أهل أنت سقَّيت المنازل بلقعا
أهل أنت سقَّيت المنازل بلقعا / معاهد اقوت بالغميم واربعا
حشاً نزفت إلا بقايا صبابة / قصارى الجوى سالت على الربع ادمعا
خليليَّ ما يومي من البين واحداً / اذا ما انقضى يومٌ تلقيت اربعا
والا فما بالي متى عجت عوجة / على الجزع اشكو الجزع مبكىً ومجزعا
ايعطي الهوى حبلاً جروراً لمانح / حشاشة متبولٍ بها الوجد صدَّعا
هوى كهوى غيلان في حب مية / هوى قاتل يستهلك القلب اجمعا
اذا قلت قد ولىَّ الصبا ارتدّ للصبا / نهى ضلّ يعصيني فاتبع طيِّعا
لقد شبت من قبل الترعرع بالهوى / وعدت اليه والنهى ما ترعرعا
عدا يستطير القلب عن سكناته / اذا ما انهنه منه باللب جعجعا
اداريه مهزول الفقار بثقله / كمستبطنٍ غيلا بخفان مسبعا
وبي من ظباء القاع من ارض توضح / غزال سماويٌّ سبى البدر اتلعا
يمثل لي قرطاه تمثال دميةٍ / ترّقص دون الفرع قرطاً مروعا
سحوب لاذيال البرود بطيها / قضيبٌ بثوب الياسمين تدرَّعا
صفوح بصلت كالصحيفة لامعٍ / ومعتنق يثني الصفائح لمَّعا
تخايل يزهو بين عينيه كوكبٌ / يشقُّ به جنحا من الليل ادرعا
ومستصحب طبعاً يسير مع الصبا / كانَّ الصبا صبٌّ به قد تولعا
اساور منه عاطيَ الجيد تالعا / يسوم كايم الرمل حين تطلعا
يخالس منه الطرف عينين ترتمي / بطرفين وسنانين ريعا وروَّعا
عيوفٌ لمطروق من الحوض مشرعا / يرى المورد النائي عن الحي مشرعا
من العائفات الماء الا جمامه / ومؤتلفات الرمل مرعىً ومرتعا
حذارك من مكحولةٍ ان رنا به / نضنضالك عضباً نثره السرد قطعا
وخلفك عن خطاره متقصدا / اذا هزَّ ذاك السمهري المزعزعا
الا غنِّني مستقبلاً منك صلةً / كشمس الضحى اغنت عن البدر مطلعا
يصيخ اليه السمع حتى اذا ارتوى / رجعت به ريان بالعود ممرعا
له نشوة بالهام دبَّت كأنما / شربت عليها الصرخديَّ المشعشعا
فيا ساكب الاشواق شدواً ومنظراً / ويا مسكر العشاق مرأىً ومسمعا
امط عن محياك المورد برقعاً / وسيان ان ترفع وان تبقِ برقعا
يسيل بصلتيه سنا الصبح لاحباً / ويرخي بفرعيه دجى الليل اسفعا
طلاً صرعت مني القوائم بعد ما / خطوت الى الحانوت خطواً مشجعا
سرى الخدر منها في مساري اشاجعي / ولم يأنِ حتى للاخامص اسرعا
فبتُّ وغيداقاً قتيلين مصرع / وهل أبصرت عين لحيين مصرعا
فيا ملبسي الثوب الذي ما لبسته / بعصر شبابي بالهوى متخلعا
وصالك واستدرك فؤاد متيم / تقطَّع او قد كاد ان يتقطعا
فلم يرَ الا منك للهجر فرقة / ولم يرَ الا فيك للوصل مجمعا
اعرنيَ سمعاً لا يصيخ لعاذلٍ / لقد اكثر المطري بعذلٍ ليسمعا
ويا لائميَّ اليوم فيه ضلالة / فان شئتما لوما وان شئتما دعا
فتى نفحتني منه ريح بليلة / نشقت شذاها عاصب الانف اروعا
ملوّح عرنين زها في لثامه / يغادر عرنين المكاشح اجدعا
تبرَّع في كسب الجمال فحازه / ولم يرضَ حتى بالجميل تبرَّعا
وربَّ القوافي في السائرات كأنما / اعاد بها عاداً واتبع تبَّعا
اذا انشدت وسط النديّ تحيرت / كواشح بالأنياب تنهش اصبعا
له السابقات الغر غارت وانجدت / فغرت وقوعا في البلاد موقعا
اذا اطلقو منها العنان لغايةٍ / تجزها الى اخرى شوارد نزَّعا
تتيه على اللجم المثاني فتنبري / بها اللجم تثني جامح الخيل اطوعا
فاني تجاري او يشق غبارها / وقد وقفت عنها المجارون ضلَّعا
فبرَّز لا عثراً تشكى ولا وجى / فلا دعدعاً للعاثرين ولا لعا
سعى للمعالي قبل شدّ نطاقه / فحلَّ ذراها يافع السن مذ سعى
لعوب بالباب الرجال ولم يكن / حوى او حوى في العمر عشراً واربعا
رعى حفظ اسباب الوفاء طبيعة / وآخر مكلوفا رعاها تطبَّعا
اودّعه والعين عبرى كأنما / اودع شطر القلب غدوة ودَّعا
فيا مزمع الترحال هل لك عودة / تعود بها فالصبر بعدك ازمعا
خليليَ انت القلب ما بين اضلعي / فلا غر واذا حني على القلب اضلعا
ولم ادرِ اذا وهبتك الروح صفقة / ملكت حياتي ام مماتي ام معا
نزعت لك النفس الحبيبة راغباً / بعيشك هل ابقيت للقوس منزعا