المجموع : 3
تَسَلَّيتُ إِذ بانَ الشَبابُ وَوَدَّعا
تَسَلَّيتُ إِذ بانَ الشَبابُ وَوَدَّعا / وَأَصبَح فَودي بِالمَشيبِ مُرَوَّعا
وَأَقصَرتُ عَن لَهوي وَجانَبتُ باطِلي / كَفى واعِظاً مَرُّ السِنينَ لِمَن وَعى
وَكَيفَ وَقد طارَ اِبنُ دَأيَةِ لِمَّتي / وَحَثَّ بَنيهِ فَاِستَجبنَ لهُ مَعا
وَمالي وَنَظمَ الشِعرِ لَولا فَضائِلٌ / لِأَروعَ ساقَ العُرفَ لي مُتَبَرِّعا
تَفَيَّأتُ ظِلّاً وارِفاً في جَنابِهِ / فَأَصبَحتُ منهُ مُخصِبَ الرَبع مُمرِعا
سَأَشكُرُهُ شُكراً إِذا فُضَّ خَتمُهُ / يُؤَرِّجُ أَفواهاً وَيُطرِبُ مِسمَعا
سُعودُ بَني الدُنيا سُلالَةُ شَمسِها / مُقيمٌ سَواءَ الدينِ حينَ تَزَعزَعا
إِمامُ الهُدى عَبدُ العَزيزِ بنُ فَيصَلٍ / حِمى الدينِ وَالدُنيا وَراعٍ لِمَن رَعى
وَفي نَجلهِ المَيمونِ مِنهُ مخايلٌ / سَتُبلِغُهُ أَقصى مَدى مَن تَرَفَّعا
سُعودٌ شِهابُ الحَربِ إِن جاشَ غَلَيها / أَقامَ لَها سوقاً مِن المَوتِ مَهيعا
يَحُشُّ لظاها أَو يَبوخُ سَعيرُها / بِمَصقولَةٍ من عَهدِ كِسرى وتُبَّعا
هوَ الكَوكَب الوَقّادُ في قُنَّةِ العُلا / إِذا ما دَجا الخطبُ المَهيلُ تُشَعشَها
هُوَ البَحرُ إِن يَسكُن فَدرٌّ جَناؤُهُ / وَإِن جاشَ لَم تَملِك لهُ عَنكَ مَدفَعا
فَلِلَّهِ كَم مَجدٍ أَشادَ وَكَم عِدىً / أَبادَ وَكم مالٍ أَفادَ تَبَرُّعا
فَتىً شَبَّ في حِجر الخِلافَةِ راضِعاً / ثُدِيَّ العُلا إِ كانَ في المَهدِ مُرضِعا
فَتىً يَتَلَقّى المُعضِلاتِ بِنَفسِهِ / إِذا ما الجَريءُ الشَهمُ عنها تَكَعكَعا
جَرى مَعَهُ قَومٌ يَرومونَ شَأوَهُ / فَضَلّوا حَيارى في المَهامِهِ ضُلَّعا
عَلى رِسلِكُم إِنَّ العُلا طَمَحَت لهُ / وَإِنَّ بهِ عَنكُم لها اليَومَ مَقنَعا
لهُ نَفحَةٌ إِن جادَ تُغني عُفاتَهُ / وَأُخرى تُذيقُ الضِدَّ سُمّا مُنَقَّعا
تَشابَهَ فيهِ الجودُ وَالبأسُ وَالحِجى / إِلى هكَذا فَليَسعَ لِلمَجدِ مَن سَعى
مُفيدٌ وَمِتلافٌ سَجيَّةُ مولَعٍ / بِطَرقِ المَعالي صِبغَةً لا تَصَنُّعا
أَلَيسَ أَبوهُ مَن رَأَيتُم فِعالَهُ / تَضيءُ نُجوماً في سَما المَجدِ طُلَّعا
وَلا غَروَ اَن يَحذو سُعودٌ خِصالَهُ / وَيَرقى إِلى حَيثُ اِرتَقى مُتَطَلِّعا
كَذلكَ أَشبالُ الأُسودِ ضَوارِياً / تُهابُ وَتُخشى صَولَةً وَتَوَقُّعا
