القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 7
نَظَرت إِلى هَذا الوجودِ فَلَم أَجِد
نَظَرت إِلى هَذا الوجودِ فَلَم أَجِد / بِهِ غَيرَ كَذّابٍ مُراءٍ مُخادِعِ
وَمَسخَرةٍ نالَ المَعالي بِسُخفِهِ / قَد اِعتادَ صَكاً في القَفا وَالأَخادِعِ
وَجَمّاعةٍ للمالِ قَد باعَ دِينَهُ / بِنَزرٍ مِن الدُنيا كَثير المَطامِعِ
وَذي عَرشَةٍ مُستأذِب مُتنَمِّسٍ / جَهولٍ تَعاطى الكِبر في زِيِّ خاشِعِ
وَأَمّا الَّذي يَقفُو شَريعَةَ أَحمَدٍ / فَأَقلِل بِهِ مِن صادِقِ الدينِ صادِعِ
أَرى بَصرِي قَد قلَّ إِذ صِرتُ مُبتَلىً
أَرى بَصرِي قَد قلَّ إِذ صِرتُ مُبتَلىً / بِدائِرَةٍ مِنها لِوَجهي بَراقِعُ
ثَلاثَةُ أَلوانٍ فَأَبيضُ أَمهَقٌ / وَأَسودُ غِربيبٌ وَأَصفَرُ فاقِعُ
وَكُنتُ أَرى الخَطَّ الدَقيقَ إِذا بَدا / ظَلامٌ وَلَحظي باهِرُ النورِ باقِعُ
فَصِرتُ أَرى مالا أَنيسَ لِمُقلَتي / كَأَنَّ الدِيارَ الآهلاتِ بلاقِعُ
وَجرِّعتُ شَهداً يَومَ لا لي لَذةً / وَقِدماً سُقيتُ السمَ وَالسمُّ ناقِعُ
سَأَصبِرُ للأَمرِ الَّذي جاءَ ناظِري / وَأَعلمُ أَن ما قَدَّرَ اللَهُ واقِعُ
وَمَن مَزَقت أَيدي النَوائبِ حالَهُ / يَكونُ لَهُ مِن رَحمَةِ اللَهِ واقِعُ
وَمَن كانَ مَسروراً بِمَوقِعِ زلةٍ / تَكونُ لَهُ بِالسَوءِ مِنها مَواقِعُ
وَمَن لَم يُرَع يَوماً لِخَطبٍ أَصابَهُ / تُصِبهُ عَلى مَرِّ الزَمانِ مَواقِعُ
وَكُلّ خَطيب في النَوائِبِ مُفحِمٍ / وَهُم في رَخاءِ العَيشِ فُصحٌ مَساقِعُ
وَعِشرةُ هَذا الناسِ تَقضِي اِحتِمالَهُم / عَلى الغُبنِ أَو تَجري لَدَيهم فَراقِعُ
عَلى مِثلِ هَذا الرُزءِ تَفنى المَدامِعُ
عَلى مِثلِ هَذا الرُزءِ تَفنى المَدامِعُ / وَتَقنى الهُمومُ الفادِحاتِ الفَواجِعُ
وَتُجنى ثِمارُ اليَأسِ مِن دَوحَةِ الرَدى / وَتُحنى عَلى الوَجدِ الطَويلِ الأَضالِعُ
مُصابٌ عَرانا لا مُصاب شَبيههُ / فِراقٌ بِلا رُجعى وَذِكرى تَتابعُ
وَتَقوى مَبانٍ كُنَّ بِالعلمِ آهَلَت / وَبالذكرِ وَالقُرآنِ فَهي بلاقِعُ
فُجِعنا بِما لَو صُوِّر العَقلُ كَانَّها / فَكامِلُهُ فَيضٌ عَلى الخَلقِ شائِعُ
فَلَم يُر إِلا ثاقِبُ الذهِنِ ذو حِجىً / صَبور عَلى بَلواه لِلّهِ خاشِعُ
فَتاةٌ غَدَت لِلشَمسِ أُختاً وَلَم تَكُن / لصون أَوجَبَتهُ الطَبائِعُ
منعمةٌ مَخدومَةٌ حفَّ حَولها / وَلا بُدَّ كُلٌّ حينَ تَأمُرُ طائِعُ
يَرِفُّ عَلَيها الحسنُ يَندى غَضارَةً / كَما اِخضَلَّ غُصنٌ في الخَميلَةِ يانِعُ
