القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَعرُوف الرُّصافِيّ الكل
المجموع : 5
متى تطلق الأيامُ حرية الفكر
متى تطلق الأيامُ حرية الفكر / فينشط فيها العقل من عقلة الأسر
ويصدع كلّ بالحقيقة ناطقاً / ويترك ما لم يدر منها لمن يدري
أرانا إذا رمنا بيان حقيقة / عُزينا معاذ الله فيها إلى الكفر
جهلنا أشدّ الجهل آخر عمرنا / كما قد جهلنا قبله أوّل العمر
هما ساحلا بحر من العيش مائج / ففي أيّ أمر نحن بينهما نجري
ومن أين جئنا أم إلى أين قصدُنا / وفي أيّ ليل من تشككنا نسري
كأنّأ أتينا والمعيشة لجّة / لنعبُرَ والأعمار جسر إلى القبر
وماذا وراء القبر مما نريده / وهل من مَدىً بعد العبور على الجسر
تسائلني نفسي وللموت صولة / ألا هل لكسر الموت ويحك من جبر
لعلّ حياة المرء ليلٌ ستنجلي / غياهبه من سكرة الموت بالفجر
فإن كان ذا حقاً فإن حياتنا / كما قيل ستر والردى كاشف الستر
وقد قيل إن الروح تبقى فهل لها / عروج إلى الأعلى إلى الأنجم الزهر
وهل تعرف الجثمان بعد عروجها / فتمكثَ منه في السماء على ذُكر
إذا أرضنا كانت سماءً لغيرها / فما من عروج بل نزول إلى القعر
وهل عرجت أرواح من في عطاردٍ / إلى الأرض أم هذا الكلام من الهذر
خيال به رحنا نعلّل أنفساً / هز أن به لما رجعن إلى الحجر
وشبّه بالنهر الحياةَ معاشرٌ / فمنبعه في رأيهم قدم الدهر
ولكنّهم أعيا عليهم مصبه / وإن رجموا بالظن في منبع النهر
فيا ليت شعري أين ينصبّ جارياً / أعوداً لبدء أم إلى غاية يجري
لعمرك ما هذي الحياة وما الذي / يُراد بنا فيها من الخير والشر
نحلول علماً بالحياة وإنّ ذا / منَوط إلى ما ليس يدرَك بالفكر
ونسلُك منها في مجاهل قفرة / فنخرج من قفر وندخل في قفر
على أننا نَمضي إلى أمر ربنا / كما أننا آتون من ذلك الأمر
أطلّ صباح العيد في الشرق يسمع
أطلّ صباح العيد في الشرق يسمع / ضجيجاً به الأفراح تَمضي وتَرجع
صباح به تبدي المَسرةُ شمسَها / وليس لها إلا التوهمَ مطلع
صباح به يختال بالوَشْي ذو الغنى / ويُعوِز ذا الإعدام طِمْرٌ مرقّع
صباح به يكسو الغنيّ وليده / ثياباً لها يبكي اليتيم المضيَّع
صباح به تغدو الحلائل بالحلى / وتَرفَضّ من عين الأرامل أدمع
ألا ليت يوم العيد لا كان أنه / يجدّد للمحزون حزناً فيَجزَع
يرينا سروراً بين حزن وإنما / به الحزن جدّ والسرور تَصَنُّع
فمن بؤساء الناس في يوم عيدهم / نحوسٌ بها وجه المسرّة أسفع
قد ابيضَ وجه العيد لكنّ بؤسهم / رمى نُكَتاً سوداً به فهو أبقع
خرجت بعيد النحر صبحاً فلاح لي / مسارح للأضداد فيهنّ مرتع
خرجت وقرص الشمس قد ذَرّ شارقاً / ترى النور سيّالاً به يتدفّع
هي الشمس خَوْ قد أطلّت مُصيخة / على الأرض من افق العلا تتطلّع
كأن تفاريق الأشعة حولها / على الأفق مُرخاةً ذوائبُ أربع
ولما بدت حمراء أيقنت أنها / بها خجل مما تراه وتسمع
