القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمَر بنُ أَبي رَبِيعة الكل
المجموع : 11
أَلَم تَسأَلِ الأَطلالَ وَالمُتَرَبَّعا
أَلَم تَسأَلِ الأَطلالَ وَالمُتَرَبَّعا / بِبَطنِ حُلَيّاتٍ دَوارِسَ بَلقَعا
إِلى الشَريِ مِن وادي المُغَمَّسِ بُدِّلَت / مَعالِمُهُ وَبلاً وَنَكباءَ زَعزَعا
فَيَبخَلنَ أَو يُخبِرنَ بِالعِلمِ بَعدَما / نَكَأنَ فُؤاداً كانَ قِدماً مُفَجَّعا
بِهِندٍ وَأَترابٍ لِهِندٍ إِذِ الهَوى / جَميعٌ وَإِذ لَم نَخشَ أَن يَتَصَدَّعا
وَإِذ نَحنُ مِثلُ الماءِ كانَ مِزاجُهُ / كَما صَفَّقَ الساقي الرَحيقَ المُشَعشَعا
وَإِذ لا نُطيعُ العاذِلينَ وَلا نَرى / لِواشٍ لَدَينا يَطلُبُ الصَرمَ مَطمَعا
تُنوعِتنَ حَتّى عاوَدَ القَلبَ سُقمُهُ / وَحَتّى تَذَكَّرتُ الحَديثَ المُوَدَّعا
فَقُلتُ لِمُطريهِنَّ وَيحَكَ إِنَّما / ضَرَرتَ فَهَل تَسطيعُ نَفعاً فَتَنفَعا
وَأَشرَيتَ فَاِستَشرى وَإِن كانَ قَد صَحا / فُؤادٌ بِأَمثالِ المَها كانَ موزَعا
وَهَيَّجتَ قَلباً كانَ قَد وَدَّعَ الصِبا / وَأَشياعَهُ فَاِشفَع عَسى أَن تُشَفَّعا
لَئِن كانَ ما حَدَّثتَ حَقّاً فَما أَرى / كَمِثلِ الأُلى أَطرَيتَ في الناسِ أَربَعا
فَقالَ تَعالَ اِنظُر فَقُلتُ وَكَيفَ بي / أَخافُ مَقاماً أَن يَشيعَ فَيَشنُعا
فَقالَ اِكتَفِل ثُمَّ اِلتَثِم وَأتِ باغِياً / فَسَلِّم وَلا تُكثِر بِأَن تَتَوَرَّعا
فَإِنّي سَأُخفي العَينَ عَنكَ فَلا تُرى / مَخافَةَ أَن يَفشو الحَديثُ فَيُسمَعا
فَأَقبَلتُ أَهوى مِثلَما قالَ صاحِبي / لِمَوعِدِهِ أَزجي قَعوداً مُوَقَّعا
فَلَمّا تَواقَفنا وَسَلَّمتُ أَشرَقَت / وُجوهٌ زَهاها الحُسنُ أَن تَتَقَنَّعا
تَبالَهنَ بِالعِرفانِ لَمّا رَأَينَني / وَقُلنَ اِمرُؤٌ باغٍ أَكَلَّ وَأَوضَعا
وَقَرَّبنَ أَسبابَ الهَوى لِمُتَيَّمٍ / يَقيسُ ذِراعاً كُلَّما قِسنَ إِصبَعا
فَلَمّا تَنازَعنا الأَحاديثَ قُلنَ لي / أَخِفتَ عَلَينا أَن نُغَرَّ وَنُخدَعا
فَبِالأَمسِ أَرسَلنا بِذَلِكَ خالِداً / إِلَيكَ وَبَيَّنّا لَهُ الشَأنَ أَجمَعا
فَما جِئتَنا إِلّا عَلى وَفقِ مَوعِدٍ / عَلى مَلَإٍ مِنّا خَرَجنا لَهُ مَعا
رَأَينا خَلاءً مِن عُيونٍ وَمَجلِساً / دَميثَ الرُبى سَهلَ المَحَلَّةِ مُمرِعا
وَقُلنا كَريمٌ نالَ وَصلَ كَرائِمٍ / فَحَقَّ لَهُ في اليَومِ أَن يَتَمَتَّعا
غَشيتُ بِأَذنابِ المُغَمَّسِ مَنزِلاً
غَشيتُ بِأَذنابِ المُغَمَّسِ مَنزِلاً / بِهِ لِلَّتي نَهوى مَصيفٌ وَمَربَعُ
