القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حسن الطّويراني الكل
المجموع : 8
عَبدك الدَهر وَالليالي وَصيفهْ
عَبدك الدَهر وَالليالي وَصيفهْ / مُرهما يسمعا الرُسوم المنيفهْ
مر وَأَنت المُطاع ديناً وَدنيا / يَخضع الكَون فَالصُروف حَليفه
وَلتعد نضرة الوجود تباهي / بافتخار كالعادة المألوفه
وَليَسلُّ السُرورُ من غمد حزنٍ / في سَواد الهُموم بَيضاً سُيوفه
وَليهنّ الوُجود وَالتاج وَالتخ / ت المفدّى فقد وفَى تشريفه
وَتهنئ ببكر ملكٍ تهادت / لمعالي الرحاب شأن الزفيفه
أمّةٌ حرّةٌ تراثُ كرامٍ / من جدود أُولي جدودٍ منيفه
فالأماني تزينت بالتهاني / وَتليد الفخار حيّى طريفه
وَزهت بهجة السُرور فردّت / شمس بال العدا فأمست كسيفه
وَغَدا الرَوع بعدما جل روحاً / عمّ فيهِ الأَمان من بعد خيفه
رد شمس الحياة وَالرُوح فينا / يوشع الفوز بعد جون كَثيفه
نعمَ يومُ الجلوس وَالعز يبدي / للمعالي أَنواعه وصنوفه
موكب للجلال يزهى لديه / دونه يصرف الزَمان صروفه
نوره قد جَلا عيون الرَعايا / وبهِ أَعين العِدا مخطوفه
سطعت شمسه عَلى الشرق لما / سحب غرب العدوّ أَمست ذريفه
مطرب الأنس أَوحش الضد لما / صير السعد قَلب ضدّ دُفوفه
تحسب الليل حين يجلو الدراري / زين الجوّ باللآلي سجوفه
وَترى اليوم زاهر الوَجه زاه / حسنه يترك النهى مشغوفه
وَالعَوالي تميل ميلة دلّ / تركت قامة الغُصون قَصيفه
وَالمواضي تبسمت عن تراض / كلّمت اذ جرت عِدىً موقوفه
وَبُنود الجُنود تَرفع صَوتاً / بَالثَنا وَالحَفيف يُبدي عَزيفه
وَالجياد الجياد غَنَّت صهيلاً / حَيث أَعرافُها غَدَت مَعروفه
وَبُروج البَوارج اليَوم أَضحَت / مَنشآتٍ لكل يمن هتوفه
وَكَأَنّ البَنادق الآن فاهَت / تَدعو طَير السَماء كَيما تضيفه
حَيث صُور المَدافع الشوس نادى / يَنفخ الوَيل في العُقول السَخيفه
وَالأَسى وَالعَناء سارا فَبادا / وَالصَفا وَالوَفاء أَبدى عُكوفه
وَكؤوس الحبور في حان أَمن / مِن يَد المَجد لِلمُنى مَرشوفه
فَاترك الهمّ وَاسترح يا فُؤادي / وَالق من واهب العَطا تَلطيفه
وَاقتبل صَفوة تَرى الدَهر فيها / وَاصل الحُصن هاجراً تَجنيفه
وَاحمد اللَه وَابتهل بِثَناءٍ / فَالمَواضي بِما تَرى مَخلوفه
إِن دِين الإِسلام عز فقرّت / بِبلوغ المُنى القُلوب الرَجيفه
فَابشري صَفوة الوُجود بشهم / صاحب الملك وَالسَجايا الحَنيفه
جازم الأَمر رافع القَدر عال / خافض الضد قاهر تَصليفه
لَو يَشا عَبده تَناول عنقو / دَ الثريّا وَلم يُحاول قُطوفه
أَو يَشا يَجعل الهِلال سِواراً / لصفاه وَالزُهر نَقداً شنوفه
نَجل خَير المُلوك ماض وَآت / في كِتاب الجَلال رُوح الصَحيفه