فرُحت وراحت ترسل النور ساطعاً / وسرت وسارت في العلا تترفّع
بحيث تسير الناس كلٌ لِوِجهةٍ / فهذا على رِسل وذلك مُسرع
وبعض له أنف أشمُّ من الغنى / وبعض له أنف من الفقر أجدع
وفي الحيّ مزمار لمُشجي نَعِيره / غدا الطبل في درادابه يتقعقع
فجئت وجوفَ الطبل يرغو وحوله / شباب وولدان عليه تجمعوا
لقد وقفوا والطبل يهتزّ صوته / فتهتزّ بالأبدان سوق وأكرُع
ترى مَيْعة الأطراب والطبل هادر / تفيض وفي أعصابهم تتميَّع
فقد كانت الأفراح تفتح بابها / لمن كان حول الطبل والطبل يقرع
وقفت أجيل الطرف فيهم فراغي / هناك صبيّ بينهم مترعرع
صبيّ صبيح الوجه أسمر شاحب / نحيف المباني أدعج العين أنزع
يَزيِن حجاجَيْه اتساع جبينه / وفي عينه برق الفَطانة يلمع
عليه دريس يَعضِر اليُتم رُدْنه / فيقطرُ فقر من حواشيه مُدقع
يُليح بوجه للكآبة فوقه / غُبار به هبّت من اليتم زَعزَع
على كثر قرع الطبل تلقاه واجماً / كأن لم يكن للطبل ثَمةَ مَقرع
كأن هدير الطبل يقرع سمعه / فلم يُلْفِ رجعاً للجواب فيرجع
يردّ ابتسام الواقفين بحسرة / تكاد لها أحشاؤه تتقطع
ويرسل من عينيه نظرة مُجهِشٍ / وما هو بالباكي ولا العين تدمع
له رجفة تنتابه وهو واقف / على جانب والجوّ بالبرد يلسع
يرى حوله الكاسين من حيث لم يجد / على البَرد من بُرد به يتلفّع
فكان ابتسام القوة كالثلج قارساً / لدى حسرات منه الكجمر تَلذَع
فلما شجاني حاله وأفزّني / وقفت وكلّي مَجْزَع وتَوَجُّع
ورحت أعاطيه الحَنان بنظرة / كما راح يرنو العابد المتخشِّع
وأفتح طرفي مُشبَعاً بتعطُّف / فيرتد طرفي وهو بالحزن مشبع
هناك على مهل تقدمت نحوه / وقلت بلطف قول من يتضرّع
أيا ابن أخي من أنت ما اسمك ما الذي / عراك فلم تفرح فهل أنت مُوجع
فهبّ أمامي من رُقاد وُجومه / كما هبّ مزعوبَ والجَنَان المهجِّع
وأعرض عنّي بعد نظرة يائس / رواح ولم ينبِس إلى حيث يهْرَع
فعقّبته مستطلعاً طِلْع أمره / على البُعد أقفو الأثر منه وأتبع
وبيناه ماش حيث قد رُحت خلفه / أدِبّ دبيب الشيخ طوراً وأسرع
لمحت على بُعد اشارة صاحب / ينادي أن ارْجع وهو بالثوب مُلمِع
فأومأت أن ذكرته موعداً لنا / وقلت له اذهب وانتظر فسأرجِع
وعُدت فأبصرت الصبيَّ مُعرِّجاً / ليدخل داراً بابها مُتَضعضِع
فلما أتيت الدار بعد دخوله / وقمت حِيالَ الباب والباب مُرجَع
دنَوت إلى باب الدُوَيرة مطرقاً / وأصغيت لا عن ريبة أتسمّع
سمعت بكاءً ذا نشيج مُردَّد / تكاد له صُمّ الصفا تتصدّع
فحِرت وعيني ترمق الباب خلسةً / وللنفس في كشف الحقيقة مَطمَع
أأرجِع أدراجي ولم أك عارفاً / جَليّة هذا الأمر أم كيف أصنع
فمرّت عجوز في الطريق وخلفَها / فتاةٌ يُغشّيها ازارٌ وبُرقُع
تعرّضتها مستوقفاً وسألتها / عن الأسم قالت إنني أنا بَوْزَع