مَغانِيَ أَطلالٍ وَنُؤياً وَدِمنَةً / أَضَرَّ بِها وَبلٌ وَنَكباءُ زَعزَعُ
بِخَبتِ حُلَيّاتٍ كَأَنَّ رُسومَها / كِتابُ زَبورٍ في عَسيبٍ مُرَجَّعُ
فَهاجَ عَليكَ الشَوقَ رَسمٌ مُعَطَّلٌ / أَحالَ زَمانا فَهوَ بَيداءُ بَلقَعُ
فَإِن يُقوِ مَغناهُ فَقَد كانَ حِقبَةً / أَنيساً بِهِ حورُ المَدامِعِ رُوَّعُ
لَيالِيَ إِذ أَسماءُ رُؤدٌ كَأَنَّها / خَلِيٌّ بِذي المَسروحِ أَدماءُ مُتبِعُ
لَها رَشَأٌ تَحنو عَلَيهِ بِجيدِها / أَغَنُّ أَحَمُّ المُقلَتَينِ مُوَلَّعُ
إِذا فَقَدَتهُ ساعَةً عِندَ مَرتَعٍ / تَراها عَلَيهِ بِالبُغامِ تَفَجَّعُ
تَكادُ عَلَيهِ النَفسُ مِنها مَذافَةً / عَلَيهِ الذِئابَ العادِياتِ تَقَطَّعُ
يُذكِرُنيها كُلُّ تَغريدِ قَينَةٍ / وَقُمرِيَّةٍ ظَلَّت عَلى الأَيكِ تَسجَعُ
يُجاوِبُها ساقٌ هَتوفٌ لَدى الضُحى / عَلى غُصنِ أَيكٍ بِالبُكاءِ يُرَوِّعُ
لَقَد خَلَعَت في أَخذِها بِرِدائِهِ / جِهاراً وَما كانَت بِعَهدِيَ تَخلَعُ
وَمَدَت لَدى البيتِ العَتيقِ بِثَوبِهِ / نَهاراً فَما يَدري بِها كَيفَ يَصنَعُ
يَظَلُّ إِذا أَجمَعتُ صَرماً مُبايِناً / دَخيلٌ لَها في أَسوَدِ القَلبِ يَشفَعُ
تَذَكَّرتُ إِذ قالَت غَداةَ سُوَيقَةٍ / وَمُقلَتُها مِن شِدَّةِ الوَجدِ تَدمَعُ
لِأَترابِها لَيتَ المُغيرِيَّ إِذ دَنَت / بِهِ دارُهُ مِنّا أَتى فَيُوَدِّعُ
فَما رِمتُها حَتّى دَخَلتُ فُجاءَةً / عَلَيها وَقَلبي عِندَ ذاكَ يُرَوَّعُ
فَقُلنَ حَذارِ العَينَ لَمّا رَأَينَني / لَها إِنَّ هَذا الأَمرُ أَمرٌ سَيُشنَعُ
فَلَمّا تَجَلّى الرَوعُ عَنهُنَّ قُلنا لي / هَلُمَّ فَما عَنها لَكَ اليَومَ مَدفَعُ
فَظَلَّت بِمَرأَى شائِقٍ وَبِمَسمَعٍ / أَلا حَبَّذا مَرأَى هُناكَ وَمَسمَعُ
لَقَد حَبَّبَت نُعمٌ إِلَيَّ بِوَجهِها
لَقَد حَبَّبَت نُعمٌ إِلَيَّ بِوَجهِها / مَسافَةَ ما بَينَ الوَتائِرِ فَالنَقعِ
وَمِن أَجلِ ذاتِ الخالِ أَعمَدتُ ناقَتي / أُكَلِّفُها سَيرَ الكَلالِ مَعَ الظَلعِ
وَمِن أَجلِ ذاتِ الخالِ آلَفُ مَنزِلاً / أَحِلُّ بِهِ لا ذا صَديقٍ وَلا زَرعِ
وَمِن أَجلِ ذاتِ الخالِ يَومَ لَقيتُها / بِمُندَفَعِ الأَخبابِ سابَقَني دَمعي
وَمِن أَجلِ ذاتِ الخالِ عُدتُ كَأَنَّني / مُخامِرُ داءٍ داخِلٍ وَأَخو رِبعِ
أَلَم تَرَ ذاتُ الخالِ أَنَّ مَقالَها / لَدى البابِ زادَ القَلبَ رَدعاً عَلى رَدعِ
وَأُخرى لَدى البَيتِ العَتيقِ نَظَرتُها / إِليها تَمَشَّت في عِظامي وَفي سَمعي
