمَّةٍ / إلى مَوقِفٍ مُرَّانُه يَتَقَصَّفُ
وخيلٌ نَهاها ذكرُهُ عَن لِقائِه / فراحَت كأنَّ الريحَ بالخَيلِ تَعصِفُ
بلَغتَ إِلى أَعلَى المَنازِلِ في العُلى / وكُلٌّ يُمنِّي نَفسَه ويُسوِّفُ
وأنتَ أَبو شبلَينِ يكشرُ عَنهُما / لكَي يَكبرا والجَيشُ بالجَيشِ يُوصَفُ
سَتَبقى لرَيبِ الدَّهرِ حتَّى تكفَّهُ / وويلٌ لرَيبِ الدَّهرِ مِما تُخلفُ
تَخلَّف ستبقي نِقمةً وسَحابَتَي / عطاءٍ وما تِلكَ الفراسة تُخلفُ
كَأنِّي إِذا ما قُلتُ أسمعُ كلَّ ما / أُشاهِدُه حَولي يَقولُ ويحلفُ
من الشعرِ ما قامَت براهينُ صدقهِ / ومنهُ حَديثٌ في سِواك يؤلفُ
دنَت فَرأَتني عاتِباً مُتَطرِّفا
دنَت فَرأَتني عاتِباً مُتَطرِّفا / فكفَّت حَواشي سِربِها أن تُخطفا
وأَرسلَتِ اللَّحظَ الضَّعيفَ مع الهَوى / لِيَقوى فَأرسَلتُ القَويَّ لأضعُفا
وعَينٍ أَقامَ الدَّمعُ فيها فَكُلَّما / ألمَّ بِها طَيفٌ عَلى غِرَّةٍ طَفا
جَفا صاحِبي ثمَّ استَقلَّ انفِرادَه / بِفِعلٍ فألقَى بينَ أَجفانِه الجَفا
إِليكَ فَإني إِنَّما كُنتُ مَرَّةً / أحسُّ لَهيباً في الحَشا وقَد انطَفا
وصارَ الهَوى في الحُسنِ كالحُسنِ رِقَّةً / وأَصبَحَ حتَّى كلُّ أَهيَف أهيَفا
وحرَّمتُ ما كانَ الشَّبابُ استَحلَّهُ / وأَنشَأتُ أَقضي عَنه ما كانَ أَسلَفا
وكُنتُ وإِلا فَاسأَلِ الراحَ جالِباً / لَها وعَلَيها مُستَحثاً مُؤلِّفا
يرقُّ لَها قَولي وفِعلي كَأَنَّني / إِذا ما سَقَوني قَرقَفاً خِلتُ قَرقَفا
وأُعدو عَلَى العادي بِغَيرِ جَريرةٍ / وأُغضي عَلَى ذُلٍّ إِذا أَهيَفٌ هَفا
وأَمشي إِلى الحَسناءِ أسبقُ وَعدها / فَأعجلُها عَن أَن تَقولَ فتُخلِفا
فَما أبقَت الأَيامُ منِّي وقَد جَرى / حَديثُ الصِّبا إِلا الأَسى والتَّلهُّفا
وأنظرُ مِن سَجفِ المَشيبِ إِلى الهَوى / فَأخشَى مِن المَصروفِ أَن يَتَصَرَّفا
وأركبُ بعدَ العُدم والشَّيب تالِياً / يَقودُهما خَلفي ويَمشي تَعسُّفا
إِلى أَن قَسمتُ الحربَ والشيبَ للهَوى / وللعُدم من جودِ ابنِ باروخَ ما كَفى
هُو المَجدُ يَحمي مَن ألمَّ بِبَيتِه / ويَمنعُ ممَّن جاءهُ متَخوفا
فَلا تُنكِروا أَنَّ الشَّواهِدَ أشكلَت / بِأَمثالِها حتَّى تَبينَ وتُعرَفا
أَتى باتِّفاقِ المُلكِ والحُسنِ واسمِه / بِمصرَ فَظنَّ الناسُ يوسُفَ يوسُفا
فتىً فَتنَ الأيامَ حتَّى رأيتها / تقلبُ مِن تَحتِ اللَّيالي تَشَوُّفا
ويَستَبشِر اليومُ الجَديدُ بقُربِه / فيُلقي عَليه نفسَه مُتَرشِّفا
نشَا بَينَ أَقلامِ الوزارة ناشِئاً / وما بَينَ أَسيافِ الإمارة مُرهَفا
ومرَّ عَلى البانينَ في المَجدِ بِالنَّدى / ولمَّا رآهُم حينَ أَشرَفَ أَشرَفا
ولَم يَقتصِر مِنهم عَلى مثلِ فعلِهِم / فتحسَبُه استَملى من القَوم واقتَفا
ويَوم وغىً كالسَّمهَريِّ لطوله / وإن لَم يَكن كالسَّمهَريِّ مُثقَّفا
تقدَّمت تُلقي خلفَ ظَهركَ أرضَه / كأنَّ عَليه العَهدَ بالزَّحفِ والوَفا
وتجرَعُ ماءَ الصَّبرِ فيه مُكدَّراً / ومن ذلكَ التَّكدير يُلتَمسُ الصَّفا
إِذا أَنا قلتُ الشِّعرَ خفَّفتُ سَعيَه / فسارَ وسمَّتهُ الرواةُ المخفَّفا
وإِن حَمَّلته المكرماتُ فأَثقَلَت / فأجدرُ أن لا يَستَطيعَ التوقُّفا
يَسيرُ مَسيرَ النَّجمِ إِذ كانَ مثلَهُ / علوّاً وتَأثيراً وليسَ بِه خَفا
هُو المادحُ المَمدوحُ حُسناً وإنَّما / وصَفتُ بِه مجدَ الرِّجالِ ليوصَفا
إِذا ما تَولَّت نَكبةٌ مِن صُروفِه
إِذا ما تَولَّت نَكبةٌ مِن صُروفِه / أتَت نَكبةٌ أُخرى علَى الإثرِ تَقتَفي
ألَم تَرني لا جَورُهنَّ مُفارِقي / ولا أَحدٌ في الناسِ منهنَّ مُنصِفي
وها أَناذا في دَفعِهنَّ مُعوِّلٌ / عَلَيكَ ومُستَغنٍ بجودِكَ مُكتَفي
فَبادِر لَما يَبقى عَلَيكَ ثَناؤهُ / فَلَيسَ بِباقٍ غيرُه يا ابنَ يوسُفِ
وقالوا تَولَّى حينَ قابَلَه الغِنَى
وقالوا تَولَّى حينَ قابَلَه الغِنَى / وأصبحَ تُبدِيه اللَّيالي فَيَختَفي
فقُلتُ حِمامي المالُ عِلمي بأنَّني / أخلِّفُ مالي أو فَمالي لمُخلِفِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025