القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الكُمَيْت بنُ مَعروف الأَسَدي الكل
المجموع : 4
أَلا حَيِّيا بِالتَلِّ أَطلالَ دِمنَةٍ
أَلا حَيِّيا بِالتَلِّ أَطلالَ دِمنَةٍ / وَكَيفَ تُحَيّا المَنزِلاتُ البَلاقِعُ
حَنَنتُ غَداةَ البَينِ مِن لَوعَةِ الهَوى / كَما حَنَّ مَقصورٌ لَهُ القَيدُ نازِعُ
وَظَلَّت لِعَيني قَطرَةٌ مَرَحَت بِها / عَلى الجَفنِ حَتّى قَطرُها مُتَتابِعُ
وَلَيسَ بِناهي الشَوقِ عَن ذي صَبابَةٍ / تَذكَّرَ إِلفاً أَن تَفيضَ المَدامِعُ
وَقَد لَحَّ هَذا النَأيُ حَتّى تَقَطَّعَت / حِبالُ الهَوى وَالنَأيُ لِلوَصلِ قاطِعُ
وَما أَكثَرَ التَعويلُ إِلّا لَجاجَةٌ / وَما السِرُّ بَينَ الناسِ إِلّا وَدائِعُ
تقولُ بِمِرجِ الدَيرِ إِذ هي صُحبَتي / تَعَزَّ وَقَد أَيقَنتُ أَنّي جازِعُ
وَما مُغزِلٌ أَدماءُ مَرتَعُ طِفلِها / أَراكٌ وَسِدرٌ بِالمِراضَينِ يانِعُ
بِأَحسَنَ مِنها إِذ تَقولُ لِتربِها / سَليهِ يُخَبِّرنا مَتى هُوَ راجِعُ
فَقُلتُ لَها وَاللَهِ ما مِن مُسافِرٍ / يُحيطُ لَهُ عِلمٌ بِما اللَهُ صانِعُ
فَصَدَّت كَما صَدَّت شَموسُ جِبالُها / مَدى الفَوتِ لَم تَقدِر عَلَيها الأَصابِعُ
وَقالَت لَقَد بَلّاكَ أَن لَستُ زائِلاً / يَجوبُ بِكَ الحِزقَ القِلاصُ الخَواضِعُ
فَقُلتُ لَها الحاجاتُ يَطلُبُها الفَتى / فَعُذرٌ يُلاقي بَعدَها أَو مَنافِعُ
أَقولُ لِنَدمانَيَّ وَالحُزنُ دونَنا / وَشُمُّ العَوالي مِن جُفافٍ فَوارِعُ
أَنارٌ بَدَت بَينَ المَسَنّاةِ وَالحِما / لِعَينِكَ أَم بَرقٌ تَلَألَأَ لامِعُ
فَإِن تَكُ ناراً فَهيَ نارٌ يَشُبُّها / قَلوصٌ وَتَزهاها الرِياحُ الزَعازِعُ
وَإِن يَكُ بَرقاً فَهوَ بَرقُ سَحابَةٍ / لَها رَيِّقٌ لَن يُخلِفَ الشَيمَ رائِعُ
أَلَم تَعلَمي أَنَّ الفُؤادَ يُصيبُهُ / لِذِكراكِ أَحياناً عَلى النَأيِ صادِعُ
فَيَلتاثُ حَتّى يَحسِبَ القَومُ أَنَّهُ / بِهِ وَجَعٌ أَو أَنَّهُ مُتَواجِعُ
سَقَتكِ السَواقي المُدجِناتُ عَلى الصَبا / أَثيبي مُحِبّاً قَبلَ ما البَينُ صانِعُ
فَقَد كُنتِ أَيّامَ الفراقِ قَريبَةً / مُجاوِرَةً لَو أَنَّ قُربَكِ نافِعُ
وَقَد زَعَمَت أُمُّ المُهَنَّدِ أَنَّني / كَبِرتُ وَأَنَّ الشَيبَ في الرَأسِ شائِعُ
وَما تِلكَ إِلّا رَوعَةٌ في ذُؤابَتي / وَأَيُّ فَتاءٍ لَم تُصِبهُ الرَوائِعُ