فأدنيتها مني وقلت لها اسمعي / حنانَيْك ما هذا الحنين المُرجَّع
فقالت وأنّتْ أنّهً عن تَنَهُّد / وفي الوجه منها للتعجُّب مَوْضع
أيا ابنيَ ما يَعْنيك من نَوح أيِّم / لها من رزايا الدهر قلب مُفجَّع
فقلت لها إني امرؤ لا يَهُمّني / سوى من له قلب كقلبي مُروَّع
وإنّي وإن جارت عليّ مواطني / فؤادي على قُطّانهنّ مُوَزّع
أبوزع مُنّي عمركِ الله بالذي / سألتُ فقد كادت حشاي تَمَزَّع
فقالت أعن هذي التي طال نحبُها / سألتَ فعندي شرح ما تتوقّع
ألا أنها سلمى تعيسةُ معشرٍ / من الصِيد أقوت دراهم فهي بَلقَع
وصارعهم بالموت حتى أبادهم / من الدهر عَجّارٌ شديد مُصرِّع
قلم يبق إلا زوجها وشقيقها / خليل وأما الآخرون فودَّعوا
ولم يَلبَث المقدور أن غال زوجها / سعيداً فأودى وهي إذ ذاك مُرضِع
فربّى ابنها سعداً وقام بأمره / أخوها إلى أن كاد يقَوى ويَضْلع
فأذهب عنه الخالَ دهرٌ غَشَمْشَمٌ / بما يُوجِع الأيتام مُغرىً ومُولَع
جَرَت هَنَةٌ منها على خاله انطوى / بقلب رئيس الشرطة الحقدُ أجمع
فزجّ به في السجن بعد تَجَرُّم / عليه بجُرم ما له فيه مَصنَع
عزاه إلى إيقاعه مُوقعاً به / وما هو يا ابن القوم للجرم موقع
ولكنّ غدر الحاقدين رمى به / إلى السجن فهو اليوم في السجن مُودَع
فحُقّ لسلمى أن تنوح فإنها / من العيش سمّاً ناقعاً تتجرَّع
فلا غرو من أم اليتيم إذا غدت / ضحى العيد يُبْكيها اليتيم المُضيَّع
فعُدت وقلبي جازع متوجّع / وقلت وعيني ثَرّة الدمع تَهمَع
ألا ليت يوم العيد لا كان أنه / يجدّد للمحزون حزناً فيَجزِع
وجئت إلى ميعادنا عند صاحبي / وقد ضمّه والصحبَ نادٍ ومَجمَع
فأطلعتهم طِلع اليتيم فأفّفوا / وخبّرتهم حال السجين فرَجَّعوا
فقلت دعوا التأفيف فالعار لاصق / بكم واتركوا الترجيع فالأمر أفظع
ألسنا الأُلى كانت قديماً بلادنا / بأرجائها نور العدالة يسطع
فما بالنا نستقبل الضيم بالرضا / ونعنو لحكم الجائرين ونَخْضَع
شربنا حميم الذُلِّ ملُّ بُطوننا / ولا نحن نشكوه ولا نحن نَيْجَع
فلو أن عَيْر الحيّ يشرب مثلنا / هواناً لأمسى قالساً يتعوَّع
نهوضاً إلى الغرّ الصُراح بعزمة / تخِرّ لمرماها الطُغاة وتركع
ألا فاكتُبوا صكّ النهوض إلى العلا / فإنّي على موتي به لمُوَقِّع
لقد طَوَّحَتْني في البلاد مُضاعا
لقد طَوَّحَتْني في البلاد مُضاعا / طوائح جاءت بالخطوبِ تباعا
فبارحت أرضاً ما ملأت حقائبي / سوى حبّها عند البَراح متاعا
عتَبْت على بغداد عَتْب مُوَدِّع / أمَضَّتْه فيها الحادثاتِ قراعا
أضاعَتْنيَ الأيام فيها ولو دَرَتْ / لعزّ عليها أن أكون مُضاعا
لقد أرضعتني كل خسف وأنني / لأشكرها أن لم تُتمَّ رَضاعا
وما أنا بالجاني عليها وإنما / نهضت خصاما دونها ودفاعا
وأعلمت أقلامي بها عربيّةً / فلم تُبدِ اصغاءً لها وسَماعا
ولو كنت أدري أنها أعجميّة / تَخِذت بها السيف الجُراز يراعا
