المجموع : 3
يواعدُني بالوَصْلِ منهُ ويُخْلِفُ
يواعدُني بالوَصْلِ منهُ ويُخْلِفُ / ويُقْسِمُ بالله العظيم ويَحْلِفُ
وقال ولم يفعلْ ورُمْتُ ولم أنَلْ / وما زِلتُ أبغي وصلَة ويسوِّف
وما ضَرَّة لو كانَ أنْجَزَ وَعْدَه / وكنتُ به لو زارني أتشَرّف
وبات برغم العاذلين منادمي / وثالثنا كأسُ من الراح قرقف
وقد دارت الأقداح بيني وبينه / وشمل الهوى ما بيننا يتألَّف
من الغيد فتّاك بلحظٍ وقامةٍ / وما شِيَم إلاَّ مرهف ومثقَّف
تَلاعبُ أنفاسُ النسيم بقدِّه / على أنَّه منها أرق وألطف
وتعرَّض لي بالحتف من نَظَراته / وأعْرَضَ عنِّي والمدامع تذرف
وصفتُ له بعض الَّذي بي من الأسى / وعندي من الرجاء ما ليس يوصف
أُلامُ ويلحوني اللحاة بحبّه / أما فيكم يا أيها النَّاس منصف
وإنِّي على هذا التجنّي لصابر / وأحملُ عِبءَ الوجد لا أتكلَّف
وأرضى بما تَرْضَوْنَ بالسخط والرضا / وآلف بين النَّاس من راح يألف
وإنِّي لمعروفُ عن اللوم في الهوى / وكيفَ يشاء الحبُّ بي يتصرف
رعَى الله عَيشاً رُحْتُ أشكر فضلَه
رعَى الله عَيشاً رُحْتُ أشكر فضلَه / بغَيداء أشكوها الغرام فتنصفُ
إذا خطرت خاف القنا خطراتها / لها من غصون البان قدٌّ مهفهف
وما نظرت إلاَّ بأدعج فاترٍ / كما استَلَّ ماضٍ يفلق الهام مرهف
نظرت إليها والوشاة بغفلة / وشمل الهوى ما بيننا يتألّف
فلا تُنكِرا منِّي هواها فإنَّني / عَرَفْتُ بها في الحبّ ما ليس يعرف
وقد كِدْتُّ أدمي خدها بنواظر / أبى الله إلاَّ أنها اليوم تذرَف
وقد مَلأت عَيْنيَّ بالحسن كلِّه / وما الشَّمس إلاَّ مثلها حين توصف
ليالي لم نحذر بها ما يريبنا / على مثلها فليأسَفِ المتأسّف
تطارحُني فيها الحديث فأنثني / كأنْ قد أمالتني من الراح قرقف
تقول تلافُ الصبّ فيمن يحبّه / فقلت لها إنَّ الصبابة تُتْلِفُ
تعنّفني فيه اللحاة جهالة / وما أنا لولا أنتِ ممَّن يُعنَّف
ورُحْتُ ولا والله أدري بأنَّني / من الراح أم من ريقها أترشف
وبِتْنا كما شِئْنا وشاء لنا الهوى / وباتَتْ أباريقُ المدامة ترعف
بدا مُسْتَهلاًّ بالبشارة يَهْتُفُ
بدا مُسْتَهلاًّ بالبشارة يَهْتُفُ / يقدِّمُ إنجازَ الهَنا ويُسَوِّفُ
ولاح لنا من ذلك الوجه نيّرٌ / هو البدر إلاَّ أنَّه ليس يُخْسَف
غلامٌ فأمّا حسْنُه فمفرَّقٌ / عليه وأمّا كونُه فمؤلّف
يروق لعين الناظرين ببهجة / تُعَرِّفُ من معناه ما ليس يُعْرَف
تَبَسَّم ثَغْر الأُنس حين وجوده / كما ابتسمت صَهْباء في الكأس قرقف
قرأنا عليه للسَّعادة أسطراً / لها من معاني ذلك الحسن أحرف
يحاكي أباه بالمحاسن كلِّها / ويوصف بالنعت الَّذي فيه يوصف
فبورك مولودٌ وبورك والدٌ / به الذكر يبقى والمحامد تخلف
وفي رَجَبٍ بالخير وافى فبَشَّروا / بميلادِه والبشرُ إذ ذاك مسعف
وأسْمَعَ باستهلاله كلَّ مَسْمَعٍ / يُقَرِّط آذانَ المنى ويشنّف
وفي ذلك الميلاد أرِّخْ بقولنا / وُلِدَتْ بأفراحٍ سليمانُ آصفُ