القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَميل صِدقي الزَّهاوي الكل
المجموع : 17
إِلى الناس تَشكو البين فهو يروعُها
إِلى الناس تَشكو البين فهو يروعُها / وَتسكت أَحياناً فَتَشكو دموعُها
لَقَد طالَ يا لَيلى إليك نزوعي
لَقَد طالَ يا لَيلى إليك نزوعي / فأَرسلت عَن بعد إليك دموعي
ثقي بدموعي في كتابي فإنني / بِنَفسيَ قد أَودعتهنَّ ولوعي
رَسائِل مشتاق الى من أَحبَّهُ / تخبر عَن وجد به وَنزوع
لَقَد صدعتني النائبات بوقعها / وَلَم تَلتَئم للَيوم بعدُ صدوعي
وَقَد سائَني أن النوى أَخذت بنا / تشطّ وأن الشمل غير جَميع
تعشقتها سمراء يحلو حَديثها / وَما فيه من لحن لكل سَميع
رَمَتني بسهم رائش هُوَ نظرة / فأَصمت فؤادي وهو بين ضُلوعي
لَقَد هاجَت الوَرقاء شجوي بشدوها / عَلى دوحة الليمون بين فروع
إذا سجعت هبت تجيب حمائم / وَتكثر من أسجاعها لسجوع
وَلَو كانَت الوَرقاء خلواً من الهَوى / لما هتفت في اللَيل بعد هزيع
وَما للهزار اليوم في الروض ساكتاً / كأَنَّ رَبيع الشعر غير رَبيع
وَبي قد يلم الموت في أَرض غربة / هنالك في قبر يَطول هجوعي
فتفرح أَعداء وَتأسى أَحِبَّة / وَتنهَمِر اللعنات فوق دموع
وَما أَنا من أَحزانهم ذو اِستفادة / وَلا أَنا من لعناتهم بجزوع
إذا كنت بعد المَوت للحس فاقِداً / فَما ضر أَن القبر غير وَسيع
وَكَم فلّ هَذا الموت في غشيانه / جموعاً من الأقوام إِثر جموع
وَعاث بشعب مطمئن بأرضه / كَما عاث ذئب جائِعٌ بِقَطيع
علمت من الأحداث أن الهدى عمى
علمت من الأحداث أن الهدى عمى / وأن ابتسامات الزَّمان خدوعُ
ورب عيون وَهيَ دعجاء أَغمضَت / وَجيد لواه الكرب وهو تَليع
أرجي انصداع اللَّيل وَالليل أَسفعُ
أرجي انصداع اللَّيل وَالليل أَسفعُ / وأَنتَظِر الشعرى وَقَلبيَ موجعُ
فَلَمّا بدت من جانِب الشرق تلمع /
شكوت إِلى الشعرى العبور حَياتي / فَلَم تَسمَع الشعرى العبور شكاتي
شموس بأجواز الفضاء تدورُ / وأرضٌ تُجافي الشمس ثم تزورُ
وأَكوام أَحياء هناك تمور /
أَرى حَركات في الطَبيعة جمةً / فمن ذا الَّذي قد أَحدث الحَركاتِ
حياة الفَتى نور وَفي النور همَّة / لساع وَقَد تقضي عليه ملمة
وَما المَوت إلا ظلمة مدلهمة /
سينتقل الإنسان قد حانَ حينه / من النور في يوم إِلى الظلمات
سأُفلت من أَرض بها أَنا موثق / وأَحظى بصحبي في السَماء وأَلحق
فقد أَخذت نَفسي من الجسم تزهق /
هناك سماء ما تزال تجدّ لي / منىً وهنا أَرض بها نكباتي
هيَ النفس أهدتها إليَّ ذكاء / تخبرني أن السماء عزاء
وأَن عَلى الأَرض البقاء شقاء /
سماء شَقائي تحتها وَسَعادَتي / وأَرض حَياتي فوقها وَمَماتي
لمن أَنا في تاليك يا لَيل أَسمَعُ
لمن أَنا في تاليك يا لَيل أَسمَعُ / نَشيجاً له صوت يهب وَيَهجَعُ
وَقَد يَتَمادى ساعة ثم يَنتَهي / كأَنَّ الَّذي يرخيه قَلب مفجع
يصعّده من داخِل كله أَسىً / فيبسطه في الليل وَالليل يجمع
وَيَعلو إلى أَن يحسب المرء أنه / مناجٍ لأبواب السموات يقرع
إذا أَنتَ لم تأخذ بضبعيه موصلاً / إلى الملأ الأعلى فَما أَنتَ تنفع
إذا النجم هَذا لَيسَ يسمع من بكى / فقل لي لماذا فيك يا لَيل يطلع