دُمت يا ملك آل عثمان فينا / ظل رَب السَماء نَأوي وَريفه
فَلَقَد سدتمُ بحزم وَعَزم / عَرفُه أَذهل الدُهور العَنيفه
أَنتمو أَنتمو وَلاة البَرايا / مَأَمن الكائنات يَوم المَخيفه
أَيّ شرق وَأَيّ غَرب ملكتم / أَيّ بَحر سلكتمو وتنوفه
أَي بَحر وَأَيّ برّ خَلا عَن / صَدَمات بِها المُلوك لَهيفه
أَيّ جَمع بَغى فَلم تتركوه / وَالمَنايا يَد تلف لَفيفه
أَيّ شَهم لَم تَتركوه صَريعاً / يَحكم السَيف في طلاه نَزيفه
أَيّ تاج لَم تجعلوه نعالاً / لكرام الخَيل العتاق المحيفه
عَزمات لكم تدكّ الرواسي / فَتردّ الشماخ ذلاً نسيفه
حاطمو هامة المُلوك ملبّو / مَن دعا تاركو الطغاةَ أَسيفه
جندكم عاقدو اللواء جهاراً / في البَرايا بنصرة محفوفه
وَالأَعادي إِذا رَمَيتُم رَميتم / كلها من يدا القَضا مقذوفه
جاء قَول الرَسول بِالنعم عنكم / وَقبلتم تنفيذ هذي الوَظيفه
إِذ أَضاع السوى وَأنتم حَفظتم / وَاستبنتم صحيحه وَسَخيفه
بِعُلاً أَضعفت قوى كُل عادٍ / وَتقوّت بِها الشُعوب الضَعيفه
بحروب عَفيفة عن عَفاف / وَقُلوب مطهرات عَفيفه
أَنتمو مَلجأ العَوالم أَنتُم / بكمو كَربة العَنا مَكشوفه
أَنتمو عاصمو النُفوس فَمَن حا / د إِلى غَيركم يُلاقي حتوفه
دُمتمو دمتمو وَدامَت علاكم / بجلال وَصَولة مردوفه
إِن يَوم الجُلوس قَد قالَ أَرّخ / عز عَبد الحَميد صار الخَليفه
قَصدتُك وَالأَيام نالَت مَنالها
قَصدتُك وَالأَيام نالَت مَنالها / بحرمان كدّي وَالزَمان مخيفُ
وَقلت لآمالي لَك الفَوز بِالمُنى / فَما خابَت المَسعى وَثَمَّ شَريف
فَإِن فاز مَعروضي لَديك بِنَظرة / فَقَد قرّ قَلبٌ وَاستعان لَهيف
فَضحتَ غُصونَ البان قَدّاً تعطَّفا
فَضحتَ غُصونَ البان قَدّاً تعطَّفا / وَأَخجلتَ غضنَ الوَردِ خدّاً مزخرفا
وَترسلُ بيضَ الهندِ مِن سُودِ أَعينٍ / وَتُظهرُ إمّا ملتَ لَدْنا مثقَّفا
فَيا جَنةَ الفَردوس إِن هِيَ أَقبلت / وَيا زفرةَ النيران إِن أَعرضت جَفا
هِيَ الغُصنُ إِن مالَت هِيَ الوُرْق إِن شدت / هِيَ البدرُ إن تَبدو محاسنُها اِختَفى
أَبيتُ بِها وَجداً وَتُمسي خَليَّةً / وَأَمنحُها رُوحاً فتحرمني الوَفا
أَهيمُ وَأَدري وَهيَ تَدري بِأَنَّها / رَسيسُ شَقائي طالَ أَو قصر الجَفا
فَربّ لَيالٍ بتُّ أَنسى خيالَها / يَنال النُهى مني وَيَمنحُ مَرشفا
هَنيهةَ لَيلٍ وَالعَواذلُ غُفَّلٌ / وَلاحِي يُهنِّيه رَقيبٌ وَقَد غَفا
وَإِن طالَ ثمّ الجنحُ يا صاح رَيثما / هَفا طائرٌ أو عاصفُ الهَوج زَفزفا
فَكنتُ كَذي المرآة يَستجلي صُورةً / تَنفَّس مِن وَجدٍ فَأَصدأَ فَاختفى
بِأَلحاظِك الوَسنى تُجرّدُ مرهَفا
