المجموع : 7
أصاخَ إِلى الواشي فلبّاهُ إذ دَعا
أصاخَ إِلى الواشي فلبّاهُ إذ دَعا / وقدْ لا يُرعي النّمائِمَ مَسْمَعا
وباتَ يُناجي ظنّهُ فيَّ بَعدَما / أباحَ الهَوى منِّي حِمى القَلْبِ أجمَعا
وأبْدى الرِّضى والعَتْبَ في أخرَياتِهِ / ومنْ بَيِّناتِ الغَدْرِ أن يُجمَعا مَعا
ومَنْ ناوَل الإخوانَ حبلاً مَشى البِلى / إِلى طَرَفَيْهِ هَمَّ أن يتقَطَّعا
فما غَرَّهُ مِنْ مُضْمِرِ الغِلِّ كاشِحٌ / إذا حَدَرَ الخَصْمُ اللِّثامَ تقَنَّعا
سَعى بي إليه لا هَدى اللهُ سَعيَهُ / ولو نالَ عندي ما ابْتغاهُ لَما سَعى
وحاوَلَ مني غِرَّةً حال دونَها / مَكائِدُ تأبى أنْ أُغَرَّ وأُخْدَعا
فأجْرَرْتُهُ حَبْلَ المُنى غيرَ أنّني / سَلَكْتُ بهِ نَهْجاً إِلى الغَيّ مَهْيَعا
ولمّا رأى أني تَبَيَّنْتُ غَدْرَهُ / وأدْرَكْتُ حَزْمَ الرّأيِ فيه وضَيّعا
أزارَ يَدَيْهِ ناجِذَيْهِ تَنَدُّماً / يُبَوِّئُهُ في باحَةِ المَوْتِ مَصْرَعا
لكَ اللهُ منْ غُصْنٍ يُلاعِبُ عِطفَهُ / وبَدْرٍ يُناغي جِيدُهُ الشُّهْبَ طُلَّعا
تَجلّى لَنا والبَيْنُ زُمَّتْ رِكابُهُ / فشَيَّعَهُ أرواحُنا حينَ ودّعا
وشِيبَ بُكاءٌ بابْتِسامٍ وأُدْمِيَتْ / مَسالِكُ أنفاسٍ يُقوِّمْنَ أضْلُعا
ولمّا تَعانَقْنا فَذابَتْ عُقودُهُ / بِحَرِّ الجَوى صارَتْ ثُغوراً وأْمُعا
ألا بِأبي أُسْدُ الحِمى وظِباؤُهُ / ومُنعَرَجُ الوادي مَصيفاً ومَرْبَعا
أَجُرُّ بهِ ذَيْلَ الشّبابِ وأرتَدي / بأسْحَمَ فَيْنانِ الذّوائِبِ أفْرَعا
مَعي كُلُّ فَضْفاضِ الرِّداءِ سَمَيْدَعٍ / أُصاحِبُ منهُ في الوَقائِعِ أرْوَعا
غَذَتْهُ رُبا نَجْدٍ فشَبَّ كأنّهُ / شَبا مَشْرَفيٍّ يَقيُرُ السُّمَّ مُنْقَعا
يُريقُ إذا ارْتَجَّ النّديُّ بمنْطِقٍ / كَلاماً كأنَّ الشِّيحَ منهُ تَضَوَّعا
ويُروي أنابيبَ الرِّماحِ بمأزِقٍ / يظلُّ غَداةَ الرَّوعِ بالدَّمِ مُتْرَعا
عَرَكْتُ ذُنوبَ الحادِثاتِ بِجَنْبِهِ / فَهَبَّ مُشيحاً لا يُلائِمُ مَضْجَعا
وما عَلِقَتْ حَربٌ تُلَقَّحُ للرَّدى / بأصْبَرَ منْهُ في اللِّقاءِ وأشجَعا
أهَبْتُ وصَرْفُ الدّهْرِ يَحرِقُ نابَهُ / بهِ آمِناً أنْ أسْتَقيمَ ويَظْلَعا
