المجموع : 4
بدائِعُ من أفعالهن البَدائِعُ
بدائِعُ من أفعالهن البَدائِعُ / ويتَّفقُ اللَّفظانِ والخُلفُ واقِعُ
يدافِعُني عَنهنَّ بأسٌ معارِضٌ / نَصوحٌ إذا ما قَرَّبتني المَطامِعُ
أقولُ وقَد ألقيتُ للسَّلم جانِبي / وبعضٌ لبعضٍ عَن فُؤادي مُدافِعُ
علامَ تَجمَّعتُنَّ من كلِّ فِتنةٍ / كأنَّ عَلى قَلبي لكُنَّ مُنازِعُ
وما همَّةُ الإنسانِ إلا هُمومُه / وإلا فما شُغلي بِما اللَّهُ صانِعُ
وإنِّي لَذو قَلبَينِ صابٍ وَصابِر / كَما أَنا ذو دَمعَينِ عاصٍ وطائِعُ
أَلا إنَّ أَعداءَ القُلوبِ عيونُها / كَما أنَّ أعداءَ العُيونِ البَراقِعُ
وأحمرَ قانٍ باتَ قَلبي يَسحُّهُ / ومجراهُ من خدَّيَّ أصفرُ فاقِعُ
له نحوكُم سَعيٌ بحالي وما سَعى / ومَفهومُ قَولٍ ما وَعَته المسامِعُ
بَكيتُ ولم أشعُر لقَلبي لما بِه / وقد شَرَّقته بِالدُّموعِ المَدامِعُ
وراميةٍ وجهَ السَّماءِ بمثلِه / سَراباً فكُلٌّ في مَدى الطرَّفِ واسِعُ
هَممتُ ومالي غيرُ عَزمٍ أعدُّه / لمَعمورةٍ بالخَوفِ وهيَ بَلاقِعُ
وذكر المُكنَّى بِالفَوارِسِ تاركٌ / فوارِسَها شَخصي لَها الدَّهر رايعُ
فتىً خَشيَت في غابِه لأُسد صُحبَتي / يُدافِعُ عنِّي بأسَها وتُدافِعُ
جَزاءً بِما أَضحَى يوقِّعُ رزقَها / وتَمتثلُ التَّوقيعَ فيها الوَقائِعُ
إذا استَيقَظَت أَسيافُه لعُداتِه / فلَيسَ لَها طَرفٌ من الخَوف هاجِعُ
يَمينٌ لَها في أنفسِ الخَلقِ حكمُها / وبُرهانُه بَينَ البريَّةِ ذائِعُ
يسارِعُ في يَوم اللِّقاءِ انتِهابَها / وفي ردِّها يومَ العَطاءِ يُسارِعُ
ينالُ أميرُ المُؤمِنينَ لأَمرِه / بناءً لَه من رأيهِ فيهِ رافِعُ
ومثلُ إمامِ الدِّين يأتي صَنيعُهُ / ومثلكَ يا بكجورُ تأتي الصَّنائِعُ
لتأبى مُساواة المُلوكِ لك العُلى / وأسمرُ نفَّاذٌ وأبيَضُ قاطِعُ
وخيلٌ سواءٌ عندها الكرُّ والكَلا / كأنَّ الذي يَلقَى المَنِيَّةَ راتِعُ
فإنَّ الذي أمسَت فَوارِسُها به / مِن الناسِ بينَ الخَيلِ والقَومِ شائِعُ
أتيتَ مِن الأَفعالِ ما يقتَدى بِه / وإن كانَ مَولودٌ لمجدِكَ شافِعُ
وما غابَ عنَّا ما إِليه مَصيرُه / ونورُكَ فيه لا مَحالَةَ لامِعُ
أقولُ وما غَيري من الناسِ قائِلٌ / ولا أحَدٌ في النَّاسِ غَيركَ سامِعُ
وكلٌّ لَه شِعرٌ ولكِنَّ مَسلَكي / عَلَيهِ وإن نالَ المشَقَّةَ شاسِعُ
