القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مِهْيار الدَّيْلمِي الكل
المجموع : 6
يقولون يومَ البين عينُك تدمعُ
يقولون يومَ البين عينُك تدمعُ / دعوا مقلةً تدري غداً من تودِّعُ
ترى بالنوى الأمرَ الذي لا يرونه / هوىً فيقولون الذي ليس تسمعُ
إذا كان للعذّال في السمع موضعٌ / مصونٌ فما للحب في القلب موضعُ
يرى القومُ فيهم أن مسراهُمُ غداً / صدقتك إني من غدٍ لمروَّعُ
لك اللّه موضوع اليدين على الحشا / صباحاً وبَيْضاتُ الهوادج ترفعُ
ودون انصداع الشمل لو يسمعونه / أنينٌ حصاة القلبِ منه تَصدَّعُ
أعد ذكرَ نعمانٍ أعد إنّ ذكرَه / من الطِّيبِ ما كررته يتضوَّعُ
فإن قرّ قلبي فاتهمه وقل له / بمن أنت بعد العامريّة مولعُ
أمنقادَ أحلامِ الكرى أن تسرَّه / سهرنا فسلْ حَسناء إن كنت تهجعُ
أرميا على الهجران والشَّيب واخِطٌ / فهلاّ وفي قوس الشبيبة منزَعُ
رويدكِ لو كانت سوى الحب خطة / لأعياك أني الخاشع المتضرِّعُ
سلي الدهر عن حملي تفاوتَ ثقله / وصبري على أحداثه وهو يجزعُ
وتوقير نفسي عن حظوظٍ كثيرةٍ / يخفُّ إليها الحامل المتسرِّعُ
وما خشُنتْ إلا وقلتُ دعي غداً / لكلِّ غدٍ رزقٌ مع الشمس يطلعُ
رشادَكِ خيرُ الكسب ما جرَّ سودَداً / عليكِ وميسورٌ من العيش يُقنِعُ
وإلا صديقاً كابن أيّوبَ حافظاً / بحيث السواد في الفؤاد مضيّعُ
حمى اللّه والمجدُ الصريحُ ابنَ حرَّةٍ / حماني وأرماح الحوادث شُرَّعُ
وناديت إخواني فأقبل وحده / علي فلبَّاني وكلُّهُمُ دعوا
من السابقين نجدةً أن تحمّسوا / لحفظ حمىً أو عفَّةً إن تورَّعوا
لهم قُضُبٌ فَلُّوا بها قضُبَ الوغى / مغامدها أيديهمُ حين تقطعُ
أراقمُ لا ترجو الرقاةُ اختداعَها / ولا يبلغُ الدِّرياقُ موضِعَ تلسعُ
طلبنا فما جازت أبا طالبٍ بنا / منىً شطَطٌ ولا رجاءٌ موسَّعُ
وطرنا بهماتٍ تحوم على العلا / فلما تراءى صاح رائدُنا قَعُوا
خلفتُ به من كلّ رثٍّ ودادهُ / كثوب العدا ينعطُّ وهو يرقَّعُ
فعش لي أقلّدك الجزاءَ مرَاسِلاً / على العِرض لا ما زين سوقٌ وأذرعُ
إذا زانت الدرَّ اليتيمةُ أصبحت / بعيدةَ يُتمٍ من معانٍ تُرصَّعُ
لها أرجٌ في السمع باقٍ وإن عدتْ / يخُبُّ بها نطقُ الرواة ويوضِعُ
على أوجه الأعياد مِيسمُ حسنِها / من اسمك سطرٌ في الجباهِ موقَّعُ
أراغم دهري بالحفاظ عليكُمُ / وحافظُ قومٍ آخرين مضيِّعُ
وقال غويٌّ إنّ في الناس مثلَكم / فقلت له غيري بمثلك يُخدَعُ
على كلّ حالٍ جانب الحقّ أمنعُ
على كلّ حالٍ جانب الحقّ أمنعُ / وكسبُ الفتى بالعزّ أولى وأمتعُ
ويصعبُ أحياناً وينتظر الغنى / فيأتي ولم يخضع له وهو طيِّعُ
ولا تترك الحرَّ الأبيَّ طباعُه / لتخطئه والذّلُّ ثَمَّ التطبُّعُ
