المجموع : 6
خَليلَيَّ باعُ الدَهرِ بِالعُرفِ ضَيِّقٌ
خَليلَيَّ باعُ الدَهرِ بِالعُرفِ ضَيِّقٌ / عَلى كُلِّ ذي عَقلٍ وَبِالنُكرِ واسِعُ
وَواقِعُ نُعماهُ عَنِ الحُرِّ طائِرٌ / وَطائِرُ بَلواهُ عَلى الحُرِّ واقِعُ
مَتى ما يُصِبني بِالقَوارِعِ طَرفُهُ / أَصابَتهُ هِمّاتي وَهُنَّ قَوارِعُ
وَهِمّاتُ مِثلي لِلخُطوبِ جَوالِبٌ / كَما أَنَّهُنَّ لِلخُطوبِ دَوافِعُ
تُريكَ اِشتِعالاً بِالنُجومِ طَوالِعاً / وَهُنَّ إِذا لاحَت نُجومٌ طَوالِعُ
وَتُزري عَلى البيضِ الطَوالِعُ إِن مَضَت / وَهُنَّ عَلى العِلّاتِ بيضٌ قَواطِعُ
تَخافُنِيَ الأَيّامُ وَهيَ تُخيفُني / وَلِلنَكسِ تَهديدٌ إِذا ريعَ رائِعُ
وَلَو كُنَّ في عَينَي لَما قَذِيَت بِها / فَكَيفَ تَرى أَنّي إِذا صُلنَ خاشِعُ
أَتَطلُعُ مِنها في دِياري طَوالِعٌ / بِسوءٍ وَهِمّاتي عَلَيها طَلائِعُ
يُقارِعُ مِنّي باسِلاً ذا حَفيظَةٍ / يَقومُ إِزاءَ النَصرِ حينَ يُقارَعُ
فَتى بِأَتَمِّ الفَضلِ لَيسَ بِقانِعِ / وَلَكِن بِأَدنى بُلغَةِ العَيشِ قانِعُ
فَما صَحِبَتهُ لِلأَنامِ صَنيعَةٌ / وَيَصحُبُهُم مِنهُ وَفيهِ صَنائِعُ
وَلَم يَتَواضَع في مُصاداةِ مِنَّةٍ / وَكُلُّ مُصادي مِنَّةٍ مُتَواضِعُ
لَهُ شَرَفٌ في آلِ ساسانِ باذِخٌ / وَذِكرٌ بِأَطرافِ البَسيطَةِ شائِعُ
تُؤَدِّبُهُ الأَيّامُ حينَ تَضُرُّهُ / وَكَم ضَرَرٍ لِلمَرءِ فيهِ مَنافِعُ
وَما ضاعَ مِثلي حَيثُ حَلَّت رِكابُهُ / بَلى حَيثُ ضاعَ المَجدُ مِثلِيَ ضائِعُ
وَمِثلِيَ مَخضوعٌ لَهُ غَيرَ أَنَّهُ / إِذا كانَ مَجهولَ الفَضائِلِ خاضِعُ
وَمِثلِيَ مَتبوعٌ عَلى كُلِّ حالَةٍ / فَإِن يَنقَلِب وَجهُ الزَمانِ فَتابِعُ
تُريدونَ أَن أَخشى وَأَخضَعَ لِلأَذى
تُريدونَ أَن أَخشى وَأَخضَعَ لِلأَذى / وَجارُ اِبنِ عيسى كَيفَ يَخشى وَيَخضَعُ
فَتىً بَأسُهُ كَالدَهرِ مَأمَنَ مَلجَأَ / وَلا فيهِ إِقصارٌ وَلا عَنهُ مَرجِعُ
أَغَرَّ شَهيرٌ في البِلادِ كَأَنَّما / بِهِ البَدرُ يَعلو أَو سَنا الصُبحُ يَسطُعُ
تُقِلُّ غَناءً عَن جَهولٍ مُغَمَّرٍ
تُقِلُّ غَناءً عَن جَهولٍ مُغَمَّرٍ / دَفاتِرُ تُلقى في الظُروفِ وَتُرفَعُ
تَروحُ وَتَغدو عِندَهُ في مَضيَعَةٍ / وَكائِن رَأَينا مِن نَفيسٍ يُضَيَّعُ
وَفي كُلِّ شَيءٍ حينَ تُخبِرُ أَمرَهُ
وَفي كُلِّ شَيءٍ حينَ تُخبِرُ أَمرَهُ / مَعايِبَ حَتّى البَدرُ أَكلَفُ أَسفَعُ
وَأَيُّ حُسامٍ لَيسَ يَنبو وَيَنثَني / وَأَيُّ جَوادٍ لَيسَ يَكبو وَيَظلَعُ
عَلى الرُغمِ مِن أَنفِ المَكارِمِ وَالعُلا
عَلى الرُغمِ مِن أَنفِ المَكارِمِ وَالعُلا / غَدَت دارُهُ قَفراً وَمَغناهُ بَلقَعا
أَلَم تَرَ أَنَّ البَأسَ أَصبَحَ بَعدَهُ / أَشَلَّ وَأَنَّ الجودَ أَصبَحَ أَجدَعا
فَمُرّا عَلى قَبرِ المُسَوَّدِ وَاِنظُرا / إِلى المَجدِ وَالعَلياءِ كَيفَ تَخَشَّعا
فَإِن يَكُ واراهُ التُرابُ فَكَبِّرا / عَلى الجودِ وَالمَعروفِ وَالفَضلِ أَربَعا
وَلا تَسأَما نَوحاً عَلَيهِ مُكَرَّراً / وَنوحاً لِفَقدِ العارِفاتِ مُرَجَّعا
فَما كانَ قَيسٌ هَلكُهُ هَلكٌ واحِدٌ / وَلَكِنَّهُ بُنيانُ قَومٍ تَضَعضَعا
وَلا تَحسَبا أَنّي أُواريهِ وَحدَهُ / وَلَكِنَّني وارَيتُهُ وَالنَدى مَعا
وَمُتَّفِقاتِ الشَكلِ مُختَلِفاتِهِ
وَمُتَّفِقاتِ الشَكلِ مُختَلِفاتِهِ / لَبِسنَ ظَلاماً بِالصَباحِ مُرَقَّعا
أَخَذنَ مِنَ الكافورِ أَنفاً وَمِنسَراً / وَخَضَّبنَ بِالحِنّاءِ كَفّاً وَأَصبَعا
وَتَرنو بِأَبصارٍ إِذا ما أَدَرنَها / جَلَونَ عَقيقاً لِلعُيونِ مُرَصَّعا
تَطيرُ بِأَمثالِ الجِلامِ كَأَنَّها / جَنادِلُ تَدحوها ثَلاثاً وَأَربَعا
تَبوغُ بِها في الجَوِّ مِن غَيرِ فَترَةٍ / كَأَنَّ مَجاذيفا تَبوغُ بِها مَعا
إِذا هِيَ عَبَّت في الغَديرِ حَسِبتَها / تَزُقُّ فِراخا في المَغاوِرِ جُوَّعا