فأقبَلَ كابْنِ الغابِ عَبْلاً تَليلُهُ / ولمْ يَستَلِنْهُ القِرْنُ لِيتاً وأخْدَعا
يُريكَ الرُّبا للأعْوَجيَّةِ سُجَّداً / وهامَ العِدا للمَشْرَفيَّةِ رُكَّعا
فسَكَّنَ رَوعي والرِّماحُ تزَعْزَعَتْ / وخَفَّضَ جَأشي والعَجاجُ ترَفّعا
ولمّا رآني في تَميمٍ على شَفا / أُلاقي بَجَفْنَيَّ القَذى مُتَخَشِّعا
قَضى عَجَباً منّي ومنْهُمْ وبَيْنَنا / شَوافِعُ لا يَرْضى لَها المَجْدُ مَدْفَعا
وهُنَّ القَوافي تَذْرَعُ الأرضَ شُرَّداً / بِشِعْرٍ إذا ما أبْطأَ الرّيحُ أسرَعا
يَروحُ لها رَبُّ الفَصاحَةِ تابِعاً / ويَغْدو بها تِرْبُ السّماحَةِ مُولَعا
ولَم أستَفِدْ منْ نَظْمِها غيْرَ حاسِدٍ / إذا ما رَمى لم يُبْقِ في القَوْسِ مِنْزَعا
وما أنا ممّنْ يَملأُ الهَوْلُ صَدْرَهُ / وإنْ عَضَّهُ رَيْبُ الزّمانِ فأوْجَعا
إذا ما غَسَلْتُ العارَ عنّي لمْ أُبَلْ / نِداءَ زَعيمِ الحَيّ بَشَّرَ أو نَعى
لَعَزَّ على الأشْرافِ منْ آلِ غالِبٍ / خُدودُ غَطاريفٍ توسَّدْنَ أذْرُعا
نُنادي أميرَ المؤْمِنينَ ودونَهُ / أعادٍ يُزِجّونَ العَقارِبَ لُسَّعا
أيا خَيْرَ مَنْ لاذَ القَريضُ بسَيْبِهِ / وأعْنَقَ مَدحي في ذَراهُ وأوْضَعا
تُناطُ بكَ الآمالُ والخَطْبُ فاغِرٌ / وتُستَمطَرُ الجَدوى إذا المُزْنُ أقْلَعا
وتُغْضي لكَ الأبْصارُ رُعْباً وتَنثَني / إليكَ الهَوادي طائِعاتٍ وخُضَّعا
بحيْثُ رأيْنا العِزَّ تندىً ظِلالُهُ / ومَجدَكَ مُلتَفَّ الغَدائِرِ أتْلَعا
وأنتَ الإمامُ المُستَضاءُ بنُورِهِ / إذا الليلُ لمْ يَلفِظْ سَنا الصُّبْحِ أدْرَعا
أعِنّي على دهْرٍ تَكادُ خُطوبُهُ / تُبَلِّغُ مَنْ يَضْرَى بِنا ما تَوَقَّعا
فقَدْ هَدَّ رُكنَيَّ العَدُوُّ ولم يكُنْ / يُحاولُ فينا قَبْلَ ذلكَ مَطْمَعا
أفي الحَقِّ أن يَسْتَرقِعَ العِزُّ وَهْيَهُ / وأنْ أتَردّى بالهَوانِ وأضْرَعا
ويَرْتَعُ في عِرْضي ويُقْبَلُ قَولُهُ / ولَوْ رُدَّ عنْهُ لمْ يَجِدْ فيهِ مَرْتَعا
أما والمَطايا جائِلاتٍ نُسوغُها / منَ الضُّمْرِ حتّى خالَها الرَّكْبُ أنْسُعا
ضُرِبْنَ إِلى البَيْتِ العَتيقِ ولمْ تَقُلْ / لِناجِيةٍ منهُنَّ إذْ عَثَرَتْ لَعا