أرى القَلب مني يَرتَضيه كأَنَّما / صديق له هَذا النَشيج المرجع
فأبكي كَما يَبكي لأنيَ مثله / كَئيبٌ لأني مثله متوجع
سأَلتك مَن هَذا الَّذي أَنا سامع / له فيك إِرناناً أَتى يتقطع
فَيا لَيل أنبئني أَتِلك حمامة / تنوح عَلى إلف نأى لَيسَ يرجع
فجاوبني أن الَّذي قد سمعته / لذو نبأ شاجٍ له القلب يهلع
وربك لم تسجع حمامة أيكة / وَلكن فتاة الحيّ أسماء تسجع
لَقَد روّعوها ثم نامَت عيونهم / وَلَيسَ سواءً نائم وَمروع
وَقَد زوجوها وَهي غير مريدة / بشيخ كَبير جاء بالمال يُطمع
وَفي الدار أزواج له غير هذه / ثلاثٌ فَوَدَّ الشيخُ لوْ هُنَّ أربع
ومن بعد أيام تزف لبيته / فتعنو لحكم الشيخ فيه وَتخضع
تضاجعه في اللَيل وهو كأَنه / أبوها فقل في أَمرها كيف تصنع
هناك ستشقى أَو تَموت كئيبة / عَلى أَن مَوت المَرء في الهمِّ أَنفع
هناك سَيَبدو اليأس وَالبؤس والأسى / لها وَتلقّاها المصائب أجمع
أللشيخ تهدى وَهيَ ترغب في فَتى / يُسمَّى نعيماً نور خديه يسطع
فَتى هُوَ يَهواها وَينزع نحوها / كَما هي تَهواه كَما هي تنزع
وَقَد أَخبروه الأمر فهو من الأسى / سَقيمٌ وَما فيه المداواة تنجع
له صرخة في اللَيل إن نام أَهله / تكاد لها صم الجبال تصدَّع
جلوها عروساً بعد سبعٍ فزمروا / وَفي مَرح الأفراح خبوا وأوضعوا
جلوها عروساً ما بها من غميزة / سوى صفرة فوق الأسيلين تلمع
وَذاكَ لحزن بات يلسع قلبها / كما أن أذناب العقارب تلسع
عيون كَما شاء المصوّر فتنة / وَجيد كَما أطرى أخو الشعر أتلع
فزفت إلى الشيخ الَّذي لشقائها / أتى طالِباً كيما بها يتمتع
فَقالَت له لا تدن يا شيخ راغباً / فأنت أبي بل أنت في السن أرفع
تصابيتَ جهلاً بعد ستين حجةً / وَتسعٍ مضتْ هَذا وَربِّك يشنع
فإن كان منك الشيب لَيسَ برادِع / لجهلك يا هَذا فإنيَ أَردع
وَلَكِنَّ ما بالشيخ من شهوة غلت / أبى أَن يعاف الشيخ ما هو مزمع
فقطب منه الوجه ينفخ غاضباً / وَمد يديه جاذِباً وَهي تدفع
يَقول لها أَسماء أَنت حَليلَتي / وَلا بد من أنَّ الحَليلة تخضع
أَحلك لي رب السَموات إنه / حَكيمٌ وإن الحق ما هو يشرع
فَلَمّا رأت أن لا مناص يصونها / من الشيخ لما أَوشك الشيخ يصرع
أحالَت عَلى كأس هناك معدة / من السم واِهتشَّت لها تتجرع
الانَ استرحنا واِستراحَت من السرى / ركابٌ لنا تحت الحمولة تظلع
الان انتهينا من مسافرة لنا / ببيداء قفر لِلَّذي جاب تفزع
الان فرغنا من نزاع دوامه / يضر بحاجات الضَعيف وَيوقع
وَخَرَّت بفعل السم فيها صَريعة / فَيا لَك من سمٍّ هنالك يصرع
وَيا لك من سم هنالك ناقع / تكاد به أَحشاؤُها تتمزع
وَألفت نعيماً وَالخَيال مصور / لَها واقفاً من حيث لا تَتَوقَّع
فمدت يداً منها إليه مشيرة / وَقالَت بصوت راجف يتقطع
أَتى وَحياض المَوت بيني وَبينه / وَجادَ بوصل منه إذ لَيسَ ينفع
نَعيمُ إلى أسماء سارعْ وَضُمَّها / فإن الرَدى يَدعو وأسماء تزمع
لَقَد جئت في وقت به الموت جاءَني / وَقَد كنت أَرجو فيه أنك أَسرَع
وَددت لَو اَنَّ الموت يبطئُ ساعةً / لعليَ من مرأى محياك أَشبع
وَلست بإنسان من الموت جازع / فإن طَريق الموت للناس مهيع
عَلى أَيّ إحسان الحَياة وبرها / أَطيب فؤاداً بالحَياة وأَطمع
