المجموع : 12
نَشَدتُ بَني النَجّارِ أَفعالَ والِدي
نَشَدتُ بَني النَجّارِ أَفعالَ والِدي / إِذا لَم يَجِد عانٍ لَهُ مَن يُوازِعُه
وَراثَ عَلَيهِ الوافِدونَ فَما يَرى / عَلى النَأيِ مِنهُم ذا حِفاظٍ يُطالِعُه
وَسُدَّ عَلَيهِ كُلُّ أَمرٍ يُريدُهُ / وَزيدَ وَثاقاً فَاِقفَعَلَّت أَصابِعُه
إِذا ذَكَرَ الحَيَّ المُقيمَ حُلولُهُم / وَأَبصَرَ ما يَلقى اِستَهَلَّت مَدامِعُه
أَلَسنا نَنُصُّ العيسَ فيهِ عَلى الوَجا / إِذا نامَ مَولاهُ وَلَذَّت مَضاجِعُه
وَلا نَنتَهي حَتّى نَفُكَّ كُبولَهُ / بِأَموالِنا وَالخَيرُ يُحمَدُ صانِعُه
وَأَنشُدُكُم وَالبَغيُ مُهلِكُ أَهلِهِ / إِذا ما شِتاءُ المَحلِ هَبَّت زَعازِعُه
إِذا ما وَليدُ الحَيِّ لَم يُسقَ شَربَةً / وَقَد ضَنَّ عَنهُ بِالصَبوحِ مَراضِعُه
وَراحَت جِلادُ الشَولِ حُدباً ظُهورُها / إِلى مَسرَحٍ بِالجَوِّ جَدبَ مَرابِعُه
أَلَسنا نَكُبُّ الكومَ وَسطَ رِحالِنا / وَنَستَصلِحُ المَولى إِذا قَلَّ راقِعُه
فَإِن نابَهُ أَمرٌ وَقَتهُ نُفوسُنا / وَما نالَنا مِن صالِحٍ فَهوَ واسِعُه
وَأَنشُدُكُم وَالبَغيُ مُهلِكُ أَهلِهِ / إِذا الكَبشُ لَم يوجَد لَهُ مَن يُقارِعُه
أَلَسنا نُوازيهِ بِجَمعٍ كَأَنَّهُ / أَتِيٌّ أَمَدَّتهُ بِلَيلٍ دَوافِعُه
فَنَكثُرُكُم فيهِ وَنَصلى بِحَرِّهِ / وَنَمشي إِلى أَبطالِهِ فَنُماصِعُه
وَأَنشُدُكُم وَالبَغيُ مُهلِكُ أَهلِهِ / إِذا الخَصمُ لَم يوجَد لَهُ مَن يُدافِعُه
وَأَكثَرَ حَتّى دَرَّ حَبلُ وَريدِهِ / وَقَصَّرَ عَنهُ في المَقالَةِ وازِعُه
أَلَسنا نُصاديهِ وَنَعدِلُ مَيلَهُ / وَلا نَنتَهي أَو يَخلُصَ الحَقُّ ناصِعُه
وَأَنشُدُكُم وَالبَغيُ مُهلِكُ أَهلِهِ / إِذا الضَيفُ لَم يوجَد لَهُ مَن يُنازِعُه
أَلَسنا نُحَيِّيهِ وَيَأمَنُ سَربُهُ / وَنَفرُشُهُ أَمناً وَيُطعَمُ جائِعُه
فَلا تَكفُرونا ما فَعَلنا إِلَيكُمُ / وَأَثنوا بِهِ وَالكُفرُ بورٌ بَضائِعُه
كَما لَو فَعَلتُم مِثلَ ذاكَ إِلَيهِمِ / لَأَثنَوا بِهِ ما يَأثُرُ القَولَ سامِعُه
ما سارِقُ الدِرعَينِ إِن كُنتَ ذاكِراً
ما سارِقُ الدِرعَينِ إِن كُنتَ ذاكِراً / بِذي كَرَمٍ مِنَ الرِجالِ أُوادِعُه
فَقَد أَنزَلَتهُ بِنتُ سَعدٍ فَأَصبَحَت / يُنازِعُها جِلدُ اِستِها وَتُنازِعُه
فَهَلّا أَسيداً جِئتَ جارَكَ راغِباً / إِلَيهِ وَلَم تَعمَد لَهُ فَتُرافِعُه
ظَنَنتُم بِأَن يَخفى الَّذي قَد صَنَعتُمُ / وَفيكُم نَبِيٌّ عِندَهُ الحُكمُ واضِعُه