لقد طَرَقَتْني النّائِباتُ بِحادِثٍ / لَوَ انَّ الصَّفا يُرْمَى بهِ لتَصَدّعا
ولسْتُ وإنْ عضَّ الزّمانُ بِغارِبي / أُطيلُ على الضّرّاءِ مَبكًى ومَجْزَعا
إذا ما أغامَ الخَطْبُ لمْ أحتَفِلْ بهِ / وضاجَعْتُ فيهِ الصَّبْرَ حتى تَقَشّعا
أُراعُ ولمْ أُذْنِبْ وأُجْفى ولمْ أُخنْ / وقد صُدِّقَ الواشي فأخْنى وأقْذَعا
ومِنكُمْ عَهِدْنا الوِرْدَ زُرْقاً جُمامُهُ / رَحيبَ مندىً العيسِ والرّوضَ مُمْرِعا
فعَطْفاً علينا إنّ فينا لِماجِدٍ / يُراقِبُ أعْقابَ الأحاديثِ مَصْنَعا
أَرِقْنا وَأسْرابُ النُّجومِ هُجوعُ
أَرِقْنا وَأسْرابُ النُّجومِ هُجوعُ / نُعالِجُ هَمّاً أَضْمَرَتْهُ ضُلوعُ
وَنُعْرِضُ عَنْ بِيضٍ تُديرُ وَراءَنا / عُيونَ مَهاً فيها دَمٌ وَدُموعُ
وَنَنْهَضُ لِلْعَلْياءِ وَالجَدُّ عاثِرٌ / وَنَحْنُ بِمُسْتَنِّ الهَوانِ وُقوعُ
وَهَلْ تَرْفَعُ الأَيامُ إِلّا عِصابَةً / عَفَتْ بِهِمُ لِلْمَكْرُماتِ رُبوعُ
لَهُمْ ثَرْوَةٌ يَمْتَدُّ في اللُّؤْمِ باعُها / حَواهَا نَعامٌ في النَّعيمِ رَتُوعُ
إِذَا شَبِعوا باتُوا نِياماً وَجَارُهُمْ / يُصارِمُ جَفْنَيْهِ الكَرَى وَيَجُوعُ
شَكَتْ عُقَبَ المَسْرَى مَطَايَا تَؤُمُّهُمْ / وَتَذْرَعُ أَجْوازَ الفَلا وَتَبوعُ
فَلا زِلْنَ حَسْرَى لِمْ حَمَلْنَ إِلَيْهِمُ / فَتىً لا يُناغِي نَاظِرَيْهِ خُشوعُ
وَهُمْ نَفَضُ الآفاقِ قَدْ خَبُثَتْ لَهُمْ / أُصُولٌ فَما طَابَتْ لَهُنَّ فُروعُ
إِذَا زَارَ مَغْناهُمْ كَريمٌ فَما لَهُ / إِليْهَمْ إِذَا حُمَّ الفِرَاقُ رُجوعُ
أَبا خالدٍ طالَ المُقامُ على الأذى
أَبا خالدٍ طالَ المُقامُ على الأذى / وَضاقَ بِما تَسْمو لَهُ هِمَمي باعي
فَحُلَّ عِقالَ الأَرْحَبِيِّ وَلا تُقِمْ / بِحيثُ تُناجي الذُّلَّ صاحَ بِكَ النّاعي
نأَت أُمُّ عَمروٍ قَرَّبَ اللَهُ دارَها
نأَت أُمُّ عَمروٍ قَرَّبَ اللَهُ دارَها / وَأَظهَرَ دَمعي ما تُجنُّ الأَضالِعُ
فَواللَهِ لا أَكرَهتُ جَنبيَ بَعدَها / عَلى السِرِّ حَتّى تُستَشارَ المَدامِعُ
فؤادٌ بِبَينِ الظاعِنينَ مُرَوَّعُ
فؤادٌ بِبَينِ الظاعِنينَ مُرَوَّعُ / وَعَينٌ عَلى إِثر الأَحِبَّةِ تَدمَعُ
