المجموع : 8
عَبدك الدَهر وَالليالي وَصيفهْ
عَبدك الدَهر وَالليالي وَصيفهْ / مُرهما يسمعا الرُسوم المنيفهْ
مر وَأَنت المُطاع ديناً وَدنيا / يَخضع الكَون فَالصُروف حَليفه
وَلتعد نضرة الوجود تباهي / بافتخار كالعادة المألوفه
وَليَسلُّ السُرورُ من غمد حزنٍ / في سَواد الهُموم بَيضاً سُيوفه
وَليهنّ الوُجود وَالتاج وَالتخ / ت المفدّى فقد وفَى تشريفه
وَتهنئ ببكر ملكٍ تهادت / لمعالي الرحاب شأن الزفيفه
أمّةٌ حرّةٌ تراثُ كرامٍ / من جدود أُولي جدودٍ منيفه
فالأماني تزينت بالتهاني / وَتليد الفخار حيّى طريفه
وَزهت بهجة السُرور فردّت / شمس بال العدا فأمست كسيفه
وَغَدا الرَوع بعدما جل روحاً / عمّ فيهِ الأَمان من بعد خيفه
رد شمس الحياة وَالرُوح فينا / يوشع الفوز بعد جون كَثيفه
نعمَ يومُ الجلوس وَالعز يبدي / للمعالي أَنواعه وصنوفه
موكب للجلال يزهى لديه / دونه يصرف الزَمان صروفه
نوره قد جَلا عيون الرَعايا / وبهِ أَعين العِدا مخطوفه
سطعت شمسه عَلى الشرق لما / سحب غرب العدوّ أَمست ذريفه
مطرب الأنس أَوحش الضد لما / صير السعد قَلب ضدّ دُفوفه
تحسب الليل حين يجلو الدراري / زين الجوّ باللآلي سجوفه
وَترى اليوم زاهر الوَجه زاه / حسنه يترك النهى مشغوفه
وَالعَوالي تميل ميلة دلّ / تركت قامة الغُصون قَصيفه
وَالمواضي تبسمت عن تراض / كلّمت اذ جرت عِدىً موقوفه
وَبُنود الجُنود تَرفع صَوتاً / بَالثَنا وَالحَفيف يُبدي عَزيفه
وَالجياد الجياد غَنَّت صهيلاً / حَيث أَعرافُها غَدَت مَعروفه
وَبُروج البَوارج اليَوم أَضحَت / مَنشآتٍ لكل يمن هتوفه
وَكَأَنّ البَنادق الآن فاهَت / تَدعو طَير السَماء كَيما تضيفه
حَيث صُور المَدافع الشوس نادى / يَنفخ الوَيل في العُقول السَخيفه
وَالأَسى وَالعَناء سارا فَبادا / وَالصَفا وَالوَفاء أَبدى عُكوفه
وَكؤوس الحبور في حان أَمن / مِن يَد المَجد لِلمُنى مَرشوفه
فَاترك الهمّ وَاسترح يا فُؤادي / وَالق من واهب العَطا تَلطيفه
وَاقتبل صَفوة تَرى الدَهر فيها / وَاصل الحُصن هاجراً تَجنيفه
وَاحمد اللَه وَابتهل بِثَناءٍ / فَالمَواضي بِما تَرى مَخلوفه
إِن دِين الإِسلام عز فقرّت / بِبلوغ المُنى القُلوب الرَجيفه
فَابشري صَفوة الوُجود بشهم / صاحب الملك وَالسَجايا الحَنيفه
جازم الأَمر رافع القَدر عال / خافض الضد قاهر تَصليفه
لَو يَشا عَبده تَناول عنقو / دَ الثريّا وَلم يُحاول قُطوفه
أَو يَشا يَجعل الهِلال سِواراً / لصفاه وَالزُهر نَقداً شنوفه
نَجل خَير المُلوك ماض وَآت / في كِتاب الجَلال رُوح الصَحيفه
