القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ حَمْدِيس الكل
المجموع : 6
إِذا كانَ في الكتب اتّصالُ لِقائِنا
إِذا كانَ في الكتب اتّصالُ لِقائِنا / فكلّ فراقٍ موجِعٌ في انقطاعها
وإن كانتِ الأَيّامُ مَطبوعة على / خِلافي فقُلْ مَنْ لي بِنَقْل طباعها
فلا تقطعوا عنّا سطورَ رسالةٍ / تُمَثِّلُ لي أشخاصَكُمْ في سماعها
فلي كَبِدٌ بالبين منكم تَصَدّعَتْ / وطولُ اغترابي زائدٌ في انصداعها
لأصْبَحْتُ في الدّنْيا حريصاً عليكمُ / ألا إِنّ مثلي زاهدٌ في متاعها
ومحسودةٍ لا تحسُدِ الغيدُ مِثلها
ومحسودةٍ لا تحسُدِ الغيدُ مِثلها / لها في عميم الخَلْقِ حُسْنٌ مُنَوَّعُ
إذا انْعَطَفَتْ فالخوطُ بالبدرِ يَنثَني / وإن نظرتْ فالعينُ بالسحرِ تنبعُ
وَلمّا تَلاقَينا تَكَلَّمَ مِقْوَلٌ / بسرِّ الهوى منها ومنِّيَ مدمَعُ
بِدُرَّينِ مَسْتُورَيْنِ فَالدرُّ مِنهُما / يُرَى جارِياً بِالشوقِ وَاللفظُ يسمَعُ
شَكَوتُ ونطقٌ بيننا فَلِأَيِّنا / ببرح الجوى في سَذْهبِ الحكم يقطَعُ
ومالتْ إلى تأنيسناً بعدَ وَحشةٍ / بأجوَفَ لم تُخلَقْ لجنبَيهِ أَضلعُ
تَمُدُّ إِلى تَنغيمِهِ سُبْطَ أَنمُلٍ / كَأَقلامِ دُرٍّ بالعقيقِ تقمَعُ
إذا وَتَرٌ هَزّتْهُ بالنقر خِلْتَهُ / يئنُّ من الآلام أو يَتَضَرّعُ
وينبضُ كالشريان إن عبثتْ به / وَجَسّتْهُ منها باللطافة إصبَعُ
عواملُ سحرٍ في عواملِ أنملٍ / بها يُخْفَضُ القلبُ الطروبُ ويُرفَعُ
ولَمّا رَأَتْ طَيْرَ الفِراقِ نَوَاعِباً
ولَمّا رَأَتْ طَيْرَ الفِراقِ نَوَاعِباً / وَقَد هَمَّ بِالتوديعِ كُلُّ مودَّعِ
شكتْ ما شَكا المحزونُ من عَزْمَةِ النَّوى / فأبكتْ لها عينيْ غَزَالٍ مُرَوَّعِ
ولم أرَ في خدٍّ يُزَرَّرُ قبلها / من الغيد شهباً في غمامة برقُعِ
وقَد سَفِرت عَن صفرةٍ عَبْرَ الأسى / لعيني بها عن وَجْد قلبٍ مفجَعِ
وأَقبَلَ دُرّ النَّحرِ فَوقَ تَريبِها / يصافِحُه من خدّها دُرّ أدْمُعِ
فيا ربِّ إنّ البينَ أضحت صُرُوفُهُ / عليّ وما لي من معينٍ فكنْ معي
على قُرْبِ عُذّالي وبُعْدِ حبائبي / وأمْوَاهِ أجفاني ونيرانِ أضلُعي
أيا جَزَعي بالدارِ إذ عَنَّ لي الجزعُ
أيا جَزَعي بالدارِ إذ عَنَّ لي الجزعُ / وقاد حِمامي من حمائمِهِ السّجْعُ
وعاوَدَني فيها رِداعي ولم أشِمْ / ترائبَ عُوّادٍ يُضَمِّخُها الرّدْعُ
وقفتُ بها والنفسُ من كلّ مقلةٍ / تذوبُ بنارٍ في الضلوعِ لَها لذْعُ
مُطِلّاً مُطيلَ النّوْح لو أنّ دِمْنَةً / لها بَصَرٌ تَحْتَ الحوادث أوْ سَمْعُ
طلولٌ عَفت آياتُها فَكأنَّما / غرابِيبُها جِزْعٌ وأدمانُها وَدْعُ
حكى الربعُ منها بالصدى إذ سألتُهُ / كلاميَ حَتَّى قيلَ هَل يَمْزَحُ الربعُ
