القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : السّيد حَيْدَر الحِلّي الكل
المجموع : 4
عهدتُ بذاتِ البانِ فالجزع أربُعا
عهدتُ بذاتِ البانِ فالجزع أربُعا / كساهنَّ وشيُ الروضِ بُرداً مولّعا
وجاد عليها كلُّ محتفل الحيا / فأبقى عميمَ النبتِ فيها وودَّعا
تعاقب ربعيًّا عليها وصائفاً / فكان مصيفاً للخليط ومربعا
إذا انحلَّ في حافاته خيطُ برقه / تناثرَ دُرّ القطر من حيث جُمّعا
إذا ما النسيم الغضُّ حيَّا عِراصَها / نشقتُ عبيراً عطَّر الجوَّ أجمعا
وما هي في غضّ النسيم تضوَّعت / ولكن بريَّاها النسيمُ تضوَّعا
برغمي ربوعُ الحيِّ أصبحنَ بلقعاً / عشيَّةَ زالَ الحيّ عنها وأزمعا
وقفتُ بها مستسقياً فسقيتها / إلى أن شربتُ الماءَ فيهن أدمعا
رعيتُ بها ريحانةَ اللهو غضَّة / أروح وأغدو بالدُّمى البيضِ مُولعا
وفيها صحبتُ الدهرَ والعيش ناعمٌ / ليالي فيها شمل أُنسي تجمَّعا
كأَنَّ الدجى ملك من الزنج لابسٌ / من الأُفق تاجاً بالكوكبِ رُصّعا
من الزهرةِ الغرَّاء قد بات يجتلي / عروساً جلاها الحسن أن تتبرقعا
أجل لم يكن في ساحةِ الأرضِ فاعلمن
أجل لم يكن في ساحةِ الأرضِ فاعلمن / لسارٍ حمًى إلاَّ بيتينِ في الزمن
ببيتٍ بناهُ اللهُ أَمناً مِن المِحن / وبيتٍ على ظهرِ الفلاةِ بناهُ مَن
له همَّةٌ مِن ساحةِ الكونِ أوسَعُ /
أَلا ربَّ قفرٍ قد قطعنا فضاءهُ / بيومٍ وصَلنا في الصباحِ مساءهُ
ولمَّا علينا الليلُ مدَّ رِداءهُ / نزلنا به والغيثُ يُسكِبُ ماءهُ
كأَن قطرهُ من سيبِ كفَّيه يهمَعُ /
كأَنَّ النُعامى حين وافت بقطرِه / لنا حَملت من خُلقِه طيب نَشرِه
فما قطرُه إلاَّ تتابعَ وفره / وما برقُه إلاَّ تبسّم ثغرِه
لوفَّادِه من جانبِ الكرخِ يلمعُ /
فبُورِكَ بيتاً فيهِ كانَ احتجابُنا / عن السوءِ مذ أمسى إليه انقلابُنا
به أَمِنت حصبَ الرياحِ رِكابُنا / ومنه وقتنا إن تُبلَّ ثيابُنا
مقاصرُ من شأوِ الكواكب أرفعُ /
مقاصرُ بتنا مِن حماها بجُنَّةٍ / وقينا الأذى من حفظِها بمجَنَّةٍ
غدت مجمعَ السارينَ إنسٍ وجنّةٍ / ولم يُر في الدنيا مقاصرُ جنّةٍ
لشملِ بني الدنيا سواهنَّ تجمَعُ /
فوحشتُنا زالت بأنسِ رحابها / عشيَّةً بتنا في نعيمِ جنابها
إلى أن نَسينا السيرَ تحتَ قُبابها / كأنَّا حلولٌ في منازلنا بها
ولم تتضمنَّا مهامِهُ بلقعُ /
بنا أدلجت تطوي المهامهَ عيسُنا / إلى أن بأيدي السيرِ دارت كؤوسنا
فمالت نشاوَى نحوَهنَّ رؤوسنا / وبتنا بها حتَّى تمنَّت نفوسنا
نُقيمُ بها ما دامتِ الشمسُ تطلَعُ /