ولو شئت كايَلْت الذين أنطَوَوا بها / على الحِقد صاعاً بالعِداء فصاعا
ولكن هي النفس التي قد أبَتْ لها / طباع المعالي أن تَسُوء طباعا
أبَيْت عليهم أن أكون بذِلّةٍ / وتأبى الضَواري أن تكون ضباعا
على أنني دارَيْت ما شاء حقدهم / فلم يُجْدِ نفعاً ما أتَيْت وضاعا
وأشقَى الورى نفساً وأضيعهم نُهىً / لبيبٌ يداري في نُهاه رَعاعا
تركت منِ الشعر المديح لأهله / ونزّهت شعري أن يكونِ قذاعا
وأنشدته يجلو الحقيقة بالنُهَى / ويكشِف عن وجه الصوابِ قناعا
وأرسلته عفواً فجاء كما ترى / قَوافيَ تَجتْاب البلادِ سراعا
وقفت غداة البَيْن في الكرخ وقفةً / لها كَرَبت نفسي تطير شَعاعا
أوَدّع أصحابي وهم مُحدِقون بي / وقدِ ضقت بالبين المُشِتّ ذراعا
أودّعهم في الكرخ والطرف مرسِل / إلى الجانب الشَرقيّ منه شُعاعا
وأدعَم رأسي بالأصابع مُطرِقاً / كأنّ برأسي يا أميمُّ صداعا
وكنت أظنّ البين سهلاً فمذ أتى / شَرَى البين مني ما أراد وباعا
وإنّي جبان في فراق أحِبّتي / وإن كنت في غير الفراق شجاعا
كأنّي وقد جَدَّ الفراق سفينةٌ / أشالت على الريح الهَجومِ شراعا
فمالت بها الأرواح والبحر مائج / وقد أوشكت ألواحها تتداعى
فتحسبني من هزّة فيّ أفْدَعاً / ترقَّى هضاباَ زُلزلت وتِلاعا
فما أنا إلاّ قومة وأنحناءة / وسِرٌّ إذاعته الدموع فَذاعا
رعى اللّه قوماً بالرُصافة كلما / تذكَّرتهم زاد الفؤاد نزاعا
أبيت وما أقوى الهموم بمَضجَع / تُصارعني فيه الهمومِ صراعا
وألْهو بذكراهم على السير كلما / هبَطتِ وهاداً أو علوت يَفاعا
هم القوم أما الصبر عنهم فقد عصى / وأما أشتياقي نحوَهم فأطاعا
لقد حكّموني في الأمور فلم أكن / لأنطِق إلاّ آمراً ومُطاعا
فلست أبالي بعد أن جَدَّ بَينهُم / زجرت كلاباً أم قَحَمْت سباعا
سلام على وادي السلام وأنني / لأجعل تسليمي عليه وَداعا
له اللّه من وادٍ تكاسَلَ أهله / فباتُوا عِطاشاً حوله وجياعا
رآهم عبيداً فاستبدّ بمائه / ولم يَجْر بين المُجْدِباتِ مُشاعا
جرى شاكراً صُنْع الطبيعة أنها / أبانَت يداً في جانبيه صَناعا
وما أنْسَ لا أنس المياه بدجلة / وأن هي تجري في العراق ضَياعا
ولو أنها تَسْقي العراق لما رَمَتْ / به الشمس إلاّ في الجنان شُعاعا
وما وَجَدَت ريح وأن قدتَنا وَحت / مَهَبّاً به إلا قُرىً وضياعا
سأجري عليها الدمع غير مُضيَّع / وأندُبُ قاعاً من هناك فقاعا
وأذكر هاتيك الرِباعَ بحسُنْها / فنعمتْ على شَحْط المَزار رباعا
ألا خَليِّاني في الكلام من السجع
ألا خَليِّاني في الكلام من السجع / ولا تَجريا في القول إلاّ على الطبع
وأن أنا أرسلت الحديث فأصْغيا / وإلاّ فما يُجدي لسمعكما قرعي
فإنيَ ما أطلعت شمس حقيقة / لمستمع إلاّ لتَغرُب في السمع
ولست أبالي بعد أفهام سامعي / أكان بخفض لفظ ما قلت أم رفع