دُمت يا ملك آل عثمان فينا / ظل رَب السَماء نَأوي وَريفه
فَلَقَد سدتمُ بحزم وَعَزم / عَرفُه أَذهل الدُهور العَنيفه
أَنتمو أَنتمو وَلاة البَرايا / مَأَمن الكائنات يَوم المَخيفه
أَيّ شرق وَأَيّ غَرب ملكتم / أَيّ بَحر سلكتمو وتنوفه
أَي بَحر وَأَيّ برّ خَلا عَن / صَدَمات بِها المُلوك لَهيفه
أَيّ جَمع بَغى فَلم تتركوه / وَالمَنايا يَد تلف لَفيفه
أَيّ شَهم لَم تَتركوه صَريعاً / يَحكم السَيف في طلاه نَزيفه
أَيّ تاج لَم تجعلوه نعالاً / لكرام الخَيل العتاق المحيفه
عَزمات لكم تدكّ الرواسي / فَتردّ الشماخ ذلاً نسيفه
حاطمو هامة المُلوك ملبّو / مَن دعا تاركو الطغاةَ أَسيفه
جندكم عاقدو اللواء جهاراً / في البَرايا بنصرة محفوفه
وَالأَعادي إِذا رَمَيتُم رَميتم / كلها من يدا القَضا مقذوفه
جاء قَول الرَسول بِالنعم عنكم / وَقبلتم تنفيذ هذي الوَظيفه
إِذ أَضاع السوى وَأنتم حَفظتم / وَاستبنتم صحيحه وَسَخيفه
بِعُلاً أَضعفت قوى كُل عادٍ / وَتقوّت بِها الشُعوب الضَعيفه
بحروب عَفيفة عن عَفاف / وَقُلوب مطهرات عَفيفه
أَنتمو مَلجأ العَوالم أَنتُم / بكمو كَربة العَنا مَكشوفه
أَنتمو عاصمو النُفوس فَمَن حا / د إِلى غَيركم يُلاقي حتوفه
دُمتمو دمتمو وَدامَت علاكم / بجلال وَصَولة مردوفه
إِن يَوم الجُلوس قَد قالَ أَرّخ / عز عَبد الحَميد صار الخَليفه
قَصدتُك وَالأَيام نالَت مَنالها
قَصدتُك وَالأَيام نالَت مَنالها / بحرمان كدّي وَالزَمان مخيفُ
وَقلت لآمالي لَك الفَوز بِالمُنى / فَما خابَت المَسعى وَثَمَّ شَريف
فَإِن فاز مَعروضي لَديك بِنَظرة / فَقَد قرّ قَلبٌ وَاستعان لَهيف
فَضحتَ غُصونَ البان قَدّاً تعطَّفا
فَضحتَ غُصونَ البان قَدّاً تعطَّفا / وَأَخجلتَ غضنَ الوَردِ خدّاً مزخرفا
وَترسلُ بيضَ الهندِ مِن سُودِ أَعينٍ / وَتُظهرُ إمّا ملتَ لَدْنا مثقَّفا
فَيا جَنةَ الفَردوس إِن هِيَ أَقبلت / وَيا زفرةَ النيران إِن أَعرضت جَفا
هِيَ الغُصنُ إِن مالَت هِيَ الوُرْق إِن شدت / هِيَ البدرُ إن تَبدو محاسنُها اِختَفى
أَبيتُ بِها وَجداً وَتُمسي خَليَّةً / وَأَمنحُها رُوحاً فتحرمني الوَفا
أَهيمُ وَأَدري وَهيَ تَدري بِأَنَّها / رَسيسُ شَقائي طالَ أَو قصر الجَفا
فَربّ لَيالٍ بتُّ أَنسى خيالَها / يَنال النُهى مني وَيَمنحُ مَرشفا
هَنيهةَ لَيلٍ وَالعَواذلُ غُفَّلٌ / وَلاحِي يُهنِّيه رَقيبٌ وَقَد غَفا
وَإِن طالَ ثمّ الجنحُ يا صاح رَيثما / هَفا طائرٌ أو عاصفُ الهَوج زَفزفا
فَكنتُ كَذي المرآة يَستجلي صُورةً / تَنفَّس مِن وَجدٍ فَأَصدأَ فَاختفى
بِأَلحاظِك الوَسنى تُجرّدُ مرهَفا
