المجموع : 5
وَلَم تدر يَوم البَين أَنّي وَأَنّها
وَلَم تدر يَوم البَين أَنّي وَأَنّها / أَشَدّ اِكتِئاباً بِالفراقِ وَأَوجَع
جَرَت عَبرَةٌ مِنها وَأذريتُ عَبرَة / وَحالَت جُفون بَينَ ذلِك تَدمَع
وَرُمنا وَداعاً فَاِستَمَرّت بِنا نَوىً / قَذوفٌ وَبعض النَأي لِلشَّمل أَجمَع
فَإِن تَشبَعي مِنّا وَتَروي ضَلالَةً
فَإِن تَشبَعي مِنّا وَتَروي ضَلالَةً / فَإِنّا وَرَبِّ البَيت أَروى وَأَشبَع
وَإِن تجدي ما خلف ظَهركِ واسِعا / فَما قِبَلي من جانِب الأَرضِ أَوسَع
أَبا جَعفَر هَلّا اِصطَنَعتَ مَوَدّتي
أَبا جَعفَر هَلّا اِصطَنَعتَ مَوَدّتي / وَكُنتَ مُصيبا فيَّ أَجراً وَمَصنَعا
فَكَم صاحِب قَد جَلَّ عَن قدر صاحِب / فَمَدَّ لَهُ الأَسبابَ فَاِرتَفَعا مَعا
مَلامَكِ عَنّي جَلّ خَطبٌ فَأَوجَعا
مَلامَكِ عَنّي جَلّ خَطبٌ فَأَوجَعا / ذَريني وَما بي قَبل أَن يَتَصَدّعا
أَلَم تَعلَمي أَنَّ المَلومَ معذَّب / وَأَن أَخي لاقى الحِمامَ فَوَدّعا
وَأَعدَدتُه لِلنَّائِباتِ ذَخيرَة / فَأَضحى أَجَلَّ النَّائِباتِ وَأَفظَعا
وَدافَعتُ عَنهُ المَوتَ بِالمالِ جاهِداً / فَأَوردته مِنهُ عَلى الرُّغمِ مَشرَعا
أَبا جَعفَر إِن كانَ قَدّمك الرَّدى / أَمامي وَعاداكَ الحِمامُ فَأَسرَعا
وَخَلَّيتَني لِلنَّائِباتِ دَريئَةً / أَظَلُّ بِها في كُل يَوم مرَوَّعا
فَعَينِيَ ما تَنفَكُّ عَبرَى سَخينَةً / عَلَيك وَرُكني خاضِعا مُتضعضِعا
وَبعدك لا آسى عَلى فَقدِ هالِكٍ / مَضيتَ فَهَوّنتَ المَصائِب أَجمَعا
سَأَحمِي الكَرى عَيني وَأَفتَرِش الثَّرى / حَياتِيَ إِذ صارَ الثَّرى لَكَ مَضجَعا
وَقيتُك ما أَخشاه جُهدي وَلَم أُطِق / لِرَدِّ قَضاء اللَّهِ إِذ حَلَّ مَدفَعا
فَلَو أَنَّني خُيّرتُ لَم يَعدُني الرَّدى / وَكُنت المُعَزّى عَن أَخيك المُفَجَّعا
وَإِنّي لأَستَحيي المَعاشِرَ أَن أُرى / خِلافك حَيّاً بِالبَقاءِ مُمَتَّعا
وَما مَرَّ يَوم في البَلاءِ كَيَومه / أَمرَّ وَأَنأى عن عَزاءٍ وَأَشنَعا
وَبَينَ ضُلوعي غُصّة مُستَكِنّة / مُجاوِرَة قَلبا بذكرك مُوجَعا
وَهَوَّنَ وَجدي فيكَ أَنّ أَمامَنا / سِوى دارنا داراً سَتَجمَعُنا مَعا
وَنُبّئتُ لَيلى أَرسلَت بِشَفاعَة
وَنُبّئتُ لَيلى أَرسلَت بِشَفاعَة / إِلَيّ فَهلّا نَفسُ لَيلى شَفيعُها
أَأَكرَمُ من لَيلى عَلَيَّ فَتَبتَغي / بِه الجاهَ أَم كُنتُ اِمرأً لا أُطيعُها