المجموع : 20
تعمَّمتُ إحصاناً لرأسيَ بُرْهةً
تعمَّمتُ إحصاناً لرأسيَ بُرْهةً / من القرِّ طوراً والحرور إذا سفعْ
فلما دهى طولُ التعمُّم لمَّتي / فأزرى بها بعد الجثالة والفَرَعْ
عزمتُ على لُبس العمامةِ حيلةً / لتستُر ما جرَّتْ عليَّ من الصَّلعْ
فيا لك من جانٍ عليَّ جنايةً / جعلتُ إليه من جنايته الفزعْ
وأعجِبْ بشيءٍ كان دائي جعلتُه / دوائي على عمدٍ وأعجب بأن نفعْ
أتتني عنْكَ المؤيسات فلم ألُمْ
أتتني عنْكَ المؤيسات فلم ألُمْ / وقلت سحابٌ جادني ثم أقلعا
فلا يُبْعد اللَهُ السحابَ وصوبهُ / ولا أعصفتْ ريحٌ لكي يتقشَّعا
هو الغيثُ يسقي بلدةً بعد بلدةٍ / من الأرض حتى يسقيَ الأرض أجمعا
وليس بمبعوثٍ ليُنصفَ مَرتعاً / فيُرضيَهُ السُّقيا ويظلم مَرْتعا
وما ضرني من نافع أن يَضُرَّني / وذاك لحبي أن يضَرَّ وتنفعا
رضيتُ بما ترضى فإن شئتُ مرةً / سواه فلا استنشقْتُ إلا بأجدعا
ولا خير لي فيما أُحِبُّ وتجتوي / لأنك من قلبي كنفسيَ موقعا
على أنك الشيء الذي لا أرى له / مثالاً سوى الشمس المُنيرةِ مطلعا
لك المثل الأعلى على الناس كلِّهم / وإن غِيظت الأكبادُ حتى تصدَّعا
خضعتُ فإن خلتَ الخضوعَ خديعةً / فما زلتُ خدَّاعاً وزلتَ مخدَّعا
على أنك المُذْكي على كل خطَّةٍ / تضمنتَها قلباً من الجمر أصنعا
وأنك منْ ساسَ الأمور بحكمةٍ / فما ريم ما أحْمَى ولا ضِيمَ ما رعى
ذكاءَ فتاءٍ لا تجاريبَ كبرةٍ / ترى الغيبَ عنه حاسراً لا مُقنَّعا
ولكنَّكَ المخدوعُ صفحاً ونائلاً / فتصفحُ وضّاحاً وتمنحُ أروعا
ولا أنا من جدوى يديك بآيسٍ / وإن هوّل الظنُّ الكذوبُ وشنَّعا
فإن كنتَ من جدواك لا بدَّ مانعي / فلا تمنعنِّي أن أقول وتسمعا
ولا تحمينِّي أن أراك مطالعاً / إذا كادت الأحشاء أن تتطلعا
ومُتِّعتَ بالعمر الطويل محكَّماً / ولا زلتُ بالإنصاف منك ممتعا
أبا الصقر من يشفع إليكَ بشافعٍ
أبا الصقر من يشفع إليكَ بشافعٍ / فمالي سوى شعري وجودك شافعُ
وجُودُك يكفي دون كلِّ ذريعةٍ / إذا لم تكن للطالبين ذرائعُ
أتيتُك في عرضٍ مصون طويتُه / ثلاثين عاماً فهْوَ أبيضُ ناصعُ
ومثلُك من لم يُلْقَ في ثوبِ بِذْلةٍ / ولا مَلْبسٍ قد دنَّسَتْه المطامع
وحلَّأتُ نفسي عن شرائعَ جمةٍ / لترويَني مَمّا لديك الشرائع
وأنت الذي نادى المولِّين جودُهُ / ودلَّتْ عليه الراغبين الصنائع
وما قادني ظنٌّ إليك مشبِّهٌ / ولكن يقينٌ ثاقبُ النُورِ ساطع
فإن تفعل الحُسنَى فشكريَ راهنٌ / وإن تكنِ الأُخرى فعُذْريَ واسع
ليهنِك حقٌّ ردَّه اللَه منعِماً
ليهنِك حقٌّ ردَّه اللَه منعِماً / عليك به لا بل على الناس أجمعا
ولايةُ بغداذَ التي بك أذْعَنَتْ / لراكبها حتى أخبَّ وأوضعا
ولو لم تُذلِّلها له وهي صعبةٌ / تشمَّس منها ظهرُها وتمنَّعا
وليتَ فوليت البلادَ وأهلها / صنائعَ لم ترك لغيرك مَصْنعا
فعش سامي العِرنين عيشَ محسَّدٍ / ولا عطس الحساد إلّا بأجدعا
وعذري من التقصير في القول أنني / حسيرُ سقام عضَّ جسمي فأوجعا
وإني لبالمرصاد للقول بعدها / إن اللَه عافاني وما زلتُ مِصْقعا
توهَّمْت قد سوَّفتَ بالغوث راجياً
توهَّمْت قد سوَّفتَ بالغوث راجياً / لغوثك لا بل طالباً يتضرَّعُ
