المجموع : 4
أَرى جَنباتِ الأرضِ باسمكَ ترجفُ
أَرى جَنباتِ الأرضِ باسمكَ ترجفُ / وأطرافُها من ذِكرِه تَتَخوَّفُ
وإلا فَما بالي أَرَى كلَّ مارقٍ / من البُعدِ تُلقيه إليكَ وتقذِفُ
كأنَّكَ سَيفٌ ضَيَّعَ السُّخطُ غِمدَهُ / فها هُو صَلتٌ في يَدِ اللَّهِ مُرهَفُ
يخافُ الطليقُ النازِحُ الدار حدَّه / كما يتَوقاهُ الأسيرُ المكَتَّفُ
لئِن كنتَ ذا الفَخرَين إنَّ رِفاعةً / ببأسِكَ ذا النارَينِ قَد صارَ يُعرَفُ
حَريقانِ في الدَّارَينِ يَعتَقِبانه / فمن مثله مُستأنِفٌ مُتَسلِّفُ
ومَن لَم يصدِّق بالجَحيمِ يردُّه / إلى قعرِها التكذيبُ عجلانَ يُقذفُ
وكان يَرى التَّكليفَ في الدين باطِلاً / فهَل هُو فيما مَسَّهُ متكلِّفُ
وفيكَ لنا في المارِقينَ بَقيَّةٌ / وإن غرَّهُم مِنها ومنكَ التوقُّفُ
وكَم غمةٍ لَو لَم تكُن لم يكُن لَها / سِواكَ ولا كانَت لغَيرِكَ تُكشَفُ
ويوماكَ في سلمٍ وحَربٍ كِلاهُما / سَواءٌ دمٌ قانٍ وحَمراء قرقفُ
ألَما بِلَونٍ واحِدٍ وتَفَرَّقا / ألا ربَّ لَونٍ واحِدٍ يتصرَّفُ
فللَّهِ كفٌّ جودُها مثلُ بأَسِها / تَحوزُ الندى في الحالَتَينِ وتُسرِفُ
ونفسٌ تَضيقُ الأرضُ عَنها وهمَّةٌ / تطِلُّ عَلَيها من عُلوٍّ وتُشرِفُ
وقلبٌ عَلى أَطرافِ كلِّ مَخوفَةٍ / وإن لَم يخِفها نازِلٌ مُتَطرِّفُ
وخَيلانِ خَيلٌ قادَها لمُلِمَّةٍ / إلى مَوقِفٍ مُرَّانُه يَتَقَصَّفُ
وخيلٌ نَهاها ذكرُهُ عَن لِقائِه / فراحَت كأنَّ الريحَ بالخَيلِ تَعصِفُ
بلَغتَ إِلى أَعلَى المَنازِلِ في العُلى / وكُلٌّ يُمنِّي نَفسَه ويُسوِّفُ
وأنتَ أَبو شبلَينِ يكشرُ عَنهُما / لكَي يَكبرا والجَيشُ بالجَيشِ يُوصَفُ
سَتَبقى لرَيبِ الدَّهرِ حتَّى تكفَّهُ / وويلٌ لرَيبِ الدَّهرِ مِما تُخلفُ
تَخلَّف ستبقي نِقمةً وسَحابَتَي / عطاءٍ وما تِلكَ الفراسة تُخلفُ
كَأنِّي إِذا ما قُلتُ أسمعُ كلَّ ما / أُشاهِدُه حَولي يَقولُ ويحلفُ
من الشعرِ ما قامَت براهينُ صدقهِ / ومنهُ حَديثٌ في سِواك يؤلفُ
دنَت فَرأَتني عاتِباً مُتَطرِّفا
دنَت فَرأَتني عاتِباً مُتَطرِّفا / فكفَّت حَواشي سِربِها أن تُخطفا
وأَرسلَتِ اللَّحظَ الضَّعيفَ مع الهَوى / لِيَقوى فَأرسَلتُ القَويَّ لأضعُفا
وعَينٍ أَقامَ الدَّمعُ فيها فَكُلَّما / ألمَّ بِها طَيفٌ عَلى غِرَّةٍ طَفا
جَفا صاحِبي ثمَّ استَقلَّ انفِرادَه / بِفِعلٍ فألقَى بينَ أَجفانِه الجَفا
إِليكَ فَإني إِنَّما كُنتُ مَرَّةً / أحسُّ لَهيباً في الحَشا وقَد انطَفا
وصارَ الهَوى في الحُسنِ كالحُسنِ رِقَّةً / وأَصبَحَ حتَّى كلُّ أَهيَف أهيَفا
وحرَّمتُ ما كانَ الشَّبابُ استَحلَّهُ / وأَنشَأتُ أَقضي عَنه ما كانَ أَسلَفا
