المجموع : 4
أقول لسعد والحمائم هتف
أقول لسعد والحمائم هتف / وأيدي المطايا بالأحبة تعنف
عداك الحجى إن كنت ذا الهوى / مدامعه من ذئب القلب تنظف
أحن إذا حنت لذي الأثل ناقتي / وأصبو إذا ما الورق في الأيك تهتف
وليس إلى حزوى حننت ورامة / ولا لمحاني المنحني الجفن مطرف
أجل لي في وادي الغريين أغيد / هضيم الحشا ساجي اللواحظ أهيف
غزال ولكن يخجل البدر طلعة / وغصن ولكن ليس يحنو ويعطف
فكم ليلة بالسفح من أيمن الحمى / أدار علينا الراح والليل مسدف
فبت وحولي غلمة لم تكن إلى / سوى الجود تصبو أو سوى السيف تألف
إذا غضبت يوم الكريهة خلتها / أسوداً لها ظلت حشا الأرض ترجف
إذا جردت يوم القراع بوارقها / ترى بسناها أنفس الشوس تخطف
وإن رجت السمر الوشيج ترى لها / خياشيم من قاني دم القوم ترعف
تصول على الجيش اللهام بعزمة / تدك الجبال الراسيات وتنسف
سكارى حميا عتقتها يد الهوى / من الثغر تحسى لا من الكأس ترشف
رعى اللَه ذياك القوام فإنه / يكاد إذا هبت صبا يتقصف
ولله قلبي يوم قوض ركبهم / خفافاً وحادي العيس يحدو ويهتف
فآونة يمشي الهوينا وتارة / يخب على آثارهم يتعسف
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى
تغنت فهاجت لوعة الوجد والجوى / حمام بذات الأثل في الأيك تهتف
فأين استقلوا يوم زمت ركابهم / وخفوا سراعاً للمسير وأعنفوا
فإن تكن الجرعا محط رحالهم / فيا لا عدا الجرعا من السحب أوطف
وإن نزلوا وادي المعرف من منى / فيا حبذا وادي منى والمعرف
نأوا فتعرفت المنازل بعدهم / وما كنت لولاهم لها أتعرف
أسفت على تلك الليالي التي مضت / بسفح اللوا لو كان يجدي التأسف
وكم لي على تلك المعاهد لهفة / وهيهات يجدي المستهام التلهف
بلى أنا متبول الهوى ودنيف
بلى أنا متبول الهوى ودنيف / وداء الهوى لي تالد وطريف
فإن تصلوا فالوصل غاية منيتي / وإلا فسير اليعملات وجيف
فمثلي من يرجو الغرام مطية / ويحدو ولو أن الحداء عنيف
فخل زمام العيس تمرح بالسرى / فقد شاق قلبي صاحب وحليف
فما جيرة بالغور حلوا وإنما / لهم بفؤادي مربع ومصيف
وخامرت من داء الصبابة نشوة
وخامرت من داء الصبابة نشوة / أخال لها ما إن مشيت نزيفا
وسار وجيباً نحوكم بين أضلعي / فؤادي إذ لا يستطيع وجيفا
وأنكرت كل الناس إلفاً وصاحباً / وكل المغاني مربعاً ومصيفا