إِلَيكَ سُعودُ بنُ الإِمام زِجَرتُها / تُقَطِّعُ غيطاناً وَميثاً وَأَجرُعا
وَلَو أَنَّني كَلَّفتُها السَيرَ أَشهُراً / وَأَنعَلتُها بعدَ المَدامِثِ جُرشُعا
لِأَلقاكَ كانَت سَفرَتي تَجلُبُ المُنى / وَأَشعَبُ مِن دَهري بِها ما تَصَدَّعا
وَدونَكَها تَزهو بِمَدحِكَ في الوَرى / تُلَبَّسُ مِن عَلياكَ بُرداً مُوَشَّعا
بَدَت مِن أَكيدِ الوُدِّ لا مُتَبَرِّماً / وَلا قائِلاً قَولاً به مُتَصَنِّعا
يَرى مَدحَكُم فَرضاً عَلَيهِ مُحَتَّماً / إذا كان مَدحُ المادحينَ تَطَوُّعا
وَصلِّ على المُختار رَبّي وَآلهِ / وَأَصحابِه وَالناصرينَ له معا
خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى الدارِ وَاِربَعا
خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى الدارِ وَاِربَعا / لِنَشعَبَ قَلباً بِالفِراقِ تَصَدَّعا
وَإِن أَنتُما لَم تُسعِداني عَلى الأَسى / فلا تُعدِماني وَقفَةً وَتَوَجُّعا
بِمُستَوحشٍ من شبهِ آرامِ عينهِ / تَناوَحُ فيه الهوجُ بداءاً وَرُجّعا
أَما إِنَّهُ لَو يَومَ جَرعاءِ مالكٍ / غَداةَ التَقَينا ظاعِناً وَمُشَيِّعا
تَبَيَّنتُما عَيناً تَجودُ بِمائِها / وَمَحجوبةً تومي بِطَرفٍ وَأُصبُعا
لَحَسَّنتُما لي صَبوَتي وَلَقُلتُما / جَليدٌ وَلكِن لم يَجِد عنهُ مَدفَعا
وَأحورَ مَهضومِ الوِشاحينِ زارَني / عَلى رَقبَةِ الواشينَ لَيلاً فَأَمتَعا
مِنَ الّاءِ يَسلُبنَ الحَليمَ وَقارَهُ / إِذا ما سَحَبنَ الأَتحمِيَّ المُوَشّعا
وَإن مِسنَ أَخجَلنَ الغُصونَ نَواعِماً / وَإن لُحنَ فَالأَقمارَ حاكَينَ طُلَّعا
أَبَت صَبوَتي إِلّا لَهُنَّ تَلَفُّتاً / وَنَفسِيَ إِلّا نَحوَهُنَّ تَطَلُّعا
وَخادَعتُ نَفسي بِالأَماني مُعَلِّلاً / وَكانَت عَاديهِنَّ في الفَودِ نُصّعا
إِذا صَحِبَ المَرءُ الجَديدَينِ أَحدَها / لهُ عِبراً تُشجيهِ مَرأى وَمَسمَعا
صَفوُها لاقي إِلَيهِ مُسَلِّماً / وَأَوسَعَهُ بِشراً أَشارَ مُوَدِّعا
فَلا تَكُ وَلّاجَ البُيوتِ مُشاكِياً / بَنيها وَلَو تَلقى سِماماً مُنَقَّعا
فَأَكثَرتُ مَن تَلقى مِنَ الناسِ شامِتٌ / عَلَيكَ وَإن تَعثُر يَقُل لكَ لا لَعا
مُناهُم بِجَدعِ الأَنفِ لَو أَن جارَهم / يلاقي من الأرزاءِ نَكباءَ زَعزَعا
مِنَ القَومِ تَهتَزُّ المَنابِرُ بِاِسمِهِم / وَيُصبِحُ ما حَلّوا مِنَ الأَرضِ مُمرِعا
