أبشرك أم ضوء من البرق لامع
أبشرك أم ضوء من البرق لامع / وعزمك أم ماضي الغرارين قاطعُ
وأنت سماء للموالين ثره / أجل أم سمام للمعادين ناقعُ
نسيمك للراجين جدواك سجسج / ولكنه للناكثين زعازعُ
عمرت بمشوفع من الجود والندى / فتى ماله الا جاؤك شافعُ
فأقسمت ما أن يعرف الناس دهره / من الناس خلق في أياديك طامعُ
وفيت ووفيت السماحة حقّها / فلا المال مفحوظ ولا الجار ضائعُ
سنانك قاص إن تمرد خائن / وسيفك ماض إن تحرد خالعُ
رعيت الرعايا ساهرا في صلاحها / فكلهم للأمن وسنان هاجعُ
إذا ما ورت نار الوغى وتسعرت / دلفت إليها والرماح شوارعُ
ببت صقيلات المتون كأنما / تدب عليها من شمال أكارع
لقد صيرتنا للوزير صنائعا / أياد له مشكورة وصنائعُ
خلي من الكبر الذي يضع الفتى / مليء بإسداء الندى متواضعُ
له من كريم الطبع حاد على الندى / وما الجود إلا ما حدته الطبائع
بها إذا خاص الأسنه حاسرا / على أنه من لبسة الحبزم دموعُ
فتى سمره في الروع حمر وشقره / إذا امتد ذيل النقع دهم سوافعُ
إذا حارب الأعداء يوما تسالمت / نسور على أشلائها وخوامعُ
فقد ملت الجرد المذاكي طراده / وضجت إلى الغارات منه الوقائعُ
حلفت بأن القرم يحيى وقومه / شموس لها أفتى المعالي مطالعُ
هم إن طرا خطب ليوث خوادر / وأما عوى جدب غيوث هوامعُ
فما روضه ضحاكه النور غضه / يغازلها جفن من القطر دامعُ
تميل غصون البان فيها تأودا / إذا غردت ورى الحمام السواجعُ
بأحسن من أخذي يحيى وقد غدت / تهز القوافي عطفه وهو سامع
أمولاي عون الدين عذرك ضيّق / إذا أمل العافي وجودك واسع
تجود وأنواء الغمام ضنينة / وتبذل والأقوام لؤما موانعُ
لأحييت أخبار النبي وشرعه / ومن مثل ما صنفت تحيى الشرائعُ
تحريت في جمع الصحيحين صحة / فما قلت إلا صدى القول سامعُ
تهن بعيد النحر إن سعوده / عليك دهورا عائدات رواجعُ
وإن تنحر الأعداء فيه ترحهم / فدعهم ترعهم من سطاك الروائعُ
فما ترفع الأيام من أنت خافض / ولا تخفض الأقدار من أنت رافعُ