القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : قَيْس بنُ ذُرَيح الكل
المجموع : 8
أَلا لَيتَ لُبنى في خَلاءٍ تَزورُني
أَلا لَيتَ لُبنى في خَلاءٍ تَزورُني / فَأَشكوا إِلَيها لَوعَتي ثُمَّ تَرجَعُ
صَحا كُلُّ ذي لُبٍّ وَكُلُّ مُتَيَّمٍ / وَقَلبي بِلُبنى ما حَيَيتُ مُرَوَّعُ
فَيا مَن لِقَلبٍ ما يَفيقُ مِنَ الهَوى / وَيا مَن لِعَينٍ بِالصَبابَةِ تَدمَعُ
أَلا يا لِقَومي كُلُّ ما حُمَّ واقِعُ
أَلا يا لِقَومي كُلُّ ما حُمَّ واقِعُ / وَلِلطَيرِ مَجرىً وَالجَنوبِ مَصارِعُ
عَفا سَرِفٌ مِن أَهلِهِ فَسُراوِعُ
عَفا سَرِفٌ مِن أَهلِهِ فَسُراوِعُ / فَجَنبا أَريكٍ فَالتِلاعُ الدَوافِعُ
فَغَيقَةُ فَالأَخيافُ أَخيافُ ظَبيَةٍ / بِها مِن لُبَينى مَخرَفٌ وَمَرابِعُ
لَعَلَّ لُبَينى أَن يُحَمَّ لِقائُها / بِبَعضِ البِلادِ إِنَّ ما حُمَّ واقِعُ
بِجَزعٍ مِنَ الوادي خَلا عَن أَنيسِهِ / عَفا وَتَخَطَّتهُ العُيونُ الخَوادِعُ
وَلَمّا بَدا مِنها الفُراقُ كَما بَدا / بِظَهرِ السَفا الصَلدِ الشُقوقِ الشَوائِعُ
تَمَنَّيتَ أَن تَلقى لُبَيناكَ وَالمُنى / تُعاصيكَ أَحيانا وَحينا تُطاوِعُ
وَما مِن حَبيبٍ وامِقٍ لِحَبيبِهُ / وَلا ذي هَوى إِلّا لَهُ الدَهرُ فاجِعُ
وَطارَ غُرابُ البَينِ وَاِنشَقَّتِ العَصا / بِبَينٍ كَما شَقَّ الأَديمَ الصَوانِعُ
أَلا يا غُرابَ البَينِ قَد طِرتَ بِالَّذي / أُحاذِرُ مِن لُبنى فَهَل أَنتَ واقِعُ
وَإِنَّكَ لَو أَبلَغتُها قيلَكَ اِسلِمي / طَوَت هَزَناً وَاِرفَضَّ مِنها المَدامِعُ
تُبَكّي عَلى لُبنى وَأَنتَ تَرَكتَها / وَكُنتَ كَآتٍ غَيَّهُ وَهوَ طائِعُ
فَلا تَبكِيَن في إِثرِ شَيءٍ نَدامَةً / إِذا نَزَعَتهُ مِن يَدَيكَ النَوازِعُ
فَلَيسَ لِأَمرٍ حاوَلَ اللَهُ جَمعَهُ / مُشِتُّ وَلا ما فَرَّقَ اللَهُ جامِعُ
طَمِعتَ بِلَيلى أَن تَريعَ وَإِنَّما / تُقَطِّعُ أَعناقَ الرِجالِ المَطامِعُ
كَأَنَّكَ لَم تَغنَهُ إِذ لَم تُلاقِها / وَإِن تَلقَها فَالقَلبُ راضٍ وَقانِعُ
فَيا قَلبُ خَبِّرني إِذا شَطَّتِ النَوى / بِلُبنى وَصَدَّت عَنكَ ما أَنتَ صانِعُ
أَتَصبُرُ لِلبَينِ المُشِتِّ مَعَ الجَوى / أَمَ اِنتَ اِمرُؤٌ ناسي الحَياءِ فَجازِعُ
فَما أَنا إِن بانَت لُبَينى بِهاجِعٍ / إِذا ما اِستَقَلَّت بِالنِيامِ المَضاجِعُ
وَكَيفَ يَنامُ المَرءُ مُستَشعِرَ الجَوى / ضَجيعَ الأَسى فيهِ نِكاسٌ رَوادِعُ
فَلا خَيرَ في الدُنيا إِذا لَم تُواتِنا / لُبَينى وَلَم يَجمَع لَنا الشَملَ جامِعُ