وَكَيفَ أُواري عَبرَةً سَمَحَتْ بِها / وَإِن حَضَرَ الواشي وَسَلمى تُوَدِّعُ
فَيا دَهرُ رِفقاً إِنَّ بَينَ جوانِحي / حُشاشَةَ نَفسٍ مِن أَسىً تَتَقَطَّعُ
فَما كُلَّ يَومٍ لي فؤادٌ تَروعُهُ / وَلا كَبِدٌ مِمّا بِهِ تَتَصَدَّعُ
أَيُجمَعُ شَملٌ أَو تُراحُ مَطيَّةٌ / وَأَنتَ بِتَفريقِ الأَحِبَّةِ مُولَعُ
وَلَمّا تَجَلَّتْ لِلوَداعِ وَأَشرَقَتْ / وجوهٌ كَأَنَّ الشَّمسَ مِنهُنَّ تَطلُعُ
وَقَفنا بِوادي ذي الأَراكَةِ وَالحَشى / يَذوبُ وَما لِلصَبرِ في القَلبِ مَوضِعُ
وَلَيسَ بِهِ إِلّا حَبيبٌ مُوَدِّعٌ / عَلى وَجَلٍ يَتلوهُ دَمعٌ مُشَيِّعُ
وَقَد كادَ أَجفانٌ شَرِقنَ بِأَدمُعٍ / يُنَشِّرنَ أَسراراً طَوَتهُنَّ أَضلُعُ
فَلَيتَ جِمالَ المالكيَّةِ إِذ نأت / أَقامَت بِنَجدٍ وَهيَ حَسرى وَظُلَّعُ
فَلِمْ حَمَلَتها وَهيَ كارِهَةُ النَوى / إِلى حَيثُ لا يَستَوقِفُ العيسَ مَرتَعُ
وَهَذا مَصِيفٌ بِالحِمى لا تَمَلُّهُ / وَفيهِ لِمَن يَهوى البَداوَةَ مَربَعُ
وَعارِضَةٍ وَصلاً تَصامَمتُ إِذ دَعَتْ / وَأُختُ بَنِي وَرقاءَ تَدعو فَأَسمَعُ
وَذو الغَدرِ لا يَرعى تَليدَ مَوَدَّةٍ / وَيَقتادُهُ الوُدُّ الطَّريفُ فَيَتبَعُ
وَلَو سأَلَتْنِي غَيرَهُ لَرَجَعتُها / بِهِ فالهَوى لِلمالِكيَّةِ أَجمَعُ
رأت أُمُّ عَمروٍ يَومَ سارَت مَدامِعي
رأت أُمُّ عَمروٍ يَومَ سارَت مَدامِعي / تَنُمُّ بِسرِّي في الهَوى وَتُذيعُهُ
فَقالَتْ أَهَذا دأبُ عَينِكَ إِنَّني / أَراها إِذا اِستُودِعْتَ سِرّاً تُضيعُهُ
وَكَيفَ أَرُدُّ الدَّمعَ وَالوَجدُ هاتِفٌ / بِهِ وَعلى الإِنسانِ ما يَستَطيعُهُ
أَرِقتُ لشوقٍ أَضمرَتْهُ الأَضالعُ
أَرِقتُ لشوقٍ أَضمرَتْهُ الأَضالعُ / بِلَيلٍ يداني الخَطْوَ والنَّجمُ ظالِعُ
وَلو نِمْتُ زارَتني الَّتي ما ذكرْتُها / فَتَشرَقَ إِلّا بالنَجيعِ المدامِعُ
يقرُّ بعيني أَن أَرى أُمَّ سالِمٍ / إِذا ما اطمأَنَّتْ بالجنوبِ المضاجعُ
وَأَرضى بطَيفٍ وهيَ تأبى طروقَهُ / أُغازِلُهُ والعاذلاتُ هواجِعُ
أَنافِعَةٌ لي زورةٌ مِن خيالِها / أَجَلْ كُلُّ شيءٍ من أُمَيمَةَ نافِعُ
وإِنّي بما قَرّتْ بِهِ العَينُ مَرَّةً / وإنْ لم يَكُن يُجدي عليَّ لَقانعُ