وكُنتُ وإِلا فَاسأَلِ الراحَ جالِباً / لَها وعَلَيها مُستَحثاً مُؤلِّفا
يرقُّ لَها قَولي وفِعلي كَأَنَّني / إِذا ما سَقَوني قَرقَفاً خِلتُ قَرقَفا
وأُعدو عَلَى العادي بِغَيرِ جَريرةٍ / وأُغضي عَلَى ذُلٍّ إِذا أَهيَفٌ هَفا
وأَمشي إِلى الحَسناءِ أسبقُ وَعدها / فَأعجلُها عَن أَن تَقولَ فتُخلِفا
فَما أبقَت الأَيامُ منِّي وقَد جَرى / حَديثُ الصِّبا إِلا الأَسى والتَّلهُّفا
وأنظرُ مِن سَجفِ المَشيبِ إِلى الهَوى / فَأخشَى مِن المَصروفِ أَن يَتَصَرَّفا
وأركبُ بعدَ العُدم والشَّيب تالِياً / يَقودُهما خَلفي ويَمشي تَعسُّفا
إِلى أَن قَسمتُ الحربَ والشيبَ للهَوى / وللعُدم من جودِ ابنِ باروخَ ما كَفى
هُو المَجدُ يَحمي مَن ألمَّ بِبَيتِه / ويَمنعُ ممَّن جاءهُ متَخوفا
فَلا تُنكِروا أَنَّ الشَّواهِدَ أشكلَت / بِأَمثالِها حتَّى تَبينَ وتُعرَفا
أَتى باتِّفاقِ المُلكِ والحُسنِ واسمِه / بِمصرَ فَظنَّ الناسُ يوسُفَ يوسُفا
فتىً فَتنَ الأيامَ حتَّى رأيتها / تقلبُ مِن تَحتِ اللَّيالي تَشَوُّفا
ويَستَبشِر اليومُ الجَديدُ بقُربِه / فيُلقي عَليه نفسَه مُتَرشِّفا
نشَا بَينَ أَقلامِ الوزارة ناشِئاً / وما بَينَ أَسيافِ الإمارة مُرهَفا
ومرَّ عَلى البانينَ في المَجدِ بِالنَّدى / ولمَّا رآهُم حينَ أَشرَفَ أَشرَفا
ولَم يَقتصِر مِنهم عَلى مثلِ فعلِهِم / فتحسَبُه استَملى من القَوم واقتَفا
ويَوم وغىً كالسَّمهَريِّ لطوله / وإن لَم يَكن كالسَّمهَريِّ مُثقَّفا
تقدَّمت تُلقي خلفَ ظَهركَ أرضَه / كأنَّ عَليه العَهدَ بالزَّحفِ والوَفا
وتجرَعُ ماءَ الصَّبرِ فيه مُكدَّراً / ومن ذلكَ التَّكدير يُلتَمسُ الصَّفا
إِذا أَنا قلتُ الشِّعرَ خفَّفتُ سَعيَه / فسارَ وسمَّتهُ الرواةُ المخفَّفا
وإِن حَمَّلته المكرماتُ فأَثقَلَت / فأجدرُ أن لا يَستَطيعَ التوقُّفا
يَسيرُ مَسيرَ النَّجمِ إِذ كانَ مثلَهُ / علوّاً وتَأثيراً وليسَ بِه خَفا
هُو المادحُ المَمدوحُ حُسناً وإنَّما / وصَفتُ بِه مجدَ الرِّجالِ ليوصَفا
إِذا ما تَولَّت نَكبةٌ مِن صُروفِه
إِذا ما تَولَّت نَكبةٌ مِن صُروفِه / أتَت نَكبةٌ أُخرى علَى الإثرِ تَقتَفي
ألَم تَرني لا جَورُهنَّ مُفارِقي / ولا أَحدٌ في الناسِ منهنَّ مُنصِفي
وها أَناذا في دَفعِهنَّ مُعوِّلٌ / عَلَيكَ ومُستَغنٍ بجودِكَ مُكتَفي
فَبادِر لَما يَبقى عَلَيكَ ثَناؤهُ / فَلَيسَ بِباقٍ غيرُه يا ابنَ يوسُفِ
وقالوا تَولَّى حينَ قابَلَه الغِنَى
وقالوا تَولَّى حينَ قابَلَه الغِنَى / وأصبحَ تُبدِيه اللَّيالي فَيَختَفي
فقُلتُ حِمامي المالُ عِلمي بأنَّني / أخلِّفُ مالي أو فَمالي لمُخلِفِ