إِذا لاحَ بَرقٌ مِن جنابِكَ لامِعُ
إِذا لاحَ بَرقٌ مِن جنابِكَ لامِعُ / أَضاءَ لِواشٍ ما تجِنُّ الأَضالِعُ
تَتابَعَ لا يَحتَثُّ جَفني فإِنَّهُ / بَدا فَتلاهُ دَمعيَ المُتَتابعَ
فان يَكُنِ الخِصبُ اطَّباكُم إِلى النَوى / فَقَد أَخصَبَت مِن مُقلَتيَّ المَرابِعُ
مطالعُ بَدرٍ منذُ عامين عُطِّلَت / وَما فَقَدت بَدراً لِذاكَ المطالِعُ
وَسِرُّ هَوىً هَمَّت باظهاره النَوى / فَأَمسى وَقَد نادَت عليهِ المَدامِعُ
وَلَمّا بَرَزنا لِلوَداعِ وَأَيقَنَت / نُفوسٌ دَهاها البَينُ ما اللَهُ صانِعُ
وَقفنا وَرُسلُ الشَوقِ بَيني وَبَينَها / حَواجِبُ أَدّت بثَّنا وَأَصابِعُ
فَلا حُزننا غَطّى عليه تَجلُّدٌ / وَلا حُسنُها غَطَّت عَلَيهِ البَراقِعُ
أَتَنسين ما بَيني وَبينك وَالدُجى / غِطاءٌ عَلَينا وَالعُيونُ هَواجِعُ
وَهبكِ أَضعتِ القَلبَ حين مَلكتِه / تَقى في العُهودِ اللَهَ فَهيَ وَدائِعُ
تَمادى بِنا في جاهليّةِ بُخلها / وَقَد قامَ بِالمَعروف في الناس شارِعُ
وَتَحسَبُ لَيلَ الشُحِّ يَمتَدُّ بَعدَما / بَدا طالِعاً شَمسُ السَخاء طَلائِعُ