وقد سبقت كفيكَ كفَّا مُماجدٍ / أتسلو عن المعروفِ أم تتوجَّعُ
نوالُك يا ابن الأكرمين مُناهزاً / به فُرصاً قد أمكَنَتْ فهي شُرَّعُ
ولا يريَنْكَ اليوم تدفع حقَّه / إلى غده وانظر غداً كيف تصنعُ
هنالك لا أرضى بشيءٍ سوى الغنى / إذا الدهرُ أعطاك الذي كان يمنع
ألم تر أن المطل عند ذوي الحجا / رياضةُ وغدٍ شيمةٌ لا تطوَّع
يخادعها عن فَضْلها وهي خبَّةٌ / ويؤْنسها بالمعتفَى وهي تفزع
وأنتَ فتى فتيان أهل زمانه / وبارعهُمُ طَوْلاً فلِمْ لا تَبرَّعُ
تخادعُ حياتِ الرجالَ فتعتلي / وتُسألُ ما فوق السؤال فتُخدَعُ
فبادرْ أكفّاً يبْتدرن إلى العلا / وغاير عيوناً نحوها تتطلِّعُ
ولا تُشْجينَّ السائلين بمطلهم / فتشكي وتُعطي والعطاءُ مضيَّع
ولستَ إذا قطَّعت نفساً بجامعٍ / تفاريقها من بعد ما تتقطَّع
كأنّي إذا استهلَلْتُ بين قوابلي / بدا ليَ ما أُلقي ببابك أجمع
بكيتَ فلم تترك لعينك مدمعا
بكيتَ فلم تترك لعينك مدمعا / زماناً طوى شرخ الشباب فودَّعا
سقى الله أوطاراً لنا ومآرباً / تقطَّع من أقرانها ما تقطعا
لياليَ تنسيني الليالي حسابها / بُلَهنِيَةٌ أقضي بها الحول أجمعا
سدى غِرَّةٍ لا أعرف اليوم باسمه / وأعمل فيه اللهو مرأىً ومسمعا
إذا ما قضيت اليوم لم أبك عهده / وأخلفت أدنى منه ظلّاً وأفنعا
فأصبحت أقتص العهود التي خلت / بآهة محقوق بأن يتفجَّعا
أحن فأستسقي لها الغيث مرة / وأثني فأستسقي لها العين أدمعا
لأحسنت الأيام بيني وبينها / بديئاً وإن عفت على ذاك مرجعا
أعاذل إن أُعطِ الزمانَ عنانَهُ / فقد كنت أثني منه رأساً وأخدعا
ليالي لو نازعته رجع أمسه / ثنى جيده طوعاً إلي ليرجعا
وقد أغتدي للطير والطير هجَّعٌ / ولو أوجست مغداي ما بتن هجَّعا
بِخِلَّيْنِ تمَّا بي ثلاثةَ إخوةٍ / جسومهم شتى وأرواحهم معا
بني خلَّةٍ لم يفسد المحل بينهم / ولا طمع الواشون في ذاك مطمعا
مطيعين أهواءً توافت على هوى / فلو أُرسلت كالنبل لم تعدُ موقعا
تُجلِّي عيون الناظرين فُجاءةً / لنا منظراً مُروىً من الحسن مُشبعا
إذا ما رَفَعنا مقبلين لمجلسٍ / طلعنا جميعاً لا نغادر مطلعا
كمنطقة الجوزاء لاحت بسحرة / بعقب غمام لائح ثم أقشعا
إذا ما دعا منه خليل خليله / بأفديك لباه مجيباً فأسرعا
وإن هو ناداه سحيراً لدُلْجَةٍ / تنبَّه نبهان الفؤاد سرعرعا
كأن له في كل عضوٍ ومفصلٍ / وجارحة قلباً من الجمر أصمعا
فشمر للإدلاج حتى كأنما / تلُفُّ به الأرواح سمعاً سمعمعا
كأنيَ ما روَّحت صحبي عشيَّةً / نساجل مخضرَّ الجنابين مُترعا
إذا رنَّقت شمسُ الأصيل ونفَّضت / على الأفق الغربيِّ ورساً مذعذعا
وودَّعت الدنيا لتقضي نحبَها / وشَوَّل باقي عمرها فتشعشعا
ولاحظت النوّار وهي مريضة / وقد وضعت خدّاً إلى الأرض أضرعا
كما لاحظت عوادَه عينُ مُدنفٍ / توجَّع من أوصابه ما توجعا
وظلت عيون النور تخضل بالندى / كما اغرورقت عين الشجيِّ لتدمعا
يراعينها صوْراً إليها روانياً / ويلحظن ألحاظاً من الشجو خشَّعا
وبيَّنَ إغضاءُ الفراق عليهما / كأنهما خلّا صفاءٍ تودَّعا
وقد ضربت في خضرة الروض صُفرةٌ / من الشمس فاخضر اخضراراً مشعشعا
وأذكى نسيمَ الروض ريعانُ ظلِّه / وغنى مغني الطير فيه فسجَّعا
وغرَّد رِبعيُّ الذباب خلاله / كما حَثحَث النشوانُ صنجاً مُشرَّعا