مَطاعيمُ حَيثُ الأَرضُ مُغبَرَّةُ الرُبى / مَكاشيفُ لِلغُمّى إِذا الأَمرُ أَفزَعا
ذَوو النَسبِ الوَضّاح مِن جذمِ وائِلٍ / بِهِم وَإِلَيهِم يَنتَهي الفَخرُ مُجمَعا
أَجاروا عَلى كِسرى بنِ ساسانَ رغاِماً / جِواراً أَفادَ العُربَ فَخراً مُشَيَّعا
وَهُم سَلَبوا شوسَ الأَعاجِمِ مُلكَهُم / وَساموهُمُ خَسفاً مِن الذُلِّ أَشنَعا
وَيَومَ أَتاهُم بِاللُهامِ يَقودُهُ / سَعيدُ بنُ سُلطانٍ عَلى الحَربِ مُجمِعا
سَفينٌ كَمُلتَفِّ الإِشاءِ يَقودهُ / لِمَورِدِ حَتفٍ لَم يَجِد عَنهُ مَدفَعا
فَثاوَرَهُ قَبلَ الوُصولِ ضَراغِمٌ / خَليفِيَّةٌ تَستَعذِبُ المَوتَ مَشرَعا
وَساقَوهُ كَأساً مُرَّةَ الطَعمِ عَلقَةً / عَلى كُرهِهِ أَضحى لَها مُتَجَرِّعا
فَأَدبَرَ لا يَلوي عَلى ذي قَرابَةٍ / وَما زالَ مَزؤودَ الفُؤادِ مُرَوَّعا
وَما كانَ خَوّاراً وَلا مُتَبَلِّداً / وَلكِنَّ مَن لاقى أَشدَّ وَأَشجَعا
أَهاجَ لَهُ ذِكرُ الحِمى وَمَرابِعُه
أَهاجَ لَهُ ذِكرُ الحِمى وَمَرابِعُه / لَجاجَةَ شَوقٍ ساعَدَتها مَدامِعُه
فَباتَ بَليلَ الحَبيبِ مُضطَرِمَ الحَشا / كَأَن بِسَفا البُهمى فُرِشنَ مَضاجِعُه
يَمُدُّ إِلى البَرقِ اليَمانِيِّ طَرفَهُ / لَعَلَّ الحِمى وَالخَبتَ جيدَت مَراتِعُه
مَنازِلُ خالَلتُ السُرورَ بِرَبعِها / لَيالِيَ يَدعوني الهَوى فَأُطاوِعُه
أَرَبَّ عَلَيها كُلُّ مُحلولِكِ الرَجا / أَحَمُّ الرَحى مُستَعجَماتٌ مَطالِعُه
مُلِثُّ القُوى واهي العَزالي إِذا اِنتَجى / بِهِ مُنتِجٌ أَربَت عَلَيهِ دَوافِعُه
يَحُثُّ ثِقالَ المُزنِ فيهِ مُجَلجِلٌ / إِذا ما حَدا سَلَّت سُيوفاً لَوامِعُهُ
إِذا ما بَكَت فيهِ السَحائِبُ جُهدَها / ضَحِكنَ بِنُوّارِ النَباتِ أَجارِعُه
وَقَفتُ بِها وَالصَحبُ شَتّى سَبيلُهُم / عَذولٌ وَمَعذولٌ وَآخَرُ سامِعُه
فَكاتَمتُهُم ما بي وَبِالقَلبِ لَوعَةٌ / إِذا اِضطَرَمَت تَنقَدُّ مِنه أَضالِعُه
وَقُلتُ لِذي وُدّي أَعِنّي فَإِنَّني / أَخو ظَمَإٍ سُدَّت عَلَيهِ مَشارِعُه
أَلَم تَرَ أَظعاناً تُشَدُّ لِنِيَّةٍ / تِهامِيَّةٍ وَالقَلبُ نَجدٌ مَهايِعُه
عَشِيَّةَ لا صَبري يَثيبُ وَلا الهَوى / قَريبٌ وَلا وَجدِي تُفيقُ نَوازِعُه
سَقى اللَهُ رَيعانَ الشَبابِ وَعَهدَهُ / سِجالَ الهَنا ما لَألَأَ الفَجرَ ساطِعُه
