القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 6
ولما أتاني الحقُّ ليلاً مكلماً
ولما أتاني الحقُّ ليلاً مكلماً / كفاحاً وأبداه لعيني التواضعُ
وأرضعني ثدي الوجودِ تحققاً / فما أنا مفطومٌ ولا أنا راضعُ
ولم أقتل القبطيّ لكنْ زجرتُه / بعلمي فلم تعسر عليَّ المواضع
وما ذبح الأبناء من أجلِ سطوتي / ولا جاء شرّير ببطشي رافع
فكنت كموسى غير أني رحمة / لقومي فلم تحرمُ عليَّ المراضع
لغزتُ أموراً إن تحققت أمرها / بدا لك علمٌ عند رَبِّك نافع
إذا كان أنهار المعارفِ أربعة
إذا كان أنهار المعارفِ أربعة / على عدد الأخلاط والحكم أمعه
وذلك حكم الحقِّ في حقِّ خلقه / فأين يكون الشخصُ قال أنا معه
علمت بما في الغيب من كل كائن
علمت بما في الغيب من كل كائن / وما لا فما قلنا وما أدراك السمعُ
على أنني ما كنتُ إلا موحِّداً / بتوحيدِ فرق ما يخالطه جمعُ
علا الحقُّ في الإدراك عن كلِّ حادثٍ / وهل يدرك التنزيه ما قيد الطبعُ
علاه بها عقلاً وليس بذاته / وليس لمخلوقٍ على حمله وسع
عبيد وفي التحقيق ربٌ كصورةٍ / وليس له ضرٌّ وليس له نفع
عظيم على من أو جليلٌ من أجل من / تعالى فلا فطر لديه ولا صَدْع
عزيزٌ ذليلٌ بائسٌ ذو غنى / ولكن عمن إذ هو السيبُ والمنع
عبدناه بالفقرِ الذي قام عندنا / ولو قام ضدَّ الفقرِ لم ندرِ ما الصنع
علينا من التقوى رقيبٌ مُسلَّطٌ / نقيٌ وقيّ فهو لي الوتر والشفع
علوتُ عن التنزيه معنى وما علا / عن الحكمِ والتشبيه فليدع من يدعو
ألا إنني العبد المليكُ السميدع
ألا إنني العبد المليكُ السميدع / ولي منزلٌ من رحمةِ الله أوسعُ
ومن رحمةِ الله العظيمِ جوده / وهذا غريبٌ في العلومِ فاجمعوا
له كلَّ برهانٍ عسى تدركونه / وليس له في عالم الفكر موضع
لقد وسعَ الحقُّ المبينُ بصورة / إلى مجدها تعنو الوجوه وتخضع
أنا الأزليّ العينُ والمحدث الذي / له في قلوبِ الكونِ حظٌ وموقع
أنا فيضه السامي أنا عرشُ ذاته / أنا العالم العلويّ بل أنا أرفع
أنا العربيّ الحاتميّ أخو الندى / إلى حضرتي تغدو المطيُّ وترجع
ثقالاً وقد كانت بهم في وروده / خفافاً فتعدو للنوالِ وتوضع
لنا في زمانِ الخصبِ ملهىً وملعبٌ / وفي وقتِ جدبِ الأرض مَرعى ومَرتع
أنا عدله الساري أنا سرُّ كونه / أنا فضله الماضي الذي ليس يرجع
أنا المسجد الأقصى أنا الحرم الذي / إلى بيته تعدو النياق وتسرع
إلى مهبط الأسماءِ تقنعُ أرؤساً / ونحو استواءِ الأرض تسمو وترفع
إذا ما دعا داع تلبي من الحشى
إذا ما دعا داع تلبي من الحشى / هويته فهو المجيبُ لمن دعا
فما أنا إلا عينه ليس غيره / ولستُ بذي مزج ولا أنا بالوعا
فمن قال إن القول بالحدِّ واحد / فذلك قولٌ ليس يدريه من وعى
من العلم إلا رسمه لا وجوده / وإن مصيبَ الحقِّ من قال أجمعا
إذا عاينتْ عينٌ لعينٍ كلامه / على ألسن الأرسال بالحسِّ مصرعا
فلا بدَّ من صوتٍ يعين حرفه / ولا بدَّ من حرفٍ فقد ثبتا معا
فيا منكرَ التركيب في كلِّ ناطقٍ / وفي نطقه لو كنتَ بالحق مولعا
رأيت وجودَ الحقِّ عين كوائن / أمنت لها من غير أن تتصدّعا
إذا كان نظمي عين نثري فمن هما / فقل لهما يا صاح للحقِّ وارجعا
رعى الله عبداً منصفاً ذا حقيقة / كما أنه بالحقِّ للحقِّ قد رعى
إذا نظرت عيني فأنت الذي ترى
إذا نظرت عيني فأنت الذي ترى / وإن سمعت أذني فلستَ سوى سمعي
وإنَّ قوايا كلها ومحلها / وجودك يا سرِّي كما جاء في الشرعِ
ولا حكم من طبع إذا ما تكونه / فإن كنته كان التحكم للطبع
إذا كنت عيني حين أبصركم بكم / فقد أمنت عيناي من علة الصدع
إذا فَرَّقَت اسماؤه عين صورتي / على صورتي فيه أحن إلى الجمع
فاحمده حمدَ المحامد كلها / واشكره في حالة الضرِّ والنفع
وارقب أحوالي إذا كان عينها / واشهده في صورة الوهب والمنع
لقد أثرت لما أغارت جيادُه / بميدانه شحباً كثيراً من النَّقع
فما قرع بابِ الله والبابُ انتمُ / كما أنت ذاتي حين أشرعُ في القرعِ
واشهده عند اللوى وانعطافه / وإن كمال الحق في مشهد الجزعِ
وصورته في الدرِّ أكملُ صورة / وصورةُ عين الكونِ أكمل في الجزع
أما وجلال النازعاتِ وغرقها / لقد شهدت عيني الطوالع في النزع
إذا لم يكن فرعٌ لأصلِ وجودنا / وهل ثمر تجنيه إلا من الفرعِ
وصعقٌ وجودُ الحقِّ في دارِ غربتي / فلا صقعٌ أعلى في المنازلِ من صعقي
ألا إنه يخفي مع الوتر عينه / ويظهرها للعين في حضرةِ الشفع
ألا كل ما قد خامر العقل خمره / وإن كان في مزر وإن كان في تبع
لقد رفعت للعينِ أعلامُ هديه / وضمن كيد الحقِّ في ذلك الرفع
ولولا دفاعُ الله هدّت صوامع / لرهبان ديرٍ فالسلامةُ في الدفعِ
لقد سحت في شرقِ البلاد وغربها / وما حفيت نعلي ولا انقطعتْ شِسعي
وفي عرفات ما عرفت حقيقتي / ولا عرفت حتى أتيتُ إلى جمع
ولما شهدناها وجئت إلى منى / بذلت له بالنحر ما كان في وسعي
حصبتُ ندوّى جمرة بعد جمرة / ببضع من الأحجار بورك من بضع
ولما أتيتُ البيت طفتُ زيارة / حنينا بها من فوق أرقعة سبع
عنايةُ ربي أدركت كلَّ كائنٍ / من الناسِ في ختم القلوبِ وفي الطبع
ومن أجل ذا لم يدخل الكبر قلبهم / على موجد الصنع الذي جل من صنع
ولولا وجودُ السمع في الناس ما اهتدوا / وليس سوى علمِ الشريعةِ والوضع
فكم بين أهل النقلِ والعقلِ يا فتى / وهل تبلغ الألباب منزلة السمع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025