إذا طَلعت خيلٌ فخيلُكَ كلُّها / لِسُرعتِها عِندَ النِزالِ طَلائِعُ
فسِر كيفَ ما أحبَبتَ في طلبِ العُلى / فكلّ امرئٍ في قَصدِها لكَ تابِعُ
أدلَّةُ أَهواءٍ يُضِلُّ اتِّباعها
أدلَّةُ أَهواءٍ يُضِلُّ اتِّباعها / ويجمعُ أَعمالَ القُلوبِ اجتِماعُها
جُفونٌ عَليها السِّحرُ لَولا مَراشِفٌ / عَلَيها الرقى مِنهنَّ لَولا امتِناعُها
ونارُ شَبابٍ شَبَّها الجهلُ فابتَدى / يَلوحُ عَلى شَكل المَشيبِ شُعاعُها
يعارضُني في عارِضَيَّ ولمَّتي / ليَردعَ نَفساً ما إليهِ ارتِداعُها
فَلا تَقطَعَنِّي إنَّ للحبِّ مُدَّةً / مَع المَوتِ لا مِن قبل ذاكَ انقِطاعُها
وماضٍ بماضٍ بَينَ جَفنيهِ غالب / عَلى كُلِّ أرضٍ أو يطيع مطاعُها
يَقومُ فَيَتلو كلَّ يَومٍ صَحائِفاً / فَهَل كانَ مَحظوراً عَلَيهِ استِماعُها
على ذِروَةٍ للحادِثاتِ منيفةٍ / فمِن عِندِه إشرافُها واطِّلاعُها
فَها أَناذا والنائِباتُ بِمَوقِفٍ / وتلكَ العُلى في مَوقِفٍ وسِباعُها
وما بعدَ رأي العَينِ في كلِّ نَكبةٍ / تظلَّمتُ مِنها اليَومَ إلا دفاعُها
وقَد نَصبَ الناسُ الخطوبَ وبايَعوا / لَها وعَلى جَدوى يَدَيك اختِلاعُها
لَياليكَ بيضٌ كالغَواني فَمَن يَجِد / سَواداً بإحداهُنَّ فهو قِناعُها
وأقسِمُ لو أشكلتُ يَوماً بِليلَةٍ / على أحدٍ أعيا علَيهِ انتِزاعُها
ومذ صارَ في الأَيام يومٌ مؤرَّخٌ / يُهنا بِه في مَجلِسٍ طالَ باعُها
فلَو تَستَطيعُ الخالياتُ التي مضَت / من الشوقِ جاءَت رسلُها ورِقاعُها
ولولا انتِظارُ الباقِياتِ مُديرها / إليكَ لحازَ السَّبقَ مِنها سِراعُها
وأما أَحاديثي فَأَعجَبُ ما يُرى / وتَسمَعُهُ مكتومُها ومُذاعُها
تَقلَّدتُ ديوانَ الديون لما مَضى / فلم تَنكَسِر واليومَ أدى ارتِفاعُها
وقيَّدَني قيدُ الوَفاءِ فلم أجد / سَبيلاً وإلا هانَ عِندي وَداعُها
أبا الجَيش جُزتَ الحدَّ في المَجدِ والعُلى
أبا الجَيش جُزتَ الحدَّ في المَجدِ والعُلى / فقيلَ وقُلنا ما أجلَّ وأَرفَعا
وقد جازَ شُكري حَدَّه فالتمِس مَعي / نَديماً نكن فيما نُحاولُه مَعا
أصرفُ النَّوى يَهواكَ لما استقلَّ بي
أصرفُ النَّوى يَهواكَ لما استقلَّ بي / عَلى غَيرِ تَوديعٍ فولَّيتُ مُسرِعا
خَلا بكَ حتَّى نالَ عندكَ حَظَّهُ / وقد كانَ ذاكَ الحَظُّ يَجمَعُنا مَعا