أَلَيسَت لُبَينى تَحتَ سَقفٍ يُكِنُّها / وَإِيّايَ هاذا إِن نَأَت لِيَ نافِعُ
وَيَلبَسُنا اللَيلُ البَهيمُ إِذا دَجا / وَنُبصِرُ ضَوءَ الصُبحِ وَالفَجرُ ساطِعُ
تَطا تَحتَ رِجلَيها بُساطاً وَبَعضُهُ / أَطاهُ بِرِجلي لَيسَ يَطويهِ مانِعُ
وَأَفرَحُ إِن تُمسي بِخَيرٍ وَإِن يَكُن / بِها الحَدَثَ العادي تَرُعني الرَوائِعُ
كَأَنَّكَ بِدعٌ لَم تَرى الناسَ قَبلَها / وَلَم يَطَّلِعكَ الدَهرُ فيمَن يُطالِعُ
فَقَد كُنتُ أَبكي وَالنَوى مُطمَإِنَّةٌ / بِنا وَبِكُم مِن عِلمِ ما البَينُ صانِعُ
وَأَهجُرُكُم هَجرَ البَغيضِ وَحُبُّكُم / عَلى كَبِدي مِنهُ كُلومٌ صَوادِعُ
فَوا كَبَدي مِن شِدَّةِ الشَوقِ وَالأَسى / وَواكَبَدي إِنّي إِلى اللَهِ راجِعُ
وَأَعجَلُ لِلإِشفاقِ حَتّى يَشُفَّني / مَخافَةَ شَحطِ الدارِ وَالشَملُ جامِعُ
وَأَعمِدُ لِلأَرضِ الَّتي مِن وَرائِكُم / لِيَرجِعَني يَوماً عَلَيكِ الرَواجِعُ
فَيا قَلبُ صَبراً وَاِعتِرافاً لِما تَرى / وَيا حُبَّها قَع بِالَّذي أَنتَ واقِعُ
لَعَمري لِمَن أَمسى وَأَنتِ ضَجيعُهُ / مِنَ الناسِ ما اِختيرَت عَليهِ المَضاجِعُ
أَلا تِلكَ لُبنى قَد تَراخى مَزارُها / وَلِلبَينِ غَمٌّ ما يَزالُ يُنازِعُ
إِذا لَم يَكُن إِلّا الجَوى فَكَفى بِهِ / جَوى حُرَقٍ قَد ضُمِّمَتها الأَضالِعُ
أَبائِنَةٌ لُبنى وَلَم تَقطَعِ المَدى / بِوَصلٍ وَلا صُرمٍ فَيَيأَسَ طامِعُ
يَظَلُّ نَهارَ الوالِهينَ نَهارَهُ / وَتَهدِنُهُ في النائِمينَ مَضاجِعُ
سِوايَ فَلَيلي مِن نَهاري وَإِنَّما / تُقَسَّمُ بَينَ الهالِكينَ المَصارِعُ
وَلَولا رَجاءُ القَلبِ أَن تَعطِفَ النَوى / لَما حَمَلَتهُ بَينَهُنَّ الأَضالِعُ
لَهُ وَجَباتٌ إِثرَ لُبنى كَأَنَّها / شَقائِقُ بَرقٍ في السَحابِ لَوامِعُ
نَهاري نَهارُ الناسِ حَتّى إِذا دَجا / لِيا اللَيلُ هَزَّتني إِلَيكَ المَضاجِعُ
أُقَضّي نَهاري بِالحَديثِ وَبِالمُنى / وَيَجمَعُني بِاللَيلِ وَالهَمَّ جامِعُ
وَقَد نَشَأَت في القَلبِ مِنكُم مَوَدَّةٌ / كَما نَشَأَت في الراحَتَينِ الأَصابِعُ
أَبى اللَهُ أَن يَلقى الرَشادَ مُتَيَّمٌ / أَلا كُلَّ أَمرٍ حُمَّ لا بُدَّ واقِعُ
هُما بَرَّحا بي مُعوِلينَ كِلاهُما / فُؤادٌ وَعَينٌ مَأقُها الدَهرَ دامِعُ
إِذا نَحنُ أَنفَدنا البُكاءَ عَشِيَّةً / فَمَوعِدُنا قَرنٌ مِنَ الشَمسِ طالِعٌ
وَلِلحُبِّ آياتٌ تَبَيَّنُ بِالفَتى / شُحوبٌ وَتَعرى مِن يَدَيهِ الأَشاجِعُ