فكانت أرانينُ الذباب هناكمُ / على شدوات الطير ضرباً موقَّعا
وفاضت أحاديث الفكاهات بيننا / كأحسن ما فاض الحديث وأمتعا
كأن جفوني لم تبت ذات ليلة / كراها قذاها لا تلائم مضجعا
كأنِّيَ ما نبَّهت صحبي لشأنهم / إذا ما ابن آوى آخر الليل وعوعا
فثاروا إلى آلاتهم فتقلدوا / خرائط حمراً تحمل السمَّ مُنقَعا
منمَّقةً ما استودع القوم مثلها / ودائعَهم إلا لكي لا تُضَيَّعا
محملة زاداً خفيفاً مناطُهُ / من البندق الموزون قل وأقنعا
نكيرٌ لئن كانت ودائع مثلها / حقائبَ أمثالي ويذهبن ضُيَّعا
علام إذاً توهي الحمالة عاتقي / وكان مصوناً أن يُذال مودَّعا
وما جشمتني الطير ما أنا جاشمٌ / بأسبابها إلا ليجشمن مُضلِعا
فلله عينا من رآهم وقد غدوا / مُزيِّين مشهوراً من الزِّيِّ أروعا
إذا نبضوا أوتارهم فتجاوبت / لها ذمراتٌ تصرعُ الطير خَولعا
كأنَّ دويَّ النحل أخرى دويِّها / إذا ما حفيف الريح أوعاه مسمعا
هنالك تغدو الطير ترتاد مصرعاً / وحسبانُها المكذوب يرتاد مرتعا
ولله عينا من رآهم إذا انتهوا / إلى موقف المرمى فأقبلن نُزَّعا
وقد وقفوا للحائنات وشمَّروا / لهنَّ إلى الأنصاف سوقاً وأذرعا
وظلوا كأن الريح تزفي عليهمُ / بها قزعاً ملء السماء مقزَّعا
وقد أغلقوا عقد الثلاثين منهمُ / بمجدولة الأقفاء جدلاً موشَّعا
وجدَّت قسيُّ القوم في الطير جدَّها / فظلت سجوداً للرماة وركَّعا
هنالك تلقى الطير ما طيَّرت به / على كل شعب جامع فتصدَّعا
وتُعقَب بالبين الذي برَّحت به / لكل محب كان منها مروَّعا
فظل صحابي ناعمين ببؤسها / وظلت على حوض المنية شُرَّعا
فلو أبصرت عيناك يوماً مقامنا / رأيت له من حلة الطير أمرعا
طرائح من سودٍ وبيضٍ نواصعٍ / تخال أديم الأرض منهن أبقعا
نؤلف منها بين شتّى وإنما / نشتت من ألّافها ما تجمعا
فكم ظاعن منهن مزمع رحلةٍ / قصرنا نواه دون ما كان أزمعا
وكم قادم منهن مرتادِ منزلٍ / أناخ به منا منيخٌ فجعجعا
كأن لباب التبر عند انتضائها / جرى ماؤه في ليطها فترَيَّعا
تراك إذا ألقيت عنها صبيانَها / سفرت به عن وجه عذراء برقعا
كأن قراها والفروز التي به / وإن لم تجدها العين إلا تتبعا
مَزَرُّ سحيقِ الورس فوق صلاءةٍ / أدبَّ عليها دارجُ الذرِّ أكرعا
لها أوَّلٌ طوع اليدين وآخرٌ / إذا سمته الإغراق فيها تمنَّعا
تدين لمقرونٍ أمرَّت مريرَهُ / عجوزٌ صناعٌ لم تدع فيه مَصنَعا
تأيَّت صميم المتن حتى إذا انتهى / رضاها أمرَّته مرائرَ أربعا
تلَذُّ قرينيه عقودٌ كأنها / رؤوسُ مدارى ما أشدَّ وأوكعا
ولا عيب فيها غير أن نذيرها / يروع قلوبَ الطير حتى تَصعصعا
على أنها مكفولةُ الرزق ثَقفةٌ / وإن راع منها ما يروع وأفزعا
متاحٌ لراميها الرمايا كأنما / دعاها له داعي المنايا فأسمعا
تؤوب بها قد أمتعتك وغادرت / من الطير مفجوعاً به ومفجَّعا
لها عولةٌ أولى بها ما تُصيبُه / وأجدرُ بالإعوال من كان موجَعا
وما ذاك إلا زجرها لبناتها / مخافة أن يذهبن في الجوِّ ضُيَّعا
فيخرُجن حيناً حائناً ما انتحينَه / وإن تخذ التسبيحَ منهنَّ مَفزعا
تقلِّبُ نحو الطير عيناً بصيرة / كعينك بل أذكى ذكاء وأسرعا
مُرَبَّعَةٌ مقسومة بشباكها / كتمثال بيت الوشي حيك مربَّعا
