القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَتاهية الكل
المجموع : 7
لَعَمري لَقَد نوديتَ لَو كُنتَ تَسمَعُ
لَعَمري لَقَد نوديتَ لَو كُنتَ تَسمَعُ / أَلَم تَرَ أَنَّ المَوتَ ما لَيسَ يُدفَعُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الناسَ في غَفَلاتِهِم / وَأَنَّ المَنايا بَينَهُم تَتَقَعقَعُ
أَلَم تَرَ لَذّاتِ الجَديدِ إِلى البِلى / أَلَم تَرَ أَسبابَ الأُمورِ تَقَطَّعُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الفَقرَ يَعقِبُهُ الغِنى / أَلَم تَرَ أَنَّ الضيقَ قَد يَتَوَسَّعُ
أَلَم تَرَ أَنَّ المَوتَ يَهتَزُّ سَيفُهُ / وَأَنَّ رِماحَ المَوتِ نَحوَكَ تُشرَعُ
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ في كُلِّ ساعَةٍ / لَهُ عارِضٌ فيهِ المَنِيَّةُ تَلمَعُ
أَلَم تَرَ أَنَّ المَرءَ يَشبَعُ بَطنُهُ / وَناظِرُهُ فيما تَرى لَيسَ يَشبَعُ
أَيا بانِيَ الدُنيا لِغَيرِكَ تَبتَني / وَيا جامِعَ الدُنيا لِغَيرِكَ تَجمَعُ
أَلَم تَرَ أَنَّ المَرءَ يَحبِسُ مالَهُ / وَوارِثُهُ فيهِ غَداً يَتَمَتَّعُ
كَأَنَّ الحُماةَ المُشفِقينَ عَلَيكَ قَد / غَدَوا بِكَ أَو راحوا رَواحاً فَأَسرَعوا
وَما هُوَ إِلّا النَعشُ لَو قَد دَعَوا بِهِ / تُقَلُّ فَتُلقى فَوقَهُ ثُمَّ تُرفَعُ
وَما هُوَ إِلّا حادِثٌ بَعدَ حادِثٍ / عَلَيكَ فَمِن أَيِّ الحَوادِثِ تَجزَعُ
وَما هُوَ إِلّا المَوتُ يَأتي لِوَقتِهِ / فَما لَكَ في تَأخيرِهِ عَنكَ مَدفَعُ
أَلا وَإِذا وُدِّعتَ تَوديعَ هالِكٍ / فَآخِرُ يَومٍ مِنكَ يَومُ تُوَدَّعُ
أَلا وَكَما شَيَّعتَ يَوماً جَنائِزاً / فَأَنتَ كَما شَيَّعتَهُم سَتُشَيَّعُ
رَأَيتُكَ في الدُنيا عَلى ثِقَةٍ بِها / وَإِنَّكَ في الدُنيا لَأَنتَ المُرَوَّعُ
وَصَفتَ التُقى وَصفاً كَأَنَّكَ ذو تُقاً / وَريحُ الخَطايا مِن ثِيابِكَ تَسطَعُ
وَلَم تُعنَ بِالأَمرِ الَّذي هُوَ واقِعٌ / وَكُلُّ امرِئٍ يُعنى بِما يَتَوَقَّعُ
وَإِنَّكَ لَلمَنقوصُ في كُلِّ حالَةٍ / وَكُلُّ بَني الدُنيا عَلى النَقصِ يُطبَعُ
إِذا لَم يَضِق قَولٌ عَلَيكَ فَقُل بِهِ / وَإِن ضاقَ عَنكَ القَولُ فَالصَمتُ أَوسَعُ
وَلا تَحتَقِر شَيئاً تَصاغَرتَ قَدرَهُ / فَإِنَّ حَقيراً قَد يَضُرُّ وَيَنفَعُ
