المجموع : 4
عذلت على أنَّ الملامةَ تنفَعُ
عذلت على أنَّ الملامةَ تنفَعُ / ولي من غرامي شاهدٌ ليس يُدفَعُ
فَجُر وأَجر هَيهاتَ بالعتبِ أرعوي / وقُل وأَقِل هيهاتَ للعَذلِ أَسمعُ
أأغدو منَ الوجدِ المبرِّح وادعاً / وقد جدَّ للبينِ الخليطُ المودِّعُ
أظنُّ النَّوى مِثلي أَحبَّ أَحِبتَّي / فكلٌّ لهُ منها سَحابٌ وبُرقُعُ
وممَّا شَجاني بعدَ أسماءَ أربُعٌ / خلَت وعفا منها مَصيفٌ ومَربَعُ
وقفتُ بها أسقي الثَّرى من محاجري / سحائبَ ما كانت عنِ الدَّمعِ تُقلعُ
أُعلِّلُ نفسي بالبُكاءِ على الحمى / وأيُّ غليلٍ بالتَّعلُّلِ يَنفَعُ
إذا سألتني عاذِلاتيَ ما جرَى / أقولُ بِذلًّ فوقَ خَديَّ أدمعُ
سَلُوا هَل سَلا عنكُم مِحبٌّ دُمُوعهُ
سَلُوا هَل سَلا عنكُم مِحبٌّ دُمُوعهُ / لما فيكمُ وجداً تَحِنُّ ضُلوعهُ
فَلاَ تَعدِلُوا عنهُ حديثَ هواكُم / فَما قلبُهُ فيما سواكُم مطُيعهُ
فَولاكمُ ما هاجهُ من دِيَارِكُم / بُرَيقٌ على نَجدٍ خَفيِّ لَمُوعهُ
وَلاَ بعَثَ البانُ التُّهاميُّ مَوهِناً / إِليه نَسيَماً فاعَتراهُ ولوعُهُ
إذا شِئتمُ أن تَعرفوا دمَنَ الهَوَى / فَقَلبي لكَم سَاحَاتهُ ورُبُوعهُ
وكلُّ فؤادٍ فيكمُ وَغرامُهُ / كَمَا كُلُّ طَرفٍ فيكمُ ودُموعُهُ
أجيرانَ سَلعٍ هَل إِلى طيبِ وَصلِكمُ / سبيلٌ لمن فِيكم يَعِزُّ هُجوعُهُ
مُحبُّ متى ما سَاءَلَ الرَّكبَ عَنكمُ / غَدا الرَّكبُ مُشَتاقاً إِليكم جُموعُهُ
لَهُ نَفَسٌ يَدعو إليكم وما رأَى / لحَملِ هَواكم غَيَرهُ يستطيعُهُ
وَحقِّكِمُ لا حَالَ يَوماً ولا سَخاَ / بِحسنِكُمُ طَرفٌ وأَنتم رَبِيعُهُ
عَسَى يشتَفي قَلبي وَيَلتذُّ مسمَعي
عَسَى يشتَفي قَلبي وَيَلتذُّ مسمَعي / بِطيبِ حديثٍ منكمُ مُتضوَّعِ
وَتَشرحُ عن عَيني ريَاضُ جَمالِكُم / منزَّهةَ الألحاظِ من غير أدمُعٍ
وتنظرُ من أغصان بانِ قُدودكُم / وُجُوهُ بُدوُرِ من دُجَى اللَّيلِ طُلَّعِ
على أنكم أينَ استقرت دياركُم / فأنتم نُزولٌ في الحَشَى بينَ أَضلُعي
ولا نظرةٌ إلاَّ وأنتُم حضورها / ولا فكرةٌ وإلاَّ وأنتُم بها معي
ولا نَفَسٌ إلاَّ بكُم متصعِّدُ / ولا طرفَ إلاَّ نحوَكُم في تَطلُّعِ
ولولاكمُ ما قُلتُ للبرقِ لامعاً / عَسى خبرٌ عن جيرةٍ لي بلِعلعِ
ولم ألق علواءَ النَّسيمِ مُسائِلاً / بزفرةٍ محزونِ وأنهِ موجعِ
وَجُملةُ حالي أنَّني في هَواكُمُ / مُحِبٌّ مشوقٌ مُغرمٌ غيرُ مُدَّعِ
لَكَ الخيرُ قَد زارَ الخَيالُ المُطالِعُ
لَكَ الخيرُ قَد زارَ الخَيالُ المُطالِعُ / يَخُبُّ بِهِ رَكبُ الكَرَى وَهو ضائِعُ
سَرى من حُزونِ الغورِ من غَير مَوعدٍ / على غرَّةِ والطَّيفُ بالوصلِ خادعث
فيا لك من طيفٍ خَبت بِمزارهِ / لَواعِجُ شوقٍ في الحَشَى وَنَوازعُ
أتى طارِقاً جُنحَ الظَّلامِ فبادَرَت / إِليهِ الُمنَى واستَقبلَتهُ الَمدامِعُ
وما عادَ إِلاَّ والنُّجومُ مِنَ السُّرى / أُفولٌ وَوَجهُ الصبُّحِ في الأفقِ طالِعُ
لَقَد عادَني مَرآهُ وَهناً وعادَني / بُرَيقٌ على سَفحِ الأُبيرقِ لامِعُ
أَيا جِيرتِي بالرَّملِ رَملِ مُحَجَّرِ / أَهَل عَيشنُا بالأَجرَعِ الفَردِ راجعُ
لَقَد طارَ قَلبي يومَ بِنتُم عنِ الحِمَى / فَيا عَجَباً من طائرٍ وهو واقعُ
لَعلَّ الذي أَبلَى بِتفريقِ شَملِنا / بِكُم بَعدَ هذا البُعدِ والبَينِ جامعُ