فَلَم أَنسَ مِلأَشياءِ لا أَنسَ نَظرَتي / إِلَيها وَتِربَيها وَنَحنُ لَدى سَلعِ
وَقالَت لِتِربَيها غَداةَ لَقيتُها
وَقالَت لِتِربَيها غَداةَ لَقيتُها / وَمُقلَتُها بِالماءِ وَالكُحلِ تَدمَعُ
بِذي الشَريِ هَل مِن مَوقِفٍ تَقِفانِهِ / لَعَلَّ المُغيرِيَّ الغَداةَ يُوَدِّعُ
فَلَمّا رَأَت كُبراهُما ما بِأُختِها / أَرَمَّت فَما تُعطي وَلا هِيَ تَمنَعُ
وَقالَت لَها الصُغرى هَداكِ لِما أَرى / هَوىً غَيرُ مَعصيٍّ وَلُبٌّ مُشيَّعُ
أَيَخفى عَلى ظَهرٍ وُقوفُ مَطِيَّةٍ / بِراكِبِها هَذا مِنَ الأَمرِ أَشنَعُ
أَقولُ لِأَسماءَ اِشتِكاءً وَلا أُرى
أَقولُ لِأَسماءَ اِشتِكاءً وَلا أُرى / عَلى إِثرِ شَيءٍ قَد تَفاوَتَ مُجزَعا
أَلَم تَعلَمي يا أَسمَ أَنّي مُغاضِبٌ / أَحَبَّ جَميعِ الناسِ لَو جُمِّعوا مَعا
وَأَنَّ اللَيالي طُلنَ مُنذُ هَجَرتِني / وَكُنَّ قِصاراً قَبلَ أَن نَتَصَدَّعا
وَأَن لَم نَزَل مُنذُ اِهتَجَرنا كَأَنَّني / مُعادٍ فِراشي ما أُلايِمُ مَضجَعا
أَرِبتُ إِلى هِندٍ وَتِربَينِ مَرَّةً
أَرِبتُ إِلى هِندٍ وَتِربَينِ مَرَّةً / لَها إِذ تَوافَقنا بِقَرنِ المُقَطَّعِ
لِتَعريجِ يَومٍ أَو لِتَعريسِ لَيلَةٍ / عَلَينا بِجَمعِ الشَملِ قَبلَ التَصَدُّعِ
فَقُلنَ لَها لَولا اِرتِقابُ صَحابَةٍ / لَنا خَلفَنا عُجنا وَلَم نَتَوَرَّعِ
فَقالَت فَتاةٌ كُنتُ أَحسَبُ أَنَّها / مُغَفَّلَةٌ في مِئزَرٍ لَم تُدَرَّعِ
لَهُنَّ وَما شاوَرنَها لَيسَ ما أَرى / بِحُسنِ جَزاءٍ لِلكَريمِ المُوَدِّعِ
فَقُلنَ لَها لا شَبَّ قَرنُكِ فَاِفتَحي / لَنا بابَةً تَخفى مِنَ الأَمرِ نَسمَعِ
فَقالَت لَهُنَّ الأَمرُ بادٍ طَريقُهُ / مُبينٌ لِذي لُبٍّ يَنوءُ بِمَرجِعِ
نُقَدِّمُ مَن يَخشى فَيَمضي أَمامَنا / وَمَن خِفتِ مِن أَصحابِ رَحلِكِ فَاِرجِعي
وَأوصي غُلاماً بِالوُقوفِ بِجانِبِ ال / سِتارِ خَفِيّاً شَخصُهُ يَتَسَمَّعِ
فَإِن يَرَ مِما يُتَّقى غَيرَ رِقبَةٍ / عَلَينا يُعَجِّل ما اِستَطاعَ وَيُسرِعِ
أَلا مَن يَرى رَأيَ اِمرِئٍ ذي قَرابَةٍ
أَلا مَن يَرى رَأيَ اِمرِئٍ ذي قَرابَةٍ / أَبَت نَفسُهُ بِالبُغضِ إِلّا تَطَلُّعا
وَما ذاكَ عَن شَيءٍ أَكونُ اِجتَنَيتُهُ / إِلَيكَ وَما حاوَلتُ سوءً فَيُمنَعا
وَكانَ اِبنُ عَمِّ المَرءِ مِثلَ مِجَنِّهِ / يَقيهِ إِذا لاقى الكَمِيَّ المُقَنَّعا
إِذا ما اِبنُ عَمِّ المَرءِ أَفرَدَ رُكنَهُ / وَإِن كانَ جَلداً ذا عَزاءٍ تَضَعضَعا
فَنَصرَكَ أَرجو لا العَداوَةَ إِنَّما / أَبوكَ أَبي وَإِنَّما صَفقُنا مَعا