كأَنَّ حَياتي حين أَبصر لونها / سراب بِبَيداءٍ بدا يتلعلع
وَلكن قبل الموت حيناً إذا أَتى / تهب عَلى الإنسان نكباء زعزع
أَما قلت خذني حيث شئت فإنني / إليك وَرَبِّي من بنانك أَطوع
حثثتُك مراتٍ عَلى أَن تفرَّ بي / وَلكن لسوء الحظ ما كنت تسمع
يَقولون إن القبر داج فناؤُهُ / يضارع لَيلاً فجره لَيسَ يطلع
أما في دجاه من كواكِب لُمَّعٍ / فإن الدجى فيه الكواكِب تلمع
غَداً يقف الأهلون حول جَنازَتي / فتصعد أَنفاس وَتنزل أَدمع
غداة غدٍ يا لهف نَفسي عَلى غدٍ / يقام على الأكتاف نعشي ويرفع
يسار به كيما يعيث به البلى / إلى حفرة كانَت أُعدَّت وَيوضَع
غداً أَنا تحت الأرض أبلى وفوقها / تَرى الناس وجه الناس منهم وَتسمع
رويدك يا حاثي عليَّ من الثَرى / فإني إلى دنياي بعد لأنزع
تمنين يا أسماء شعباً وَلعلعاً / وأين فموتي منك شعبٌ ولعلع
سَلام عَلى الدينا سَلام عَلى المنى / سلام عَلى العيش الَّذي كان يخدع
سلام عَلى الشمس الَّتي هيَ في غد / عَلى فَتيات الحيِّ دونيَ تطلع
سلام عَلى زهر الرَبيع وَحسنه / سلام عَلى روح به يتضوع
كذلك قد كانَت لدى غمرةِ الردى / تكلِّم شخص الطيف وَالشيخ يخشع
كَذلك قد كانَت تلهَّفُ وَالهَوى / عَجيب إلى أن جاءَها الموت يهرع
فَلَمّا بدا صبح وَشاعَت فجيعة / وَصاحَ بها الناعون وَالناس أَسرَعوا
أتت أمها تجثو إلى جنب رأسها / وَتلطم حر الوجه وَالوجه أَسفع
تَقول لَها وَالعَين تهمى وَقلبها / يكاد بأظفار الأسى يتقطع
أَريحانتي قَد طالَ رقدك فاِيقظي / أريحانتي من أَكثر النوم يصدع
أَريحانتي ما بال خدك ذابِلاً / وَعَهدي به بالأمس ريان ينصع
أَريحانَتي إنا قتلناك ليتَني / هلكت وَما أَبصرت غصنك يهزع
وَعض أَبوها للندامة كفه / وَما إن له هذي الندامة تنفع
به غلة يَبكي لها ملء جفنه / لعل البكا منه لما فيه ينقع
رآها عَلى وجه الفراش كأنها / عروس هوت كسلانة فَهي تهجع
وَجاؤا بأزهار الرَبيع وَنوره / يزينون نعشاً فيه أسماء تهجع
يزينون بالريحان ظاهر هودج / عليه عروس الحي أسماء ترفع
وَطافَت بذاكَ النعش من كل جانب / عيون رجال للرزية تهمع
مشى عالياً ما أوقر النعش إذ مشى / وَقَد رفعته للمقابر أذرع
يَقول نَعيم وَهوَ إذ ذاكَ قابض / مؤخرَ سامي النعش وَالنعش مسرع
لَقَد ظعن اليوم الرفاق وإننا / لنمشي عَلى الآثار منهم نشيع
نشيع ناساً راحلين هم المنى / إلى بلد فيه البلى وَنُودّع
حَبيبة قَلبي كَيفَ أدفن في الثرى / شبابك هَذا وَهو غيدان أفرع
حَبيبة قَلبي إن قَلبي يخاف أن / يعيث الثرى يوماً بمن فيه يودع
فيفسد ماءً في محياك جائلاً / وَيطفىء نوراً في جَبينك يلمع
حَبيبة قَلبي قد رحلت لغير ما / لقاء وإني عَن قَريب سأتبع
فَلَمّا أَحلوها فواروا عروسهم / بملحودة ضاقَت بمن هيَ تجمع
أكبَّ نَعيم باكياً فوق قبرها / وَقالَ فأبكَى كل من كانَ يَسمَع
وَعادوا به ذا رجفة يسندونه / بهم لَيسَ فيه للسَلامة موضع
فَعاشَ سَقيم الجسم خمسة أَشهر / وَماتَ كَذاك الحب بالناس يصنع
فواروه في قبر يجاور قبرها / عَلى ربوة إنا إِلى اللَه نَرجع
نبا الدهر بالإخوان حَتّى تمزَّعوا
نبا الدهر بالإخوان حَتّى تمزَّعوا / وَحَتّى خلت منهم ديار وأربعُ