تَخَطَّ معَ المحلِ الجنوبِ بِمَحوِها / سطورَ البلى فيها وتعجبها المِسْعُ
وَلَم يَبقَ إلّا ملعبٌ يبعثُ الأسى / وَيَدعو الفتى مِنهُ إِلى الشَّوقِ ما يَدعو
ومَجموعةٌ جمع الثلاثِ ولم تَزِدْ / عليه صوالي النار أَوجُهها سفعُ
لبسنَ حدادَ الثكل وهي مقيمةٌ / على مَيْتِ نارٍ لا يفارقها فَجْعُ
ومضروبةٌ بين الرّسوم وما جَنَتْ / عقاب النوى من هامها الضربُ والقلعُ
ومُحلَولِكٌ ما فكَّ زيجاً ولا لَهُ / بِسِرِّ قضاء النجم علمٌ ولا طبعُ
أَبانَ لَنا عَن بَيْنِنا فَلِسانُهُ / علينا له قَطْعٌ أُتيحَ له القطعُ
إِذا لَم تَكُن للحيِّ داراً فما لها / إِذا وَقَف المشتاقُ فيها جَرى الدمعُ
لياليَ عودي يكتسي وَرَقَ الصبا / وإذ أنا إلفٌ للجآذِرِ لا سِمْعُ
وينبو عنِ اللومِ المُعنِّفِ مَسمَعي / بِمَنْ حُسْنُها بَينَ الحِسانِ له سمعُ
فتاةٌ لها في النفسِ أصلٌ منَ الهوى / وكُلُّ هَوىً في النفس مِن غيرِها بدعُ
وتبلغُ بنتُ الكرم من فرح الفتى / بلذّتها ما ليس يبلغُه البِتْعُ
يَصُدُّ الهوى عن قَطفِ رمَّانِ صَدرِها / وإن راقَ في خوط القوام له ينعُ
وَكَم مِن قُطوفٍ دانِياتٍ ودونَها / تَعرِضُ أَشراع من الرمح أو شرعُ
تريكَ جبيناً يُخجِلُ الشمسَ هيبةً / وخَلْقاً عميماً في الشبابِ له جَمعُ
وتبسمُ في جُنح الدجى وهو عابسٌ / فيضحكُ منها عن بروقٍ لها لَمعُ
وَبيدٍ أَبادَتْ عيسَنا بِيَبابِها / فُهُنَّ غِراثٌ في عِجافٍ لَها رتَعُ
إذا سمعَ الحادي بها السِّمْعُ ظَنّهُ / كريماً على نَشْزٍ لمأدُبَةٍ يدعو
فكم من هزيلٍ في اقتفاءِ هزيلةٍ / ليأكلَ منها فَضْلَ ما أكل السّبعُ
فإِن يُهلِكِ الإِيجافُ حَرفاً بِمَهمَهٍ / فَإِنَّهُما السيفُ المُجرّد والنّطعُ
نَحَوْتُ عَلَيها كُلَّ حَرْفٍ بَعامِلٍ / مِنَ العَزْمِ مَخصوصٌ بِهِ الخفضُ والرّفعُ
وعاركتُ دهري في عريكةِ بازلٍ / ينوءُ به هادٍ كما انْتصَبَ الجذعُ
وما خارَ عُودي عندَ غَمزِ مُلِمَّةٍ / وهل خارَ عِندَ الغمزِ في يَدِكَ النبعُ
وَمُلتَحِفٍ بِالصقلِ مِن لَمعِ بارقٍ / يُطيرُ فَرَاشَ الهام من حَدّه القرعُ
أَقام معَ الأحقابِ حَتَّى كَأَنَّما / لِحَدّيْه عنه من حوادِثِها دَفعُ
وتَحسَب أَهوالَ الحروبِ لشَيبِه / وكلُّ خِضابٍ في ذَوائِبِهِ رَدْعُ
إِذا سُلّ واهتزّتْ مضاربُهُ حكى / أخا السلّ هزّته بأُفْكلها الرِّبْعُ
وتحسرُ منه أنفسٌ هلكتْ به / فما صارمٌ في الأرض من غمدهِ سَقعُ
أَأَذكى علَيه القينُ بالرّيحِ نارَهُ / وَأَمكَنَه في الطبعِ بَينَهُما طَبْعُ
أَصاعِقَةٌ مُنقَضَّةٌ مِن غِرارِهِ / يَهولُكَ في هامِ الرواسي لها صدعُ
وجامدةٍ فاضت فقلنا تَعَجُّباً / أَنهُرٌ تَمَشَّت فَوقَُ الرّيح أو درعُ