سقى اللّه مُرَّ الحزم يعرفُ نفسَه / إلى أين ما يجري ومن أين ينزِعُ
إذا بذل الحرصُ الكرائمَ صانها / وغالى بها إنَّ الرخيص مضيَّعُ
يلومون نصلاً كيف يُزهَى بحدّه / ولا يعلمون الهندَ من أين تَطبَعُ
دعوه مصون الماء يأكلُ غمدَه / إذا كان في أيمانكم ليس يقطعُ
وجُرُّوا القنا الخوّارَ فاطّردوا به / مخادعةً ما دام في الحربِ مَخدَعُ
أألآن لمّا أن تفاقم داؤها / تبينتُمُ أيُّ العلاجين أنفعُ
فقد علم الصمصامُ أن مصيركم / إليه إذا التفّت رقابٌ وأذرعُ
أضعتم أموراً باعتزالِ محمدٍ / فلمّا مضت قلتم له كيف ترجِعُ
إذا كان في الأولى التجاربُ قبلها / لمطّلع في آخر الرأي مقنعُ
بعثتم لها الحاوي المدرَّبَ فانظروا / وشيكاً إلى صمَّائها كيف تسمعُ
لقامَ بها من لم يكن طالباً لها / يدافعُ قومٌ دونها وهو يدفعُ
فتىً لم تفُده رفعةً من حطيطةٍ / وبعض الرجال بالولاية يُرفَعُ
لئن أخلفت فيها الولاةُ وعودَكم / لقد جازها مَن وعده الصدقُ أجمعُ
وإن خان عامَيْها الربيعُ فإنها / بماء يديه الآن في القيظ تُربِعُ
رحيب نواحي الصدر يفضل باعُه / ذراعاً إذا ضاقت صدور وأضلعُ
وقور الأناة ضاحكٌ كلما بكى / على الأمر في إدباره المتسرّعُ
وجدتم به الرأيَ المبيَّتَ ناصحاً / لكم وبَدِيهُ الرأي آلٌ مشعشعُ
وجربتُمُ من قبلَه ومحمدٌ / أحدُّ وهزاتُ الهمانيِّ أقطعُ
فذاك مغطَّى العجز بالحظِّ غالطٌ / به الدهرُ مصنوعُ الرياسةِ مبدعُ
نفورٌ زجاجيُّ الإباءِ شفيفُهُ / يكاد بأولى غمزةٍ يتصدَّعُ
إذا ما أصابَ ارتاب مما تعوّد ال / خِطاءَ فيرعى الأمنَ وهو مروَّعُ
فإن ساءه من نفسه العجزُ سرّه اغ / تيابك والنقصانُ بالفضل مولَعُ
لئن قعدت من لؤمه أربعٌ به / لقد نهضت أضدادها بك أربعُ
تَفيض إذا أصفى وتعفو إذا هفا / وتُصمي إذا أشوَى وتُعطي ويمنعُ
سقى الكوفةَ البيضاءَ ما سرّ جدبَها / بكفَّيْك فيّاضُ الجداول مترَعُ
أبعد ازورار العيش بالأمس دونها / غدت وهي مرعىً للعفاة ومنجَعُ
وأسعدَ بغداداً على ما أظلَّها / من الشوق جفنٌ كلّما جفَّ يدمعُ
أعدتَ لدارٍ موضعَ الأنس قاطناً / وأوحشتَ أُخرى لا خلا منك موضعُ
وأخَّرني يومَ انطلاقك أن أُرَى / على جمراتِ البين فيمن يُشيِّعُ
فؤادٌ إذا قيل الفراقُ تسابقتْ / خُفُوقاً أواخي صبره تتقطَّعُ
وُجِدتُ صليب العودَ في كلِّ حادثٍ / ولكنني الخوَّارُ يوم أودِّعُ
فمعذرةً إن المفارق حافظٌ / هواك ومُثنِي الخيرِ بعدك مِصقَعُ
وسمعاً على بعد المزار وقربِهِ / لسيّارة فيكم تُحَطُّ وتُرفَعُ
إذا أبتُمُ سُرَّتْ وإن بنتم سُرَتْ / وراءكُمُ تقفو علاكم وتتبعُ
وقد كان بخلُ الناس باليأس صانها / فعلَّمها تأميلُكم كيف تطمعُ
لها سابقاتٌ كونُها في زمامكم / ضمانٌ وعهدٌ عندكم لا يضيَّعُ
ولان لها دهرٌ فما كلَّفتكُمُ / وقد ضيَّق الآنَ الزمانُ فوسِّعوا