ملازمةٌ للحِجلِ تَتلو قُرآنَها / بِقَلبٍ يَعِي وَالطَرف بِالدَمعِ هامِعُ
وَيَبدو سَناها مِن خَصاصِ حِجالها / كَما لاحَ نورُ البَدرِ وَالنورُ ساطِعُ
فَما لَقِيت بُؤساً وَلا فُقدت غِنىً / وَلا راعَها يَوماً مِن الدَهرِ رائِع
وَتَلعبُ طوراً بِالنُضار وَتارَةً / بِدُرٍّ طَريٍّ لَم يُثَقِّبهُ صانِعُ
وَما أَعمَلَت يَوماً إِلى شُغُلٍ يَداً / سِوى قَلمٍ تَثنى عَلَيهِ الأَصابِعُ
تَخُطُّ بِهِ القُرآنَ وَالسِنَن الَّتي / أَتَت عَن رَسولِ اللَهِ وَالخَطُّ بارعُ
وَقَد نَشَأت ما بَين تَقوى وَمُصحَفٍ / فَلا الذكرُ مَقطوع وَلا الدين ضائعُ
وَما هَمُّها فيما النساءُ يَرَونَهُ / لِباس وَتَزيين وَخلّ يَباضِعُ
أَجَل هَمُّها تَحصيلُ أَجرٍ تُعِدُّهُ / لِيَوم معادٍ أَو كِتابٍ تُطالِعُ
تطالعُ تَفسيراً وَنَحواً مُلطفاً / وَفِقهاً وَتَأريخاً وَطبّاً تُراجِعُ
وَقَد قَصَدت إِكمالَ أَركانِ دينِها / بحجٍّ لِبَيتِ اللَهِ وَالقَصد نافِعُ
فَحجَّت وَزارَت خَيرَ مِن وطِئ الثَرى / نَبيٌّ كَريمٌ في ذوي الحَرم شافِعُ
وَلَمّا قَضى الرَحمَنُ إِنفاذ حُكمِهِ / وَكُلُّ الَّذي قَد حُمَّ لا شَكَّ واقِعُ
قَضَت نَحبَها شَرخَ الشَبابِ شَهيدَةً / وَلَم تَكُ مِمّن في الحِمامِ تُنازِعُ
وَلَكن بذهنٍ ثابِت قَد تَشهَّدَت / ثَلاثاً وَفاضَت وَهيَ فيهِ تُراجِعُ
وَلَم تَقضِ حَتّى قَد رَأَت مُستَقَرَّها / مِن العالمِ العُلوِيِّ وَالروح طالِعُ
وَكانَ لَها يَومٌ عَظيمٌ لِمَوتِها / فَأعولَ نِسوانٌ وَشُقَّت مَدارِعُ
وَكانَت قَد أَوصَت لا يُناعُ إِذا قَضَت / فَما قَبلت تِلكَ الوصاةَ السَوامِعُ
تَمشّى سَراةُ الناسِ ظُهراً أَمامَها / وَصلّوا عَلَيها وَالدُعاءُ مُتابَعُ
وَسارُوا أَمامَ النَعشِ حَتّى أَتَوا بِها / لِمنزِلِها وَالقَبرُ أَقبَح واسِعُ
وَلَما أَثارُوا بالمساحي بَدا لَهُم / تُرابٌ كَمثلِ الوَرسِ أَصفَرُ فاقِعُ
وَفاحَ أَريجُ المسكِ مِن جَنباتِهِ / كَأَنَّ بِهِ تجرَ اللطائِمِ واضِعُ
أَيا تُربَةً حلَّت نُضارُ قَرارها / سَقاكِ مِن الغَيثِ الهَوادي الهَوامِعُ
بَخِلتَ برَشحٍ مِن كِتابٍ مُمَزَّقٍ
بَخِلتَ برَشحٍ مِن كِتابٍ مُمَزَّقٍ / وَقَد كُنتَ تَسخو بِالهَوامِي الهَوامِعِ
وَدافَعتَني بِالرَدِّ إِذ كُنتُ سائِلاً / وَما كُنتُ لَما سَلتَني بِالمدافِعِ
أَعَرتُكَ تَسهيلَ الفَوائِدِ بُرهَةً / وَأَصبَحت في التَرشيحِ ظُلماً مُنازِعي
فَلي سَبقُ فَضلٍ قَد جُزيتُ بِضِدِّهِ / وَوصلَةِ وُدٍّ صِرتَ فيها مُقاطِعي