فَلَولا رِجالٌ مِنكُمُ أَن يَسوأَهُم / هِجائي لَقَد حَلَّت عَلَيكُم طَوالِعُه
فَإِن تَذكُروا كَعباً إِذا ما نُسيتُمُ / فَهَل مِن أَديمٍ لَيسَ فيهِ أَكارِعُه
هُمُ الرَأسُ وَالأَذنابُ في الناسِ أَنتُم / فَلَم تَكُ إِلّا في الرُؤوسِ مَسامِعُه
أَرِقتُ لِتَوماضِ البُروقِ اللَوامِعِ
أَرِقتُ لِتَوماضِ البُروقِ اللَوامِعِ / وَنَحنُ نَشاوى بَينَ سَلعٍ وَفارِعِ
أَرِقتُ لَهُ حَتّى عَلِمتُ مَكانَهُ / بِأَكنافِ سِلعٍ وَالتِلاعِ الدَوافِعِ
طَوى أَبرَقَ العَزّافِ يَرعُدُ مَتنُهُ / حَنينَ المَتالي نَحوَ صَوتَ المُشايِعِ
أَلا يا لَقَومٍ هَل لِما حُمَّ دافِعُ
أَلا يا لَقَومٍ هَل لِما حُمَّ دافِعُ / وَهَل ما مَضى مِن صالِحِ العَيشِ راجِعُ
تَذَكَّرتُ عَصراً قَد مَضى فَتَهافَتَت / بَناتُ الحَشا وَاِنهَلَّ مِنّي المَدامِعُ
صَبابَةُ وَجدٍ ذَكَّرَتني أَحِبَّةً / وَقَتلى مَضَوا فيهِم نُفَيعٌ وَرافِعُ
وَسَعدٌ فَأَضحَوا في الجِنانِ وَأَوحَشَت / مَنازِلُهُم وَالأَرضُ مِنهُم بَلاقِعُ
وَفَوا يَومَ بَدرٍ لِلرَسولِ وَفَوقَهُم / ظِلالُ المَنايا وَالسُيوفُ اللَوامِعُ
دَعا فَأَجابوهُ بِحَقٍّ وَكُلُّهُم / مُطيعٌ لَهُ في كُلِّ أَمرٍ وَسامِعُ
فَما بَدَّلوا حَتّى تَوافَوا جَماعَةً / وَلا يَقطَعُ الآجالَ إِلّا المَصارِعُ
لِأَنَّهُمُ يَرجونَ مِنهُ شَفاعَةً / إِذا لَم يَكُن إِلّا النَبِيِّينَ شافِعُ
وَذَلِكَ يا خَيرَ العِبادِ بَلاؤُنا / وَمَشهَدُنا في اللَهِ وَالمَوتُ ناقِعُ
لَنا القَدَمُ الأولى إِلَيكَ وَخَلفُنا / لِأَوَّلِنا في طاعَةِ اللَهِ تابِعُ
وَنَعلَمُ أَنَّ المُلكَ لِلَّهِ وَحدَهُ / وَأَنَّ قَضاءَ اللَهِ لا بُدَّ واقِعُ
أَشاقَكَ مِن أُمِّ الوَليدِ رُبوعُ
أَشاقَكَ مِن أُمِّ الوَليدِ رُبوعُ / بَلاقِعُ ما مِن أَهلِهِنَّ جَميعُ
عَفاهُنَّ صَيفِيُّ الرِياحِ وَواكِفٌ / مِنَ الدَلوِ رَجّافُ السَحابِ هُموعُ
فَلَم يَبقَ إِلّا موقَدُ النارِ حَولَهُ / رَواكِدُ أَمثالُ الحَمامِ وُقوعُ
فَدَع ذِكرَ دارٍ بَدَّدَت بَينَ أَهلِها / نَوىً فَرَّقَت بَينَ الجَميعِ قَطوعُ
وَقُل إِن يَكُن يَوماً بِأُحدٍ يَعُدُّهُ / سَفيهٌ فَإِنَّ الحَقَّ سَوفَ يَشيعُ
وَقَد ضارَبَت فيهِ بَنو الأَوسِ كُلُّهُم / وَكانَ لَها ذِكرٌ هُناكَ رَفيعُ
وَحامى بَنو النَجّارِ فيهِ وَضارَبوا / وَما كانَ مِنهُم في اللِقاءِ جَزوعُ
أَمامَ رَسولِ اللَهِ لا يَخذُلونَهُ / لَهُم ناصِرٌ مِن رَبِّهِم وَشَفيعُ
وَفَوا إِذ كَفَرتُم يا سَخينَ بِرَبِّكُم / وَلا يَستَوي عَبدٌ عَصى وَمُطيعُ