وَنابهمُ خطبٌ فشتَّت شملَهم / وكان بهم شمل المكارم يجمع
رجال لهم أعلى من النجم همة / وأمضى من السيف الجراز وأقطع
لقد ربطتهم بالوفاء مودة / حبائلها للموت لا تتقطع
أحن إلى عهد اللوى وَهو منقَضٍ / وأَبكي لنأي الدار وَالدار بلقع
وَيممت دار الملك أَحسب أَنَّني / إذا كنت فيها نازِلاً أتمتع
وأني إذا ما قلت قولاً يفيد في / مصالحها ألفيت من هو يسمع
وَلَم أَدرِ أني راحل لمحلة / بها الفضل مجذوم الذراعين أقطع
إلى منزل فيه العَزيز محقَّرٍ / إلى بلد فيه النَجيب مضيَّع
وَلم يتقدم فيه إلا من اِرتَدى / رداءً به أَهل الشنار تلفعوا
هنالك ناسٌ خالفوا سننَ الهُدى / فمُدَّت لهم في البغي بوعٌ وأَذرع
أتوا بشناعات فعيبوا فَحاولوا / عدولاً فَجاؤا بِالَّذي هو أَشنع
تَباهوا بما حازوه من رتبٍ سموا / بها ووساماتٍ عَلى الصدر تلمع
إذا لَم يَكن صنع الفَتى زينة له / فَلَيسَ يحلّيه الوسام المرصَّع
وَلا الرتبُ المعطاةُ ترفع شأنه / إذا لَم يكن في فعله ما يرفِّع
وَلَمّا رأَيت الغدر في القوم شيمة / وأن مجال الظلم فيهم موسع
وأن الكَلام الحق ينبذ جانباً / وأن أَراجيف الوشاية تُسمع
خشيت عَلى نَفسي فأزمعت رجعة / إلى بلدي من قبل أني أصرع
وَهَل راحة في بلدة نصف أَهلها / عَلى نصفه الثاني عيون تطلَّع
وَلكنني لما تهيَّأتُ صدَّني / عَن السير بوليسٌ وَرائيَ يهرع
فَقلت له ماذا تريد من امرئٍ / يعود لأرض جاء منها وَيرجع
بأي كتاب أَم بأية حجة / أُصَدُّ مهاناً عَن طريقي وأُمنع
فَما نبسوا لي بالجَواب وإنما / أَعدوا جواسيساً لخطويَ تتبع
فعقبني في كل يوم وَليلة / إلى الحول من تلك الجواسيس أربع
تراقب أفعالي وكل عشية / إلى يلدزٍ عني التَقارير تُرفع
هممنا بصدع البَغي حرباً لأهله / وَما إن درينا أننا نتصدع
وَلست بناس نكبةً نزلت بنا / عَلى حين ما كنا لها نتوقع
فَقَد قلعتنا رفقة من بيوتنا / كَما تقلع الأشجار نكباءُ زعزع
وَساروا بنا للسجن راجين أننا / نذل لحكم الغادرين وَنخضع
وَما علموا أنا أناس نمتهمُ / إلى العز أنسابٌ لهم لا تُضيَّع
وأنّا إذا ما نابنا الخطب لم نكن / نضيق به صدرا وَلَم نك نجزع
وأنّا من الأحرار مهما تألبت / علينا عوادي الدهر لا نتضعضع
وأنّا إذا شئنا خضوعاً لسيد / فَلَيسَ إِلى شيءٍ سوى الحق نخضع
وأنا بنو قوم كرام أعزة / لهم من معاليهم رواق مرفَّع
إن اشتد أمر فادح بسموا له / كذاك النجوم الزهر في الليل تلمع
أودعهم وَالقَلب ممتلئٌ لهم / حناناً وَجفن العين بالدمع مترع
يشيعهم قَلبي يسير وَراءهم / وَقَلبهم يمشي وَرائي يشيع
هنالك أنفاس تصاعد نارها / يقابلها من أعين الصحب أدمع
يحيط بنا من كل صوب وَجانب / فريق من البوليس يسعى ويسرع
نُبَعَّد منفيين كلّاً لبلدة / وَما ذنبنا إلا نصائح تنفع
شتاءٌ وَريحٌ في دجى اللَيل زعزعُ
شتاءٌ وَريحٌ في دجى اللَيل زعزعُ / يَكاد بها سقفُ المنازل يقلعُ
وَرعدٌ يصمُّ الأذْنَ صوتُ دويِّهِ / وَبرقُ سحابٍ بالتتابعِ يلمع
لَقَد حاربت بعض الطَبيعة بعضها / فَذال بها الأدنى وَصال المرفع
سماءٌ بداجي اللَيل قد ثار غيظُها / وأرضٌ بما فيها تئنُّ وَتجزع
لَقَد سمعت في ليلة مثل هذه / إلى الباب سُعدى أنه كان يقرع
