القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَلِيّ بن جَعْفَر كاشِف الغِطاء الكل
المجموع : 1
أهاجك برق في دجى الليل لامعُ
أهاجك برق في دجى الليل لامعُ / نعم واستخفتك الربوع البلاقِعُ
أضاء فجلباب الظلام ممزق / كما مزق النقع السيوف القواطع
أما وامتطاء العيس في كل مهمه / مواضي كما شاء الهوى ورواجع
وركب تعاطوا في الدجى دلج السرى / يقودون داجي الليل والليل طالع
يجدون عن طعم الكرى فجنوبهم / جنوب خيول ما لهن مضاجع
لقد ذكرتني سالف العهد بالحمى / حمائم أيك في ذراه سواجع
ذكرتكم والخيل تعثر بالقنا / وبيض المواضي والرماح شوارع
فبت كأني ساورتني ضئيلة / من الرقش في أنيابها السم ناقع
وبين جفوني والسهاد تواصل / وبين ضلوعي والهموم تقارع
ولم يستطع كتم الهوى ذو صبابةٍ / له فيض دمع بالتباريح صادع
إذا سألوا عن سره فهو كاتم / وان سألوا عن وجده فهو ذائع
وما الحب إلا عبرة مستهلة / ونار جوى تطوى عليها الأضالع
وقد زارني طيف الخيال فزادني / إلى الوجد وجداً والعيون هواجع
فطيف للذات التواصل مانح / وخل لإهداء التحية مانع
أكان حراما لو تدارك مهجة / لئن لم تمت في الحب فهي تنازع
ألم يأن أن تروى قلوب من الصدى / وأن يجمع الشمل المشتت جامع
حلفت بمن وارى الستار وما هوت / إليه رقاب العيس وهي خواشع
لئن بعدت منا الجسوم عن الحمى / ففي ربعه منا القلوب ودائع
وليل بجنب الحي لا أستعيده / جنيت به حلو الجنى وهو يانع
يخادعني فيه رسيس من الهوى / ومن عجب الأيام مثلي يخادع
ألا ليت شعري هل أرى ذلك الحمى / وهل فيه أيام مضين رواجع
هي الدار لا شوقي القديم بناقص / إليها ولا قلبي من البين جازع
ولولا احمرار الدم لانبعثت لها / سحائب من دمعي هوام هوامع
هجرت الحمى لا أنني قد سلوته / وكيف ولي قلب إليه ينازع
ولكنني جانبت قوما كأنني / لآنافهم لما يَرَونِيَ جادع
أقلب طرفي لا أرى غير ناكث / يماذقني في وده ويصانع
قذفت إخاء كدر المذق صفوه / ولاحت عليه للضغون طلائع
يصافي أخاه إن بدا منه مطمع / ويهجره إن جانبته المطامع
سأشكوهم والعين يسفح ماؤها / وطير الجوى بين الجوانح واقع
إلى من إذا قد قيل من نفس أحمد / أشارت كليب بالاكف الاصابع
وروح هدى في جسم نور يمده / شعاع من النور الإلهي ساطع
وكنز عن العلم الربوبي إن تشا / يخبرك ظهر الغيب ما أنت صانع
مليك تجلى في سما المجد رفعة / شمائله فيها النجوم الطوالع
دنا فتدلى للعقول وإنها / لتقصر عن إدراكه فهو شاسع
يريك الندى في البأس والبأس في التقى / صفات لأضداد المعالي جوامع
يهم بمقدام على كل فتكة / يضيق بها رحب الفضا وهو واسع
مضت حيث لا لدن المثقف شائك / فيخشى ولا السيف المهند قاطع
خلال يضوع الشعر من طيب نشرها / ألا كل مد في سواك لضائع
وكم جحفل قد دك منه صفاته / له فوق أصوات الحديد صواقع
سقبت المنايا واقعا بنفوسهم / إذا الحرب سوق والنفوس بضائع
فليس لهم إلا الدماء مدارع / وليس لهم إلا القبور مضاجع
أراع فؤاد الدهر بطشك فانطوت / على ومجل أحشاؤه والاضالع
حسامك في الاعمار أمضى من الردى / وحلمك يوم الصفح للصفح شافع
وأنت أمين اللَه بعد أمينه / وأنت له صهر وصنو وتابع
لعمري لقد أيدته في حروبه / كما أيدت كفيه منه الاصابع
فلا واصل إلا الذي هو واصل / ولا قاطع إلا الذي هو قاطع
أقول لقوم أخروك سفاهة / وللذكر نص فيك ليس يدافع
دعو الناس ردوهم إلى من يسوسهم / فهل يستوي شم الذرى والاجازع
وهل يستوي السيف اليماني والعصا / وهل تستوي أسد الشرى والضفادع
ألا إن هذا الدين لولا حسامه / لما شرعت للناس منه الشرايع
ألا إنما الأقدار طوع بنانه / إذا ما دعي للأمر وافت تسارع
ألا إنما الأرزاق عند اقتسامها / فهذا له معطي وذلك مانع
إلا إنما التوحيد لولا علومه / لما كشفت للناس عنه البراقع
لك المعجزات الباهرات أقلها / لك الميت يحيا والضلوع جراشع
وفيك استغاث اللَه للذنب آدم / فلاح له برق من العفو لامع
وفيك التجى في اليم نوح وقد طغى / على كل طود لجه المتدافع
وفيك اغتدى في السجن يوسف راجيا / نجاة وقد سدت عليه المطالع
وآنس منك النار موسى بذي طوى / فسار إليها وهو للنعل خالع
وباسمك قد نادى الخليل فلم يخف / من النار هولا وهو في النار واقع
ومعناك كم أبدى لذي اللب معجراً / وكم رد وقع الخطب والخطب فاضع
وما هي إلا آية بعد آية / تسك بها للملحدين مسامع
حمى لا يريع الليث ظبي كناسه / فيذعره عن سربه وهو راتع
وجارك لا يعطي الزمان مقاده / ومنك له ركن شديد مدافع
ولا فاضعاً للدهر خوفا وان مضى / على الناس جوراً صرفه المتتابع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025