القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 2
أَفي كلِّ ربع للمطيّ بنا وَقفُ
أَفي كلِّ ربع للمطيّ بنا وَقفُ / وفي كلِّ دارٍ من مدامِعنا وكفُ
نسائِلُ عَن أَحبابنا كلَّ دارسٍ / وَنقفو من الآثار بالبيد ما نَقفو
أَخلّايَ إِن تعفُ الديارُ فَفي الحشا / رَسيسُ جَوىً لَم يعفُ يوماً ولا يعفو
حنيني إلى دارٍ قضيتُ بها الصِبا / وما عاقَني للدَهر منعٌ ولا صَرفُ
وَعَهدي بهاتيك المعاهِد وَالرُبى / أَواهلُ لا ينفكُّ يَعطو بها خِشفُ
تُطالعنا أَقمارُ تمٍّ بأفقِها / وَيَهفو علينا من شذا نشرِها عَرفُ
وربَّ صَموت القُلبِ خمصانة الحشا / لهَوتُ بها والنجمُ من أُذنها شَنفُ
لعوبٌ إِذا عاطتكَ لهوَ حديثها / ثملتَ وما دارَت معتَّقةٌ صِرفُ
يؤوِّدُها مرُّ النَسيم فتنثني / تثنّي غصنِ البان ما شانَه قَصفُ
سل الظبية الغنّاءَ إِذ قيلَ مثلها / أُساعفها الكشحُ المهفهفُ والردفُ
ثَقيلةُ غضِّ الطَرفِ وَسنى كأَنَّما / سَبَت سِنةَ العشّاق أَجفانُها الوُطفُ
قضيتُ بها عُمرَ الشَبيبة لاهياً / وَلَم ينتبه للبَين في شملنا طَرفُ
لياليَ لا يَصفو ورودي لمنهلٍ / وَلي مِن حُميّاها ومن ثَغرِها رشفُ
وَكَم لَيلةٍ رامَ الصَباحُ نزالها / أَمدَّ الدُجى من فرعها الشعر الوَحفُ
لكِ اللَه هَل بعد التَباعد عطفةٌ / وهل لغصونٍ قد عَبَست بعدنا عطفُ
أَجدَّ النوى ما زلتُ أَكدح دائباً / أَمام الرَجا خَلفٌ وصدق المنى خُلفُ
لعمريَ ما الآمالُ من شيم الفَتى / إِذا لم تصدِّقه الظنونُ أَو الكشفُ
وَما كُلُّ مرجوٍّ يُنالُ وإنَّما / على المَرء أَن لا يستذلَّ ولا يَهفو
هُدىً للأَماني قد تبلَّج نجحُها / بجود نظام الدين واِنبلجَ العرفُ
كَريمٌ إِذا ما اِنهلَّ وابلُ كفِّه / وصوبُ الحَيا لم تدر أَيُّهما الكفُّ
حليفُ نَدىً لم تأوِ مالاً بنانُه / لوفرٍ ولم يألف براحته ألفُ
لَه خُلقٌ كالرَوض غبَّ بها النَدى / وكفُّ سماحٍ لا يُشام لها كفُّ
فَتى المجد وثّابٌ إِلى رُتب العُلى / وما عاقَه عنها خُمولٌ ولا ضعفُ
رقى مرتقىً لَولا تأَخُّرُ عصرِه / لجاءَت به الآياتُ والرسل والصُحفُ
يروقُكَ مقداماً إذ الصيد أَحجمت / بحيث القَنا الخطّار من فوقه سقفُ
وَيَسمو الحسامُ المشرفيّ بكفِّه / إِذا ما اِلتقى الجمعان واِقترب الزحفُ
أَليفُ العُلى لم يصبُ إِلّا إِلى العُلى / إِذا ما صَبا يوماً إِلى إلفه إِلفُ
تَقَصَّت عِداهُ من مدى البين غايةً / فَلا دَنَت القُصوى ولا بَعُد الحَتفُ
رويداً فإن دانت رجالٌ بسلمها / وإِلّا فَهَذي البيضُ واليلبُ الزَغفُ
كأَنَّ المذاكي المُقرَبات يَقودُها / عرائسُ تُجلى إِذ يُرادُ لها زَفُّ
وقد أُسدِلت من ثائر النَقع دونها / سُتورٌ وَلَم يُرفع لمسدلها سَجفُ
وما أَينعت يوماً رؤوسُ عداتِهِ / بروض الوَغى إِلّا وحانَ لها قَطفُ
أَربَّ العُلى وَالمجدِ والبأس والندى / إِليكَ فَلَولا أَنتَ ما اِستغرق الوصفُ
شهدتُ لأنت الواحد الفرد في العُلى / وقد أُنكر الإنكارُ أَو عُرِفَ العُرفُ
إِليكَ الهُدى أَلقى مقاليدَ أَمره / فأَيقظتَه من بعد ما كادَ أَن يَغفو
فأَنتَ لِهَذا الخلق إِن دان مؤئلٌ / وَللدين والدُنيا إِذا نُكبا كَهفُ
رقيتَ من العلياء أَرفعَ رتبةٍ / ففقتَ الوَرى قِدماً وكلُّهم خَلفُ
فَلا برحت علياؤُك الدهرَ عضَّةً / غلائلُها تَضفو ومشربُها يَصفو
وأمَّكَ عيدُ النحر بالسعد مُقبلاً / وأَمَّ عِداك النَحرُ والذُلُّ والخَسفُ