لئن حُلِّئت فاستحلبتكم صوادياً / لقد أنظرتكم بُرهةً وهي نُزَّعُ
دعوها ترِدْ أورادَها من حياضِكم / ولا تدفعوها والغرائبُ تكرعُ
إليك وقد عَيَّ الخطيبُ أخو العصا / وخامَ عن النصح الكميُّ المقنّعُ
رغبتُ بها عن ناصلِ الود قلبُهُ / خبيث وإن طاب اللسان المصنِّعُ
يريني بفرط البشر أني قسيمُه / وشافعُه مما يضرُّ وينفعُ
وقد كذب الإنسانُ في أنه أخي / دعيٌّ يراني جائعاً وهو يشبعُ
إذا قمتُ أشكو عنده الدهرَ ذمَّه / وإياه أعني ما أقول وأُسمعُ
لكلِّ هوىً من رائدِ الحزمِ رادعُ
لكلِّ هوىً من رائدِ الحزمِ رادعُ / وحبّكُمُ ما لم يَزَعْ عنه وازعُ
تُحلُّ عقودُ العين مبذولةً له / وتُشرجُ من ضنٍّ عليه الأضالعُ
صفاةٌ على العذَّال لا يصدعونها / ولو شَقَّ شعباً من أبانَيْنِ صادعُ
غرامُ الصبا كيف التفتُّ بصبوةٍ / إلى غيركم فالقلبُ فيكم ينازعُ
يقولون حوليُّ اللقاءِ ونظرةٌ / مسارِقةٌ حبّ لعمرك قانعُ
أجيرانَنا أيامَ جمعٍ تعلّةً / سلوا النَّفْرَ هل ماضٍ من النَّفْرِ راجعُ
وهل لثلاثٍ صالحاتٍ على مِنىً / ولو أنّ من أثمانه النفسَ فاجع
أُجِنُّ بنجدٍ حاجةً لو بلغتها / ونجدٌ على مرمَى العراقيِّ شاسعُ
وحلَّ لظبي حرَّم اللَّهُ صيدَه / دمٌ ساء ما ضلَّت عليه المسامعُ
يفالتُ أشراكي على ضُعف ما به / فطارَ بها قَطْعاً وقلبيَ واقعُ
وكم ريع بالبطحاء من متودِّع / وقُلقِلَ ركب للنوى وهو وادعُ
ومشرفةٍ غيداءَ في ظهر مشرفٍ / له عُنُقٌ في مِقود البين خاضعُ
جرى بهم الوادي ولو شئت مسبلاً / جفوني لقد سالت بهن المدامعُ
وبيضاءَ لم تنفر لبيضاءِ لِمّتي / وقد راع منها ناصلُ الصبغ ناصعُ
رأت نحرَها في لونه فصبتْ له / وما خلتُ أن الشيبَ في الحبّ شافعُ
عفا الخَيفُ إلا أن يعرِّج سائلٌ / تعلَّة شوقٍ أو يغرّدَ ساجعُ
وإلا شجيجٌ أعجلَ السيرُ نزعَهُ / عسا فتعافته الرياح الزعازعُ
وفي مثل بطنِ الراح سُحْمٌ كأنها / ثلاثُ بناناتٍ قضاها مقارعُ
وقفتُ بها لا القلب يصدُق وعدُهُ / ولا الجفنُ يرضيني بما هو وادعُ
فيا عجبي حتى فؤادي بودّه / مداجٍ وحتى ماءُ عيني مصانعُ
أبى طبعُ هذا الدهرِ إلا لجاجةً / وأتعبُ شيءٍ أن تُحال الطبائعُ
يعزُّ حصا المعزاء والدرُّ هيِّنٌ / ويشبع عَيْر السرح والليثُ جائعُ
وأودعتُه عهداً فعدتُ أرومهُ / ومن دِينِهِ ألا تردَّ الودائعُ
وأقسمَ لا استرجعتُه ولوَ اَنّهُ / قضى من شبابي أنه لِيَ راجعُ
هَنَا المانعين اليوم أنَّ سؤالَهم / مُنىً ما أَملَّتْها عليَّ المطامعُ
وإني بعنقي من يد المنِّ مفلتٌ / وما المنُّ في الأعناق إلا جوامعُ
وفي الأرض أموال ولكن عوائق / من اللؤم قامت دونها وموانعُ
حماها رتاجٌ من صدور شحيحةٍ / وأيدٍ خبيئات عليها طوابعُ
