المجموع : 11
أَلَم تَسأَلِ الأَطلالَ وَالمُتَرَبَّعا
أَلَم تَسأَلِ الأَطلالَ وَالمُتَرَبَّعا / بِبَطنِ حُلَيّاتٍ دَوارِسَ بَلقَعا
إِلى الشَريِ مِن وادي المُغَمَّسِ بُدِّلَت / مَعالِمُهُ وَبلاً وَنَكباءَ زَعزَعا
فَيَبخَلنَ أَو يُخبِرنَ بِالعِلمِ بَعدَما / نَكَأنَ فُؤاداً كانَ قِدماً مُفَجَّعا
بِهِندٍ وَأَترابٍ لِهِندٍ إِذِ الهَوى / جَميعٌ وَإِذ لَم نَخشَ أَن يَتَصَدَّعا
وَإِذ نَحنُ مِثلُ الماءِ كانَ مِزاجُهُ / كَما صَفَّقَ الساقي الرَحيقَ المُشَعشَعا
وَإِذ لا نُطيعُ العاذِلينَ وَلا نَرى / لِواشٍ لَدَينا يَطلُبُ الصَرمَ مَطمَعا
تُنوعِتنَ حَتّى عاوَدَ القَلبَ سُقمُهُ / وَحَتّى تَذَكَّرتُ الحَديثَ المُوَدَّعا
فَقُلتُ لِمُطريهِنَّ وَيحَكَ إِنَّما / ضَرَرتَ فَهَل تَسطيعُ نَفعاً فَتَنفَعا
وَأَشرَيتَ فَاِستَشرى وَإِن كانَ قَد صَحا / فُؤادٌ بِأَمثالِ المَها كانَ موزَعا
وَهَيَّجتَ قَلباً كانَ قَد وَدَّعَ الصِبا / وَأَشياعَهُ فَاِشفَع عَسى أَن تُشَفَّعا
لَئِن كانَ ما حَدَّثتَ حَقّاً فَما أَرى / كَمِثلِ الأُلى أَطرَيتَ في الناسِ أَربَعا
فَقالَ تَعالَ اِنظُر فَقُلتُ وَكَيفَ بي / أَخافُ مَقاماً أَن يَشيعَ فَيَشنُعا
فَقالَ اِكتَفِل ثُمَّ اِلتَثِم وَأتِ باغِياً / فَسَلِّم وَلا تُكثِر بِأَن تَتَوَرَّعا
فَإِنّي سَأُخفي العَينَ عَنكَ فَلا تُرى / مَخافَةَ أَن يَفشو الحَديثُ فَيُسمَعا
فَأَقبَلتُ أَهوى مِثلَما قالَ صاحِبي / لِمَوعِدِهِ أَزجي قَعوداً مُوَقَّعا
فَلَمّا تَواقَفنا وَسَلَّمتُ أَشرَقَت / وُجوهٌ زَهاها الحُسنُ أَن تَتَقَنَّعا
تَبالَهنَ بِالعِرفانِ لَمّا رَأَينَني / وَقُلنَ اِمرُؤٌ باغٍ أَكَلَّ وَأَوضَعا
وَقَرَّبنَ أَسبابَ الهَوى لِمُتَيَّمٍ / يَقيسُ ذِراعاً كُلَّما قِسنَ إِصبَعا
فَلَمّا تَنازَعنا الأَحاديثَ قُلنَ لي / أَخِفتَ عَلَينا أَن نُغَرَّ وَنُخدَعا
فَبِالأَمسِ أَرسَلنا بِذَلِكَ خالِداً / إِلَيكَ وَبَيَّنّا لَهُ الشَأنَ أَجمَعا
فَما جِئتَنا إِلّا عَلى وَفقِ مَوعِدٍ / عَلى مَلَإٍ مِنّا خَرَجنا لَهُ مَعا
رَأَينا خَلاءً مِن عُيونٍ وَمَجلِساً / دَميثَ الرُبى سَهلَ المَحَلَّةِ مُمرِعا
وَقُلنا كَريمٌ نالَ وَصلَ كَرائِمٍ / فَحَقَّ لَهُ في اليَومِ أَن يَتَمَتَّعا
غَشيتُ بِأَذنابِ المُغَمَّسِ مَنزِلاً
غَشيتُ بِأَذنابِ المُغَمَّسِ مَنزِلاً / بِهِ لِلَّتي نَهوى مَصيفٌ وَمَربَعُ
مَغانِيَ أَطلالٍ وَنُؤياً وَدِمنَةً / أَضَرَّ بِها وَبلٌ وَنَكباءُ زَعزَعُ
