المجموع : 3
ربوع الندى من بعد فقدك بلقع
ربوع الندى من بعد فقدك بلقع / وحقّ العلى والمكرمات مضيّع
وللدين رزء منك عزّ عزاؤهُ / وكادت قوى الأيام فيك تقطّع
فما الصبح في عينيّ بعدك تيرة / ولكنّه كالليل اسجم اسفع
عليك شهاب الدين قلّ تصبّر / وفيك شهاب الدين عم تفجّع
وكان رجائي أن تعيش ولا يرى / الصرف الليالي في جنابك مطمع
فأخلف صرف الدهر ظنّى فكلما / قضى القلب هما لا زمتني أربع
فما لجفوني ليس يرقأ دمعها / وما لفؤادي حزنه ليس يقلع
فلا طاب لي من بعد فقدك مطعم / ولا لذلي من بعد موتك مضجع
كأن قد غدا قلبي لذا الدهر مروة / بصمّ الرزايا بعد فقدك تقرع
أيا حرّ عودتني منك جفوة / أبيت لها والقلب بالحزن موجعُ
فمدلي لتحيا الروح منك بنظرة / عسى أنني من نظرة أتمتّع
فمن للسيوف المشرفيّة والفنا / سواك وصبغ الأرض بالدم مشبع
وكنت متى اتهزز يمينك صارما / فريت عروشا للأعادي ترفّع
وقد راحت الأيام بعدك منزلا / وضيما بها أنف المكارم أجدع
فلا الجود مأمول ولا الرزق يرتجى / ولا الجار محميّ ولا الباس يدفع
كذا الدهر لا يبقى على حادثاته / أخو حيد في المشمخرات يرتعُ
وما كان عندي الصبر إلا سجيّة / ولكنما لم يبق في القوس منزعُ
وأنت على الحالين تخشى وترتجى / شديد على الأعداء خرق سميدع
سخيّ شجاع لا يضاهى وإنما / يسود الفتى من حيث يسمو ويشجع
سماح يد وقف على كل طالب / وسيب ندى في المكرمات مفرّع
لئن غاله ريب المنون فنشره / مدى الدهر من معروفه يتضوّع
وإن غاب بدر من محاسن شخصه / فإحسانه شمس على الناس تطلُع
سقته الفوادي من جفوني سحابة / تروّي ثراه دائما حين نهمع
وما زال يسعي جوده سبل الحيا / فقد صار يستسقى له اليوم مدمع
وما خلت أن أبقى وأرثيك بعدما / غدت مدحي في تاج علياك توضع
ولو كان ينجي هالكا عزم همّةٍ / لنجاه قلب في الملمات أصمع
ولكنّه الموت الذي لسهامه / على العمر وقع خرقه ليس يرفع
فما سالم منه وإن طال عمره / بباق إذا لكن إلى الموت يدفع
عزاء أبا العباس والملك الذي / به يرزق الله العباد ويمنع
فإنّ القضاء ليس يدفع حكمهُ / قويّ وإنّ الله ما شاء يصنع
ألست من القوم الذي بحلومهم / وآرائهم ريب الحوادث يقطع
وليس عجيب أن رقيت من العلى / مراتبهم والفرع للأصل يتبع
بك أعتاض هذا الدهر عن كل ماجد / مضى وبعلياك الليالي تمتّع
فخرت الملوك الغابرين فقيصر / يقصّر عما أنت فيه وتبّع
فمالك مبذول وعرضك وافر / ومجدكَ مشهور وروضك ممرع
لهيب جوى قد أضمرته ضلوعهُ
لهيب جوى قد أضمرته ضلوعهُ / وسرّ هوى تمت عليه دموعهُ
وجفن جفاه الغمض شوقا وإنما / لبعد التداني بأن عنه هجوعه
أبى الليل إلا أن يطول وإنما / أبى الصبح أن يجلو الظلام صديعه
وينزل دار ظلت أنشد مهجتي / لديه فحيّت عن جوابي ربوعه