فَما العَيشُ إِلّا ما حَباكَ بِهِ الصِبا / وَإِن خادَعَت ذا الشَيبِ مِنهُ خَوادِعُه
وَموحِشَةِ الأَرجاءِ طامِسَةِ الصُوى / تَروهُ بِها الذِئبَ الجَري رَوائِعُه
وَيَبكُمُ فيها البومُ إِلّا نَئيمَهُ / وَيَخرَسُ فيها الطَيرُ حَتّى سَواجِعُه
تَعَسَّفتُها أَفري قَراها بِجِسرَةٍ / أَمونِ السُرى وَاللَيلُ سودٌ مَدارِعُه
إِلى مَلِكٍ يُنبي تَهَلُّلُ وَجهِهِ / لِمَن أَمَّهُ أَنَّ الأَماني تُطاوِعُه
تَفَرَّعَ مِن صيدِ المُلوكِ إِذا اِنتَمى / تَطَأطَأَ إِعظاماً لَهُ مَن يُقارِعُه
سَما صُعُداً لِلمَجدِ حَتّى إِذا اِستَوى / عَلى هامِهِ أَدناهُ مِنّا تَواضُعُه
يُريكَ اِنخِداعاً إِن تَطَلَّبتَ فَضلَهُ / وَأَمّا عَنِ العَليا حَذارِ تُخادِعُه
تَبيتُ العَطايا وَالمَنايا بِكَفِّهِ / لِراجي نَداهُ أَو لِخَصمٍ يُمانِعُه
كَأَنَّ زِحامَ المُعتَفينَ بِبابِهِ / تَزاحُمُ مَن تَرمي الجِمارَ أَصابِعُه
مُنيفٌ إِذا سامى الرِجالَ تَضاءَلوا / لِاَروَعَ تَلهو بِالعُقولِ بَدائِعُه
تُرامِقُهُ الأَبصارُ صوراً خَواشِعاً / لِهَيبَتِهِ وَالأَشوَسُ الرَأسِ خاضِعُه
مَهابَةُ فَضلٍ فيهِ لا جَبَرِيَّةٌ / فَلا رافِعاً حُكماً وَذو العَرشِ واضِعُه
إِذا هَمَّ لَم تُسَدَد مَسالِكُ هَمِّهِ / عَلَيهِ وَلَم تَصعُب علَيهِ مَطالِعُه
إِمامُ الهُدى عَبدُ العَزيزِ بنُ فَيصَلٍ / أَصيلُ الحِجى مُستَحكِمُ الرَأيِ ناصِعُه
تَذودُ الدَنايا عَنهُ نَفسٌ أَبِيَّةٌ / وَعَزمٌ عَلى الخَطبِ المُلِمِّ يُشايِعُه
أَقامَ قَناةَ الدينِ بَعدَ اِعوِجاجِها / وَثَقَّفَهُ حَتّى اِستَقامَت شَرائِعُه
وَلَم يَتركِ الدُنيا ضَياعاً لِغاشِمٍ / مُخيفُ سَبيلٍ أَو عَلى الناسِ قاطِعُه
وَلكِن حَمى هذا وَذاكَ بِهِمَّةٍ / يُهَدُّ بِها مِن شامِخِ الطَودِ فارِعُه
تَلاقَت عَلَيهِ مِن نِزارٍ وَيَعرُبٍ / بَنو الحَربِ خُلجانُ النَدى وَيَنابِعُه
أَجاروا عَلى كِسرى بنِ ساسانَ راغِماً / طَريدَتَهُ إِذ غَصَّ بِالماءِ جارِعُه
وَآباؤُهُ الأَدنَونَ شادوا مِنَ الهُدى / مَعالِمَهُ لَمّا تَعَفَّت مَهابِعُه
وَعادوا وَوالَوا في الإِلهِ وَجالَدوا / عَلى ذاكَ حَتى راجَعَ الدينَ خالِعُه
هُمُ ما هُمُ لا الوِترُ يُدرَكُ مِنهُمُ / وَإِن يَطلُبوهُ باءِ بِالذُلِّ مانِعُه
