المجموع : 12
لَعَلَّ خِلافي لِلعَواذِلِ يَشفَعُ
لَعَلَّ خِلافي لِلعَواذِلِ يَشفَعُ / إِلى مَن مَتى أَشكو الهَوى لَيسَ يَسمَعُ
وَقَد كُنتُ أُشكي القَلبَ سَيفاً بِجَفنِهِ / فَلا عَجَبٌ إِن كانَ يُحنى وَيُقطَعُ
إِذا دَخَلَت بَينَ القُلوبِ قَطيعَةٌ / فَلا تَبعَثِ الأَقوالَ ما لَيسَ يَنفَعُ
وَلَو نَفَعَت عِندَ الحَبيبِ ضَراعَةٌ / كَفَت أَدمُعٌ عَن مُهجَةٍ تَتَضَرَّعُ
وَكانَ اللِقا مِن مُفرَدي مِنهُ مُفرَداً / فَيا زَمَني أَلّا تُثَنّي وَتَجمَعُ
لَيالٍ تَقَضَّت لَيسَ يَوماً بِراجِعٍ / إِلَيها وَلَكِنَّ اللَيالي سَتَرجِعُ
فَيا لَيتَ أَسبابَ اللَيالي تَقَطَّعَت / كَأَسبابِنا فيها إِذا تَتَقَطَّعُ
وَإِن فَرَطَت مِنّا وَأَعيا اِتِّباعُها / فَيا لَيتَ أَنَّ النَفسَ لا تَتَتَبَّعُ
وَإِن كانَ قَلبٌ بَينَ جَنبَيَّ حاضِرٌ / فَلَيتَ هُمومَ القَلبِ لا تَتَنَوَّعُ
وَبَيني وَبَينَ النائِباتِ وَقائِعٌ / يُهَوِّنُها المَوتُ الَّذي أَتَوَقَّعُ
أَبى طَمَعي في زَهرَةِ العَيشِ أَنَّني / بِها سَوفَ لا تَبقى وَبي لَستُ أَطمَعُ
فَكُلُّ زَمانٍ لَيسَ لي فيهِ صاحِبٌ / وَكُلُّ حَبيبٍ ما لَهُ فِيَّ مَوضِعُ
وَلا تَحسَبوني بائِحاً بِحَديثِكُم
وَلا تَحسَبوني بائِحاً بِحَديثِكُم / فَذاكَ قَطينٌ لا يَريمُ ضُلوعي
إلى مَن وَقَد حَدَّثتُ عَيني بِسِرِّكُم / فَنَمَّت مَعانيهِ بِلَفظِ دُموعي
تَحولُ دُموعُ العَينِ بَيني وَبَينَكُم / وَلا سِيَّما إِن شُبتُها بِنَجيعِ
فَلا إِن حَضَرتُمُ مُلِّئَت بِوُجوهِكُم / وَلا حينَ غِبتُم عُلِّلَت بِرُجوعِ
لَها اللَهُ مِن عَينٍ تَغَطَّت بِأَدمُعٍ / فَلَم تَرَ عِندَ العَتبِ ذُلَّ خُضوعي
وَلَمّا رَمَيتُم مِن عُيونٍ بِأَسهُمٍ / تَلَقَّيتُها مِن أَدمُعٍ بِدُروعي
بِروحِيَ مَن روحي إِلَيهِ مَشوقَةٌ
بِروحِيَ مَن روحي إِلَيهِ مَشوقَةٌ / وَقَلبِيَ مَن قلبي عَلَيهِ مُقَطَّعُ
وَأَصلُ الهَوى في القَلبِ عَيني وَعَينُهُ / وَكُلُّ بَلاءٍ عَنهُما مُتَفَرِّعُ
أَتَحسَبُني بَعدَ السُلُوِّ مُتَيَّماً
أَتَحسَبُني بَعدَ السُلُوِّ مُتَيَّماً / وَأَنَّ ولوعي بِالغَرامِ ولوعي
فأَمّا دُموعي فَهيَ مِنهُم وَلَم تَفِض / عَلَيهِم وَلَكِنّي طَرَدتُ دُموعي
وَأَمّا زَفيري فَهوَ أَحرَقَ ذِكرَهُم / وَأَخرَجَهُم عَن دارِهِم بِضُلوعي