وَما كُنتَ تَدري ما الكِتابُ وَإِنِّما / وَشَى نَحوَك الواشي بِهِ وَهوَ خادِعي
تُنازِعني النَفسُ اللجوجُ طِلابه / فَقُلت لَها إِذ أَيأسَتني مَطامِعي
إِذا شافِعي فيهِ غَدا لي مانِعي / فَأَنى بِإدراكي لما عِند شافِعِ
وَرابِعَةٍ شَتّى المَذاهبِ ضَمَّهُم
وَرابِعَةٍ شَتّى المَذاهبِ ضَمَّهُم / نَدِيٌّ لأشتاتِ المسرّاتِ جامِعُ
نشنِّفُ أَسماعاً بِدُرٍّ بِمثلِهِ / تَتِيهُ عَلى سودِ المَآقي المَسامِعُ
وَتَنظِمُ مَنثوراً مِن الكَلِمِ الَّذي / هُوَ الدُرُّ لَكن لَم يُثَقِّبهُ صانِعُ
وَنادَمَنا ظَبيٌ نَصَبنا حَبائِلاً / لَهُ فَهوَ في تِلكَ الحَبائِلِ واقِعُ
يُدير لَنا مِن لَحظِهِ بابليَّةً / وَيَبسُطُ أُنساً للَّذي هُوَ طامِعُ
فَنهصُرُ مِنهُ الغُصنَ وَالغُصنُ مائِسٌ / وَنُبصِرُ مِنهُ البَدرَ وَالبَدرُ طالِعُ
وَلَولايَ أَضحى الظَبيُ للذئبِ طعمة / وَلَكِن حَماهُ اللَيثُ وَالذئبُ جائِعُ
يَوَدُّ بِأَنَّ اللَيثَ يَحظى بِعُلوِهِ / وَتَبقى لَهُ أَوراكُهُ وَالأَكارِعُ
فَقُلتُ لَهُ يا ذئبُ أَقصِر عَن الرَشا / فَإِنَّ الرَشا في غابَةِ اللَيثِ راتِعُ
أَيا لافِظاً بِالسِحرِ ها أَنا سامِعُ
أَيا لافِظاً بِالسِحرِ ها أَنا سامِعُ / وَيا ناثِراً للدُرِّ ها أَنا جامِعُ
لَقَد حُزتَ في شَرخِ الشَبابِ مَعارِفاً / وَحُزتَ مدىً لِلشَيبِ إِذ أَنتَ نافِعُ
مُبينُ بَيانٍ لَيسَ يَنفَكُّ دائِماً / بدائهُ مِنهُ تعتَرى أَو بَدائِعُ
إذا الناسُ قَد ضَنُّوا برُشحٍ مُصَرَّدٍ / فَمِن بَحرِهِ الطامي هَوامٍ هَوامِعُ
وَإِن قَدَحُوا يَوماً زِناداً لِفكرَةٍ / فَمِن فِكرَةِ الواري سَوارٍ سَوارِعُ
وَإمّا بَدا أَو فاهَ يَوماً فَأَعيُنٌ / إِلَيهِ وَأَسماعٌ سَوامٍ سَوامِعُ
يَروقك لَفظاً أَو يَروعُك مَنظَراً / فَأَعجِب بِهِ مِن رائِقٍ وَهوَ رائِعُ
غَدا مالِكي في الحُبِّ مَن هُوَ شافِعي / فللّهِ مِنهُ مالكٌ ليَ شافِعُ
جَميلٌ نَقيُ العِرضِ عَمّا يَشينُهُ / سِوى خِلسَةٍ للطَرفِ وَالطَرفُ خاشِعُ
وَما إِن يَضُرُّ البَدرَ إِن كُنتُ ناظِراً / إِلَيهِ وَقَد أَيأَسنَ مِنهُ المَطامِعُ
وَقالوا الَّذي قَد صِرتَ طَوعَ جَماله
وَقالوا الَّذي قَد صِرتَ طَوعَ جَماله / وَنَفسُك لاقَت في هَواه نِزاعها
بِهِ وَضَحٌ تَأباه نَفسُ أُولى النُهى / وَأَفظع داء ما يُنافي طِباعها
فَقُلتُ لَهُم لا عَيبَ فيهِ يَشينُه / وَلا علة فيهِ يَروم دِفاعها
وَلَكنها شَمسُ الضُحى حينَ قابَلَت / مَحاسِنهُ أَلقَت عَلَيهِ شُعاعَها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025