لإبدائها في الجو عند طحيرها / عجاريف لو مرَّت بطودٍ تزعزعا
تقاذفُ عنها كلُّ ملساءَ حدرةٍ / تمرُّ مروراً بالقضاء مشيَّعا
أمونٍ من العظعاظ عند مروقها / وإن عارضتها الريحُ نكباءَ زعزعا
يحاذرها العفريت عند انصلاتها / فيعجله الإشفاق أن يتسمَّعا
تقول إذا راع الرميَّ حفيفُها / رويدك لا تجزع من الموت مجزعا
فإن أخطأته استوهلتهُ لأختها / فَتَلحقه الأخرى مروعاً مُفزَّعا
وإن ثَقفته أنفذته وقدّرت / له ما يوازيه من الأرض مصرعا
فيقضي المُذَكِّي في الصريع قضاءَهُ / وهاتيك يأبى غربُها أن تُوَرَّعا
أتت ما أتت من كيدها ثم صمَّمت / تدُرُّ دريراً يخطفُ الطيرَ ميلعا
كأن بنات الماء في صرح متنه / إذا ما علا رَوقُ الضحى فترفَّعا
زرابيُّ كسرى بثَّها في صِحَانه / ليُحضِرَ وفداً أو ليجمع مجمعا
تريك ربيعاً في خريف وروضةٍ / على لُجَّة بدعا من الأمر مبدعا
تخايل فوق الماء زهواً كما زهت / عوائدُ عيد ما ائتلين تصنُّعا
تلبَّسُ أصنافاً من البزِّ خلقةً / حريراً وديباجاً وريطاً مُقَطَّعا
أيا شجرات الله ليس بقاطعٍ
أيا شجرات الله ليس بقاطعٍ / لك الدهر شرباً أنت فيه شوارع
تَحيَّر دُفَّاعٌ من الماء خلفه / لسقياك دُفَّاع له متدافعُ
إذا قدَّر الجُهَّال وشكَ انقطاعه / أتى مددٌ من ربه متتابع
فلا يرتجي الأعداء فيكم رجاءهم / فليس لغرس الله في العرش قالع
ولا يطمع الحساد في قطع شربكم / فليس لما أجرت يد الله قاطع
يد الله درع لا تزال تقيكمُ / وترس لكم ترفَضُّ عنه القوارع
وليست على ما يحفظ الله ضيعة / ولكن ما لا يحفظ الله ضائع
تعيشون ما عشتم وللحبل واصل / تقوم به الدنيا وللشمل جامع
وللدين أنصار وللملك شيعةٌ / وللعرف معطاء وللجار مانع
وما تتقذّاكم عيونٌ جليّةٌ / ولا تلفِظُ التقريظَ فيكم مسامع
عجبت لعمر الله من جار جارة
عجبت لعمر الله من جار جارة / لعرسك محمودٍ إذا الضيف ودَّعَهْ
وإن كان يلقاه بأجهمِ طلعةٍ / وينزله في غير رحبٍ ولا سعهْ
سأقسم دمعي إذ غدرتَ فدمعةٌ
سأقسم دمعي إذ غدرتَ فدمعةٌ / على مِدَحٍ سيَّرتُها فيك ضُيَّعِ
وأخرى على ما فيك من حسن منظر / غدوت وقد أصحبتَهُ قبح مسمع
وأخرى على رأي أُصِبتُ برشده / فضلَّ وأدَّاني إلى شر مطمع
وأخرى على جدٍّ سعيد يصونني / وحسبك أن أبكيت حراً بأربع
أأحمد لا والله لا ذقت فيشتي
أأحمد لا والله لا ذقت فيشتي / فإن شئت فانسبني إلى الخنث أو دعِ
أإياي تستغوي بما أنت قائل / طمعت لعمر الله في غير مطمع
ألا طالما حرضتني غير مُؤتلٍ / على استِكَ تحريضَ امرئ بيَ مولع
تحوم على أيري ولستَ تذوقه / ولو مت فاصبر للحكاك أو اجزع
شفيعكِ من قلبي مكين مشفَّعُ
شفيعكِ من قلبي مكين مشفَّعُ / وحظك من ودي حريز ممنَّعُ
فلا تسأليني في هواك زيادةً / فأيسره مُرضٍ وأدناه مُقنعُ
لو انَّ ازديادي في الهوى ينقص الهوى / إذاً لخلا منه المحبُّون أجمع
كلانا ادعى أن الفضيلة في الهوى / له وكلانا صادق ليس يُدفَع
يقاسي المقاسي شجوه دون غيره / وكل بلاء عند لاقيه أوجع
وكنت ومالي في نهاريَ مؤنسٌ / ولا سكنٌ في الليل والناس هجَّعُ
أبيت رقيب الصبح حتى كأنني / أرجّي مكان الصبح وجهك يطلع
أصعِّد أنفاسي وأحدر عبرتي / بحيث يرى ذاك الإله ويسمع
