المجموع : 4
عَفا ذو حُساً مِن فَرتَنى فَالفَوارِعُ
عَفا ذو حُساً مِن فَرتَنى فَالفَوارِعُ / فَجَنبا أَريكٍ فَالتِلاعُ الدَوافِعُ
فَمُجتَمَعُ الأَشراجِ غَيَّرَ رَسمَها / مَصايِفُ مَرَّت بَعدَنا وَمَرابِعُ
تَوَهَّمتُ آياتٍ لَها فَعَرَفتُها / لِسِتَّةِ أَعوامٍ وَذا العامُ سابِعُ
رَمادٌ كَكُحلِ العَينِ لَأياً أُبينُهُ / وَنُؤيٌ كَجَذمِ الحَوضِ أَثلَمُ خاشِعُ
كَأَنَّ مَجَرَّ الرامِساتِ ذُبولَها / عَلَيهِ حَصيرٌ نَمَّقَتهُ الصَوانِعُ
عَلى ظَهرِ مِبناةٍ جَديدٍ سُيورُها / يَطوفُ بِها وَسطَ اللَطيمَةِ بائِعُ
فَكَفكَفتُ مِني عَبرَةً فَرَدَدتُها / عَلى النَحرِ مِنها مُستَهِلٌّ وَدامِعُ
عَلى حينَ عاتَبتُ المَشيبَ عَلى الصِبا / وَقُلتُ أَلَمّا أَصحُ وَالشَيبُ وازِعُ
وَقَد حالَ هَمٌّ دونَ ذَلِكَ شاغِلٌ / مَكانَ الشِغافِ تَبتَغيهِ الأَصابِعُ
وَعيدُ أَبي قابوسَ في غَيرِ كُنهِهِ / أَتاني وَدوني راكِسٌ فَالضَواجِعُ
فَبِتُّ كَأَنّي ساوَرَتني ضَئيلَةٌ / مِنَ الرُقشِ في أَنيابِها السُمُّ ناقِعُ
يُسَهَّدُ مِن لَيلِ التَمامِ سَليمُها / لِحَليِ النِساءِ في يَدَيهِ قَعاقِعُ
تَناذَرَها الراقونَ مِن سوءِ سُمِّها / تُطَلِّقُهُ طَوراً وَطَوراً تُراجِعُ
أَتاني أَبَيتَ اللَعنَ أَنَّكَ لُمتَني / وَتِلكَ الَّتي تَستَكُّ مِنها المَسامِعُ
مَقالَةُ أَن قَد قُلتَ سَوفَ أَنالُهُ / وَذَلِكَ مِن تِلقاءِ مِثلِكَ رائِعُ
لَعَمري وَما عُمري عَلَيَّ بِهَيِّنٍ / لَقَد نَطَقَت بُطلاً عَلَيَّ الأَقارِعُ
أَقارِعُ عَوفٍ لا أُحاوِلُ غَيرَها / وُجوهُ قُرودٍ تَبتَغي مَن تُجادِعُ
أَتاكَ اِمرُؤٌ مُستَبطِنٌ لِيَ بِغضَةً / لَهُ مِن عَدوٍّ مِثلَ ذَلِكَ شافِعُ
أَتاكَ بِقَولٍ هَلهَلِ النَسجِ كاذِبٍ / وَلَم يَأتِ بِالحَقِّ الَّذي هُوَ ناصِعُ
أَتاكَ بِقَولٍ لَم أَكُن لِأَقولَهُ / وَلَو كُبِلَت في ساعِدَيَّ الجَوامِعُ
حَلَفتُ فَلَم أَترُك لِنَفسِكَ ريبَةً / وَهَل يَأثَمَن ذو أُمَّةٍ وَهوَ طائِعُ
بِمُصطَحِباتٍ مِن لَصافٍ وَثَبرَةٍ / يَزُرنَ إِلالاً سَيرُهُنَّ التَدافُعُ
سَماماً تُباري الريحَ خوصاً عُيونُها / لَهُنَّ رَذايا بِالطَريقِ وَدائِعُ
عَلَيهِنَّ شُعثٌ عامِدونَ لِحَجِّهِم / فَهُنَّ كَأَطرافِ الحَنيِّ خَواضِعُ
لَكَلَّفتَني ذَنبَ اِمرِئٍ وَتَرَكتَهُ / كَذي العُرِّ يُكوى غَيرُهُ وَهوَ راتِعُ