ومُذ كانَ فيها بالسرورِ مبيتُنا / بحيثُ ثمارُ البشرِ وأُنس قُوتُنا
رأينا الهنا في ظلِّها لا يفوتنا / وعنها وإن عزَّت علينا بيوتُنا
وددنا إلى أكنافِها ليسَ نرجِعُ /
فلا عجبٌ إن تغدُ صُبحاً وعُتمةً / بها الوفدُ من كلِّ الجهاتِ مُلمّةً
وتُمسي لهم بالخوفِ أمناً وعِصمةً / ففيها أَبو المهديِّ أسبغَ نعمةً
على الناسِ فيها طُوِّقَ الناسُ أجمعُ /
أعزُّ الورى أضحى لديها أذلّها / وأفضلُهم ما زالَ يَشكرُ فَضلَها
وكيفَ يُباري العالَمون أقلَّها / وأغناهُمُ قد كانَ مفتقراً لها
كمن مسَّه فقرٌ مِن الدهرِ مُدقِعُ /
بها عمَّ أهل الأرضِ دانٍ وشاسِعا / وفيها لكلِّ الخيرِ أصبحَ جامعا
وليسَ لهذي وحدَها كانَ صانِعا / لهُ اللهُ كم أسدى سواها صنايعا
بأمثالها سمعُ الورى ليسَ يُقرَعُ /
فللخلقِ أبوابُ السماحةِ فُتِّحت / بها وسيولُ الأرضِ منها تبطَّحت
ومنها أزاهيرُ الرياضِ تَفتَّحت / وقد عَجزت عنها الملوكُ فأصبحت
لعزَّته بين الخلائقِ تخضَعُ /
لقد غمرَ الدنيا معاً بسخائِه / فكانت لِساناً ناطقاً بثنائِه
وأدَّبَ صَرفَ الدهرِ بعد اعتدائِه / فلا برِحت في الكونِ شمسُ عَلائِه
بأُفقِ سَماءِ المجدِ تَسطَعُ /
ألفتُ قراع الخطب مذ أنا يافعُ
ألفتُ قراع الخطب مذ أنا يافعُ / فكيف تروع اليوم قلبي الروائعُ
لقد عركت منِّي الليالي ابن حرَّةٍ / على العرك منه لا تلينُ الأخادعُ
وسيَّان عندي سلمُ دهري وحربُه / وما هو مُعطٍ لي وما هو مانعُ
لعمري ليصنع أيما شاء إنَّه / حقيرٌ بعيني كل ما هو صانعُ
سأنشد لا عجزاً ولكن تحمساً / ليَ الله أيّ الحادثات أصانع
وأيّ الأعادي أتَّقي وهمُ الحصى / عديداً وكلٌّ مجهرٌ ومصانع
فحيث طرحتُ اللحظ أبصرت منهمُ / أخا حنقٍ شخصي لأحشاه صادع
إذا ما رآني ازوررَّ عنيَ طرفهُ / كأنِّيَ رمحٌ بين جنبيه شارع
وإنِّي ولا فجرٌ كفاني تغرُّدي / تحاشدهم أنَّى حوتنا المجامع
أريهم بأنِّي عن دهاهم مغفلٌ / وعندي لهم خبٌّ من العزم رادع
كذئب الفضا تلقاه رخواً إذا مشى / ويشتدُّ إن واثبتَه وهو قاطع
ينامُ بإحدى مقلتيه ويتَّقي / بأخرى الأعادي فهو يقظان هاجع
درى لا درى دهرٌ ذممنا طباعَه
درى لا درى دهرٌ ذممنا طباعَه / لأيِّ حمًى يا راعه اللهُ راعَه
وأيّ عليٍّ ساقَ للنزع نفسَه / لقد كابدت نفسُ المعاني نزاعه
وأُدرجت التقوى بأثناء بردِه / وأزمعَ خيرُ الأرض عنها زماعه
مضت ليلةُ الاثنين عنه بواحدٍ / له في النهى مرأًى يفوق سماعه
تفرق شملُ الصبر ساعة بينه / وأقبلَ شملُ الهمِّ يبدي اجتماعه