ولولا مدى يوم لنفسي تفلَّتت / على إثر أنفاسي التي تتقطع
إلى الله أشكو لا إلى الناس إنما / مكان الشكايا من يضر وينفع
ولي طيلسان ناحل غير أنه
ولي طيلسان ناحل غير أنه / ثَبوتٌ لهبات الرياح الزعازعِ
وما ذاك إلا أنه متهتِّكٌ / يخلّي سبيل الريح غير منازع
أراه كضوء الشمس بالعين رؤية / ويمنعني من لمسه بالأصابع
شكى ثقل اسم الطيلسان لضعفه / فسميته ساجاً فها ذاك نافعي
رفعت إلى وُدِّيك أبصار همتي
رفعت إلى وُدِّيك أبصار همتي / لترفع من قدري فهل أنت رافعُ
وإني وصدق المرء من خير قوله / لراضٍ بحظي من ضميرك قانعُ
ومستيقن أني لديك بربوة / لها شرف مما تُجِنُّ الأضالع
ولكنَّ بي من بعد ذلك حاجةً / إلى أن يرى راء ويسمع سامع
ليكبت أعدائي ويرغم حسَّدي / ويقمعهم عن شِرَّةِ البغي قامع
فقد شك في حالي لديك معاشر / وفي مثل حالي للشكوك مواضع
ولن يوقن الشكَّاك ما لم يقم لهم / على السر برهان من الجهر ناصع
أأن قلت إني ما انتجعتك مجدباً / أبا أحمد تُحمَى عليَّ المراتع
فلست غنياً عنك ما ذر شارقٌ / ولو سال بالرزق التلاع الدوافع
شهدت متى استغنيت عنك بأنني / غني عن الماء الذي أنا جارع
فكيف الغنى عمن بمعروفه الغنى / وعمن بكفيه الغيوث الروابع
مديحي وإن نزهته لك مِبذَلٌ / وخدي وإن صعرته لك ضارع
لمثلك يستبقي العفيف سؤاله / ويقنى الحياءَ الحرُّ والرمح شارع
أتعلمني من مدح غيرك صائماً / صياماً له قِدماً على فِيَّ طابع
وحلَّأتُ نفسي عن شرائع جمة / لترويني مما لديك الشرائع
وما كنت أخشى أن تخيب ذريعتي / لديك إذا خابت لديك الذرائع
فلا أكنِ المحرومَ منك نصيبه / بلا أسوة إني لذلك جازع
متى استبطأ العافون رفدك أم متى / تقاضاك أثمان المدائح بائع
وقد وعدت عنك الأماني مواعداً / مَطَلنَ بها والحادثات فواجع
أحاذر أن يرمينيَ الدهر دونها / بحتف وحاشاك الحتوف الصوارع
وإني لأرجو أن يكون مطالها / لِتُجنِيَني ما أثمرت وهو يانع
قبولك ميلي وانقطاعي وخدمتي / قُصارِي ولكن للقضاء توابع
ومقصودُ ما يُبغَى من السيف مضربٌ / حسام إذا لاقى الضريبة قاطع
على أنه من بعد ذلك يُبتَغى / له رونق يستأنق العينَ رائع
كذلك محض الود منك فريضتي / ونافلتي فيك الجدا والمنافع
فكن عندما أمَّلت منك فلم تكن / لتُخلِفَني منك البروق اللوامع
وعش أبداً في غبطة وسلامة / وأمنٍ إذا راعت سواك الروائع
فأنت لنا واد خصيب جنابه / وأنت لنا طود من العز فارع
فتى إن أُجِد في مدحه فلأنني
فتى إن أُجِد في مدحه فلأنني / وجدت مجالاً فيه للقول واسعا
وإن لا أُجِد في مدحه فلأنني / وثقت به حتى اختصرت الذرائعا
ومن يتكل لا يحتفل في ذريعة / ولا يَسعَ إلا خافض البال وادعا
كفى طالباً عرفاً إذا أمَّ أهله / من المدح ما أعفى به الشعر طائعا
على أنه لو زارهم غير مادح / كفاه بهم دون الشوافع شافعا
أبا حسن إن لا أكن قلت طائلاً / فإنيَ لم أُنهض من الفكر واقعا
مدحتك مدح المستنيم إلى امرئٍ / كريم فقلت الشعر وسنان هاجعا
وإن أك قد أحسنت فيه فإنه / بما أحسنت قبلي يداك الصنائعا
فعلت فأبدعت البدائع فاعلاً / فأبدع فيك القائلون البدائعا
فلا زلت تسدي صالحاً وأُنيرُهُ / فتحسن متبوعاً وأحسن تابعا
إذا أُولِيَ النُّعمى دعا الله أن يرى