بأيِّ جِمامِ الماء أرجو عُذوبةً / إذا أملحت طعمَ الشفاهِ الوقائعُ
وما خلتُني أمشي على البحر ظامئاً / وخِمس فمي منه بما بلَّ قانعُ
لعل لفخر الملك آنفَ نظرةٍ / يعود بها الحقُّ البطيءُ يسارعُ
وكم مثلها مضمونة عند مجده / وفَى لي بها والدهرُ عنها يدافعُ
شفتْ يدُهُ غيظَ البلاد على الصدى / وردَّت جُرازَ الأرض وهو مراتعُ
زكا تحتها التربُ اللئيمُ وأورق ال / قَتادُ الجفيفُ فهو ريّان يانعُ
وجرَّدها بيضاءَ واحدةَ الندى / وخُضْر البحارِ السبعِ منها نوازعُ
وقد زعموا أن لا مردَّ لفائتٍ / وأنّ الردى يومٌ مَتى حُمَّ قاطعُ
وهذي العلا والمكرماتُ مَواتُها / بجودك من تحت التراب رواجعُ
برغم ملوك الأرضِ أنَّ ظهورَهم / من العجز عما تستحقُّ ظوالعُ
تركتَهُمُ مِيلاً إليك رقابُهم / فلا تستقمْ من حاسديك الأخادعُ
وقد سبروا غوريك عفواً ونقمةً / فما عرفوا من أين ماؤك نابعُ
وكنتَ متى تقدحْ بزَندك ثاقباً / سُرى النجمِ لم تُسدَدْ عَليك المطالعُ
وكم قمتَ دون الملك كاشفَ كربةٍ / تيقَّظ منها الخطبُ والملكُ هاجعُ
وضيّقة الأقطار عمياءَ مالها / إذا انخرقت من جانب الرأي راقعُ
تجانبُ مَثناةَ النَّصوحِ فتوقُها / إذا وصَلتْ أسبابَها فتقاطعُ
تداركتَها بالحزم لا السيفُ قاطعٌ / حديدته فيها ولا الرمح شارعُ
وَلِيتَ بصُغْرَى عزمتيك كبيرَها / كما دبَّرتْ نزعَ القناةِ الأصابعُ
وأخرى أبتْ إلا القراعَ رددتَها / تذمُّ وترضى ما جنته المَقارعُ
ركبت إليها السيفَ جسمُك حاسرٌ / وقلبُك من لُبس التصبُّر دارعُ
وفيت بعهدِ الصبر فيها حميَّةً / وقد غدرت بالراحتين الأصابعُ
ومخطوبةٍ بالكُتب والرُّسْل مهرُها / غرائبُ أبكار الكلام البدائعُ
يقوم الخطابُ الفصلُ والجوُّ ساكنٌ / لديها مقامَ النصلِ والنقعُ ساطعُ
كتبتَ فأمليت الرياضَ وماءها / وكالنار وعظٌ تحتها وقوارعُ
لك النصرُ فاسمع كيف أُظلَمُ وانتصرْ / فما تضع الأيامُ من أنت رافعُ
حُرمتُ عطاياك المقسَّمَ رزقُها / وعاقت مديحي عنك منك موانعُ
وحلَّأَني عن بحر جودك راكبٌ / هواه وقد لاحت لعيني الشرائعُ
ثلاث سنين قد أكلتَ صُبابتي / فغادرتني شِلواً وذا العامُ رابعُ
أرى من قريبٍ شملَ عزّي مبدّداً / وقد كان ظني أنه بك جامعُ
على كل ماءٍ لامعٍ من نداكُمُ / سنانٌ من الحظ المماكسِ لامعُ
أيا جابر المنهاض لم يبق مفصِلٌ / وإلا ندوبٌ تحته ولواذعُ
أعيذك بالمجد المحسَّد أن يُرَى / جنابُك عني ضيّقاً وهو واسعُ
وأعجبُ ما حُدِّثتُه حفظُك العلا / ومثليَ في أيام ملكك ضائعُ
أأنطَقُ مني بالفصاحة يُجتبَى / وأمدحُ إن لفَّتْ عليك المجامعُ
أبى اللّه والفضل الذي أنت حاكم / به لِيَ لو قاضَى إليك منازعُ
وما الشعر إلا النشر بعداً وصورةً / فلو شاء لم يُطمِعْ يداً فيه رافعُ
