أَصَوتَ مُنادٍ مِن رُمَيلَةَ تَسمَعُ
أَصَوتَ مُنادٍ مِن رُمَيلَةَ تَسمَعُ / بِغَولٍ وَدوني بَطنُ فَلجٍ فَلَعلَعُ
أَمِ اِستَحقَبَ الشَوقَ الفَؤادُ فَإِنَّني / وَجَدِّكَ مَشعوفٌ بِرَملَةَ موجَعُ
يَظَلُّ إِذا حَلَّت بِأَكنافِ بيشَةٍ / يَهيمُ بِها بَعدَ الكَرى وَيُفَزَّعُ
إِذا اِختَلَجَت عَيني أَقولُ لَعَلَّها / فَتاةُ بَني عَمرٍو بِها العَينُ تَلمَعُ
وَعِشتُ وَقَد أُفني طَريفي وَتالِدي / قَتيلَ ثَلاثٍ بَينَهُنَّ أُضَرَّعُ
فَإِنَّ سِقاطَ الخَمرِ كانَت خَبالَهُ / قَديماً فَلوموا شارِبَ الخَمرِ أَو دَعوا
وَحُبُّ القِداحِ لا يَزالُ مُنادِياً / إِلَيها وَإِن كانَت بِلَيلٍ تَقَعقَعُ
نِغاءُ الحِسانِ المُرشِقاتِ كَأَنَّها / جَآذِرُ مِن بَينِ الخُدورُ تَطَلَّعُ
فَكَلَّفتُ ما عِندي وَإِن كُنتُ عامِداً / مِنَ الوَجدِ كَالثَكلانِ بَل أَنا أَوجَعُ
أَموناً كَدُكّانِ العِبادِيِّ فَوقَها / سَنامٌ كَجُثمانِ البَلِيَّةِ أَتلَعُ
تَراها إِذا ما الآلُ خَبَّ كَأَنَّها / فَريدٌ بِذي بُركانَ طاوٍ مُلَمَّعُ
لَهُ كُلَّ يَومٍ نَبأَةٌ مِن مُكَلِّبٍ / تُريهِ حِياضَ المَوتِ ثُمَّتَ تُقلَعُ
فَفاجَأَهُ مِن أَوَّلِ الرَأيِ غُدوَةً / وَلَمّا يُسَكِّنهُ إِلى الأَرضِ مَرتَعُ
فَجالَ عَلى نَفرٍ تَعَرُّضَ كَوكَبٍ / وَقالَ دونَ النَقعِ وَالنَقعُ يَسطَعُ
بِأَكلِبَةٍ زُرقٍ ضَوارٍ كَأَنَّها / خَطاطيفُ مِن حَولِ الطَريدَةِ تَلمَعُ
إِذا قُلتَ قَد أَدرَكنَهُ كَرَّ خَلفَها / بِنافِذَةٍ كُلّاً تُفيتُ وَتَصرَعُ
يَخُشُّ بِمِدراهُ القُلوبَ كَأَنَّها / بِهِ ظَمَأٌ مِن داخِلِ الجَوفِ يُنقَعُ
بِأَسحَمَ لَأمٍ زانَهُ فَوقَ رَأسِهِ / كَما نَفَذَت هِندِيَّةٌ لا تَصَدَّعُ