بِأَلحاظِك الوَسنى تُجرّدُ مرهَفا / وَمِن لَفظك الأَشهى تُسلسِلُ قَرقَفا
فَإِن جرّحت هذي فؤادَ متيَّمٍ / تداركتَ مِن تلكَ الشفاهِ لَهُ الشفا
وَهَل أَنتَ إلا بدرُ تمٍّ عَلى نقاً / وَهَل أَنا إِلا صادحٌ ناح مُشغَفا
وَوَجهُك وَالطرّاتُ يَومٌ وَليلةٌ / وَذي لَيلةُ الإسرا وَذا يَوم لي صَفا
وَفي خدّك النعمانُ يَحميهِ أَسوَدٌ / ووالده دَهري إِذا رُمت زخرفا
وَعَبدك يا مَولاي يَشكو مِن الهَوى / شِكايةَ مَظلوم يؤمّلُ منصفا
بحبك مَجنون وَفيك اصطبارُه / جَميلٌ وَلَكن قَد تَناها وَقَد عَفا
رَأَى جَوهرَ الدرّ الثَنايا منظَّما / لذا كذبَ النَّظَّامُ حَتّى تفلسفا
وَوَحَّد من غَيرٍ هَواكَ لِأَنَّه / تَيقَّن إِشراكَ الهَوى مُسقِطَ الوَفا
فَيا آيةً في الحُسن لما تنزّلت / تَنبأتُ في عشقي لَدى مَن تَكلّفا
فهَل شافعي بثُّ الهَوى عِندَ مالكٍ / فَأَتلو كتاباً كافياً ما تحرّفا
فَما زال للعشاق في الناس قبلَنا / دنوٌّ تلا بُعداً ووصلٌ تلا جَفا
سلامٌ عَلىعَهدِ المودّة وَالوَفا
سلامٌ عَلىعَهدِ المودّة وَالوَفا / لقد غَيرت أَعلامَه صدمةُ الجَفا
سلامٌ عَلى الدُنيا وَما في رجالها / من الحسن وَالحُسنى وَمن زينة الصفا
لقد رابَني منها تحوّلُ حالِها / وَغدرُ أَخٍ قد كانَ ظني به الوَفا
وَأَعجبُ من ذا أنني بعد ما جَرى / قَضى اللَه أن أَشقى بهم أَو أُعنَّفا
همُ كدّروا مِن وِرد ودّي صافياً / وَقَد حوّلوا ظلّاً من الأُنس وارفا
فما ذنب لي إن عفتُهم واعتزلتهم / وَمني عَلى الدُنيا وَأَبنائها العفا
خليليّ لا يغررك دَهرٌ وَإِن صافى
خليليّ لا يغررك دَهرٌ وَإِن صافى / فَلَست تَرى فيهِ وَلَو دُمت إنصافا
أَليست عَواديه دَواع إِلى الرَدى / تَولت بِأَسلاف وَتُتبِعُ أَخلافا
أَلَيست إِذا منّت وَجادَت جَهالةً / أَصابت بِهِ ما أَدركت منكَ أَضعافا
فَسَل تربَها عما جهلتَ اختباره / تَرى قبلنا كم فرّق الدَهر آلافا
قَليلٌ من الدُنيا إِذا دامَ يُكتفَى / بِهِ عَن كثيرٍ يَعقبُ الكنز إتلافا
فَكُن راحلاً فيها تزوّدَ زادَهُ / وَعشْ في بنيها عيشَ ناءٍ كَما وافى
إِذا أَبقت الدُنيا لَك العَرضَ فُز بهِ / وَإِن أَبقتَ الأُخرى لَك الدين قُل عافى
يقول فؤادي هِم إلى الخمر والغنا
يقول فؤادي هِم إلى الخمر والغنا / ففي الخمر وَالمَغنى عن الهمِّ مصرفُ
فَقلتُ وَمن يسقي وما نطصفي بمن / وإن وُجدا مَع من يسوغُ ويُؤلَفُ
لَقد كُنت والدُنيا تغر بجمعِنا
لَقد كُنت والدُنيا تغر بجمعِنا / أذمُّ الجفا منكم وآملُ في الوَفا
فلما تفرقنا وفكَّرت ما مَضى / أَسفتُ عَلى ما كان من زَمن الجَفا