وقد أفل النجمان منه فلا يُضَعْ / على غير سير ثالثٌ فيه طالعُ
بقيتُ لكم وحدي وإن قال معشر / ففي القول ما تنهاك عنه المسامعُ
ولو شئت بي أخفَى زهيرٌ ثناءهُ / على هَرِمٍ أيّام تُجزَى الصنائعُ
وما شاع عن حَسّان في آل جفنة / من السائرات اليومَ ما هو شائعُ
وكان غبيناً من أميَّةَ من شَرَى / مديحَ غِياثٍ وهو مغلٍ فبائعُ
على كلّ حال أنتَ معطٍ وكلّهم / على سَعة الأحوال معطٍ ومانعُ
وقد وهبوا مثل الذي أنت واهب / فما سمعوا بعض الذي أنت سامعُ
ذرائعُ من فضل عليك اتكالها / فما بالها تُدنَى وتقصَى ذرائعُ
وما لكُمُ واللّهُ يعطف خصبَكم / على مجدبٍ دنياه منه بلاقعُ
تصان الأسامي عندكم باشتهارها / وغمض المعاني مهملاتٌ ضوائعُ
وموشيَّةٍ حَوكَ البرودِ صفاتُك ال / حسان تساهيمٌ لها ووشائعُ
تهبُّ رياحاً في عداك خبيثةً / وطيباً عليك رَدعُها متسارعُ
كأن اليماني حلَّ منها عيابه / تفاوحُ من دارين فيها البضائعُ
متى ضحكت لي من سمائك برقةٌ / حكت لك أرضي كيف تزكو الصنائعُ
وإن كان يومٌ في الحوائج شافعاً / إلى النجح إن المهرجان لشافعُ
أمرتجِع لي فارطَ العيش بالحمى
أمرتجِع لي فارطَ العيش بالحمى / غرامي بتذكار الهوى وولوعي
وكرّي المطايا أشتكي غيرَ ضامن / وأدعو من الأطلالِ غيرَ سميعِ
نعم يُقنع المشتاقَ ما ليس طائلاً / وإن لم يكن قبل النوى بقنوعِ
وقفنا بها أشباحَ وجدٍ ولوعةٍ / وأشباهَ ذلٍّ للهوى وخشوعِ
نحولُ ركابٍ ضامها السيرُ فوقه / نحولُ جسوم في نحولِ ربوعِ
لعمر البلى ما اقتاد من ضوء ضارجٍ / سوى مسمح للنائبات تَبيعِ
وقد كُسيت أطلالُ قومٍ وعُرِّيتْ / فما مُنعتْ دارٌ كأمّ منيعِ
رحيبة باع الحسنِ طاولتِ الدُّمَى / فزادت بمعنىً في الجمال بديعِ
خطَت في الثرى خطوَ البطيء وقاسمت / لحاظاً لها في القلب مشيُ سريعِ
كأنّ مُطيباً قال للعِترةِ افتقى / يقول لها جُرِّي الذيولَ وضُوعي
وأعهدها والدمع يجري بلونه / فتصبغه من خدّها بنجيعِ
كأنّ شعاعَ النار في وجناتها / يُطيرُ شرارَ النار بين ضلوعي
وعصر الحمى عصري وضلع ظبائه / معي وربيعُ العيشِ فيه ربيعي
لياليَ أغشَى كلَّ جيدٍ ومِعصمٍ / يبيت وحيداً من فمي بضجيعِ
إذا رعتها من وصل أخرى بزلّةٍ / تلافيتها من لِمّتي بشفيعِ
وفحمةِ ليل كالشعور اهتديتها / بقدحة برق كالثغور لموعِ
إلى حاجة من جانب الرمل سُخِّرت / لها الشمسُ حتى ما اهتدت لطلوعِ
وجوهٌ تولّت من زماني وما أرى / بأظهرها أمارة لرجوع
تعيبُ عليَّ الشيبَ خنساءُ أن رأت / تطلّع ضوءِ الفجرِ تحت هزيعِ
وما شبتُ لكن ضاع فيما بكيتكم / سوادُ عِذاري في بياض دموعي
وقالت تفرقنا ونمتَ على الهوى / سلى طيفك الزوَّارَ كيف هجوعي
خلعتُ الهوى إلا الحفاظَ ولم أكن / لأُخدعَ فيه عن مقام خليعِ
