المجموع : 3
أرَاعَكَ أنْ قيلَ الفراقُ يرُوعُها
أرَاعَكَ أنْ قيلَ الفراقُ يرُوعُها / فتعصي النَّوى مِنْ أجلها أو تُطِيعُها
تلاقَيْتَها عند الوَداعِ فأخْضَلَتْ / عيونٌ تلاقَتْ في الخدودِ دُموعُها
وأنَّى استطعتَ البينَ خُطَّةٌ / إذا كُلِّفَتْها النفسُ لا تَسْتَطيعها
لعلَّ ليالينا القصارَ التي مَضَتْ / يَجَرْعاءِ حُزْوَى عن قليلٍ رُجُوعُها
سقى باكرُ الوسميِّ رَسْمَ منازلٍ / تَنَكَّرَ منْ بعدِ الجميعِ جميعُها
قفوا إِنَّ منْ حقِّ الديار إذا عَفَتْ / تُحَيَّا مغانيها وتُبْكى رُبُوعُها
وشاسعةِ الأقطارِ لو ينبري لها / سُلَيْكٌ إِذنْ أعيا سُلَيْكاً شيُوعها
حَلَلْتُ بها عُقل المهارى فأوْغَلَتْ / كما أَوْغَلَتْ سُفْنٌ تُشَالُ قُلُوعها
إليك قَرَيْنَا الوَخْدَ تامكةَ الذُّرَى / تَضيقُ بها أغراضها وَنُسُوعها
فما وردتْ حتى تَحَسَّر نِيُّها / ورثَّت حَواياهَا وَمَحَّتْ قُطُوعها
أتتك بنا تُهْدي قوافيَ لم تكنْ / ليُهدَى إلى غيرِ الأمير بديعها
فلاقَتْ سماءَ الجودِ يَنشو سحابُها / ووافَتْ رياضَ المجدِ يبدو ربيعها
إذا ما دجا خطبٌ فأنت نهاره / وإن أجدبتْ أرضٌ فأنتَ مَريعها
وما زلتَ ترقى في رفيع مناقبٍ / أَنافَ على النجم الرَّفيعِ رفيعُها
لسانُكَ بالقولِ الجميلِ وَلُوعُهُ / وكفُّكَ بالفعلِ الجميلِ وَلُوعُها
منحتَ بني العباسِ منكَ نصيحةً / تبيعُ لها الدنيا وليس تبيعُها
ولو لم تُذعْ منك النصيحةَ جاهداً / لكان لسانُ الحقِّ عنك يُذيعها
تركتَ عميدَ الكُفرِ حينَ تركتَهُ / ضجيعَ همومٍ ما ينامُ ضجيعُها
أبيتَ تُضيعُ السُّمرَ والبيضَ فيهم / ومثلُكَ في أمثالِهمْ لا يُضيعُها
وأحْجِ بهم أن يَستطيرَ صفاتَهُمْ / قراعُك ممَّا تستطيرُ صُدُوعها
تغادرهم فوق الجذوعِ عصائباً / تُغادرُها للخامعات جذوعها
أليس إذا ما الأرضُ ذلَّ شريفها / لقومٍ فأحرى أن يذلَّ وضيعها
لأسمَعتَ آذانَ القبائل كلِّها / ببأسك حتى قد وعاهُ سميعها
إذا ما ارتدى النَّصْلَ اليمانيَّ في الوغى / أبو مضرٍ والخيل يَمْري نجيعُها
فأيّ ملوكٍ لا يذلُّ عزيزُها / وأيّ حصونٍ لا يُباحُ منيعها
تخرُّ الظُّبا فيها سجوداً وإِنما / سجودُ الظُّبا في هامِهمْ وركوعها
وكم مَعْقِلٍ قد زاره بجحافلٍ / معاقِلُها عند الطِّعانِ دروعها
تميميّةٌ سَعْديّةٌ أغلبيةٌ / صنيعُ الأسودِ المُخْدَراتِ صَنيعها
إذا أجمعتْ يوماً لقاءَ كتيبةٍ / تشتَّتُ من قبلِ اللقاءِ جموعها
شجاعُ ضميرٍ لا يهابُ ضميرُهُ / وقوعَ مُلِمَّاتٍ يُهابُ وقوعُها
ثُلاثُ خطوبُ الدهر منه بماجدٍ / سواءٌ عليه سَلُها وقطيعُها
هو البدرُ وافى ليلَ تِمٍّ طلوعُهُ / أو الشمس وافى يومَ دَجنٍ طلوعها
مدبِّرُ مُلْكٍ ما يزالُ موكِّلاً / بأطرافِه عَيناً قليلاً هُجُوعُها
رسا في المعالي حيث تُرْسى أُصولُها / وأوفى عليها حيثُ توفي فُروعُها
وبرْكَةِ نارٍ تستقلُّ بمقبضٍ
وبرْكَةِ نارٍ تستقلُّ بمقبضٍ / لها من نواحيها قوائمُ أربَعُ
إذا الأعيُنُ اشتاقت إليها بَدت لها / وفي وسطِها عينٌ من الطِّيب تَنبُعُ
ذللتُ وهل ذُلِّي لحبِّكَ نافعي
ذللتُ وهل ذُلِّي لحبِّكَ نافعي / وإلا فليس العزُّ عنِّي بشاسِعِ
لأنّي إِذا سُومحتُ عبدُ مسامحي / ولكنْ إذا مونعتُ مَوْلَى مُمانعي
فلا بأسَ إِذْ أصبحتُ للظبيِ تابعاً / ولو شئتُ كان الليثُ لا الظبيُ تابعي
بلى كنتَ تخشى من سهامِ صبابتي / عليَّ لو استقبلتَها غيرَ دارع