وَإِنّي وَإِن شابَت مَفارِقُ لِمَّتي / لَكالسَيفِ أَفنى جَفنُهُ وَهُوَ قاطِعُ
يُصانُ إِذا ما السِلمُ أَدجى قِناعَهُ / وَقَد جُرِّبَت في الحَربِ مِنهُ الوَقائِعُ
وَلَستُ بِجَثّامٍ يَبيتُ وَهَمُّهُ / قَصيرٌ وَإِن ضاقَت عَلَيهِ المَضاجِعُ
إِذا اِعتَنَقَتني بَلدَةٌ لَم أَكُن لَها / نَسيباً وَلَم تُسدَف عَلَيَّ المَطالِعُ
وَظَلماءَ مِذكارٍ كَأَنَّ فُروجَها / قَبائِلُ مِسحٍ أَترَصَتهُ الصَوانِعُ
نَصَبتُ لَها وَجهي وَصَدرَ مَطِيَّتي / إِلى أَن بَدا ضَوءٌ مِنَ الصُبحِ ساطِعُ
لِأُبلِيَ عُذراً أَو لِأَسمَعَ حُجَّةً / عُنيتُ بِها وَالمُنكِرُ الضَيمَ دافِعُ
وَكُنتُ اِمرَءاً مِن خَيرِ جَحوانَ عُطِّفَت / عَلَيَّ الرَوابي مِنهُمُ وَالفَوارِعُ
نَمَتني فُروعٌ مِن دِثارِ بِنِ فَقَعَسٍ / وَمَن نَوفَلٍ تِلكَ الرُؤوسُ الجَوامِعُ
فَيا أَيُّها القَومُ الأُلى يَنبَحونَني / كَما نَبَحَ اللَيثَ الكِلابُ الضَوارِعُ
فَلا اللَهُ يَشفي غَيظَ ما في صُدورِهُم / وَلا أَنا إِن باعَدتُمُ الوُدَّ تابِعُ
وَإِنّي عَلى مَعروفِ أَخلاقِيَ الَّتي / أُزايِلُ مِن أَلقابِها وَأُجامِعُ
لَذو تُدراءٍ لا يَغمِزُ القَومُ عَظمَهُ / بِضَعفٍ وَلا يَرجونَ ما هُوَ مانِعُ
وَما قَصَّرَت بي هِمَّتي دونَ رَغبَةٍ / وَلا دَنَّسَتني مُذ نَشَأتُ المَطامِعُ
وَإِنّي إِذا ضاقَت عَلَيكُم بُيوتُكُم / لَيَعلَمُ قَومي أَنَّ بَيتِيَ واسِعُ
فَيَلجَأُ جانيهِم إِلَينا وَتَنتَهي / إِلَينا النُهى مِن أَمرِهِم وَالدَسائِعُ
وَما مِن بَديعاتِ الخَلائِقِ مُخزِياً / إِذا كَثُرَت في المُحدَثينَ البَدائِعُ
وَما لامَ قَومي في حِفاظٍ شَهِدتُهُ / نِضالي إِذا لَم يَأتَلِ الغَلوَ فازِعُ
وَمازِلتُ مَحمولاً عَلَيَّ ضَغينَةً / وَمُطَّلَعُ الأَضغانِ مُذ أَنا يافِعُ
إِلى أَن مَضَت لِيَ أربَعونَ وَجُرِّبَت / طَبيعَةُ صُلبٍ حينَ تُبلى الطَبائِعُ
جَرَيتُ أَفانينَ الرِهانِ فَما جَرى / مَعي مُعجَبٌ إِلّا اِنتَهى وَهُوَ ظالِعُ
لَنا مَعقِلٌ في كُلِّ يَومِ حَفيظَةٍ / إِذا بَلَغَت طولَ القُنَيِّ الأَساجِعُ
وَقائِد دَهمٍ قَد حَوَتهُ رِماحُنا / أَسيراً وَلَم يَحوينَهُ وَهُوَ ظالِعُ
فَلِلسَيِئِ في أَطلالِهِنَّ مَهابَةٌ / وَلِلقَومِ في أَطرافِهِنَّ مَصارِعُ
لِقَومي عَلَيَّ الطَولُ وَالفَضلُ إِنَّني / إِذا جَمَعَتني وَالخُطوبُ المَجامِعُ
