القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ المُعْتَزّ الكل
المجموع : 8
نَهى الجَهلَ شَيبُ الرَأسِ بَعدَ نِزاعِ
نَهى الجَهلَ شَيبُ الرَأسِ بَعدَ نِزاعِ / وَما كُلُّ ناهٍ ناصِحٍ بِمُطاعِ
رَأَت أُقحُوانَ الشَيبِ لاحَ وَآذَنَت / مَلاحاتُ أَيّامِ الصِبا بِوَداعِ
فَقالَت مَحاكَ الدَهرُ في صَبغَةِ الصِبا / وَكُنتَ مِنَ الفِتيانِ خَيرَ مِتاعِ
شُرَيرَ فَإِنَّ الدَهرَ هَدَّمَ قوَّتي / وَلَم يُغنِ عَنّي حيلَتي وَدِفاعي
وَشَيَّبَني في كُلِّ يَومٍ وَلَيلَةٍ / تَنَظُّرُ داعي الحَتفِ أَوَّلَ داعِ
وَإِنَّ الجَديدَينِ الَّذينِ تَضَمَّنا / قِيادي بِأَحداثٍ إِلَيَّ سِراعِ
هُما أَنصَفاني قَبلُ إِذ أَنا ناشِئٌ / وَقَد صارَعاني بَعدُ أَيَّ صِراعِ
كَناقِضَةٍ أَمرارَها حينَ أَحكَمَت / قُوى حَبلِ خَرقاءِ اليَدَينِ صَناعِ
وَغَيظاً عَلى الأَعداءِ لا يَجرَعونَهُ / وَكَيلاً لَهُم مِنهُ بِأَوفَرِ صاعِ
وَإِخوانِ شَرٍّ قَد حَرَثتُ إِخائَهُم / فَكانوا لِغَرسِ الوِدِّ شَرَّ بِقاعِ
قَدَحتُ زِنادَ الوَصلِ بَيني وَبَينَهُم / فَأَذكَيتُ ناراً غَيرَ ذاتِ شُعاعِ
وَلَمّا نَأَوا عَنّي بِوِدِّ نُفوسِهِم / غَلَبتُ حَنيني نَحوَهُم وَنِزاعي
وَمَكرُمَةٍ عِندَ السَماءِ مُنيفَةٍ / تَناوَلَها مِنّي بِأَطوَلِ باعِ
وَكَم مَلِكٍ قاسى العِقابَ مُمَنَّعٍ / قَديرٍ عَلى قَبضِ النُفوسِ مُطاعِ
أَراهُ فَيُعديني مِنَ المَكرِ ما بِهِ / فَأُكرِمُ عَنهُ شَيمَتي وَطِباعي
وَإِنّي لَأَستَوفي المَحامِدَ كُلَّها / وَقَد بَقِيَت لي بَعدَهُنَّ مَساعِ
وَتَصدُقُكَ الأَنباءُ إِن كُنتَ سائِلاً / وَحَسبُكَ مِمّا لا تَرى بِسَماعِ
عَليمٌ بِما تَحتَ الصُدورِ مِنَ الهَوى
عَليمٌ بِما تَحتَ الصُدورِ مِنَ الهَوى / سَريعٌ بِكَرِّ اللَحظِ وَالقَلبُ جازِعُ
وَيَجرَحُ أَحشائي بِعَينٍ مَريضَةٍ / كَما لانَ مَتنُ السَيفِ وَالسَيفُ قاطِعُ
وَغادَرَ مِنّي الدَهرُ عَضباً مُهَنَّداً
وَغادَرَ مِنّي الدَهرُ عَضباً مُهَنَّداً / يَفَلُّ شَبا خَصمي وَقَلباً مُشَيَّعا
وَجوداً يَحُلُّ الكَفَّ عَن خَيرِ مالِها / إِذا عُقِدَت كَفُّ البَخيلِ تَمَنُّعا
وَإِن تَطلُبَنّي في الحُروبِ تُلاقيني / أَهُزُّ حُساماً كُلَّما هُزَّ قَطَّعا
تَخالُ غَديراً غَيرَ أَن لَيسَ جارِياً / وَلا مُروِياً إِن أَنتَ حاوَلتَ مَكرَعا
وَأَنتَ الَّذي ذَلَّلتَ لِلناسِ جانِبي
وَأَنتَ الَّذي ذَلَّلتَ لِلناسِ جانِبي / وَأَكثَرتَ أَحزانَ الفُؤادِ المُرَوَّعِ
وَأَسقَيتَ عَيني رَيَّها مِن دُموعِها / وَعَلَّمتَها لَحظَ المُريبِ المُفَزَّعِ
وَما كُنتُ أُعطي الحُبَّ وَالدَمعَ طاعَةً / فَما شِئتِ يا عَيني مِنَ الآنِ فَاِصنَعي
وَلَم أَرَ عِندَ الصَبرِ وَجهَ شَفاعَةٍ / إِلى غَيرِ مَعشوقٍ مِنَ الدَمعِ فَاِشفَعي
أَلَستَ تَرى النَجمَ الَّذي هُوَ طالِعٌ / عَلَيكَ فَهَذا لِمُحِبّينَ نافِعُ
عَسى يَلتَقي في الأُفقِ لَحظي وَلَحظُهُ / فَيَجمَعُنا إِذ لَيسَ في الأَرضِ جامِعُ
أَأَسمَعُ ما قالَ الحَمامُ السَواجِعُ
أَأَسمَعُ ما قالَ الحَمامُ السَواجِعُ / وَصايَحَ بَينٌ في ذُرى الأَيكِ واقِعُ
مَنَعنا سَلامَ القَولِ وَهوَ مُحَلَّلٌ / سِوى لَمَحاتٍ أَو تُشيرُ الأَصابِعُ
