القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 5
سَريرَةُ شَوقٍ في الهَوى من أَذاعَها
سَريرَةُ شَوقٍ في الهَوى من أَذاعَها / وَمهجةُ صبٍّ بالنَّوى من أَضاعَها
أَفي كُلِّ يَومٍ للبعادِ ملمَّةٌ / تُلمُّ بنا لا نَستَطيعُ دفاعَها
فَلِلَّه جمعٌ فرَّق البينُ شملَه / وإِلفةُ صَحبٍ قد أَباد اِجتماعَها
وَساعاتُ أُنسٍ كان لَهواً حديثُها / سَقى اللَه هاتيك اللَيالي وَساعَها
ولا مثلَ لَيلى إِن تبدَّت عشيَّةً / مددتُ لها كفّي أُريدُ وداعَها
وَقَد أَقبلَت تُذري الدموعَ تلهُّفاً / إِذا هتفَ الداعي إِلى البين راعَها
أَشاعَت بنا أَيدي الفراق فأَصبحت / تؤمُّ بنا شُمَّ الذُرى وَتلاعَها
نجوبُ قِفاراً ما وقفنا بقاعِها / وَنقطعُ بيداً ما حلَلنا بقاعها
تَميلُ بنا الأَكوارُ لَيلاً كأَنَّنا / نَشاوى سُلافٍ قد أَدَمنا اِرتضاعَها
إِذا نفحتنا نسمةٌ حاجريَّةٌ / أَجدَّت وَهاجَت للنُفوسِ اِلتياعَها
فَمِن مهجةٍ لا يتسقرُّ قرارُها / ومن كبدٍ نَخشى عليها اِنصداعَها
تجاذبُنا فضلَ الأَزمَّةِ ضُمَّرٌ / أَهاج نزاع البين وجداً نزاعَها
نَقيسُ بها طولَ الفلاة وَعَرضَها / عشيّاً إِذا مدَّت لخَطوٍ ذراعَها
يَقول أصَيحابي وقد جدَّت السُرى / وأوفتهم أَيدي الركائِب صاعَها
أَفيقوا فقد شطَّ المَرامُ ولا نَرى / سوى تَلَعاتٍ قد سَئِمنا اِفتراعَها
فَقُلتُ لهم سيروا سِراعاً وَقلقِلوا / عِرابَ المَطايا واِستحثّوا سِراعَها
لِنَحظى من الدُنيا بأَوفر حظِّها / وَنشهدَ أَوصافاً عَشِقنا اِستماعَها
وَننزلَ عن أَيدي الركاب نُريحها / وَنشكرَ فينا ما بقينا اِصطناعَها
بأَرحب أَرضٍ لا يُسامى عَلاؤُها / وَأَسمى ربوعٍ لا نَملُّ اِرتباعَها
بسوح نِظام الدين واِبن نظامِه / كَريمٌ به مدَّت يَدُ المجد باعَها
همام إِليه الدَهر أَلقى زمامَه / إِذا عُصي الأَقوامُ كان مُطاعَها
أَنارَت شُموسُ المَكرُمات بأفقه / فأَلقَت على كُلِّ الأَنام شُعاعَها
له يدُ فَضلٍ لا تُبارى سَماحةً / إِذا ما نَبا غيثٌ رجون اِندفاعَها
مواهبُ لا تنفكُّ تَحدو مَواهِباً / تَنالُ غمارُ البحر منّا اتِّساعَها
إِذا اِنقطَعت يَوماً شآبيبُ مزنةٍ / فأَيدي نَداه لا تخاف اِنقطاعَها
به أَينعَت روضُ المَكارِم والنَدى / وَشادَت مَباني كلِّ عِزٍّ رباعَها
أَعزّ ذَوي الإِفضال والبأس فضلُه / فقل للّيالي لا تغرَّ رَعاعَها
له أذعَنَت شمسُ العُداة مهابَةً / وَلَم يَخشَ لَو لَم تستذلَّ اِمتناعها
وَذَلَّت له الدُنيا فأَلقَت قيادَها / لطاعَتِهِ حتّى أَمِنّا خِداعَها
تباري النجومَ الزُهرَ زُهرُ نصالِه / إِذا راحَ يَحمي وقعَها وَقِراعَها
وَتهزأ بالخَطّيِّ أَقلامُ خطِّه / إِذا ما حَوَت يُمناه يَوماً يَراعها
أَربَّ النَدى وَالفضل والمجد والحجا / وَناظمَ أَشتاتِ العُلى وَجِماعَها
لأَنتَ الَّذي أَحرزتَ في الخَلق رتبةً / تودُّ الدراري لَو تَنال اِرتفاعَها
إِليك حَثَثنا كلَّ كَوماء بازلٍ / وَجُبنا القفار البيدَ نبسرُ قاعَها
فَلا غرو فالآمالُ أَنت محطُّها / وَنحوَكَ أَزجت عزمَها وزماعَها
وَفيك حكينا الدرَّ نظماً فهاكَها / خَريدةَ فكرٍ قد أَمطتُ قِناعَها