فَقالَت وَمنها الخوف بادٍ لزوجها / نَديمُ وُقِيتَ الحادثاتِ أتسمع
فَقامَ وَسُعدى خلفه تسرعُ الخطى / إلى الباب يَسعى في الظلام وَيهرع
وَساءل من هَذا الَّذي جاءَ طارِقاً / بحالك ليلٍ كل ما فيه مفزع
أجيب أَن افتح يا نَديمُ فإننا / بأمر من الوالي أتيناك نسرع
وَسر معنا واحضر إليه معجّلاً / خطاك فَما في الوقت فضل يضيع
فَقالَ عَسى أن تمهلونيَ لَيلَتي / إلى صبحها فالليل داج مروع
فَقالوا له لا ريث في الأمر وَالَّذي / تعذرت يا هَذا به لَيسَ ينفع
فَقالَ لسعدى إنني بعد ساعة / إِلَيك فَلا تَخشي عليّ سأَرجع
وَسار عَلى ومض من البرق لامع / يصاحبهم وَالقَلب بالهم موجع
وَفكر طول الدرب في السبب الَّذي / دعاه إِلى الوالي وَلا شيء يقنع
تَرى هَل شَكاني من شرير أَو اِفتَرى / عدوٌّ بضري فارحٌ متمتع
عَلى كل حال فانتزاعي بليلة / تهول كهذي غير ما أتوقع
وأُدخِلَ في دار بها شُرَطٌ لها / رَئيسٌ علي كرسيِّه متربع
فباغته ذاكَ الرَئيس بقوله / لأَنْتَ إِلى فزّان تُنفى وَتُدفع
جزاءَ كلامٍ في الحكومة طاعنٍ / تَفوهُ به بين الأنامِ فيسمع
فجاوبه وَالقَلب للخوف واجفٌ / وَقالَ بصوتٍ راجفٍ يتقطّع
وَربِّك ما هَذا صحيحاً وإنه / لممّا اِفتَراه المرجفون وأبدعوا
وَلَو شئتَ أحضرت الشهود فربما / إذا أبصروا ما بي من الضر أَقلَعوا
ترفق فإني ذو عيال إذا خلا / مَكانيَ ماتوا في المَجاعَة أجمع
فَلي في مقر الدار زوج وأمها / وَطفل صَغير لَم يزل بعد يرضع
ترى أنني يا سيدي لست جازعاً / لِنَفسي وَلا للنفس تاللَه أضرع
فَقالَ له لا تكثرن فإنما / إرادة مَولانا بنفيك تقطع
فَأُركِبَ بعد السجن في الصبح بغلةً / تُساقُ حثيثاً وَهْوَ يَبكي وَيجزع
مَضت ساعةٌ من بعد أخرى مخوفةٌ / وَلكن نديمٌ لَيسَ لِلدار يرجع
فَزادَ الَّذي في قلب سُعدى من الأسى / عَلَيه وأمسى فكرها يتوزع
تَقول بإشفاق وَفي كل ساعة / إلى الباب من شباكها تتطلع
تأَخر يا أُماه بعد ذهابه / نديمٌ وإن الصبح قد كادَ يطلع
وَما طلب الوالي نَديماً وَما له / لعمرك في شأن الحكومة أُصبُع
وإن الَّذي ما زالَ في الكسب شغله / فَلَيسَ لأبواب السياسة يقرع
أَخاف عليه غدر أَعدائه به / ولست بما تسلين يا أم أقنع
وإن فؤادي أوه يا أم فاِعلمي / يكاد عليه بالأسى يتصدع
فَما ذاقَ طعم النوم للصبح عينها / ومن كانَ ينأى إلفه كيف يهجع
فَلما أَضاء الصبح جاء مخبراً / صديق من الجيران وَالعين تدمع
فأخبر سعدى أن قد استيق زوجها / لفزّان منفياً فَما فيه مطمع
فَصاحَت لِنَفسي الويل مِمّا أَصابَني / لَقَد كانَ واحرّاه ما كنت أَفزع
نأوا بنديمي البر عني فلَيتَني / فداء له مِمّا أصابوا وأَوقعوا
فَفي كل عضو لي أَذىً لفراقه / كأن عَلى جِسمي أراقم تلسع
وَلي بين أَحناء الضلوع لفقده / فؤاد بفورات الهموم مروَّع
تضم بتحنانٍ إلى الصدر طفلها / وَتَبكي كَما يَبكي الحزين المفجَّع
وَتسجع من حزن على فقد إلفها / نديمٍ كَما أنَّ الحَمامة تسجع
تصيح وَتدعو يا نديمُ وَقلبُها / يكاد لآلامٍ به يتقطع
أرى كل فتق سوف يرقع وَهيُهُ / وَلَيسَ عَلى الأيام وهيُكَ يرقع
فقدنا بك الأفراحَ وَالجاهَ وَالغنى / جَميعاً فأنف العيش بعدك أَجدع