تَأبى العُيونُ البُخلَ إِلّا نَميمَةً / بِما كَتَبَت مِن خَدِّهِنَّ البَراقِعُ
وَإِنّي لَمَغلوبٌ عَلى الصَبرِ إِنَّهُ / كَذَلِكَ جَهلُ المَرءِ لِلحُبِّ صارِعُ
كَأَنَّ الصَبا هَبَّت بِأَنفاسِ رَوضَةٍ / لَها كَوكَبٌ في ذَروَةِ الشَمسِ لامِعُ
تَوَقَّدَ فيها النورُ مِن كُلِّ جانِبٍ / وَبَلَّلَها طَلٌّ مَعَ اللَيلِ دامِعُ
وَشَقَّ ثَراها عَن أَقاحٍ كَأَنَّها / تَهادَت بِمِسكٍ نَفحُها وَالأَجارِعُ
أَلا أَيُها القَلبُ الَّذي هامَ هَيمَةً / بِشُرَّةَ حَتّى الآنَ هَل أَنتَ راجِعُ
إِذِ الناسُ عَن أَخبارِنا تَحتَ غَفلَةٍ / وَفي الحُبِّ إِسعافٌ وَلِلشَملِ جامِعُ
وَإِذ هِيَ مِثلُ البَدرِ يَفضَحُ لَيلَهُ / وَإِذ أَنا مُسوَدُّ المَفارِقِ يافِعُ
وَغاصَت بِأَعناقِ المَطِيِّ كَأَنَّها / هَياكُلُ رُهبانٍ عَلَيها الصَوامِعُ
وَراحَت مِنَ الدَيرَينِ تَستَعجِلُ الخُطى / كَأَنَّ ذُفاراها جِفارٌ نَوابِعُ
إِذا لَيلَةٌ ظَلَّت عَلَيهِ مَطِرَةً / تَجافَت بِهِ حَتّى الصَباحِ المَضاجِعُ
غَدا يَلمَحُ الأُفقَ المُريبَ بِطَرفِهِ / وَفي قَلبِهِ مِن خَيفَةِ الإِنسِ رائِعُ
لَعَمري لَئِن أَمسى الإِمامُ بِبَلدَةٍ / وَأَنتَ بِأُخرى شائِقُ القَلبِ نازِعُ
لَقَد رُمتَ ما يُدنيكَ مِنهُ وَإِنَّما / أَتى قَدَرٌ وَاللَهُ مُعطٍ وَمانِعُ
وَإِنِّيَ كَالعَطشانِ طالَ بِهِ الصَدى / إِلَيكَ وَلَكِن ما الَّذي أَنا صانِعُ
أَيَذهَبُ عُمري وَالعَوائِقُ دونَهُ / عَلى ما أَرى إِنّي إِلى اللَهِ راجِعُ
وَما أَنا في الدُنيا بِشَيءٍ أَنالُهُ / سِوى أَن أَرى وَجهَ الخَليفَةِ قانِعُ
وَهَبني أَرَيتُ الحاسِدينَ تَجَلُّداً / فَكَيفَ بِحُبٍّ ضُمِّنَتهُ الأَضالِعُ
وَإِنّي لِنُعماهُ القَديمَةِ شاكِرٌ / وَراءٍ بِعَينِ النُصحِ فيهِ وَسامِعُ
وَما أَنا مِن ذُكرِ الخَليفَةِ آيِسٌ / وَما دامَ حَيّاً عَلَّلَتهُ المَطامِعُ
وَأَقعَدَني عَنهُ اِنتِظارٌ لِإِذنِهِ / وَما قالَ مِن شَيءٍ فَإِنِّيَ طائِعُ
صُراطُ هُدىً يَقضي عَلى الجورِ عَدلُهُ / وَنورٌ عَلى الدُنيا مِنَ الحَقِّ ساطِعُ
وَسَيفُ اِنتِقامٍ لا يَخافُ ضَريبَةً / وَما شاءَ مِن ذي إِحنَةٍ فَهوَ قاطِعُ
وَإِن يَعفُ لا يَندَم وَإِن يَسطُ يَنتَقِم / فَهَل عادِلٌ فيها بِما أَنتَ واقِعُ
لَقَد لَطَفَ الرَحمَنُ بِاِبنَةِ قاسِمٍ
لَقَد لَطَفَ الرَحمَنُ بِاِبنَةِ قاسِمٍ / وَدافَعَ عَنها بِالجَميلِ مِنَ الصُنعِ
وَكانَ مِنَ الأَمرِ الَّذي كانَ فَاِنقَضى / وَرَدُّ قَضيبُ النَبعِ في مَغرَسِ النَبعِ
تَمَكَّنَ هَذا الدَهرُ مِمّا يَسوءُني
تَمَكَّنَ هَذا الدَهرُ مِمّا يَسوءُني / وَلَجَّ فَما يَخلي صَفاتِيَ مِن قَرعِ
وَأَبلَيتُ آمالي بِوَصلٍ يَكُدُّها / وَلَيسَ بِذي ضَرٍّ وَلَيسَ بِذي نَفعِ
لَئيمٌ إِذا جادَ اللَئيمُ تَخَلُّقاً / يُحِبُّ سُؤالَ القَومِ شَوقاً إِلى المَنعِ
أَيا رَبَّ لا تَقبَل صَلاةَ مَعاشِرٍ
أَيا رَبَّ لا تَقبَل صَلاةَ مَعاشِرٍ / يَأُمُّهُمُ دَيرُ النُمَيرِيِّ رُكَّعا
تَقَدَّمَ يَوماً لِلصَلاةِ فَخِلتُهُ / حِماراً أَمامَ الرَكبِ سارَ فَأَسرَعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025