وَإِن كانَ لِلعُتبى فَأَهلُ قَرابَةٍ / وَإِن كانَ هَذا لِاِنتِقاصٍ فَمُضرَعا
فَهَذا عِتابٌ وَاِزدِجارٌ فَإِن يَعُد / وَجَدِّكَ أَدرِك ما تَسَلَّفتَ أَجمَعا
فَإِن يوسِرِ المَولى فَإِنَّكَ حاسِدٌ / وَإِن يَفتَقِر لا يُلفِ عِندَكَ مَطمَعا
وَإِن هُوَ يُظلَم لا تُدافِع بِحاجَةٍ / وَإِن هُوَ يَظلِم قُلتَ جَنبُكَ أُضرِعا
يا قَلبِ أَخبِرني وَفي النَأيِ راحَةٌ
يا قَلبِ أَخبِرني وَفي النَأيِ راحَةٌ / إِذا ما نَوَت هِندٌ نَوىً كَيفَ تَصنَعُ
أَتُجمِعُ يَأساً أَم تَحِنُّ صَبابَةً / عَلى إِثرِ هِندٍ حينَ بانَت وَتَجزَعُ
وَلَلصَبرُ خَيرٌ حينَ بانَت بِوُدِّها / وَزَجرُ فُؤادٍ كانَ لِلبَينِ يَخشَعُ
وَقَد قُرِعَت في وَصلِ هِندٍ لَكَ العَصا / قَديماً كَما كانَت لِذى الحِلمِ تُقرَعُ
جَزِعتَ وَما في فَجعِ هِندٍ بِسِرِّها / وَاِفشاءِ سِرٍّ كانَ نَحوِيَ تَجزَعُ
وَلَكِن عَلى أَن يَعلَمَ الناسُ أَنَّني / عَلى غَيرِ شَيءٍ مِن نَوالِكِ أَتبَعُ
فَلا تَحرِمي نَفساً عَلَيكِ مَضيقَةً / وَقَد كَرَبَت مِن شِدَّةِ الوَجدِ تَطلَعُ
وَلَيسَ بِحُبٍّ غَيرِ حُبِّكِ لَذَّةً / وَلَستُ بِشَخصٍ بَعدَ شَخصِكِ أَجزَعُ
وَلَيسَ خَليلي بِالمُرَجّى وِصالُهُ / وَلَيسَ لِسِرّي عِندَ غَيرِيَ مَوضِعُ
طَمِعتُ بِأَمرٍ لَيسَ لي فيهِ مَطمَعُ
طَمِعتُ بِأَمرٍ لَيسَ لي فيهِ مَطمَعُ / فَأَخلَفَني فَالعَينُ مِن ذاكَ تَدمَعُ
وَباعَدَني مَن لا أُحِبُّ بِعادَهُ / فَنَفسي عَلَيهِ كُلَّ حينٍ تَقَطَّعُ
وَقَد كُنتُ أَرجو أَن تَجودَ بِنائِلٍ / فَأَلفَيتُها بِالبَذلِ لا تَتَطَوَّعُ
فَواكَبِدي مِن خَشيَةِ البَينِ بَعدَما / رَجوتُ نَوالاً مِن عُثَيمَةَ يَنفَعُ
فَقَد تَرَكَتني ما أَلَذُّ لِذُلَّةٍ / حَديثاً وَنَفسي نَحوَها تَتَطَلَّعُ
أَيا رَبِّ لا آلو المَوَدَّةَ جاهِداً
أَيا رَبِّ لا آلو المَوَدَّةَ جاهِداً / لِأَسماءَ فَاِصنَع بي الَّذي أَنتَ صانِعُ
أَرائِحَةٌ حُجّاجُ عُذرَةَ وِجهَةً
أَرائِحَةٌ حُجّاجُ عُذرَةَ وِجهَةً / وَلَمّا يَرُح في القَومِ جَعدُ بنُ مِهجَعِ
خَليلانِ نَشكو ما نُلاقي مِنَ الهَوى / مَتى ما يَقُل أَسمَع وَإِن قُلتُ يَسمَعِ
أَلا لَيتَ شِعري أَيُّ شَيءٍ أَصابَهُ / فَلي زَفَراتٌ هِجنَ ما بَينَ أَضلُعي
فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ خِلّاً فَإِنَّني / سَأَلقى كَما لاقيتَ في كُلِّ مَصرَعِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025