المجموع : 4
أَراكُ الحِمَى لَمّا شَدتْهُ السَّواجِعُ
أَراكُ الحِمَى لَمّا شَدتْهُ السَّواجِعُ / تَثَنَّى كَما هَبَّتْ عليه الزُّعازِعُ
فأَطْرَبَهُ مِنْ شَدْوِهَا لَحْنُ سَاجِعٍ / يَنُوحُ عَلى أَحْبابِهِ فَهْوَ سَاجِعُ
فَسِرُّ الهَوَى لِلصَّبِّ بِالدَّمْعِ ذائعٌ / كَمَا قَلْبُهُ بَيْنَ المحامِلِ ضَائِعُ
على أَنّ أيّامَ الوِصَالِ وَدائِعٌ / وَلا بُدَّ يَوْماً أَنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ
وَلَيْلٍ جَلا فيه الطَّلا أَنْجُم الطِلا / وَهُنَّ أُفُولٌ بَيْنَنا وَطَوالِعُ
وَقَدْ غَابَ وَاشِينا وَنامَ رَقِيبُنا / وَقَدْ صَدَقَتْنَا بِاللّقاءِ المَطالِعُ
وَنَحْنُ سُجُودٌ في جَوامِع لَذَّةٍ / مِنَ الأُنْسِ والإْبرِيقُ لِلكَأْسِ رَاكِعُ
وَطَرْفِ الصّبا في حَلبَةِ الرَوضِ راكضٌ / وَطَرْف النَّدى في وَجْنَةِ الوَرْدِ دَامِعُ
إلى أَنْ تَجَلَّى صُبْحُه فَكَأَنَّهُ / وُجُوهُ العَذَارى أَبْرَزَتْهَا البَراقِعُ
فَودَّعنا لا عَنْ مَلَالٍ وَلَا قِلىً / وقُلنا دَنَا التَّفْرِيقُ وَالشَّمْلُ جَامِعُ
رَكَائِبُ سُهْدِي مِنْ قَراها المَدامِعُ
رَكَائِبُ سُهْدِي مِنْ قَراها المَدامِعُ / هَدَاهَا لَهيبٌ أَضْرَمَتْهُ الأَضالِعُ
أَبيْتُ أَبيتُ اللَّيْلَ إلَّا بِلَوعَةٍ / أَقَضَّتْ بِهَا وَجْداً عَلَيَّ المَضاجِعُ
كأَنَّ الدُّجَى يَبْكِي لِحاليَ رَحْمةً / فَتِلْكَ النُّجُومُ الزّاهراتُ مَدامِعُ
يَا رَبِّ هَلْ طَيْفُ الحبيبةِ زَائِرٌ / وَهَلْ عَهْدُ لَيْلَى بِالأُجَيرِعِ رَاجِعُ
وَيا رَبَّة الخَالِ الخَليَّةِ مِنْ جَوَىً / مُحِبٍّ لَهُ دُونَ التَّصبُّرِ مَانِعُ
هَجَرَتْ فَلَمْ يَسْتَغْرِقِ الطَّرْفَ هَجعَةٌ / فَنَاظِرُهُ صَادٍ وهجْرُكَ صَادِعُ
وَمَا ذنْبُ مَنْ لَا عِنْدَهُ الحُبُّ ذَائِعٌ / وَلا السِّرُّ مَبْذُولٌ وَلا العَهْدُ ضَائِعُ
بَعَثْتَ لَنَا خَطّاً يُشَرِّفُ نَاظِراً
بَعَثْتَ لَنَا خَطّاً يُشَرِّفُ نَاظِراً / وَفي ضِمْنِهِ لَفْظٌ يُشَنِّفُ مَسْمَعَا
فَخُذْهَا مُدَاماً مِثْلَ طَبْعِكَ رِقَّةً / وَوُدّكَ صَفْواً وَابْتِسامِكَ مَلْمَعا
رَأَتْ شَغَفِي عِنْدَ ارْتِشَافِ رِضَابِهَا
رَأَتْ شَغَفِي عِنْدَ ارْتِشَافِ رِضَابِهَا / وَتَقْبِيلها الشَّافي لِمَا في الأَضالعِ
فَقالَتْ تُرى ماذا الَّذي كُنْتَ قانِعاً / بِهِ مِنْ هَوانَا قلْتُ مقلوبَ قانعِ