وَما كُلُّ ما مَنَّتكَ نَفسُكَ خالِياً / تُلاقى وَلا كُلُّ الهَوى أَنتَ تابِعُ
تَداعَت لَهُ الأَحزانُ مِن كُلِّ وَجهَةٍ / فَحَنَّ كَما حَنَّ الظُؤارُ السَواجِعُ
وَجانِبَ قَربَ الناسِ يَخلو بِهَمِّهِ / وَعاوَدَهُ فيها هُيامٌ مُراجِعُ
أَراكَ اِجتَنَبتَ الحَيَّ مِن غَيرِ بِغضَةٍ / وَلَو شِئتَ لَم تَجنَح إِلَيكَ الأَصابِعُ
كَأَنَّ بِلادَ اللَهِ ما لَم تَكُن بِها / وَإِن كانَ فيها الخَلقُ قَفرٌ بَلاقِعُ
أَلا إِنَّما أَبكي لِما هُوَ واقِعٌ / وَهَل جَزَعٌ مِن وَشكِ بَينِكَ نافِعُ
أَحالَ عَليَّ الدَهرُ مِن كُلِّ جانِبٍ / وَدامَت وَلَم تُقلِع عَلَيَّ الفَجائِعُ
فَمَن كانَ مَحزوناً غَدا لِفُراقِنا / فَمِلآنَ فَليَبكِ لِما هُوَ واقِعُ
أَلُبنى لَقَد جَلَّت عَلَيكَ مُصيبَتي
أَلُبنى لَقَد جَلَّت عَلَيكَ مُصيبَتي / غَداةَ غَدٍ إِذ حَلَّ ما أَتَوَقَّعُ
تُمَنّينَني نَيلاً وَتَلوينَني بِهِ / فَنَفسِيَ شَوقاً كُلَّ يَومٍ تَقَطَّعُ
وَقَلبِكِ قَطُّ ما يَلينُ لِما يَرى / فَواكَبَدي قَد طالَ هاذا التَضَرُّعُ
أَلومَكِ في شَأني وَأَنتِ مُليمَةٌ / لَعَمري وَأَجفى لِلمُحِبِّ وَأَقطَعُ
أَخُبِّرتِ أَنّي فيكِ مَيِّتُ حَسرَتي / فَما فاضَ مِن عَينَيكِ لِلوَجدُ مَدمَعُ
وَلَكِن لَعَمري قَد بَكَيتُكِ جاهِداً / وَإِن كانَ دائي كُلُّهُ مِنكِ أَجمَعُ
صَبيحَةَ جاءَ العائِداتُ يَعُدنَني / فَظَلَّت عَلَيَّ العائِداتُ تَفَجَّعُ
فَقائِلَةٌ جِئنا إِلَيهِ وَقَد قَضى / وَقائِلَةٌ لا بَل تَرَكناهُ يَنزِعُ
فَما غَشِيَت عَينَيكِ مِن ذاكَ عَبرَةٌ / وَعَيني عَلى ما بي بِذِكراكِ تَدمَعُ
إِذا أَنتِ لَم تَبكي عَلَيَّ جَنازَةً / لَدَيكِ فَلا تَبكي غَداً حينَ أَرفَعُ
سَأَصرُمُ لُبنى هَبلُ وَصلِكِ مُجمِلاً
سَأَصرُمُ لُبنى هَبلُ وَصلِكِ مُجمِلاً / وَإِن كانَ صَرمُ الحَبلِ مِنكِ يَروعُ
وَسَوفَ أُسَلّي النَفسَ عَنكِ كَما سَلا / عَنِ البَلَدِ النائي البَعيدِ نَزيعُ
وَإِن مَسَّني لِلضُرِّ مِنكِ كَآبَةٌ / وَإِن نالَ جِسمي لِلفُراقِ خُشوعُ
أَراجِعَةٌ يا لُبنُ أَيّامُنا الأُلى / بِذي الطَلحِ أَم لا ما لَهُنَّ رُجوعُ
سَقى طَلَلَ الدارِ الَّتي أَنتُمُ بِها / حَياً ثُمَّ وَبلٌ صَيِّفٌ وَرَبيعُ
يَقولونَ صَبُّ بِالنِساءِ مُوَكَّلٌ / وَما ذاكَ مِن فِعلِ الرِجالِ بَديعُ
مَضى زَمَنٌ وَالناسُ يَستَشفِعونَ بي / فَهَل لي إِلى لُبنى الغَداةَ شَفيعُ
أَيا حَرَجاتِ الحَيِّ حَيثُ تَحَمَّلوا / بِذي سَلَمٍ لا جادَكُنَّ رَبيعُ