إذا أُولِيَ النُّعمى دعا الله أن يرى / بأصحابها يوم اختبار الصنائع
فلله ما أغناهم عن جزائه / إذا كان مقروناً بيوم الفجائع
أغرُّ مُخيلات الأماني لموعُها
أغرُّ مُخيلات الأماني لموعُها / وأشقى نفوس الشائميها طموعُها
دعتنا إلى حمد الرجال وذمهم / هموعُ سحابات لهم ودموعها
وللدهر فينا قسمة عجرفية / على السخط والمرضاة منا وقوعها
فهيماءُ في ضحل السارب كُرُوعُها / وهيماء في بحر الشراب كروعها
وسافلة يزري عليها سفولُها / ويافعة يزري عليها يفوعها
وفي هذه الدنيا عصائبُ لم تزل / لخطة ضيم لا لحقٍّ خنوعها
فلا في الهَنات المُحفظات إباؤها / ولا في الحقوق الواجبات بخوعها
فلا يأمنوا وليحذروا غبَّ أمرهم / فبغي الجدود العاليات صروعها
ومن أمنِ نفس أن تخاف ولم يكن / لتأمن من مكروهة لا تروعها
سينفر من أمن العواقب آمنٌ / بَلا مِن مُناه ما جناه خدوعها
وللناس أفعال يجازى مدادُها / وللدهر أحوال يكايل صُوعها
لعلَّ ذرى تهوي وعل أسافلاً / ستعلو وخفَّاض المباني رَفوعها
فكم من جدود ذل منها عزيزها / وكم من جدود عز منها ضَروعها
ألا أبلغا عني العلاء بن صاعدٍ / رسالة ذي نفسٍ قليلٍ هلوعها
فإن تحتجز فالله جمٌّ عطاؤه / وإن تحتجب فالشمس جم طلوعها
أبت نفسك المعروف حتى تبتلت / إلى اليأس نفس واطمأن مروعها
ولكنكم لا تبطنون محبة / لنخلتكم ما سحَّ أرضاً صقوعها
فقد عزفت عن كل ما كنت أبتغي / لديك فأمسى كبرياءً خضوعها
سأظلف من نفس بذلت سجودها / وكان حقيقاً أن يصان ركوعها
هي النفس أغنتها عن الدهر كله / قناعتها إذ لم يفتها قنوعها
عفاء على الدنيا إذا مستحقها / بغاها ومن تبغى لديه منوعها
جزتكم جوازي الشر يا آل مخلد / وأقوت من النعمى عليكم ربوعها
ولا انفرجت عنكم من الكره خطةٌ / ولا الْتَأَمَت إلا عليكم صدوعها
ولا صمدت إلا إليكم ملمة / ولا كان فيكم يوم ذاك دفوعها
ليهنيكُمُ أن ليس يوجد منكمُ / لبوس ثياب المجد لكن خلوعها
وأن ركايا الماء فيكم جَرورها / إذا كان في القوم الكرام نَزوعها
نظرنا فأجدى من عطاياكم المنى / وأندى على الأكباد منهن جوعها
وجدناكم أرضاً كثيراً بذورها / رواءً سواقيها قليلاً رُيوعها
فلا بوركت عين تسيح لسقيها / كما لم تبارك في الزروع زروعها
جهدناكم مرياً فقال ذوو النهى / لقد أشبهت أظلاف شاة ضروعها
ألا لا سقى الله الحيا شجراتكم / إذا ما سماء الله صاب هموعها
فما بردت للاغبين ظلالها / ولا عذبت للسائغين نبوعها
أبت شجرات أن تطيب ثمارها / وقد خبثت أعراقها وفروعها
نكحتم بلا مهر قوافيَ لستمُ / بأكفائها فاللائعات تلوعها
رويدكم لا تعجلوا ورُوَيدَها / ستغلو لدى قوم سواكم بضوعها
ستُمهَرُ أبكاري إذا وخدت بها / خَنوفُ المهارى بالفلا وضَبوعها
وإني إذا ما ضقت ذرعاً ببلدة / لجواب أقطار البلاد ذروعها
وليس القوافي بالقوافي إن اتّقى / هجوعكم عن حقها وهجوعها
وليست بأشباه الأفاعي عرامةً / متى لم يطل بالعيث فيكم ولوعها
وكانت إذا أبدت خشوعاً فخيِّبت / أبى عزها أن يستقاد خشوعها
ومن لم تجد في فضل كفيه مرتعاً / ففي عرضه لا في سواه رتوعها
ألا تلكم الغيد العطابيل أصبحت / إلى غيركم أرشاقها وتلوعها
عذارى قواف كالعذارى خريدها / يقود الفتى نحو الصبا وشَموعها