بِأَيمانِهِم بيضٌ إِذا حَسِرَ الوَغى / فَلا بُدَّ أَن يَردى بِهِنَّ صَريعُ
كَما غادَرَت في النَقعِ عُثمانَ ثاوِياً / وَسَعداً صَريعاً وَالوَشيجُ شُروعُ
وَقَد غادَرَت تَحتَ العَجاجَةِ مُسنَداً / أُبَيّاً وَقَد بَلَّ القَميصَ نَجيعُ
بِكَفِّ رَسولِ اللَهِ حَتّى تَلَفَّفَت / عَلى القَومِ مِمّا قَد يُثِرنَ نُقوعُ
أولَئِكَ قَومي سادَةٌ مِن فُروعِهِم / وَمِن كُلِّ قَومٍ سادَةٌ وَفُروعُ
بِهِنَّ يُعِزُّ اللَهُ حينَ يُعِزُّنا / وَإِن كانَ أَمرٌ يا سَخينَ فَظيعُ
فَإِن تَذكَروا قَتلى وَحَمزَةُ فيهِمُ / قَتيلٌ ثَوى لِلَّهِ وَهوَ مُطيعُ
فَإِنَّ جِنانَ الخُلدِ مَنزِلُهُ بِها / وَأَمرُ الَّذي يَقضي الأُمورَ سَريعُ
وَقَتلاكُمُ في النارِ أَفضَلُ رِزقِهِم / حَميمٌ مَعاً في جَوفِها وَضَريعُ
بَني القَينِ هَلّا إِذ فَخَرتُم بِرَبعِكُم
بَني القَينِ هَلّا إِذ فَخَرتُم بِرَبعِكُم / فَخَرتُم بِكيرٍ عِندَ بابِ اِبنِ جُندُعِ
بَناهُ أَبوكُم قَبلَ بِنيانِ دارِهِ / بِحَرسٍ فَأَخفوا ذِكرَ قَينٍ مُدَفَّعِ
وَأَلقوا رَمَدَ الكيرِ يَعرِفُ وَسطَكُم / لَدى مَجلِسٍ مِنكُم لَئيمٍ وَمَفجَعِ
لَو شَهِدَتني مِن مَعَدٍّ عِصابَةٌ
لَو شَهِدَتني مِن مَعَدٍّ عِصابَةٌ / سِوى ناكَةِ المِعزى سُلَيمُ بنُ أَشجَعِ
بَنو عَمِّ دارِ الذُلِّ لُؤماً وَدِقَّةً / وَأَحلامُ تَيسٍ يَمَّمَ الدارَ أَسفَعِ
إِن تَكُ مِطعامَ العَشِيّاتِ مِن غِنىً
إِن تَكُ مِطعامَ العَشِيّاتِ مِن غِنىً / فَإِنَّكَ حَيّادٌ عَنِ الحَقِّ مانِعُ
وَزادُكَ ذَمٌّ في الحَياةِ وَإِن تَمُت / فَحَظُّكَ رُكنٌ مِن جَهَنَّمَ واسِعُ
وَوَاللَهِ لا تَنفَكُّ مِنّا كَتائِبٌ
وَوَاللَهِ لا تَنفَكُّ مِنّا كَتائِبٌ / بِكُلِّ كَمِيٍّ باسِلِ النَفسِ دارِعِ
عَرانينُ أَبطالٌ لُيوثٌ أَعِزَّةٌ / يَضيقُ بِهِم ما بَينَ سَلعٍ وَفارِعِ
كَتائِبُهُم تَردي بِكُلِّ سَمَيدَعٍ / أَخي ثِقَةٍ في الحَربِ أَروَعَ بارِعِ
إِذا شَمَّرَت حَربٌ عَوانٌ سَمَوا لَها / بِكُلِّ رُدَينِيٍّ وَأَسمَرَ قارِعِ
مَعاقِلُهُم يَومَ الوَغى كُلُّ سابِحٍ / وَأَبيَضَ مَفتوقِ الغِرارَينِ قاطِعِ
زَنيمٌ تَداعاهُ الرِجالُ زِيادَةً
زَنيمٌ تَداعاهُ الرِجالُ زِيادَةً / كَما زَيدَ في عَرضِ الأَديمِ الأَكارِعُ
سَتَأتيكُمُ غَدواً أَحاديثُ جَمَّةً
سَتَأتيكُمُ غَدواً أَحاديثُ جَمَّةً / فَأَصغوا لَها آذانَكُم وَتَسَمَّعوا
فَقالَت أَكُلَّ الناسِ أَصبَحتَ مانِعاً
فَقالَت أَكُلَّ الناسِ أَصبَحتَ مانِعاً / لِسانَكَ كَيما أَن تَغُرَّ وَتَخدَعا