طوى يومهُ بشرَ الزمان بهاءه / بشاشته إبهاجه والتماعه
وغادره ما عاشَ ينشرُ رزءه / جديداً فيبكي ثكله وانتجاعه
أصاح بماذا يملك الجلدُ جفنه / على الدمع أو ينهي الحليمُ التياعه
ويطرد في أيِّ الرقى ماردَ الجوى / ويحوي لديغ الهمِّ فيها شجاعه
وكيف وأنِّي والتماسَك والذي / به يشتكي كلٌّ أجدّ وداعه
سل الحلة الفيحاء عن عقد نحرها / أتعلم منها الدهرُ أين أضاعه
نعم سامه فابتاعه الموتُ بالجوى / ويا ربحها لو تستطيعُ ارتجاعه
مغمّضه مهلاً أتحفظ للتقى / بكفّيك جفناً ما أعفَّ ارتفاعه
وغاسله رفقاً فمن جسد العُلى / تقلبُ جسماً ما أشقَّ انتزاعه
ورادعَه طيباً ألست بناشقٍ / على جسمه طيبَ التقى ورداعه
وحامله في النعشِ دونك فاحتمل / به النسكَ إنَّ النسكَ كانَ متاعه
ومضجعَه في لحده أضجع التقى / به فهو يهوى مع أخيه اضطجاعه
وباكيَه لا تبكي بالدمع وحده / بلى بدم الأحشاء مدّ اندفاعه
وراثيَه إنَّ الكلام لضائقٌ / بعظم الجوى بل لا يضيق استماعه
نعم إن غدت منه خلاءً فهذه / بقيته في المجدِ تعلو يفاعه
بهمَّته تسمو إلى شرف العُلى / وتبسط في كسب المعالي ذراعه
مضى وهو البدرُ المنيرُ وأنجموا / بأبراجه شهباً كساها شعاعه
أطايبُ قد حلُّوا من العزِّ ربعه / فعطَّر طيبُ الفخر منهم بقاعه
فصبراً بني التقوى وإن كانَ رزؤكم / عرى الدهرُ منه ما أراعَ ذراعه
لنا ولكم حسنُ العزا عن أبيكم / بخيرِ أبٍ سرَّ الندى قد أذاعه
هو الحلف المهديُّ من في جبينه / بدا للهدى نوراً يزين التماعه
ولم يتبعْ الإقتداء به الهُدى / بلى أوجب اللهُ العظيم اتِّباعه
أبو سادةٍ لو حلَّق النسرُ طائراً / لنيلِ ذرى عليائهم ما استطاعه
فجعفرُ فضلٌ صالحٌ ومحمدٌ / حسينٌ حبا المهديَّ كلٌّ طباعه
فروعُ فخارٍ رشحتها أصولها / لمجدٍ تمنَّى المجدُ منه ارتفاعه
لهم حسبٌ لو كايلوه بنو العُلى / بأحسابهم فخراً لما كِلنَ صاعه
أبا صالحٍ كم مبهماتٍ جلوتها / وملتبسٍ منها كشفتَ قناعه
سنا البدر قد أطفا سناك شعاعه / ونوركَ ذا فيه رأينا انطباعه
هل المجدُ إلاَّ ما رفعتَ عماده / أو الجودُ إلاَّ ما تجيد اصطناعه
وأعجبُ شيءٍ أن يطاول فاضلٌ / علاكَ ومنكَ الفترُ يفضلُ باعه
وكيف الفضا في عظم فخرك لم يطقْ / أفخرُك قد أعطى الفضاءَ اتَّساعه
تُراجعُ أعطاء الكثير ولا كمن / إذا هو أعطى النزرَ ودَّ ارتجاعه
سلمتَ لدين الله ترأبُ صدعه / وتحفظ ما منه سواكَ أضاعه
ولا زلتَ غيث اللطف يمنح ضرعُه / ضريح عليٍّ درَّه ورضاعه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025