كسوناكم منها ونحن بِغرَّةٍ / مدائح لم تغبط بربح بُيوعها
وكم نزعت منا إليكم مطامع / فأضحت وعنكم لا إليكم نزوعها
لقد ضللت وجناء باتت وأصبحت / يُهزُّ إليكم رحلها وقطوعها
قضى ربها أن لا تحل نسوعها / يد الدهر إذ شدت إليكم نسوعها
تسربلتم النعمى فطال عثاركم / بأذيالها واسودَّ منها نصوعها
وما عطرت أثوابها إذ علتكمُ / ولا حسنت في عين راء دروعها
ولم تُظلَموا أن تعثروا في ملابسٍ / مُذيَّلةٍ أبواعُكم لا تبوعها
على أنكم طلتم بحظ علائكم / فلجَّ بعيدانٍ لئامٍ منوعها
بسقتم بسوق النخل ظلماً فأبشروا / ستسمو بكم عما قليل جذوعها
وقلتم رجحنا بالرجال بحقِّنا / وأي رجال لم تَزِنكم شُسوعها
وهل أنتم إلا مذيعو مَناسبٍ / تردُّ عليكم ما ادعاه ذيوعها
أحلّكم ورهاء يُرذمُ أنفُها / فيمخطها من شدة الموق كوعها
مفكك أوصال معلَّل فقحةٍ / عضوضٌ بسفلاه الأيور بلوعها
ضعيف اللُّتيّا في الدماغ سخيفها / قوي اللُّتيا في الحتار لذوعها
يلاحظُ دنياه فأحلى متاعها / طواميرُها في عينه وشموعها
وما عدمت وجعاءُ عبدون سلحةً / ولا طهرت إلا وفحل يقوعها
أنوفكم أعني بما قلت آنفاً / بني مخلدٍ حيَّ الأنوفَ جدوعها
أفدتم ثراء فاستفدتم عروبةً / وقد فضح الأنساب منكم شيوعها
وإن بيوت البدو لو تصدقوننا / لأبنيةٌ ما ظللتكم نُطوعها
ولو أنكم كنتم دهاقينَ سادةً / لما راقكم جوع العريب ونوعها
أبت ذكر حزوى منكمُ واشتياقكم / إليها قلوب ذكرُ جُوخَى يَضوعها
فَديتُم بني وهبٍ فإني رأيتهم / أبوا قذعةً يحتج فيها قذوعها
وأقنعهم من مجدهم ما كفاهمُ / وأعلى نفوس الراغبين قنوعها
وما درك الدهقان في قيل قائل / ألا ذاك خصاف النعال رقوعها
ألا ذاك بناء الحياض ورودها / ألا ذاك حلاب اللقاح رضوعها
وإن كان في عدنان نور نبوة / فَرُوْجٌ لظلماءِ الضلالِ صَدُوعها
ومن حكمها لعنُ الدعيِّ وثلبِهِ / إذا واصل الأرحام عُدَّ قطوعها
أرى سقم الدنيا بصحة حظكم / شفى داءها ضرّارُها ونفوعها
وهذا أبو العباس حيّاً مؤمّلاً / ضَروبُ الرؤوسِ الطامحات قَموعها
فتى من بني العباس كهلٌ جلاله / رَكوبٌ لأشراف النجاد طلوعها
فَروق لألباس الأمور فَصولها / ضَموم لأشتات الأمور جَموعها
ولله والأيام فيه وديعةٌ / تُداوى بها البلوى وشيكٌ نجوعها
وما برحت في كل حالٍ تسوسها / له شيمٌ زهر المحاسن روعها
فصبراً لأيام له سترونها / يطول عليكم أيها القوم سوعها
وقد شمتمُ منه ومن أوليائه / بوارقَ لم يُخلِف هناك لموعها
ألا تلك آساد الشرى وبروزها / فدتها خنازير القرى وقُبوعها
بدوا وجحرتم ظالمين بني استِها / فبتُّم وفي الأستاه منكم كُسوعها
وما يستوي في الطير صقر وهامة / لعمري ولا شحّاجها وسَجوعها
جمحتم إلى القصوى من الشر كله / وللدهر فيكم روعة سيروعها
وأبطركم أكل الحرام فأمهلوا / لكل أكول هوعةٌ سيهوعها
كأن قد دسعتم بالخبيث ولم تزل / لكم دَسَعاتٌ لا يُسقَّى دسوعها
ستُكسع منكم دولة حان بينُها / بدولة صدق قد أظل رجوعها
تقوم بها من آل وهب عصابةٌ / تحنَّت على نصح الملوك ضلوعها
لهم دولة منصورة بفعالهم / أبى النصر أن تنفض عنها جموعها
تقدمهم في كل فضل سيوفها / ومعروفهم في كل أزل دروعها
هنالك يشفى من صدورٍ غليلُها / إذا ما الدواهي طال فيكم شروعها