بِخَبتِ حُلَيّاتٍ كَأَنَّ رُسومَها / كِتابُ زَبورٍ في عَسيبٍ مُرَجَّعُ
فَهاجَ عَليكَ الشَوقَ رَسمٌ مُعَطَّلٌ / أَحالَ زَمانا فَهوَ بَيداءُ بَلقَعُ
فَإِن يُقوِ مَغناهُ فَقَد كانَ حِقبَةً / أَنيساً بِهِ حورُ المَدامِعِ رُوَّعُ
لَيالِيَ إِذ أَسماءُ رُؤدٌ كَأَنَّها / خَلِيٌّ بِذي المَسروحِ أَدماءُ مُتبِعُ
لَها رَشَأٌ تَحنو عَلَيهِ بِجيدِها / أَغَنُّ أَحَمُّ المُقلَتَينِ مُوَلَّعُ
إِذا فَقَدَتهُ ساعَةً عِندَ مَرتَعٍ / تَراها عَلَيهِ بِالبُغامِ تَفَجَّعُ
تَكادُ عَلَيهِ النَفسُ مِنها مَذافَةً / عَلَيهِ الذِئابَ العادِياتِ تَقَطَّعُ
يُذكِرُنيها كُلُّ تَغريدِ قَينَةٍ / وَقُمرِيَّةٍ ظَلَّت عَلى الأَيكِ تَسجَعُ
يُجاوِبُها ساقٌ هَتوفٌ لَدى الضُحى / عَلى غُصنِ أَيكٍ بِالبُكاءِ يُرَوِّعُ
لَقَد خَلَعَت في أَخذِها بِرِدائِهِ / جِهاراً وَما كانَت بِعَهدِيَ تَخلَعُ
وَمَدَت لَدى البيتِ العَتيقِ بِثَوبِهِ / نَهاراً فَما يَدري بِها كَيفَ يَصنَعُ
يَظَلُّ إِذا أَجمَعتُ صَرماً مُبايِناً / دَخيلٌ لَها في أَسوَدِ القَلبِ يَشفَعُ
تَذَكَّرتُ إِذ قالَت غَداةَ سُوَيقَةٍ / وَمُقلَتُها مِن شِدَّةِ الوَجدِ تَدمَعُ
لِأَترابِها لَيتَ المُغيرِيَّ إِذ دَنَت / بِهِ دارُهُ مِنّا أَتى فَيُوَدِّعُ
فَما رِمتُها حَتّى دَخَلتُ فُجاءَةً / عَلَيها وَقَلبي عِندَ ذاكَ يُرَوَّعُ
فَقُلنَ حَذارِ العَينَ لَمّا رَأَينَني / لَها إِنَّ هَذا الأَمرُ أَمرٌ سَيُشنَعُ
فَلَمّا تَجَلّى الرَوعُ عَنهُنَّ قُلنا لي / هَلُمَّ فَما عَنها لَكَ اليَومَ مَدفَعُ
فَظَلَّت بِمَرأَى شائِقٍ وَبِمَسمَعٍ / أَلا حَبَّذا مَرأَى هُناكَ وَمَسمَعُ
لَقَد حَبَّبَت نُعمٌ إِلَيَّ بِوَجهِها
لَقَد حَبَّبَت نُعمٌ إِلَيَّ بِوَجهِها / مَسافَةَ ما بَينَ الوَتائِرِ فَالنَقعِ
وَمِن أَجلِ ذاتِ الخالِ أَعمَدتُ ناقَتي / أُكَلِّفُها سَيرَ الكَلالِ مَعَ الظَلعِ
وَمِن أَجلِ ذاتِ الخالِ آلَفُ مَنزِلاً / أَحِلُّ بِهِ لا ذا صَديقٍ وَلا زَرعِ
وَمِن أَجلِ ذاتِ الخالِ يَومَ لَقيتُها / بِمُندَفَعِ الأَخبابِ سابَقَني دَمعي
وَمِن أَجلِ ذاتِ الخالِ عُدتُ كَأَنَّني / مُخامِرُ داءٍ داخِلٍ وَأَخو رِبعِ
أَلَم تَرَ ذاتُ الخالِ أَنَّ مَقالَها / لَدى البابِ زادَ القَلبَ رَدعاً عَلى رَدعِ
وَأُخرى لَدى البَيتِ العَتيقِ نَظَرتُها / إِليها تَمَشَّت في عِظامي وَفي سَمعي