قد استَسهَلوا نَفي امرئٍ وليسألوا / فؤادي عَن الهم الَّذي أَتجرَّع
فمن ذا وقد أَقصوك عنّا يعولنا / ومن ذا به عنا الطوارئ ندفع
لَقَد كنتَ لي زوجاً وخلاً محامياً / يرد صروف الدهر عني وَيُمنع
سألزم بيتي غير بارزة إلى / فضاءٍ فَلي في الدار مبكىً وَمجزع
تصاحبني في الدار أمي فإن أَبَت / يصاحبني فيها الأنين المرجع
عَلى أنَّني أَهوى الفضاء فإنه / إِذا ضاقَ صَدري بالهموم موسِّع
وأهوى كذاك الشمس فيه لأنها / عليك إذا ما جئت فزانَ تطلع
اذا هَبَّ أرواح النَسيم فإن لي / فؤاداً إلى مرآك يَصبو وَينزع
وَما سكني في الدار بعدك إنها / بِعَيني إذا لم تسكن الدار بلقع
وَلَو كنتُ آهٍ حاضِراً عند سيره / لكنت له بالدمع مني أشيِّع
يعز علينا أَن يَسير لغربة / نَديمٌ وَلا نَمشي إليه نودع
وَهَل نافعي تشييعه في رحيله / إذا كنت فيما بعد ذلك أرجع
وَلكنني أقتص آثار خطوه / وأَمشي وَراء الظاعنين وأتبع
أضم إلى صدري صَغيريَ واجِداً / وأسعى إلى فزان ركضاً وأهرع
نَعيش جميعاً فيه طول حَياتنا / وإن نابنا فقر هنالك مدقع
وَبَعدَ قَليل مرَّ من نفي زوجها / ألمت بها حمَّى تهد وَتصرع
فجنت بها واختل منها شعورها / زماناً إلى ان جاءَها الموت يسرع
وَغى نشبت تلو الحَمامة واِنتهَت
وَغى نشبت تلو الحَمامة واِنتهَت / بهلكة شبان كرام المضاجعِ
تهول بدباباتها فوق برها / وَترهب في دأمائها بالدوارع
وَتقذف طياراتها نار غيظها / فتفتك بالأجناد أَو بالطَلائع
فَما ناظر إلا بَريق صواعق / وَلا سامع إلا هَزيم مدافع
تملكها جيش يؤلف وحدة / عَلى ما لَهُ من كثرة في المَنازِع
بأيدٍ لآذان العتو صوالمٍ / وأخرى لآناف الغرور جوادع
لَقَد طابَ لبنان وَطابَ هواؤه
لَقَد طابَ لبنان وَطابَ هواؤه / وَطاب به أهل وَطابَ ربوعُ
إذا كان في بَيروت صيف هجيره / يعاف فإن الفصل فيه رَبيع
عيون وجنات قد التف دوحها / وَعانق منهن الفروع فروع
وَطير عَلى الأغصان تَشدو بلحنها / وَزهر عَلى حسن الرواء يضوع
وَتحسب أَن النرجس الغض أَعين / من الطل في أَجفانهن دموع
كأَنَّ نسيم الصبح إذ هبَّ وامق / له بأفانين الأراك ولوع
وبين غَدير الماء وَالروض هضبة / يلاحظ منها الأفق وَهوَ وَسيع
وَفي الجانب الغَربي من سرواتها / أَشم يكل الطرف منه رَفيع
وَفيه غياض إن ولجت بها وَلَم / يدلك دارٍ بالطَريق تضيع
وَللناس في لبنان عزم وَفِطنة / وَمشيٌ لإدراك الرقيِّ سَريع
بنوا لِلمَعالي كل صرح ممرد / وإن بناء المقدمين منيع
وَكَم في قرى لبنان من فتية زهوا / وَمن فَتَيات حسنهن بَديع
يسرن زرافات إلى مسرح الهَوى / كَما سارَ للمَرعى الخَصيب قَطيع
وَيَرمين بالألحاظ من يبتدرنه / وإن الَّذي يَرمينه لصريع
لَقَد صدحت تَشكو بليل حمامةٌ / عَلى فنن من ذي الأراك سجوع
تَنوح عَلى إلف تَرامَت به النَوى / وَفي القَلب من ذاك النواح صدوع
تَنوح عَلى ما ضيعت من سعادة / وَقَد مرَّ من ليل الشَقاء هَزيع
فَقلت لها كفي حمامة واهدئي / وإن كانَ أَدنى ما عراك يَروع
دعَتنيَ من لبنان لُبنى لخفرها / وإني للبنى ما حييت مطيع
فقلت لها لبيك لبيك إنَّني / لأمر له تدعينني لسميع
وَلكن دون الخفر لَو أَستَطيعه / جموعاً ومن خلف الجموع جموع