إِذا ما رضوا باخَت مِنَ الحَربِ نارُها / وَإِن غَضِبوا أَلقى الوَليدَ مَراضِعُه
وَأَبناءُ شَيخِ المُسلِمينَ مُحمدٍ / لَهُم فَضلُ سَبقٍ طَبَّقَ الأُفقَ شائِعُه
هُمُ وارَزوكُم حينَ ما ثَمَّ ناصِرٌ / سِوى رَبِّكُم وَالمُرهَفِ الحَدُّ قاطِعُه
عَلى جَدَثٍ ضَمَّ الإِمامَ مُحمدّاً / سَحابٌ مِنَ الغُفرانِ ثُجٌّ هَوامِعُه
فَقَد حَقَّقَ التَوحيدَ بِالنَصِّ قائِلاً / بِما قالَهُ خَيرُ الأَنامِ وَتابِعُه
فَإِن رُمتَ أَن تَأتي الهُدى بِدَليلِهِ / فَطالِع بِعَينِ القَلبِ ما ضَمَّ جامِعُه
عَلى مَن مَضى مِنكُم وَمِنهُم تَحِيَّةٌ / يَجودُ بِها جَزلُ العَطاءِ وَواسِعُه
فَأَنتُم وَهُم مِن رَحمَةِ اللَهِ لِلوَرى / فَلا زِلتُمُ ما صاحَبَ النَسرُ واقِعُه
فَيا واحِدَ الدُنيا وَياِبنَ عَميدِها / وَمَن بَأسُهُ يُخشى وَتُرجى مَنافِعُه
لكُم في رِقابِ الناسِ عِقدُ نَصيحَةٍ / وَبَيعَةُ حَقٍّ أَحكَمَتها قَواطِعُه
فَما قَيَّدَ النُعمى سِوى الشُكرِ وَالتُقى / وَتُنجي الفَتى إِذ يَجمَعُ الخَلق جامِعُه
وَإِنَّ صَريحَ الحَزمِ وَالعَزمِ لِاِمرىءٍ / يُفَكَّرُ غِبَّ الأَمرِ كَيفَ مَواقِعُه
فَيَترُكُ أَو يَأتي مِنَ الأَمرِ بَعدَما / يُقَلِّبُ فيهِ رَأيَهُ وَيُراجِعُه
وَلا يَترُكُ الشورى وَإِن كانَ عاقِلاً / فَكَم سَهم غَربٍ أَحرَزَ الخَصلَ دافِعُه
إِلَيكَ إِمام المُسلِمينَ زَجَرتُها / لَها عَرصَةٌ مَيثُ الفَلا وَجَراشِعُه
إِذا ما شَكَت أَيناً ذَكَرتُكَ فَوقَها / فَزَفَّت زَفيفَ الرَألِ فَأَجاهُ رائِعُه
وَإِنَّ اِمرءً يُهدى المَديحَ لِغَيرِهِ / لَمُستَغبَنٌ في عَقلِهِ أَو فَضائِعُه
وَمَن يَرمِ بِالآمالِ يَوماً لِغَيرِهِ / يَكُن كَأَبي غَبشانَ إِذ فازَ بائِعُه
كَذا المَرءُ إِن لَم يَجعَل الحَزمَ قائِداً / حَصيفاً وَإِلّا اِستَعبَدَتهُ مَطامِعُه
فَنَفسَكَ لا تَطَرح بِها كُلَّ مَطرَحٍ / يُعابُ إِذا ما ذاعَ في الناسِ ذائِعُه
وَإِنَّ فَتى الفِتيانِ مَن إِن بَدَت لَهُ / مَطامِعُ سوءٍ نافَرَتها طَبائِعُه
وَإِنّي بِآمالي لَدَيكَ مُخَيِّمٌ / وَحَسبُ ثُنائي أَنَّ جودَكَ شافِعُه
وَلَم أَمتَدِح عُمري سِواكَ بِدايَةً / وَلكِنَّما خَيرٌ مِنَ الخَيرِ صانِعُه
وَصَلِّ عَلى المُختارِ رَبّي وَآلِهِ / وَأَصحابِهِ ما ناحَ في الدَوحِ ساجِعُه