وإني إذا قبَّلت رأساً ولم أجد / به فضل عقل كان أجدر بالصفع
إذا كان علم الأصل عنديَ حاصلاً / ففيم أهتمامي بعد ذلك بالفَرع
فإن بان لي سير الكواكب لم اُبَلْ / أكان بجَذب ذلك السير أم دفع
شكَوْت إلى ربّ السموات أرضَه / وما الأرض إلاّ من سمواته السبع
فقد جار في الأرض البسيطة خَلْقه / على خلقه جوراً إلى الحزن يستدعي
وأن السموات العلي لكثيرة / وأن لم نعُدّ اليوم منها سوى تسع
وأني لأشكو عادةً في بلادنا / رمى الدهر منها هَضْبة المجد بالصدع
وذلك أنا لا تزال نساؤنا / تعيش بجهل وانفصال عن الجمع
وأكبر ما أشكو من القوم أنّهم / يعُدّون تشديد الحجاب من الشرع
أفي الشرع أعدام الحمامة ريشها / واسكاتُها فوق الغصون عن السجع
وقد أطلق الخَلاّق منها جناحها / وعلمها كيف الوقوع على الزرع
فتلك التي مازلت أبكي لأجلها / بكاءً إذا ما اشتدّ أدّى إلى الصرع
بكْيت بلا دمع ومَن كان حزنه / شديداً بكى من غير صوت ولا دمع
فيا ربّة الخدر أسمعي ما أقوله / لعلّ مقالي فيه شيء من النفع
أيا ابنة فندي أن للمجد غايةً / وأني في أدراكها باذل وسعي
وأني أرى في القوم بعض مخايلٍ / وأحذر من أن يَنقشعْن بلا هَمْع
فقد لا يُرَوّينا السحاب بمائه / وأن كان فيه البرق متصل اللمع
يقولون لي أن النساء نواقص / ويُدْلون فيما هم يقولون بالسمع
فأنكرت ما قالوه والعقل شاهدي / وما أنا في أنكار ذلك بالبِدْع
إذا النخلة العَيْطاء أصبح طلعها / ضعيفاً فليس اللوم عندي على الطلع
ولكن على الجِذع الذي هو نابت / بمنبِت سوء فالنقيصة في الجذع
وواللّه ما أن ِضقت َذرعاً بقولهم / ولكنّما قد ضاق من فعلهم ذرعي
أمزّق دعواهم إذا ما طعنتها / ولو أنها كانت من الدين في دِرْع
ألا فأصدعي يا ربّة الخدر بالذي / ترَيْن من الآراء في الردّ والردع
فأنت مثال للكمال الذي حوى / من العلم أسباباً تجِلّ عن القطع
أدامك ربّ الناس للناس حُجّةً / على مَن نَمى نقص النساء إلى الطبع
يدلّ على لؤم الغزالة أنها
يدلّ على لؤم الغزالة أنها / إذا طلعت هاج الذباب طلوعها
فكم راع نومي عند كل صبيحة / طنين ذبابات توالى وقوعها
لقد غاظني عند الشروق هياجها / كما سرّني عند الغروب هجوعها
إذا وقعت فوق الجبين أذبّها / فيزعجني نحو الجبين رجوعها
بواحدة منها يطول تضجّري / فكيف إذا أنهالت عليّ جموعها
تهاوى على الأقذار مولعةً بها / وما ضرّها لكن سواها ولوعها
تحوم علينا بالجراثيم فالردى / إذا هي حامت تلوها وتبيعها
فيزعجنا بالخاز باز طنينها / وتقذف أوساخاً علينا فروعها
بها شره نحو المقاذرقادها / وما قادها نحو المقاذر جوعها
وفيها على ضعف الجوارح جرأة / يزيد بها فوق الوجوه طلوعها
فما وجه حرّ بالبياض يخيفها / ولا وجه عبد بالسواد يروعها
كذاك رعاع الناس بادٍ عوارها / كثير أذاها مستمرّ قنوعها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025