لَئِن أَخذت شمس السَعادة تَختَفي / فَللشمس من بعد الغروب طلوع
وَللأرض من بعد الخَراب عمارة / وَللراحلين المبعدين رجوع
ذكرت زَماناً فيه لبنان جنة / وَشمل بَني لبنان فيه جَميع
لَقَد مَرَّ من لَيلي الطَويل هَزيعُ
لَقَد مَرَّ من لَيلي الطَويل هَزيعُ / وَطَرفي بأعجاز النجوم وَلوعُ
سأَحبس مني الطرف في أخرياتها / لأعلم هَل للآفلات طلوع
شَجاني فأبكاني بشاطيء دجلةٍ / حمام عَلى غصن الأراك سجوع
سمعت من ابن الطير إذ ظَلَّ ساجعاً / أَغاريد تَخفى مرة وَتشيع
يردد فوقَ الغصن في اللَيل سجعه / فيملأ جوف اللَيل وَهوَ وَسيع
فَيا شاعِر الأطيار زدني ترنماً / فإني لما أَنشدتنيه سَميع
جزعت لعبد اللَه إذ ماتَ إنني / عَلى كل ذي فضل يَموت جزوع
فَتى مثلما تَرجوه أما لسانُهُ / فرطبٌ وأما كفه فَرَبيع
قَضى فبكته عند ذاكَ بناته / وأَكثر دمع الباكيات نجيع
وأبَّنه أَبناؤُهُ فوق قبره / وأَكثرُ تأبين البَنين دموع
أَلَيسَ الرضى بالجهل أكبر حطة
أَلَيسَ الرضى بالجهل أكبر حطة / أَلَيسَ ذِراع العلم أقدر رافعِ
يَقول لسان الدهر يا قوم إنكم / هجعتم وإن الشر لَيسَ بهاجِع
نُريد جَميعاً أن تصحّ عقولنا / وَنكرع في سمٍّ من الجهل ناقع
خذ العلم إن العلم مال لمعدم / وَريٌّ لعطشان وقوت لجائع
إذا همَّ قوم أن يَنالوا سعادة / فإن اِقتناء العلم كل الذَرائع
فَلا شعب إلا وهوَ بالعلم وحده / سَعيد وإلا كانَ جم الفَجائع
إذا شاع فيه العلم فالعَيش نافع / وإن لم يشع فالعَيش لَيسَ بِنافع
أَرى العلم مجفوّاً أَراه مبعداً / أَراه طَريداً وَهُوَ جم المنافع
توقف عنه الشعب يطلب دافِعاً / وإن اِحتياج الشعب أكبر دافع
أَلَسنا بَني قوم سموا بِعلومهم / فَفازوا بصيت في البَسيطة ذائع
أَلَسنا بَني قوم بنوا بفتوحهم / صروح فخار في أجل المواقع
أَلَيسَ دِماء الشعب من دم يعرب / أبيهم فَما للشعب غير مشايع
وَماذا جَرى حتى تَباين قصدنا / وَحَتى اِختلفنا هَكَذا في الطَبائع
وَقفت عَلى المستنصرية باكياً / عَلى العلم أسقى ربعه بمدامعي
بكيت مَغانيه فَما نفع البكا / وَلا باخ منه الحزن بين أضالعي
أَمرت عيوني أن تصون دموعها / ولكن عيوني هذه لم تطاوع
ألا لَيت شعري هَل أَرى العلم بازِغاً / كَما كانَ في أيام تلك المطالع
وَهَل ليل هَذا الانحطاط بذاهب / وَهَل يوم ذياك الرقيِّ براجع
نعم لنهوض الناهضين موانعٌ / أَلَيسَ من الحزم اِقتحام الموانع
فَيا للقلوب الخادِرات من الضنى / وَيا للعيون المغمضات الهواجع
رجال يُقاسون الجمود ونسوة / يرين بأبصار الشقاء الخواشع
أَلا أَيها الشعب الكسول المضيعُ
أَلا أَيها الشعب الكسول المضيعُ /
تيقظ إلى كم أَنت في الجهل تهجع /
وغير من العادات ما ليس ينفع /
فما القبح في خلق امرئٍ مثل حسنه /
ولا سيئات الناس كالحسنات /
تقدم وسارع فالَّذي يتأخرُ /
يُلاقي هواناً موته منه أَيسر /
لقد أبطأ الشعب الَّذي يتعثر /
وأسرع أَقوامٌ وأَبطأ غيرهم /
وإبطأؤهم من كثرة العثرات /
تظنيت أن الشعب شعب موفق /
ولكن ظني بات لا يتحقق /
ولا خير في شعب من السيف يفرق /
وما خلت أن الشعب يغضي على القذى /
وأن أباة القوم غير أباة /
قَضى اللَه أَن تَشقى بلاد بربها
قَضى اللَه أَن تَشقى بلاد بربها / فيكرم ذو نقص وينكى سميذعُ