بِمَن أَنتَ مِن بَعدِ الحَبيبِ مُوَلَّعُ
بِمَن أَنتَ مِن بَعدِ الحَبيبِ مُوَلَّعُ / وَهَل لَكَ مِن بَعدِ الشَبيبَةِ مَطمَعُ
نَعَم لِيَ في دَهرِ الشَبيبَةِ مَطمَعٌ / بِأَمري الَّذي إِذ يأمُرُ الدَهرَ يَسمَعُ
لَئِن نالَتِ الأَملاكُ مُلكاً بِحَظِّها
لَئِن نالَتِ الأَملاكُ مُلكاً بِحَظِّها / فَقَد نِلتُمُ ما نِلتُمُ بِمَساعِ
وَهَذا عِيانُ المَجدِ فيكُم فَما الَّذي / يَزيدُكُمُ مُدّاحُكُم بِسَماعِ
دَفَعتَ الأَذى عَنّا وَمَتَّعتَ بِالمُنى / وَما كانَتِ الدُنيا لَنا بِمَتاعِ
وَوَاللَهِ ما كُلِّفتُ في المَدحِ كُلفَةً / وَهَل هُوَ إِلّا الصِدقُ وَهوَ طِباعي
خَواطِرُ مِن وُدِّ الصَديقِ حَديثَةٌ
خَواطِرُ مِن وُدِّ الصَديقِ حَديثَةٌ / وَلَم تَرَهاشَكوايَ أَهلَ اِنتِجاعِها
أَآمُلُ نُصحاً مِنهُمُ في اِنفِراجِها / وَلَم أَرَ نُصحاً مِنهُمُ في اِستِماعِها
أَساكِنَ أَكنافِ المُقَطَّمِ دَعوَةً
أَساكِنَ أَكنافِ المُقَطَّمِ دَعوَةً / تَداعَت بِها الأَلفاظُ وَهيَ دُموعُ
يَقولونَ دِرياقُ الهَوى الدَمعُ إِن جَرى / فَذا الدَمعُ يَجري وَاللَسيعُ لَسيعُ
أَبى الحُزنُ لي مِن أَن أُماكِسَ في الهَوى / فَحُزنُكَ يَشري وَالدُموعُ تَبيعُ
بَكَت مِثلَما أَبكي وَفاضَت دُموعُها
بَكَت مِثلَما أَبكي وَفاضَت دُموعُها / وَلَم تُفشِ أَسراراً كَفَيضِ دُموعي
إِشارَةُ مَظلومٍ وَعَبرَةُ عاشِقٍ / وَغَصَّةُ مَأسورٍ وَلَونُ مَروعِ
أَقامَت إِلى بَحرِ الظَلامِ أَسِنَّةً / فَلَم يَلقَها إِلّا بِخَلعِ دُروعِ
عَجِبتُ لَها وَاللَيلُ مَقتولُ نورِها / وَما مِنهُ بَل مِنها مَسيلُ نَجيعُ
وَلَيسَ بِخَيرٍ مِن رِجالٍ رُزِئتُهُم
وَلَيسَ بِخَيرٍ مِن رِجالٍ رُزِئتُهُم / وَلَكِنَّ حِدثانَ المُصيبَةِ أَوجَعُ
وَما خَيرُ عَيشٍ نِصفُهُ سِنَةُ الكَرى / وَنِصفٌ بِهِ يَعثَلُّ أَو يَتَوَجَّعُ
فَيا رَبِّ إِنَّ البَينَ أَنحَت صُروفُهُ
فَيا رَبِّ إِنَّ البَينَ أَنحَت صُروفُهُ / عَلَيَّ وَما لي مِن مُعينٍ فَكُن مَعي
عَلى قُربِ عُذّالي وَبُعدِ أَحِبَّتي / وَأَمواهِ أَجفاني وَنيرانِ أَضلُعي
وَمِن عَجَبٍ أَنّي أَحِنُّ إِلَيهِمُ
وَمِن عَجَبٍ أَنّي أَحِنُّ إِلَيهِمُ / وَأَسأَلُ عَنهُم مَن أَرى وَهُم مَعي
وَتَطلُبُهُم عَيني وَهُم في سَوادِها / وَيَشتاقُهُم قَلبي وَهُم بَينَ أَضلُعي