وكنتُ جنيباً للبطالة فانثنى / زمامُ نزاعي في يمين نزوعي
سأركبها خرقاء تذرع بوعها / فضا كلّ خَرْق في البلاد وسيعِ
إذا قطعتْ أرضاً أَعدّتْ لأختها / ظنابيبَ لم تُقرع بمرّ قطيعِ
ضوامن في الحاجاتِ كلَّ بعيدة / وصائل في الآمال كلَّ قطوعِ
تزور بني عبد الرحيم فتعتلي / بأخفافها خضراءَ كلِّ ربيعِ
تحطّ بماءٍ للندى مترقرقٍ / مَعينٍ وواد للسماح مَريعِ
ترى المدح وسماً والثناءَ معلَّقاً / لهم بين أغراض لها ونسوع
وكائنْ لديهم من قراعٍ لنكبةٍ / وللمجد فيهم من أخٍ وقريعِ
وعندهم من نعمةٍ صاحبيّةٍ / تَرُبُّ أصولاً من علا بفروعِ
حموا بالندى أعراضَهم فوقاهُمُ / من العار ما لا يُتَّقَى بدروعِ
ونالوا بأقلامٍ تجول بأنملٍ / مَطارحَ أرماحٍ تطول ببوعِ
بنو كلِّ مفطومٍ من اللؤم والخنا / وليد وتِربٍ للسماح رضيعِ
إذا حولموا زادوا بأوفى موازنٍ / وإن فاخروا كالوا بأوفر صُوعِ
وإن ريع جار أو تنكَّر منزلٌ / فربَّ جنابٍ للحسين مَريعِ
رعى اللّهُ للآمال جامعَ شملها / مُشتِّاً من الأموالِ كلَّ جميعِ
وحافظَ سِرب المكرمات ولم تكن / لتُحفظَ إلا في يمين مضيعِ
أخو الحرب أنَّى ربُّها كان ربَّها / وأبطالُها من سجَّدٍ وركوعِ
وكالراح أخلاقاً إذا امتزجت به / ولكنه للكأس غيرُ صريعِ
ومشفقةٍ تنهاه من فرط جوده / ألا تَعباً تنهين غير مطيعِ
تسومين كف المزن أن تضبِط الحيا / ولا تسلم الأسرارُ عند مذيعِ
شددت بكم أيدي وسدّدت خَلّتي / ورشتُ جناحي والتحمت صدوعي
وأقنعني تجريب دهري وأهله / بكم فحسمتم بذْلَتي وقنوعي
فإن أنا لم أفصح بحسن بلائكم / بشكري فذمّوني بسوء صنيعي
بكلّ مطاعٍ في البلاغة أمرُها / مخلّىً لها استطراقُ كلِّ بديعِ
لها في القوافي ما لبيتك في العلا / سَنامُ نصابٍ لا يُنالُ رفيعِ
إذا عَرِي الشعرُ ارتدت من بروده / بكل وسيم الطرتين وشيعِ
أمدّ بها كفاً صَناعاً كأنني / أهيب بسيفٍ في الهياج صنيعِ
على كلّ يوم طارفِ الحسن طارفٌ / لها غيرُ مكرورٍ ولا برجيعِ
هدايا لكم نفسي بها نفسُ باذلٍ / وضنيّ بها في الناس ضنُّ منوعِ
وكنتُ وأيّام المزار رخيّةٌ
وكنتُ وأيّام المزار رخيّةٌ / عليَّ ورُخصُ الوصل لي فيك يُطمعُ
أعِزُّ فلا أعطي الهوى فيك حقَّه / من الشكر والمعطَى مع الكفرِ يُمنعُ
فلما استردّ الدهرُ منّي عطاءه / وعادت شُعوبٌ في الهوى تتصدعُ
قعدتُ مع الهجران أبكيه نادماً / وأسأل عنه ماضياً كيف يرجعُ
بعثتُ لقلبي الهمَّ يوم هويتُكم
بعثتُ لقلبي الهمَّ يوم هويتُكم / وبايعتُ عيني بالرقاد دموعا
وكنت عزيزاً لو عصيتُ خلاعتي / وبتُّ لنصح العاذلات مطيعا
بحقّكُمُ لا تهجروني فإنني / أملتُ إليكم جانبيَّ جميعا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025