فَلَم أَنسَ مِلأَشياءِ لا أَنسَ نَظرَتي / إِلَيها وَتِربَيها وَنَحنُ لَدى سَلعِ
وَقالَت لِتِربَيها غَداةَ لَقيتُها
وَقالَت لِتِربَيها غَداةَ لَقيتُها / وَمُقلَتُها بِالماءِ وَالكُحلِ تَدمَعُ
بِذي الشَريِ هَل مِن مَوقِفٍ تَقِفانِهِ / لَعَلَّ المُغيرِيَّ الغَداةَ يُوَدِّعُ
فَلَمّا رَأَت كُبراهُما ما بِأُختِها / أَرَمَّت فَما تُعطي وَلا هِيَ تَمنَعُ
وَقالَت لَها الصُغرى هَداكِ لِما أَرى / هَوىً غَيرُ مَعصيٍّ وَلُبٌّ مُشيَّعُ
أَيَخفى عَلى ظَهرٍ وُقوفُ مَطِيَّةٍ / بِراكِبِها هَذا مِنَ الأَمرِ أَشنَعُ
أَقولُ لِأَسماءَ اِشتِكاءً وَلا أُرى
أَقولُ لِأَسماءَ اِشتِكاءً وَلا أُرى / عَلى إِثرِ شَيءٍ قَد تَفاوَتَ مُجزَعا
أَلَم تَعلَمي يا أَسمَ أَنّي مُغاضِبٌ / أَحَبَّ جَميعِ الناسِ لَو جُمِّعوا مَعا
وَأَنَّ اللَيالي طُلنَ مُنذُ هَجَرتِني / وَكُنَّ قِصاراً قَبلَ أَن نَتَصَدَّعا
وَأَن لَم نَزَل مُنذُ اِهتَجَرنا كَأَنَّني / مُعادٍ فِراشي ما أُلايِمُ مَضجَعا
أَرِبتُ إِلى هِندٍ وَتِربَينِ مَرَّةً
أَرِبتُ إِلى هِندٍ وَتِربَينِ مَرَّةً / لَها إِذ تَوافَقنا بِقَرنِ المُقَطَّعِ
لِتَعريجِ يَومٍ أَو لِتَعريسِ لَيلَةٍ / عَلَينا بِجَمعِ الشَملِ قَبلَ التَصَدُّعِ
فَقُلنَ لَها لَولا اِرتِقابُ صَحابَةٍ / لَنا خَلفَنا عُجنا وَلَم نَتَوَرَّعِ
فَقالَت فَتاةٌ كُنتُ أَحسَبُ أَنَّها / مُغَفَّلَةٌ في مِئزَرٍ لَم تُدَرَّعِ
لَهُنَّ وَما شاوَرنَها لَيسَ ما أَرى / بِحُسنِ جَزاءٍ لِلكَريمِ المُوَدِّعِ
فَقُلنَ لَها لا شَبَّ قَرنُكِ فَاِفتَحي / لَنا بابَةً تَخفى مِنَ الأَمرِ نَسمَعِ
فَقالَت لَهُنَّ الأَمرُ بادٍ طَريقُهُ / مُبينٌ لِذي لُبٍّ يَنوءُ بِمَرجِعِ
نُقَدِّمُ مَن يَخشى فَيَمضي أَمامَنا / وَمَن خِفتِ مِن أَصحابِ رَحلِكِ فَاِرجِعي
وَأوصي غُلاماً بِالوُقوفِ بِجانِبِ ال / سِتارِ خَفِيّاً شَخصُهُ يَتَسَمَّعِ
فَإِن يَرَ مِما يُتَّقى غَيرَ رِقبَةٍ / عَلَينا يُعَجِّل ما اِستَطاعَ وَيُسرِعِ
أَلا مَن يَرى رَأيَ اِمرِئٍ ذي قَرابَةٍ
أَلا مَن يَرى رَأيَ اِمرِئٍ ذي قَرابَةٍ / أَبَت نَفسُهُ بِالبُغضِ إِلّا تَطَلُّعا
وَما ذاكَ عَن شَيءٍ أَكونُ اِجتَنَيتُهُ / إِلَيكَ وَما حاوَلتُ سوءً فَيُمنَعا
وَكانَ اِبنُ عَمِّ المَرءِ مِثلَ مِجَنِّهِ / يَقيهِ إِذا لاقى الكَمِيَّ المُقَنَّعا
إِذا ما اِبنُ عَمِّ المَرءِ أَفرَدَ رُكنَهُ / وَإِن كانَ جَلداً ذا عَزاءٍ تَضَعضَعا