قضى أَن يعيش الحر فيها مهدداً / مهاناً وهل مِمّا قضى اللَه مفزع
بلاد بها قد ضاع من كان فاضلاً / وَللملك من أَهل الفضيلة أَضيع
إلى أي وقتٍ نعبد الظلم خشية / فنسجد للقوم البغاة ونركع
حملنا الأذى حتى حنى من ظهورنا / وَلَم يَبقَ في قوس التحمل منزع
تيقظت الأقوام من غفلة لها / ونحن بحال لم نزل فيه نهجع
كَم اِرتَفَعَت من أمة بعد أُمة / بتعميمها للعلم والعلم يرفع
ولكننا من دون كل جماعة / من الناس كالأَنعام في الجهل نرتع
رعى اللَه شعباً أَهملته رعاتُه / وملكاً كبيراً ركنه متزعزع
تقطع منه كل يوم مدينة / وَما الكف إلا أصبع ثم أصبع
وَللموت خير من حياة مهانة / يَرى الحر وجه السوء فيها ويسمع
يهددني بالموت قوم وإنه / لدون الَّذي من عسفهم أَتَجرَّع
أَلَستم إذا متنا تموتون مثلنا / إذن قَد تَساوى آمنٌ ومروع
على أَن موت المرء وهو منعم / أَشد عليه منه وهو مفجع
قَد اِختَلَفوا ما بينهم في المنافعِ
قَد اِختَلَفوا ما بينهم في المنافعِ / كَما اِختَلَفوا في لونهم وَالطبائعِ
وَفي الناس مخدوع لآخر خادعِ /
وَرب جهول لام غير مليم / وَذم من الأخلاق غير ذميم
وَنازع من قد كان غير منازع /
وَصاحب سوء قلبه مضمر غلّا / أضرّ بمن قد كانَ ينفعه قبلا
وَقاطع من قد كانَ غير مقاطع /
وَمجتمع فيه السباب عتابُ / وإن عتاب الجاهلين سبابُ
فَما أَنا إن أبعدت عنه بجازع /
أرى الخزي كل الخزي في بلد الجهل / وأسمع سباً ليس يسمعه مثلي
أَأُغمض عيني أَم أسد مسامعي /
سأرحَل عن بغداد بعد قَليل / وإن عز في وهني عليَّ رحيلي
سأَرحل عنها مبعداً غير راجع /
عسى أن تضيء الشمس بعد دلوكها / وأن تطمئن النفس بعد شكوكها
كَما يطمئن البحر بعد الزوابع /
إليك إِلَهي في بكاءٍ أجيده
إليك إِلَهي في بكاءٍ أجيده / قصيداً إِذا ما نابَني الخطب أَضرعُ
إليك بداجي الليل في البحر إن طغى / إليك إذا ما ريع قلبيَ أَفزع
عبدتك ما أدري ولا أَحد درى / أَسرُّك أَم صدر الطَبيعة أَوسع
قرأت اسمك المحمود في الليل والضحى / إذ الشمس تستَخفي إذ الشمس تطلع
فأَيقنت أن الكون باللَه قائم / وآمنت أَنَّ اللَه للكون مبدع
وأنك معنى والخَليقة لفظه / وأنك حسن والطَبيعة برقع
أَيذكرك الإنسان في العسر جائعاً / وَيَنساك عند اليسر إذ هو يشبع
تعاليت أنت اللَه مقتدراً فما / يضرك نسيان ولا الذكر ينفع
إليك إلهي في بكاء أجيده
إليك إلهي في بكاء أجيده / قصيداً إذا ما نابني الخطب أضرع
إليك بداجي الليل في البحر إن طغى / إليك إذا ما ريع قلبي أفزع
عبدتك ما أدرى ولا أحد درى / أسرك أم صدر الطبيعة أوسع
قرأت اسمك المحمود في الليل والضحى / إذ الشمس تستخفي إذ الشمس تطلع
فحققت أن الكون باللَه قائم / وأيقنت أن اللَه للكون مبدع
وأنك معنى والخليقة لفظه / وأنك حسن والطبيعة برقع
أيذكرك الإنسان في العسر جائعاً / وينساك عند اليسر إذ هو يشبع
تعاليت أنت اللَه مقتدراً فما / يضرك نسيان ولا الذكر ينفع
وقلت لفخري حين جئنا لبابه
وقلت لفخري حين جئنا لبابه / نبلِّغه أشجاننا ونودّعُ
لقد رَبطت منا القلوب بحبكم / حبائلُ حتى الموت لا تتقطع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025