وَهُم عُدَّتي في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ / وَأَقرانُ أَقراني الَّذين أُصارِعُ
خُلِقنا تِجاراً بِالطِعانِ وَلَم نَكُن / تِجارَ مُلاءٍ نَشتَري وَنُبايِعُ
أَرِقتُ بِأَرضِ الغَورِ مِن ضَوءِ بارِقٍ
أَرِقتُ بِأَرضِ الغَورِ مِن ضَوءِ بارِقٍ / سَرى مَوهِناً في عارِضٍ مُتَتايِعِ
يُضيءُ لَنا وَالغَورُ دونَ رِحالِنا / خَزازَ فَأَعلى مَنعَجٍ فَمُتالِعِ
كَأَنَّ سَناهُ ذَبُّ أَبلَقَ يَتَّقي / أَذى البَقِّ عَن أَقرابِهِ بِالأَكارِعِ
فَبِتُّ وَلَم يَشعُر بِذاكَ صَحابَتي / مَريضاً لِعِدّاتِ الهُمومِ النَوازِعِ
وَهَل يُمرِضُ الهَمُّ الفَتى عِندَ رَحلِهِ / أَمونُ السُرى كَالمُحنَقِ المُتَدافِعِ
غُرَيرِيَّةُ الأَعراقِ مُفرَعَةُ القَرى / جُمالِيَّةٌ أَدماءُ مَجرى المَدامِعِ
نَهوزٌ بِلِحيَيها إِذا الأَرضُ رَقرَقَت / نَضايِضَ ضَحضاحٍ مِنَ الأَرضِ مائِعِ
لَقَد طَرَقَتنا أُمُّ بَكرٍ وَدونَنا / مَراحٌ وَمَغدىً لِلقِلاصِ الضَوابِعِ
بِريحِ خُزامى طَلَّةٍ نَفَحَت بِها / مِنَ اللَيلِ هَبّاتُ الرِياحِ الزَعازِعِ
وَكَيفَ اِهتَدَت تَسري لِنَقضٍ رَذِيَّةٍ / وَطَلحٍ بِأَعلى ذي أَطاويحِ هاجِعِ
سَرى مَوهِناً مِن لَيلَةٍ ثُمَّ وَقَّعَت / بِأَصحابِهِ عيدِيَّةٌ كَالشَراجِعِ
مُعَرَّقَةُ الأَوصالِ أَفنى عَريكَها / رُكودُ رِحالِ العيسِ فَوقَ البَراذِعِ
بِيَهماءَ ما لِلرَكبِ فيها مُعَرَّجٌ / عَلى ما أَسافوا مِن حَسيرٍ وَطالِعِ
فَلَّما اِستَهَبَّ الرَكبُ وَاللَيلُ مُلبِسٌ / طِوالَ الرَوابي وَالرِعانِ الفَوارِعِ
قَبَضنَ بِنا قَبضَ القَطا نُصِبَت لَهُ / شِباكٌ فَنَجّى بَينَ مُقصٍ وَقاطِعِ
ذَكَرتَ الهَوى إِذ لا تُفَزِّعُكَ النَوى / وَإِذ دارُ لَيلى بِالأَميلِ فَشارِعِ
وَما هاجَ دَمعَ العَينِ مِن رَسمِ مَنزِلٍ / مَرَتهُ رِياحُ الصَيفِ بَعدَ المَرابِعِ
خَلاءٌ بِوَعساءِ الأَميلِ كَأَنَّهُ / سُطورٌ وَخَيلانٌ بِتِلكَ الأَجارِعِ
وَمَولىً قَد اِستَأنَيتُهُ وَلَبِستُهُ / عَلى الظَلعِ حَتّى عادَ لَيسَ بِظالِعِ
عَرَضتُ أَناتي دونَ فارِطِ جَهلِهِ / وَلَم أَلتَمِس عَيباً لَهُ في المَجامِعِ
وَلَو رابَهُ رَيبٌ مِنَ الناسِ لَم أَكُن / مَعَ المُجلِبِ المُزري بِهِ وَالمُشايِعِ
وَكائِن تَرى مِن مُعجَبٍ قَد حَمَلتُهُ / عَلى جَهدِهِ حَتّى جَرى غَيرَ وادِعِ
ثَنَيتُ لَهُ بَينَ التَأَنّي بِصَكَّةٍ / تُفادي شُؤونَ الراسِ بَينَ المَسامِعِ