وَخَيماتُكِ اللاتي بِمُنعَرَجِ اللِوى / بِلَينَ بِلاً لَم تُبلُهُنَّ رُبوعُ
إِلى اللَهِ أَشكو نِيَّةً شَقَّتِ العَصا / هِيَ اليَومَ شَتّى وَهيَ أَمسي جَميعُ
وَما كادَ قَلبي بَعدَ أَيّامَ جاوَزَت / إِلَيَّ بِأَجراعِ الثُدِيِّ يَريعُ
فَإِنَّ اِنهِمالَ العَينِ بِالدَمعِ كُلَّما / ذَكَرتُكِ وَحدي خالِياً لَسَريعُ
فَلَو لَم يَهِجني الظاعِنونَ لَهاجَني / حَمائِمُ وُرقٌ في الدِيارِ وَقوعُ
تَجاوَبنَ فَاِستَبكَينَ مَن كانَ ذا هَواً / نَوائِحَ ما تَجري لَهُنَّ دُموعُ
لَعَمرُكَ إِنّي يَومَ جَرعاءُ مالِكٍ / لَعاصٍ لِأَمرِ المُرشِدينَ مَضيعُ
نَدِمتُ عَلى ما كانَ مِنّي فَقُدتُني / كَما يَندَمُ المَغبونُ حينَ يَبيعُ
إِذا ما لَحاني العاذِلاتُ بِحُبِّها / أَبَت كَبِدٌ مِما أُجِنُّ صَديعُ
وَكَيفَ أُطيعُ العاذِلاتِ وَحُبُّها / يُؤَرِّقُني وَالعاذِلاتُ هُجوعُ
عَدِمتُكِ مِن نَفسٍ شَعاعٍ فَإِنَّني / نَهَيتُكِ عَن هاذا وَأَنتِ جَميعُ
فَقَرَّبتِ لي غَيرَ القَريبِ وَأَشرَفَت / هُناكَ ثَنايا ما لَهُنَّ طُلوعُ
فَضَعَّفَني حُبَّيكِ حَتّى كَأَنَّني / مِنَ الأَهلِ وَالمالِ التِلادِ خَليعُ
وَحَتّى دَعاني الناسُ أَحمَقَ مائِقاً / وَقالوا مُطيعٌ لِلضِلالِ تَبوعُ
إِذا طَلَعَت شَمسُ النَهارِ فَسَلِّمي
إِذا طَلَعَت شَمسُ النَهارِ فَسَلِّمي / فَآيَةُ تَسليمي عَلَيكِ طُلوعُها
بِعَشرِ تَحِيّاتٍ إِذا الشَمسُ أَشرَقَت / وَعَشرٍ إِذا اِصفَرَّت وَحانَ رُجوعُها
وَلَو أَبلَغَتها جارَةٌ قَولِيَ اِسلَمي / بَكَت جَزَعاً وَاِرفَضَّ مِنها دُموعُها
وَبانَ الَّذي تَخفي مِنَ الوَجدِ في الحَشا / إِذا جائَها عَنّي هَديثٌ بَرَوعَها
حَنَنتَ إِلى رَيّا وَنَفسُكَ باعَدَت
حَنَنتَ إِلى رَيّا وَنَفسُكَ باعَدَت / مَزارَكَ مِن رَيّا وَشِعبا كَما مَعا
فَما حَسَنٌ أَن تَأتِيَ الأَمرَ طائِعاً / وَتَجزَعَ أَن داعي الصَبابَةِ أَسمَعا
بَكَت عَينِيَ اليُمنى فَلَمّا زَجَرتُها / عَنِ الجَهلِ بَعدَ الحِلمِ أَسبَلَتا مَعا
وَأَذكُرُ أَيّامَ الحِمى ثُمَّ أَنثَني / عَلى كَبِدي مِن خَشيَةٍ أَن تَصَدَّعا
فَلَيسَت عَشِيّاتُ الحِمى بِرَواجِعٍ / عَلَيكَ وَلَكِن خَلِّ عَينَيكَ تَدمَعا
لَقَد خِفتُ أَن لا تَقنَعَ النَفسُ بَعدَها
لَقَد خِفتُ أَن لا تَقنَعَ النَفسُ بَعدَها / بِشَيءٍ مِنَ الدُنيا وَإِن كانَ مَقنَعا
وَأَزجُرُ عَنها النَفسَ إِذ حيلَ دونَها / وَتَأبى إِلَيها النَفسُ إِلّا تَطَلُّعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025