فَإِن كُنتُ لا ذو الضِغنِ عَنّي مُكَذَّبٌ / وَلا حَلفي عَلى البَراءَةِ نافِعُ
وَلا أَنا مَأمونٌ بِشَيءٍ أَقولُهُ / وَأَنتَ بِأَمرٍ لا مَحالَةَ واقِعُ
فَإِنَّكَ كَاللَيلِ الَّذي هُوَ مُدرِكي / وَإِن خِلتُ أَنَّ المُنتَأى عَنكَ واسِعُ
خَطاطيفُ جُحنٌ في حِبالٍ مَتينَةٍ / تَمُدُّ بِها أَيدٍ إِلَيكَ نَوازِعُ
أَتوعِدُ عَبداً لَم يَخُنكَ أَمانَةً / وَتَترُكُ عَبداً ظالِماً وَهوَ ظالِعُ
وَأَنتَ رَبيعٌ يُنعِشُ الناسَ سَيبُهُ / وَسَيفٌ أُعيرَتهُ المَنِيَّةُ قاطِعُ
أَبى اللَهُ إِلّا عَدلَهُ وَوَفائَهُ / فَلا النُكرُ مَعروفٌ وَلا العُرفُ ضائِعُ
وَتُسقى إِذا ما شِئتَ غَيرَ مُصَرَّدٍ / بِزَوراءَ في حافاتِها المِسكُ كانِعُ
لِيَهنِئ بَني ذُبيانَ أَنَّ بِلادَهُم
لِيَهنِئ بَني ذُبيانَ أَنَّ بِلادَهُم / خَلَت لَهُمُ مِن كُلِّ مَولى وَتابِعُ
سِوى أَسَدٍ يَحمونَها كُلَّ شارِقٍ / بِأَلفَي كَميٍّ ذي سِلاحٍ وَدارِعِ
قُعوداً عَلى آلِ الوَجيهِ وَلاحِقٍ / يُقيمونَ حَولِيّاتِها بِالمَقارِعِ
يَهُزّونَ أَرماحاً طِوالاً مُتونُها / بِأَيدٍ طِوالٍ عارِياتِ الأَشاجِعِ
فَدَع عَنكَ قَوماً لا عِتابَ عَلَيهِمُ / هُمُ أَلحَقوا عَبساً بِأَرضِ القَعاقِعِ
وَقَد عَسَرَت مِن دونِهِم بِأَكُفِّهِم / بَنو عامِرٍ عَسرَ المَخاضِ المَوانِعِ
فَما أَنا في سَهمٍ وَلا نَصرِ مالِكٍ / وَمَولاهُمُ عَبدِ اِبنِ سَعدٍ بِطامِعِ
إِذا نَزَلوا ذا ضَرغَدٍ فَعُتائِداً / يُغَنّيهِمُ فيها نَقيقُ الضَفادِعِ
قُعوداً لَدى أَبياتِهِم يَثمِدونَها / رَمى اللَهُ في تِلكَ الأُنوفِ الكَوانِعِ
وَإِن يَرجِعِ النُعمانُ نَفرَح وَنَبتَهِج
وَإِن يَرجِعِ النُعمانُ نَفرَح وَنَبتَهِج / وَيَأتِ مَعَدّاً مُلكُها وَرَبيعُها
وَيَرجِع إِلى غَسّانَ مُلكٌ وَسُؤدُدٌ / وَتِلكَ المُنى لَو أَنَّنا نَستَطيعُها
وَإِن يَهلِكِ النُعمانُ تُعرَ مَطِيَّهُ / وَيُلقَ إِلى جَنبِ الفِناءِ قُطوعُها
وَتَنحَط حَصانٌ آخِرَ اللَيلِ نَحطَةً / تَقَضقَضُ مِنها أَو تَكادُ ضُلوعُها
عَلى إِثرِ خَيرِ الناسِ إِن كانَ هالِكاً / وَإِن كانَ في جَنبِ الفَتاةِ ضَجيعُها
إِذا تَلقَهُم لا تَلقَ لِلبَيتِ عَورَةً
إِذا تَلقَهُم لا تَلقَ لِلبَيتِ عَورَةً / وَلا الجارَ مَحروماً وَلا الأَمرَ ضائِعا