المجموع : 6
أُحِبُّ عدوّي فيك والكاشح الذي
أُحِبُّ عدوّي فيك والكاشح الذي / يَنُمُّ علينا والرقيبَ الذي يسعى
لأنهمُ من أجلِ حبِّك أصبحوا / معارفَ لي لا أستطيع لهم دفعا
ولولاك ما خادعت قلبي ومهجتي / وصيَّرتُ ضرّي فيك عند الورى نَفْعا
ولو لم أكن أُرْضيك إلا بناظري / لأعطيتك العينين والقلب والسمعا
وما غاب عن قلبي الرشادُ وطُرْقُه / ولكنْ حُسَامُ الحبِّ يَقْرَعُه قرعا
إذا رمتُ أن أثني بما أنت أهله
إذا رمتُ أن أثني بما أنت أهله / من المدح أعيتني خصائلُ أربع
نوالٌ إذا قلَّ النوالُ أفضتَه / ورأى كحدِّ السيفِ بل هو أقطع
وحِلم إذا قلَّت حلُوم ذوِي النُهَى / وطاشت حِجا الأقوام لا يتضعضع
وإِشراق أخلاقٍ صَفتْ في عذوبة / ورقَّت كما رقًَّ الشّراب المشعشع
وفي خصلةٍ من هذه يَغْرَقُ الحِجا / وتغدو القوافي وهي حَسْرَى وظلَّع
وحسبك أن الناس جادوا تصنّعا / وجُودُك طبعٌ ليس فيه تصنّع
وأنك للعلياءِ والمجدِ جامعٌ / وغيرك للورّاث واللؤمِ يجمع
وأنك تَدْنُو كُلَّ يومٍ تواضُعاً / وأنت من الجَوْزَاءِ أعلى وأرفعُ
أهنّيك بالعيدِ الذي أنت عِيدُه / ونورُ سنا إِقبالِهِ حين يَسْطع
إذا ما تأمَّلت الزمانَ وجدته / بكفّيك يُعْطِي من يشاء ويمنع
ولو لم تكن فيه لما لاح بدرُه / ولا أَشرقت شمسُ الضحى حين تطلع
فدونكها من مادحٍ لك ما جدٍ / بذِلّ له شُوس القوافِي وتخضع
له فِطنةٌ لم تَذْبُ يوماً سِهامُها / عن الغرضِ الأقصى ولا تتمنَّع
على انه أمسى وأبياتُ شِعرِه / جُمَانٌ على بُرْدَي علاك مرصَّعُ
ثناء كأن المسك من طِيبِ نَشْرِه / إذا رُدِّدتْ ألفاظُه يَتضوَّع
ألا يا نسيم الريح عرِّج مسلِّماً
ألا يا نسيم الريح عرِّج مسلِّماً / على ذلك الشخص البعيد الموَدِّعِ
وهُبَّ على من شفَّ جِسمِي بِعادُه / سَمُوماً بما استمليتَ مِن نارِ أضلعِي
فإن قال ما هذا الحرَورُ فقل له / تنفُّسُ مشتاقٍ لوجهِك موجَعِ
أأعذِر قلبي وهْوَ لي غير عاذِرٍ
أأعذِر قلبي وهْوَ لي غير عاذِرٍ / أم أعصِي غرامي وهو ما بين أضلعي
ومن لِي بصبرٍ أَستزيلُ به الجوى / وما جَلَدِي طوعِي ولا كبِدِي معِي
نَأَوْا والأسى عنَّي بهم غير مُنْتَأٍ / وودّعتهم والحبُّ غير مودّعِي
فأوّل شوقي كانَ آخِرَ سَلْوتي / وآخِرُ صَبْري كانَ أَولَ أَدْمُعِي
إذا خالفتْ إِبانَها كلُّ طُرْفةٍ
إذا خالفتْ إِبانَها كلُّ طُرْفةٍ / غدا حسَنا في كلّ نفسٍ وقوعُها
بعثت بخَوخ جاء في غيرِ وقتِهِ / وأعذبُ لذَّاتِ الأنام منيعها
وإن كنتُ لا أُهدِيه إلا لمن له / طرائِفُ أبكارِ العلا وبدِيعها
إذا جَمَدَتْ عَيْنُ السنين وأجدبت / فأنت أميرَ المؤمِنين ربيعها
هَوىً زادَ حتّى لم تُطِقْه الأَضالع
هَوىً زادَ حتّى لم تُطِقْه الأَضالع / وشوقٌ مُسَرٌّ في الجوانِح شائِع
إذا لم تَجِد إلا بكاءَكَ حيلةً / فَدَمْعُك منهوبٌ وسِرُّك ضائع