بِأَلحاظِك الوَسنى تُجرّدُ مرهَفا / وَمِن لَفظك الأَشهى تُسلسِلُ قَرقَفا
فَإِن جرّحت هذي فؤادَ متيَّمٍ / تداركتَ مِن تلكَ الشفاهِ لَهُ الشفا
وَهَل أَنتَ إلا بدرُ تمٍّ عَلى نقاً / وَهَل أَنا إِلا صادحٌ ناح مُشغَفا
وَوَجهُك وَالطرّاتُ يَومٌ وَليلةٌ / وَذي لَيلةُ الإسرا وَذا يَوم لي صَفا
وَفي خدّك النعمانُ يَحميهِ أَسوَدٌ / ووالده دَهري إِذا رُمت زخرفا
وَعَبدك يا مَولاي يَشكو مِن الهَوى / شِكايةَ مَظلوم يؤمّلُ منصفا
بحبك مَجنون وَفيك اصطبارُه / جَميلٌ وَلَكن قَد تَناها وَقَد عَفا
رَأَى جَوهرَ الدرّ الثَنايا منظَّما / لذا كذبَ النَّظَّامُ حَتّى تفلسفا
وَوَحَّد من غَيرٍ هَواكَ لِأَنَّه / تَيقَّن إِشراكَ الهَوى مُسقِطَ الوَفا
فَيا آيةً في الحُسن لما تنزّلت / تَنبأتُ في عشقي لَدى مَن تَكلّفا
فهَل شافعي بثُّ الهَوى عِندَ مالكٍ / فَأَتلو كتاباً كافياً ما تحرّفا
فَما زال للعشاق في الناس قبلَنا / دنوٌّ تلا بُعداً ووصلٌ تلا جَفا
سلامٌ عَلىعَهدِ المودّة وَالوَفا
سلامٌ عَلىعَهدِ المودّة وَالوَفا / لقد غَيرت أَعلامَه صدمةُ الجَفا
سلامٌ عَلى الدُنيا وَما في رجالها / من الحسن وَالحُسنى وَمن زينة الصفا
لقد رابَني منها تحوّلُ حالِها / وَغدرُ أَخٍ قد كانَ ظني به الوَفا
وَأَعجبُ من ذا أنني بعد ما جَرى / قَضى اللَه أن أَشقى بهم أَو أُعنَّفا
همُ كدّروا مِن وِرد ودّي صافياً / وَقَد حوّلوا ظلّاً من الأُنس وارفا
فما ذنب لي إن عفتُهم واعتزلتهم / وَمني عَلى الدُنيا وَأَبنائها العفا
خليليّ لا يغررك دَهرٌ وَإِن صافى
خليليّ لا يغررك دَهرٌ وَإِن صافى / فَلَست تَرى فيهِ وَلَو دُمت إنصافا
أَليست عَواديه دَواع إِلى الرَدى / تَولت بِأَسلاف وَتُتبِعُ أَخلافا
أَلَيست إِذا منّت وَجادَت جَهالةً / أَصابت بِهِ ما أَدركت منكَ أَضعافا
فَسَل تربَها عما جهلتَ اختباره / تَرى قبلنا كم فرّق الدَهر آلافا
قَليلٌ من الدُنيا إِذا دامَ يُكتفَى / بِهِ عَن كثيرٍ يَعقبُ الكنز إتلافا
فَكُن راحلاً فيها تزوّدَ زادَهُ / وَعشْ في بنيها عيشَ ناءٍ كَما وافى
إِذا أَبقت الدُنيا لَك العَرضَ فُز بهِ / وَإِن أَبقتَ الأُخرى لَك الدين قُل عافى
يقول فؤادي هِم إلى الخمر والغنا
يقول فؤادي هِم إلى الخمر والغنا / ففي الخمر وَالمَغنى عن الهمِّ مصرفُ
فَقلتُ وَمن يسقي وما نطصفي بمن / وإن وُجدا مَع من يسوغُ ويُؤلَفُ
لَقد كُنت والدُنيا تغر بجمعِنا
لَقد كُنت والدُنيا تغر بجمعِنا / أذمُّ الجفا منكم وآملُ في الوَفا
فلما تفرقنا وفكَّرت ما مَضى / أَسفتُ عَلى ما كان من زَمن الجَفا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025