فَنَصرَكَ أَرجو لا العَداوَةَ إِنَّما / أَبوكَ أَبي وَإِنَّما صَفقُنا مَعا
وَإِن كانَ لِلعُتبى فَأَهلُ قَرابَةٍ / وَإِن كانَ هَذا لِاِنتِقاصٍ فَمُضرَعا
فَهَذا عِتابٌ وَاِزدِجارٌ فَإِن يَعُد / وَجَدِّكَ أَدرِك ما تَسَلَّفتَ أَجمَعا
فَإِن يوسِرِ المَولى فَإِنَّكَ حاسِدٌ / وَإِن يَفتَقِر لا يُلفِ عِندَكَ مَطمَعا
وَإِن هُوَ يُظلَم لا تُدافِع بِحاجَةٍ / وَإِن هُوَ يَظلِم قُلتَ جَنبُكَ أُضرِعا
يا قَلبِ أَخبِرني وَفي النَأيِ راحَةٌ
يا قَلبِ أَخبِرني وَفي النَأيِ راحَةٌ / إِذا ما نَوَت هِندٌ نَوىً كَيفَ تَصنَعُ
أَتُجمِعُ يَأساً أَم تَحِنُّ صَبابَةً / عَلى إِثرِ هِندٍ حينَ بانَت وَتَجزَعُ
وَلَلصَبرُ خَيرٌ حينَ بانَت بِوُدِّها / وَزَجرُ فُؤادٍ كانَ لِلبَينِ يَخشَعُ
وَقَد قُرِعَت في وَصلِ هِندٍ لَكَ العَصا / قَديماً كَما كانَت لِذى الحِلمِ تُقرَعُ
جَزِعتَ وَما في فَجعِ هِندٍ بِسِرِّها / وَاِفشاءِ سِرٍّ كانَ نَحوِيَ تَجزَعُ
وَلَكِن عَلى أَن يَعلَمَ الناسُ أَنَّني / عَلى غَيرِ شَيءٍ مِن نَوالِكِ أَتبَعُ
فَلا تَحرِمي نَفساً عَلَيكِ مَضيقَةً / وَقَد كَرَبَت مِن شِدَّةِ الوَجدِ تَطلَعُ
وَلَيسَ بِحُبٍّ غَيرِ حُبِّكِ لَذَّةً / وَلَستُ بِشَخصٍ بَعدَ شَخصِكِ أَجزَعُ
وَلَيسَ خَليلي بِالمُرَجّى وِصالُهُ / وَلَيسَ لِسِرّي عِندَ غَيرِيَ مَوضِعُ
طَمِعتُ بِأَمرٍ لَيسَ لي فيهِ مَطمَعُ
طَمِعتُ بِأَمرٍ لَيسَ لي فيهِ مَطمَعُ / فَأَخلَفَني فَالعَينُ مِن ذاكَ تَدمَعُ
وَباعَدَني مَن لا أُحِبُّ بِعادَهُ / فَنَفسي عَلَيهِ كُلَّ حينٍ تَقَطَّعُ
وَقَد كُنتُ أَرجو أَن تَجودَ بِنائِلٍ / فَأَلفَيتُها بِالبَذلِ لا تَتَطَوَّعُ
فَواكَبِدي مِن خَشيَةِ البَينِ بَعدَما / رَجوتُ نَوالاً مِن عُثَيمَةَ يَنفَعُ
فَقَد تَرَكَتني ما أَلَذُّ لِذُلَّةٍ / حَديثاً وَنَفسي نَحوَها تَتَطَلَّعُ
أَيا رَبِّ لا آلو المَوَدَّةَ جاهِداً
أَيا رَبِّ لا آلو المَوَدَّةَ جاهِداً / لِأَسماءَ فَاِصنَع بي الَّذي أَنتَ صانِعُ
أَرائِحَةٌ حُجّاجُ عُذرَةَ وِجهَةً
أَرائِحَةٌ حُجّاجُ عُذرَةَ وِجهَةً / وَلَمّا يَرُح في القَومِ جَعدُ بنُ مِهجَعِ
خَليلانِ نَشكو ما نُلاقي مِنَ الهَوى / مَتى ما يَقُل أَسمَع وَإِن قُلتُ يَسمَعِ
أَلا لَيتَ شِعري أَيُّ شَيءٍ أَصابَهُ / فَلي زَفَراتٌ هِجنَ ما بَينَ أَضلُعي
فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ خِلّاً فَإِنَّني / سَأَلقى كَما لاقيتَ في كُلِّ مَصرَعِ