أرتني سعودي ذلك اليوم أنه / برود نفوس حُلِّئت ونُقوعها
ولا رقأت إبَّان ذاك دماؤهم / ولا أعين فاضت عليكم دموعها
منحتكموها شكم نفس أبية / قليل عن الطاغي الأبيِّ كيوعها
فدونكم شوهاء فوهاء صاغها / مُشوِّهُ أقوال وطوراً صَنوعها
وما كنت قوال الخنا غير أنني / قَؤولُ التي تشجي اللئيم سَموعها
رَؤومُ صفاةٍ أنبتت وتفجرت / رَجومُ صفاةٍ أصلدت وقَروعها
وإني لمنَّاح الأنوف تحيتي / فإن جهلت حقي فعندي نشوعها
فإن شمخت من بعد ذاك فإنني / قَذوعٌ لآنافٍ قليلٍ قُذوعها
بحدٍّ جرت جري الرياح فأصبحت / سطوع ضياء النيِّرين سطوعها
فمن صد عن نفَّاحها وبرودها / فعندي له لفّاحها وسَفوعها
وإني لطلاب التي أنا أهلها / وغيري إذا ولت قفاها تبوعها
وما أنا في حال العطايا فَروحها / وما أنا في حال البلايا جزوعها
لقد سرَّت الدنيا وضرت جناتَها / فمجّاجها للقوم أرياً لَسوعها
فلا تأس للدنيا ولا تغتبط بها / فوهابها سلابها وفجوعها
سأرحل يا أسماء عن دار معشر
سأرحل يا أسماء عن دار معشر / جوادهم بالعرف معط كمانعِ
يجود به جود المُقَضّي بنفسه / حذار القوافي كارهاً غير طائعِ
إلى ملك لا يملك البخل ماله / ولا يدَّري معروفَه بالذرائع
جواد به من أريحيَّة جوده / تباريح يعجلن اختيار الصنائع
من القوم لا يستحمدون ببذلهم / ولكنهم يعطون جود طبائع
ولو تاجروا لم يعبثوا بتجارة / ولا انخدعت تلك الحلوم لخادع
أرى مجدهم مثل الجبال فإنها / بُنَى اللهِ إذ مجد الورى كالصنائع
سألتك إغنائي عن الناس كلهم
سألتك إغنائي عن الناس كلهم / فأغنيتني عنهم وعنك جميعا
فلست تراني الآن إلا مسلِّماً / عليك مشيعاً للثناء مذيعا
وأما ارتيادي نائلاً فمحرَّمٌ / عليَّ فإني قد غدوت ربيعا
ألا هكذا فليمنع اليوم من غد / وإلا فلا يا من يريد صنيعا
لما تُؤذن الدنيا به من شرورها
لما تُؤذن الدنيا به من شرورها / يكون بكاء الطفل ساعة يوضَعُ
وإلا فما يبكيه منها وإنها / لأفسح مما كان فيه وأوسع
إذا أبصر الدنيا استهلَّ كأنه / يرى ما سيلقى من أذاها ويسمع
كأني إذِ استهللت بين قوابلي / بدا ليَ ما ألقى ببابك أجمع
وفي بعض أحوال النفوس كأنها / ترى خلف ستر الغيب ما تتوقع
أقول لوجه حال بعد بياضه / وإسفاره واللون أسود أسفع
ألا أيها الوجه الذي غاض ماؤه / وقد كان فيه مرة يتريَّع
ذقِ الهون والذل الطويل عقوبة / كذا كل وجه لا يعف ويقنع
وفرتُ عليه الماء عشرين حجة / ففرّق منه الحرص ما كنت أجمع
فلا تحمِ أنفاً إن ضرعتَ فإنّه / كذا كل من يستشعر الحرص يضرع
سعيتَ لإيقاظ المقادير ضلة / وما كانت الأقدار لو نمت تهجع
ولو جهد الساعون في الرزق جهدهم / لما وقعت إلا بما هي وُقَّع
أكنت حسبت الله ويحك لم يكن / تعالى اسمه إلا بصنعك يصنعُ
كيف يزهو من رجيعُهْ / أبد الدهر ضجيعُهْ
هو منه وإليه / وأخوه ورضيعُهْ
ليس يخلو منه إلا / وقت ما لا يستطيعه
ثم يلجيه إلى الحش / شٍ بصغر فيطيعه
فإن استعصى عليه / فهو لا شك صريعه
ثم يبدي منه صوتاً / ود لو صم سميعه
لَبِحسب المرء عاراً / يوجع القلب وجيعه
أنه عبد لجعسٍ / يشتريه ويبيعه
إذا ما أغاروا فاحتووا مال معشر
إذا ما أغاروا فاحتووا مال معشر / أغارت عليهم فاحتوته الصنائعُ