ودونكها عذراء بكراً زففتُها / إِليكَ وداداً حَليُها النظمُ والرَصفُ
ودم وابقَ واسلم آمر الدهر ناهياً / مَدى الدَهر إجلالاً عليك العُلى وقفُ
بَكيتُ أَسىً لو ردَّ عنكِ البُكا حَتفا
بَكيتُ أَسىً لو ردَّ عنكِ البُكا حَتفا / وأعولتُ وجداً لو شَفت عَولةٌ لَهفا
أُغالبُ فيكَ الوجدَ والوجدُ غالبٌ / وَأيد اِصطِباري لم يزَل واهياً ضَعفا
وَهَل لامرئٍ أَودى الرَدى بجنَانِه / عزاءٌ وكفُّ الدَهر جذَّت له كفّا
لكِ اللَهُ من يُمنى طوتها يَدُ البلى / وَعينٍ رَمت عينُ الرَدى نحوها طَرفا
وَدَوحةِ مَجدٍ بالمَعالي وَريقةٍ / أَلَمَّت بها الأَقدارُ حتّى ذَوت عَصفا
وَشَمسِ عُلاً بالمكرُمات منيرةً / أَتاحَت لها الأَيّامُ من خطبها كَسفا
وَذاتِ حجابٍ بالعَوالي منيعةٍ / يَمدُّ عليها المَجدُ من صَونها سَقفا
نُعاني لها الناعونَ حُزناً وإنَّما / سَقاني بها الناعونَ كأسَ الأَسى صِرفا
أَأُختيَ إِن أَمسيتِ رهنَ مقابرٍ / فَقَلبيَ قد أَمسى على حُزنه وَقفا
تكاثرني الأَشجانُ فيكِ وإنَّما / تكاثرُ مضنىً شفّ بالوَجدِ أَو أَشفى
لئن كانَ أَخفى القَلبُ يوماً تجمُّلاً / جَواهُ فقد أَبدى لرزئِكِ ما أَخفى
وَلي كربةٌ قد باينَ الصبرُ لهفَها / فَها أَنا أَنزو في حبائلها رَجفا
أَبيتُ بهاجا في المبيتِ وقد وَرَت / بجَنبيَّ نارٌ من جَنانيَ لا تَطفا
أَراوحُ ما بين اليدين على الحَشا / وأُسبلُ من جَفني لها مَدمعاً وَكفا
وَلَو وعيَت أَذناك كثرَ تأوُّهي / عَلمت إِخائي ما أَبرَّ وَما أَصفى
وَكَم عبرةٍ لا تملكُ العَينُ ردَّها / وَجأتُ بها مَقروحَ جَفنيَ إِذ أَغفى
وَزفرةِ وجدٍ رمت بالصَبر كظمَها / فَما كدتُ حتّى أَعقَبتني الأَسى ضِعفا
فَلِلَّهِ دَهرٌ لا تَزال صروفُه / إِذا ما اِنقضى صَرفٌ أَتاحَت لنا صَرفا
عليَّ لأَصنافِ الرَزايا تناوبٌ / أُساور منها كلَّ آونةٍ صِنفا
أَفي كلِّ عامٍ لي قَريبٌ يَروعُني / برُزءٍ وَإِلفٌ يخلفُ الحزنَ لي أَلفا
إِلى اللَه أَشكوها نوائبَ جمّةً / وَصَرفَ زَمانٍ لا أُطيق له صَرفا
كَذاكَ خطوبُ الدهر تعدو على الوَرى / فَكَم أَسبَلَت طَرفاً وَكَم سَلَبَت طِرفا
وَكَم أَنزلَت من شامخ المَجدِ ماجِداً / تشيد له العَلياءُ من عزِّهِ كَهفا
إِذا رامَ أَمراً هزَّ أَسمرَ عاسِلاً / وإِن سُئِل المَعروفَ هزَّ له عِطفا
أَناخَت عليه لم تراقب له عُلاً / فألوَت به خَسفاً وأَزرت به عَسفا
وَلَم تَرع إِذ أَمّته جرداءَ سابحاً / وأَجردَ يَحموماً وَناجيةً حَرفا
وَكَم قد سَبت من مَعقِل العزِّ حُرَّةً / تَوَدُّ الثريّا أَن تَكونَ لها شَنفا
تخطَّت إِليها مُرهفات بواتراً / وَخَطّيَّةً سمراً وماذيَّة زغفا
فأَخنَت عليها لا تهاب جموعَها / وَلَم تخشَ سِتراً قد أُذيلَ ولا سجفا
وَها أَنا قد حاوَلتُ صَبري تأَسّياً / وَكيف التأَسّي والأَسى لم يزل حِلفا
أَبى الوَجدُ إِلّا أَن أريقَ مدامعاً / تبادرُني لا أَستَطيعُ لَها كفّا
فَيا قَبرَها لا زلتَ أَشرفَ حُفرةٍ / تشبَّثُ أَذيالُ النَسيم بها عَرفا
يؤمُّكَ رضوانٌ من اللَه واسعٌ / يقرِّب من ضُمِّنتَ من رَبِّها زُلفا
وَلَستُ بمُستَسقٍ لكَ المزن ما همى / لجفنيَ دَمعٌ لا أُبالي له نَزفا
لؤمتُ إِذا لَم أسقكَ الدمعَ هاطِلاً / وأَصبحت أَستَسقي لك الديمَ الوطفا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025