القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 2
على رَسمِ هاتيكَ الدِّيارِ البَلاقِعِ
على رَسمِ هاتيكَ الدِّيارِ البَلاقِعِ / بَقايا سَلامٍ من بَقايا الأَضالعِ
بَلِينَ وأبلانا الزَّمانُ فكُلُّنا / رهينُ البِلى حَتَّى شُؤُونُ المَدامعِ
نَزَلنا لرَبَّاتِ البَراقعِ مَعهَداً / وأَجفانُنا من دَمعِها في بَراقعِ
تَنُوحُ حَمامُ الأَيكِ عِندَ بُكائنا / ونَبكي على نَوحِ الحَمام السَواجعِ
نَهارٌ تَغشَّاهُ ظَلامٌ تَشُقُّهُ / لنا زَفَراتٌ كالبُرُوقِ اللَوامعِ
ولم يكشِفِ الظَلماءَ من وَحشةٍ سِوى / شِهابٍ من الإسكَندَريَّةِ طالعِ
كِتابٌ دَعَوناهُ شَهاباً لأَنَّهُ / تَجلَّى بِنُورٍ لابنِ نَوَّارَ ساطعِ
أتاني على بُعدٍ فأَدَّى وَدائِعاً / إليَّ وكانَ الشَّوقُ إِحدى الوَدائعِ
أَجَلُّ رِجالِ الحُبِّ في مَذهبِ الهَوَى / مُحِبٌّ على بُعدِ الدِّيارِ الشَّواسعِ
وخيرُ كريمٍ مَن يُكَافي صَنيعةً / وأَكرَمُ منهُ مَن بَدَا بالصَّنائعِ
تَحَمَّلتُ من مَحمُودَ أَكبَرَ مِنَّةٍ / عَجَزْتُ بها عن حَمدِهِ المُتَتابعِ
تَصَفَّحَ مطبوعاً فأَثنَى بطَبعِهِ / جَميلاً فأَنشا صَبْوةً للمَطابعِ
حَبَاني على بُعدِ المَدَى بِرسالةٍ / تَناوَلتُها بالقلبِ لا بالأَصابعِ
مَنَعتُ انصِرافَ العينِ عنها تَصَبُّباً / كما حالَ دُونَ الصَرفِ بعضُ الموانعِ
أَتَتْ تَنجَلي بينَ اثنَتَينِ ولَيسَ لي / سِوى مَهْدِ قلبٍ من صِغارِ المَضاجعِ
ضعيفٌ يُباري قُوَّةً من جَماعةٍ / فَوهْنٌ على وَهَنٍ إلى الوَهْنِ راجعِ
تَفضَّلَ بالمدحِ الذي هُوَ أَهلُهُ / جَميلُ ثَناءٍ للمَدائحِ جامعِ
فكانَ لهُ فَضلانِ فَضلٌ على الثَّنا / وفَضلٌ على خُلقِ الرِّضَى المُتَواضعِ
ألا يا بَعِيدَ الدَّارِ قَلبُكَ قد دَنا / إلينا بملءِ العينِ مِلءِ المَسامِعِ
إذا لم يكنْ بينَ القُلوبِ تَقَرُّبٌ / فإنَّ اقتِرابَ الدَّارِ ليسَ بنافعِ
سَرَى جِنحَ ليلٍ والعُيُونُ هواجعُ
سَرَى جِنحَ ليلٍ والعُيُونُ هواجعُ / خَيَالٌ كَذُوبٌ عِندَهُ العَهدُ ضائعُ
خَيالُ التِّي لو أُنذِرَت بمَسيرِهِ / أقامَتْ عليه ألفَ بابٍ يُمانِعُ
فَتاةٌ حَكَتْ بدرَ الدُّجَى غيرَ أنَّها / تَبيتُ وَراءَ الحُجْبِ والبدرُ طالعُ
قدِ استُودِعَت قلبي فَضاعَ ويا تُرَى / مَتَى حُفِظَتْ عِند الحسانِ الوَدائعُ
هُوَ الصَّادقُ الخِلُّ الوَفيُّ الذي لهُ / أيادٍ جِسامٌ عِندَنا وصنائعُ
لهُ من قوافي الشِّعر جيشٌ عَرَمْرَمٌ / أتَتْنا إلى بيرُوتَ منهُ طلائعُ
قَوافٍ قَفاها أُنُسُهُ تابعاً لها / كما تَبِعَتْ ما قبلَهُنَّ التوابعُ
هيَ الزَّهْرُ لكنَّ الطُروسَ كمائمٌ / هيَ الزهْرُ لكنَّ السُطورَ مطالعُ
لَها مَنظَرٌ في العينِ أسَودُ حالكٌ / ولكنَّهُ في القلبِ أبيضُ ناصعُ
حَبانا بها طَلقُ البَنانِ مُهذَّبٌ / كريمٌ هَداياهُ اللآلي السواطعُ
أديبٌ بآياتِ البَلاغةِ مُفرَدٌ / لبيبٌ لأَشتاتِ الفضائلِ جامعُ
أخو الحَزْم ماضي الرأيِ في كُلِّ أمرِهِ / فليسَ لهُ في فِعلِهِ مَن يُضارِعُ
يَظَلُّ إليهِ مُسندَاً كلُّ طالبٍ / وذاكَ لهُ بينَ البَريَّةِ رافعُ
جَزَى اللهُ ماءَ النِّيلِ خيراً فإنَّهُ / شَرابٌ منَ الفِردَوسِ للناس نابعُ
شَرابٌ لأهلِ الله يَروى بهِ الظَما / ويَرَوى بما يُرويهِ دانٍ وشاسِعُ
كَفَى اللهُ مِصراً عن منافعِ غَيرِها / وفي غيرِها تَنبثُّ منها المنافعُ
مَحَطُّ رِحالِ العلمِ في كُلِّ حِقبةٍ / هيَ الأُمُّ والأقطارُ منها رواضعُ
أتُوقُ إلى تلك الدِّيارِ ومَن بِها / وهيهاتِ مالي في اللقاءِ مَطامِعُ
إذا قيلَ إنَّ المُستحيلَ ثلاثةٌ / فهذا لهاتِيكَ الثَلاثةِ رابعُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025