القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الجُرجاني الكل
المجموع : 4
أسأتُ إلى نفسِي أُريد لها نَفعَاً
أسأتُ إلى نفسِي أُريد لها نَفعَاً / وقارفتُ ذَئباً لا أطيقُ له دَفعا
رَمتني كَفّي أسهماً لم أجد لها / إلى أن أصابَت أسهمي مَقتَلي وَقعا
وكم خطأ لو ساعدَ المرءَ جدُّه / لَعُدَّ صوباً واستزادَ به رَفعا
وذَنبي عظيمٌ غير أنِّي تائبٌ / ومن تابَ إخلاصاً فقد بَذَلَ الوُسعا
ولو أَنَّ تأديبَ الأميرِ لعَبده / بقاض على العاصين أَوسعَهم رَدعا
ولو خانَه فرعونُ آمناً طائعاً / وإن لم يُعد موسى العصا حيَّةً تَسعىَ
ولو كنت ذنباً كنتُ في جَنبِ حِلمِه / خبالَ هَباء ما يُجَابُ ولا يُدعى
وقد زاد في جُرمي تلاعُبُ مَعِشرٍ / بألسنة لم تلق من ورَع فسمَعا
حكوا أنني استصغرت نعمته التي / علوتُ بها الأفلاكَ والرُّتبَ السَّبعا
نبذتُ إذاً ذمَّتي وفارقتُ مِلَّتي / وخالفتُ في توحيدي العقلَ والشَّرعا
وإن كان لفظَي أو لساني جرى به / فلا باتَ إلاَّ وهوَ مُستوجبٌ قَطعا
وهل أَجحدُ الشمسَ الُمنيرةَ ضوءهَا / وأَزعُمُ أن الغَيثَ لا يَنبُتُ الزَّرعَا
فإن كان ما قالوه حقاً كَمَا حَكَوا / فَلِم جئتُ من بعدُ إلى بَابِهِ أَسعَى
فلا زال مَن وَلاَّه ينتظرُ الُمنى / ولا زالَ مَن عاداه يَرتقبُ الفُجعا
ولا زالت الأيامُ تُهدَي بشارةً / إليه تُرِي في قَلبِ حاسِده صَدعا
فتوحاً تَوَالي واحداً إثر واحدٍ / كما تتبع الألفاظ في سَجعها سَجعا
وَشيَّدتُ مَجدي بين قَومي فلم أقل
وَشيَّدتُ مَجدي بين قَومي فلم أقل / ألا ليتَ قَومي يَعلَمون صنيعي
وما سلب الشمسَ الكسوفُ ضياءَها
وما سلب الشمسَ الكسوفُ ضياءَها / ولِكنَّها سُدَّت عليها المطالعُ
وكم كُربةٍ كانت وسيلة فَرحةٍ / وضُرٍّ تُرَى في حافَّتَيه المنافعُ
وليس ملوماً مَن تعالَت هُمومُه / إذا أنزلَته بالَحضِيضِ القوارِعُ
أراجعةٌ تلك الليالي كعهدها
أراجعةٌ تلك الليالي كعهدها / إلى الوصلِ أم لا يُرتجى لي رجوعُها
وصحبة أقوامٍ لِبستُ لِفَقدِهم / ثيابَ حدادٍ مُستَجَدَ خليعُها
إذا لاحَ لي من نحو بغدادَ بارقٌ / تجافَت جُفُوني واسُتطيرَ هُجُوعُها
وإن أَخلَفَتها الغادياتُ رُعُودَعا / تُكَلّف تصديقَ الغمامِ دمُوعُها
سقى جانبي بغدادَ كُلُّ غَمَامةٍ / يُحَاكي دموعَ المستهام هُمُوعُها
مَعَاهِد من غزلانِ إنسٍ تحاَلَفت / لواحِظُها ألا يُدَاوَى صريعُها
بها تسَكُنُ النَّفسُ النفورُ ويَغتَدي / بآنسَ مِن قلبِ المقِيمِ نَزِيُعها
يَحنُّ إليها كلُّ قلبٍ كأنما / يُشَاد بحبَّاتِ القلوبِ ربُوعُها
فكلُّ ليالي عَيشها زَمَنُ الصَّبا / وكلُّ فصول الدَّهر فيها ربُيعها
وما زلتُ طَوعَ الحادثاتِ تقُودُني / على حُكمها مُستكرَهاً فأطيعُها
فلما حللتُ القَصرَ قَصرَ مسرَّتي / تَفَرَّقنَ عني آيساتٍ جُمُوعَها
بدارٍ بها يَسلَى المشوقُ اشتياقَه / ويأمَنُ رَيبَ الحادثات مَروعُها
بها مسرحٌ للعين فيما يَرُوقُها / ومُستَروَحٌ للنَّفس مِمَّا يروعُها
يرى كلُّ قلبٍ بينها ما يَسُرُّه / إذا زَهَرَت أشجارُها وزروعُها
كأنَّ خريرَ الماء في جَنَبَاتها / رُعُودٌ تلقَّت مُزنَةً تستريعُها
إذا ضرَبتها الريحُ وانبسطت لها / مُلاءةُ بَدرٍ فَصَّلتها وَشِيعُها
رأيتُ سيوفاً بين أثناء أدرُعٍ / مُذهَّبةً يَغشَى العيونَ لميعُها
فمن صنعةِ البدرِ المنيرِ نُصُولُها / ومن نسجِ أنفاسِ الرِّياحِ دُرُوعُها
صفا عَيشُنا فيها وكادَت لِطِيِبها / تُمازِجُها الأرواحُ لو تستطيعها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025