تَقَلَّبتَ في الدُنيا تَقَلُّبَ أَهلِها / وَذو المالِ فيها حَيثُما مالَ يُتبَعُ
وَما زِلتُ أُرمى كُلَّ يَومٍ بِعِبرَةٍ / تَكادُ لَهَ صُمُّ الجِبالِ تَصَدَّعُ
فَما بالُ عَيني لا تَجودُ بِمائِها / وَما بالُ قَلبي لا يَرِقُّ وَيَخشَعُ
تَبارَكَ مَن لا يَملِكُ المُلكَ غَيرُهُ / مَتى تَنقَضي حاجاتُ مَن لَيسَ يَقنَعُ
وَأَيُّ امرِئٍ في غايَةٍ لَيسَ نَفسُهُ / إِلى غايَةٍ أُخرى سِواها تَطَلَّعُ
وَبَعضُ بَني الدُنيا لِبَعضٍ ذَريعَةٌ / وَكُلُّ بِكُلِّ قَلَّ ما يَتَمَتَّعُ
يُحِبُّ السَعيدُ العَدلَ عِندَ احتِجاجِهِ / وَيَبغي الشَقِيُّ البَغيَ وَالبَغيُ يَصرَعُ
وَذو الفَضلِ لا يَهتَزُّ إِن هَزَّهُ الغِنى / لِفَخرِ وَلا إِن عَضَّهُ الدَهرُ يَضرَعُ
وَلَم أَرَ مِثلَ الحَقِّ أَقوى لِحُجَّةٍ / يَدُ الحَقِّ بَينَ العِلمِ وَالجَهلِ تَقرَعُ
هُوَ المَوتُ فَاصنَع كُلَّما أَنتَ صانِعُ
هُوَ المَوتُ فَاصنَع كُلَّما أَنتَ صانِعُ / وَأَنتَ لِكَأسِ المَوتِ لا بُدَّ جارِعُ
أَلا أَيُّها المَرءُ المُخادِعُ نَفسَهُ / رُوَيداً أَتَدري مَن أَراكَ تُخادِعُ
وَياجامِعَ الدُنيا لِغَيرِ بَلاغِهِ / سَتَترُكُها فَانظُر لِمَن أَنتَ جامِعُ
فَكَم قَد رَأَينا الجامِعينَ قَدَ اِصبَحَت / لَهُم بَينَ أَطباقِ التُرابِ مَضاجِعُ
لَوَ أَنَّ ذَوي الأَبصارِ يَرعونَ كُلَّ ما / يَرَونَ لَما جَفَّت لِعَينٍ مَدامِعُ
طَغى الناسُ مِن بَعدِ النَبِيِّ مُحَمَّدٍ / فَقَد دَرَسَت بَعدَ النَبِيِّ الشَرائِعُ
وَصارَت بُطونُ المُرمِلاتِ خَميصَةً / وَأَيتامُها مِنهُم طَريدٌ وَجائِعُ
وَإِنَّ بُطونَ المُكثِراتِ كَأَنَّما / يُنَقنِقُ في أَجوافِهِنَّ الضَفادِعُ
فَما يَعرِفُ العَطشانُ مَن طالَ رِيُّهُ / وَما يَعرِفُ الشَبعانُ مَن هُوَ جائِعُ
وَتَصريفُ هَذا الخَلقِ لِلَّهِ وَحدَهُ / وَكُلٌّ إِلَيهِ لا مَحالَةَ راجِعُ
وَلِلَّهِ في الدُنيا أَعاجيبُ جَمَّةً / تَدُلُّ عَلى تَدبيرِهِ وَبَدائيعُ
وَلِلَّهِ أَسرارُ الأُمورِ وَإِن جَرَت / بِها ظاهِراً بَينَ العِبادِ المَنافِعُ
وَلِلَّهِ أَحكامُ القَضاءِ بِعِلمِهِ / أَلا فَهوَ مُعطٍ مَن يَشاءُ وَمانِعُ
إِذا ضَنَّ مَن تَرجو عَلَيكَ بِنَفعِهِ / فَدَعهُ فَإِنَّ الرِزقَ في الأَرضِ واسِعُ