فَلَمّا أَبى إِلّا اِعتِراضاً صَكَكتُهُ / جِهاراً بِإِحدى المُصمِتاتِ القَوارِعِ
فَأَقصَرَ عَنّي اللاحِظونَ وَغِشُّهُم / مَكانَ الجَوى بَينَ الحَشا وَالأَضالِعِ
إِذا أَقبَلوا أَبصَرتَ داءَ وُجوهِهِم / وَإِن أَدبَروا وَلَّوا مِراضَ الأَخادِعِ
عَجِبتُ لِأَقوامٍ تَناسَيتُ جَهلَهُم / مُحاوَلَةَ البُقيا وَحُسنَ الصَنائِعِ
وَقُلتُ لَهُم لا تَسأَموا صُلحَ قَومِكُم / وَلا العَيشَ في ثَوبٍ مِنَ الأَمنِ واسِعِ
فَمازالَ فَرطُ الجَهلِ عَنهُم وَمَشيُهُم / إِلى البَغيِ في أَكنافِهِم وَالقَطائِعِ
وَمازالَ فَرطُ الجَهلِ حَتّى رَأَيتُهُم / يَفُرّونَ سِنَّ الأَزلَمِ المُتَجاذِعِ
وَحَتّى رُموا بِالمُفظِعاتِ وَأَشمَتوا / بِهِم كَلَّ راءٍ مِن مَعَدٍّ وَسامِعِ
فَلَمّا اِستَذاقوا شَربَةَ الحُبِ وَاِبتَلوا / مَرارَتَها كانوا لِئامَ الطَبائِعِ
عَباهيلُ لا يَدرونَ ما غَورُ هَفوَةٍ / وَلا غِبُّ أَمرٍ يَحفظُ القَومَ رائِعِ
وَلَو صَدَقتَهُم أَنفُسُ الغِشِّ بَيّنَت / لَهُم أَنَّني مُستَضلِعٌ لِلمُقارِعِ
أَخو الحَربِ لَبّاسٌ لَها أَدَواتِها / إِذا الوَغلُ لَم يَلبَس أَذاةَ المُنازِعِ
وَقورٌ عَلى مَكروهَها مُتَحَرِفٌ / لِأَيّامِها مُستَأنِسٌ لِلمَطالِعِ
عَلى دُبُرٍ مِن آخِرِ الأَمرِ تابِعِ /
وَداعٍ إِلى غَيرِ السَدادِ وَرافِدٍ / عَلى الغَيِّ رِفداً غَيُّهُ غَيرُ نافِعِ
وَمُحتَلِبٍ حَربَ العَشيرَةِ أُنهِلَت / لَهُ بِصُراحِيٍّ مِنَ السُمِّ ناقِعِ
خذوا الحقَّ لا أعطيكمُ اليوم غيرهُ
خذوا الحقَّ لا أعطيكمُ اليوم غيرهُ / وللحقِّ إن لم تقبلوا الحقَّ تابِعُ
فلا الضيَّم أعطيكم من أجل وعيدكم / ولا الحقَّ من بغضائكُم أنا مانِعُ
فلم أر مثلَ الحقَّ يمنعهُ امرؤٌ / ولا الضيَّمَ يأتيه امرؤٌ وهو طائِع
متى ما يكُن مولاك خصمَك جاهداً / تضِلَّ ويَصرَعكَ الذينَ تُصارِعُ
من مُبلِغٌ عُليا معَدٍّ وطيئا
من مُبلِغٌ عُليا معَدٍّ وطيئا / وكِندةَ من أصغى لها وتسَمَّعا
أبت أمُّ دينار فأصبح فرجُها / حصاناً وقلدتم قلائد قوزعا
خذوا العقل إن أعطاكُم العقل قومكم / وكونوا كمن سيم الهوان فأرتعا
ولا تكثروا فيها الضجاج فإنهُ / محا السيفُ ما قال ابن دارة أجمَعا
فمهما تشأ منه فزارة تعطِكُم / ومهما تشأ منه فزارة تمنَعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025