عهدت به شرخ الشباب وعيشة / صفت لي وإذا قلي عديم نزوعه
فأصبح مسلوب العزاء عن الصبا / وعصر الصبى عند الغواني شفيعه
تمنّيت أنّ الطيف زار فأنثني / وقد سرّني منه الفداة صنيعه
قنعت به والحر إن عز مطلب / سيغنيه عن ذل السؤال قنوعه
لئو قر قلب المالكية إنني / غدوت بقلب ليس يهدا ولوعهُ
يقولون لي ألا تجلّدت هل يرى / جليد فتى يبدي هواه هلوعهُ
وقالوا التداني قلت قد حيل دونه / فقالوا التسلي قلت بان جميعه
أعلل قلبي بالأماني وأنثني / حليف ضنى تسكاب دمعي بذيعه
أحبابنا إن كان عهدي مضيّعا / لديكم فعندي عهدكم لا أضيعه
لكم في ضمير القلب ودّ مؤكّد / وودّي قد انقضّت لديكم جموعهُ
هل الدهر يدني منك يا مي مرة / ويفعل بي ما شاء إني أطيعه
لقد ساء بي فعل الزمان فسهمه / رمى فأصاب القلب مني وقوعه
ولكنني في ظل أحمد لم أكن / لأخشى زمانا قد ألمت قطوعه
مليك به جلّت أناس مطيعة / وذلّت أناس أصبحت لا تطيعه
غدا في اقتناء الحمد بالجود جاهداً / وحاز المعالي فالثناء دروعه
فأوردت الآمال ورد نواله / فزاد على ريّ الأماني شروعهُ
فتىً يستقل النجم من جود كفّه / جلالاً وإن أولى الندى لا يشيعه
مليك غدا في جبهة الدهر غرّة / وأشرق في دهر تغشى هزيعه
إذا ما دعا داعي المكارم والعلى / لبذل العطايا الغرّ فهو سميعه
به عاد ممحوا الشريعة واغتدى / به الدين مردوداً إليه مضيعه
بغزوٍ ونسك في انفرادٍ ومجمع / يبيت وخوف الله حقا ضجيعهُ
ففي السلم تلقاه لدى الحق قائما / يجلي الدياجي خوفه وخضوعه
وف الحرب يفري الهام منه بصارم / سلوب نفوس الدارعين لموعه
فأنى يرى يوم الكريهة فارس / صريع المنايا فهو خوفا صريعه
فما ينثني رمح له عن مطاعن / غداة الوغى إلا إليه رجوعه
وما منع الأبطال من دون سيفه / جدار ولا حصن يشاد منيعه
أأحمد مهلا لم يكن في الورى إذا / سواك غدا نحو السماء طلوعه
وماكنه هذا السر سر عزيمة / ولكن سرّ الله فيه قريعهُ
هنيء لهذا الخلق ملك زكت لهم / أصول العلى منه وطابت فروعه
وما الغيث إلا معقب السيل إنه / نتيجة مجد بان منه نصوعه
وبالطائر الميمون عاد زمانهم / ربيعا وإقبال الزمان ربيعه
هو البدر أبدى رونق كالدهر نوره / واشرق في داجي الزمان طلوعه
فللشمس والأفلاك منه مسرّة / وللناس يمن منه لذّ مريعه
عليّ غدا في الفضل مثل سميّه / بقدر سما فوق السماء رفيعه
فهنّئت يا سيف الملوك بمقبل / يبشّر بالإقبال وهو قريعه
فأنت لأبكار المكارم معدن / ولا غرو أن يقفو البديع بديعه
ببلدتنا الحدباء قاض مدمّغ
ببلدتنا الحدباء قاض مدمّغ / عليه أدلّاء البغاء قواطع
بوا قد ينعت وتطاولت / فهنّ له من أن ينموانع
فراحته في ان يرى فيه عرسه / كذي اله يكوي غيره وهو راتع