وأَحكَمها داودُ عن وَحْيِ ربّهِ / بلطفِ يدٍ قاسي الحديدِ لها شَمْعُ
ترى الحلقاتِ الجُعْد منها حبائِكاً / مُسَمَّرَةً فيها مساميرها القرعُ
سرابيّةُ المرأى وإن لم يَرِدْ بها / على الذِّمْرِ طعنٌ يتَّقيه ولا مصعُ
وعذراء يغشاها ذكورُ أسِنّةٍ / وتُثْنَى لِجَمعٍ كُلَّما افتَرقَ الجمعُ
وَمُنجَرِدٍ كالسيدِ يعُمِلُ أَرضَهُ / فَيبني سماءً فوقه سمكها النّقعُ
متى يمنع الجريُ الجيادَ من الونى / ففي يده بذلٌ من الجري لا منعُ
له بَصَرٌ مستخرِجٌ خبء ليلةٍ / إذا الحسّ أهداه إلى قلبه السّمعُ
ويمرقُ بي السبق في كلّ حلبةٍ / فتحسبهُ سهماً يطير به النزعُ
برأيي وعزمي أكملَ اللّه صِبْغَتي / ولولا الحيا والشمسُ ما كَمُلَ الزرعُ
وَنُورِيّةٍ للنارِ فيها ذُؤابَةٌ
وَنُورِيّةٍ للنارِ فيها ذُؤابَةٌ / تذوبُ بها ذوبُ النّضارِ المميَّعِ
تَنوبُ منابَ الشمسِ بعد غروبها / إذا بزغت كالشمس في رأسِ مَطلَعِ
تُكتّمُ ما تلقاه إلا شكيةً / تُعَبّرُ عنها في إشارة إصبَعِ
وَتَحسَبُها تُلقي ضروباً مِنَ الجوى / تَحَكّمَ فيها من غَرَامي المُنَوّعِ
كَسَقمي وإِيراقي وصَبري ومَوقفي / وصمتي وإطراقي ولوني وأَدمُعي
مَرَابِعُهُمْ لِلوحشِ أَضْحتْ مَرَاتعَا
مَرَابِعُهُمْ لِلوحشِ أَضْحتْ مَرَاتعَا / فقفْ صابراً تُسعِدْ على الحزن جازِعا
فمن مُبْلِغُ الغادينَ عنّا بأنّنا / وَقَفْنَا وأَجْرَيْنا بِهِنَّ المدامِعا
مَعالِمُ أَضحَتْ من دُماها عواطِلاً / فقلْ في نفوسٍ قد هَجَرْنَ المطامعا
وَفَيْنا بميثاقِ العُهُود لربعها / كأنّ عهودَ الرّبْع كانت شرائعا
فمن دمنةٍ تحت القطوب كمينةٍ / بها وثلاثٌ راكدات سوافعا
ومن خطِّ رمسٍ دارسٍ فكأنّما / أمرّ البلى محواً عَلَيها الأَصابِعا
تَأوَّهَ منه شَيِّقُ الركبِ نائحاً / فَطَرّبَ فيه مُلْغِطُ الطّيْرِ ساجعا
ومازِلتُ أُجري الدمعَ من حُرَق الأسى / وأدعو هوى الأحبابِ لو كان سامعا
وأفحصُ عن آثارهم تُرْبَ أرضِهمْ / كأنّيَ قد أودعتُ فيها ودائعاً
كأنّ حصاةَ القلب كانت زجاجةً / مقارعةً من لاعجِ الشوق صادعا
أماتَ ربوعَ الدار فقدانُ أهلها / فأبصرتُ منها الآهلاتِ بلاقعا
كأنّ حُداءَ العيس في السير نعيها / وقد سُقِيَتْ سمّاً من البين ناقعا
أدارَ البلى ولّى الصبا عنك لاهياً / فَمَن لي بِأَن أَلقَى الصبا فيكَ راجِعا
أما ولبانٍ درّ لي أسحمٌ به / ومن كان من أهلي بودّي مُرَاضِعا
لقد دخلتْ بي منك في الحزنِ لوعةٌ / حُرِمْتُ بها من ذِمّةِ الصبر راجعا
أيا هذه إنّ العُلى لتهزّ بي / حُساماً على صَرْفِ الحوادثِ قاطعا
ذَريني أكُنْ للعزم والليل والسرى / وللحرب والبيداءِ والنَّجمِ سابِعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025