وَمَن كانَتِ الدُنيا هَواهُ وَهَمَّهُ / سَبَتهُ المُنى وَاستَعبَدَتهُ المَطامِعُ
وَمَن عَقَلَ اِستَحيا وَأَكرَمَ نَفسَهُ / وَمَن قَنِعَ استَغنى فَهَل أَنتَ قانِعُ
لِكُلِّ امرِئٍ رَأيانِ رَأيٌ يَكُفُّهُ / عَنِ الشَيءِ أَحياناً وَرَأيٌ يُنازِعُ
أَلا إِنَّ وَهنَ الشَيبِ فيكَ لَمُسرِعٌ
أَلا إِنَّ وَهنَ الشَيبِ فيكَ لَمُسرِعٌ / وَأَنتَ تَصابى دائِباً لَستَ تُقلِعُ
سَتُصبِحُ يَوماً ما مِنَ الناسِ كُلِّهِم / وَحَبلُكَ مَبتوتُ القُوى مُتَقَطِّعِ
فَلِلَّهِ بَيتُ الهَجرِ لَو قَد سَكَنتَهُ / لَوُدِّعتَ تَوديعَ امرِئٍ لَيسَ يَرجِعِ
جَزِعتُ وَلَكِن ما يَرُدُّ لِيَ الجَزَع
جَزِعتُ وَلَكِن ما يَرُدُّ لِيَ الجَزَع / وَأَعوَلتُ لَو أَغنى العَويلُ وَلَو نَفَع
أَيا ساكِني الأَجداثِ هَل لي إِلَيكُم / عَلى قُربِكُم مِنّي مَدى الدَهرِ مُطَّلَع
فَوَ اللَهِ ما أَبقى لِيَ الدَهرُ مِنكُمُ / حَبيباً وَلا ذُخراً لَعَمري وَلا وَدَع
فَأَيَّكُمُ أَبكي بِعَينٍ سَخينَةٍ / وَأَيَّكُمُ أَرثي وَأَيَّكُمُ أَدَع
أَيا دَهرُ قَد قَلَّلتَني بَعدَ كَثرَةٍ / وَأَوحَشتَني مِن بَعدِ أُنسٍ وَمُجتَمِع
أَلا شافِعٌ عِندَ الخَليفَةِ يَشفَعُ
أَلا شافِعٌ عِندَ الخَليفَةِ يَشفَعُ / فَيَدفَعَ عَنّا شَرَّ ما يُتَوَقَّعُ
وَإِنّي عَلى عُظمِ الرَجاءِ لَخائِفٌ / كَأَنَّ عَلى رَأسي الأَسِنَّةَ تُشرَعُ
يُرَوِّعُني موسى عَلى غَيرِ عَثرَةٍ / وَمالي أَرى موسى مِنَ العَفوِ أَوسَعُ
وَما آمِنٌ يُمسي وَيُصبِحُ عائِذاً / بِعَفوِ أَميرِ المُؤمِنينَ يُرَوَّعُ
أَبا جَعفَرٍ هَلّا اقتَطَعتَ مَوَدَّتي
أَبا جَعفَرٍ هَلّا اقتَطَعتَ مَوَدَّتي / فَكُنتَ مُصيباً فِيَّ أَجراً وَمَصنَعا
فَكَم صاحِبٍ قَد جَلَّ عَن قَدرِ صاحِبٍ / فَأَلقى لَهُ الأَسبابَ فَارتَفَعا مَعا
فَرَرتُ مِنَ الفَقرِ الَّذي هُوَ مُدرِكي
فَرَرتُ مِنَ الفَقرِ الَّذي هُوَ مُدرِكي / إِلى بُخلِ مَحظورِ النَوالِ مَنوعِ
فَأَعقَبَني الحِرمانَ غِبَّ مَطامِعي / كَذالِكَ مَن يَلقاهُ غَيرَ قَنوعِ
وَغَيرُ بَديعٍ مَنعُ ذي البُخلِ مَلَهُ / كَما بَذلُ أَهلِ الفَضلِ غَيرُ بَديعِ
إِذا أَنتَ كَشَّفتَ الرِجالَ وَجَدتَهُم / لِأَغراضِهِم مِن حافِظٍ وَمُذيعِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025