بمدحِك قد نضَّدتُ جوهر عِقدِها / وأَبدعتُ في فنِّ القريض اِبتداعَها
فمن لاِبنِ هاني لو يُهنّى بمثلها / وَهَيهات لَو أَن رامَها ما اِستَطاعَها
إذا ما حَدا الحادي بها قال قائِلٌ / أَلا فاِشكراها نَغمةً وَسَماعَها
سَلامٌ عَلى بَدرٍ له السَعدُ مطلعُ
سَلامٌ عَلى بَدرٍ له السَعدُ مطلعُ / وَشَمسٍ سَناها بالمناقب يَسطعُ
عَلى غرَّة العَليا عَلى هامَة العُلى / على من له المَجدُ المؤثَّل أَجمَعُ
عَلى من حَوى دَرَّ المكارم يافِعاً / عَلى من أَوى حجرَ العُلى وهو يَرضَعُ
سلامَ محبٍّ كلَّما عنَّ ذكرُهُ / تَكادُ حشاه بالأسى تتصدَّعُ
يذكِّره ضوءُ الصَباح جبينه / وَنشرُ الصبا ريّاه إِذ يتضوَّعُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل دَرى مِن وداده / له مهجَتي دونَ الأَحبَّة مربَعُ
بأَنّي عَلى عَهدي له الدَهرَ ثابِتٌ / وإِن راحَ صَبري بعده يتضَعضَعُ
أَمرُّ عَلى رَبع به كانَ نازِلاً / فيخطُر لي ذاكَ الجنابُ الممنَّعُ
إِذا اِكتحلت عيني بآثار رَبعه / تحدَّر منها أَربعونَ وأَربعُ
أَلا أَيُّها الندبُ الهمام السميدعُ ال / أَغرُّ التقيُّ الأَروع المتورِّعُ
لك اللَه إِنّي للأذمَّة حافِظٌ / فَلا ترَ أَنّي غادِرٌ أَو مضيِّعُ
لئن غِبتَ عَن عَيني فشخصُك حاضِرٌ / بِباليَ لم أَبرَح أَراك وأَسمَعُ
وإِن شبَّ في قَلبي الغَضا بعدك الفضا / فَبالمنحنى من أَضلعي لك موضعُ
أَتاني كتابٌ منك يُشرق نورُهُ / كأَنَّ عَلى أَعطافِهِ الشَمسُ تلمعُ
تنوّع من نظمٍ ونثرٍ كأَنَّه / رياضٌ غدت أَزهارُها تتنوَّعُ
فَفي كلِّ سَطرٍ منه وشي منمنمٌ / وفي كلِّ فصل منه عِقدٌ مرصَّعُ
طربت به لفظاً ومعنىً كأَنَّما / أديرَ عليَّ البابليُّ المشَعشَعُ
خَليليَّ هَل عَهدي بمكّةَ راجعُ
خَليليَّ هَل عَهدي بمكّةَ راجعُ / فَقَد قُليَت بالهند منّي المضاجعُ
وَهَل شربةٌ من ماء زَمزمَ تَرتَوي / بها كبِدٌ قد أَظمأتها الوقائعُ
وَهَل عامِرٌ ربعُ الهوى بسويقَةٍ / فَعَهدي بذاكَ الربع للشَمل جامعُ
وَهَل من صفا من سالف العيش بالصَفا / يَعودُ لنا يوماً فَتَصفو المشارِعُ
سَقى اللَه ما بينَ الحجون إِلى الصَفا / مرابعَ فيا للظِباء مراتِعُ
وَجادَ بأَجيادٍ منازل جيرَةٍ / بهنَّ حمامُ الأَبطَحين سواجعُ
وَحيّا الحَيا بالمأزمين معاهِداً / فَما عَهدُها عِندي مَدى الدَهر ضائعُ
بِنَفسي من قد حازَ لونَ الدُجى فَرعا
بِنَفسي من قد حازَ لونَ الدُجى فَرعا / وَلَم يَكفِهِ حتّى تقمَّصَه درعا
بدا فكأَنَّ البدرَ في جُنح لَيلةٍ / أَو الشَمسَ وافت في ظَلام الدُجى تَسعى
نَمتهُ لنا عشرُ المحرَّم جهرةً / يطارحُ أَتراباً تكنَّفنهُ سَبعا
تبدّى على رُزء الحُسين مسوَّداً / وَما زالَ يولي في الهَوى كربَ لا منعا
وَقَد سَلَّ من جَفينه عَضباً مهنَّداً / كأَنَّ له في كُلِّ جارحةٍ وقعا
هناك رأَيتُ الموتَ تَندى صفاحُه / وَناعي الأَسى يَنعي وأَهل الهوى صرعا
لَقَد ظَلمَتني واِستَطالَت يدُ النَوى
لَقَد ظَلمَتني واِستَطالَت يدُ النَوى / وقد طمعَت في جانبي أَيَّ مَطمَعِ
إِلى كَم أُقاسي فرقةً بعد فرقةٍ / وحتّى مَتى يا بينُ أَنتَ مَعي مَعي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025