أريقُكِ أَم صَهباءَ في الكَأسِ إِسفِنطُ
أريقُكِ أَم صَهباءَ في الكَأسِ إِسفِنطُ / وَثَغرُكِ أَم دُرٌّ تَضَمَّنَهُ السِّمطُ
وَلَفظُكِ هَذا أَم جُمانٌ مُبَدَّدٌ / وَلَيسَ لَهُ إِلّا بِأَسماعِنا لَقطُ
وَقَدُّكِ أَم غُصنٌ عَلى الدِّعصِ مائِلٌ / تَحارُ لَهُ لا بَل تَغارُ القَنا الخَطُّ
لَقَد ضَمَّ مِنكِ المِرطُ فِتنَةَ عاشِقٍ / فَيا لِأُصَيحابي لِما ضَمَّهُ المِرطُ
تَكَنَّفَني شَوقٌ إِلَيكِ يَزيدُهُ / عَلى كُلِّ حالٍ قُربُ دارِكِ وَالشَحطُ
لأَرهَفتِ وُدّي حينَ قَلَّمتِ رَأسَهُ / كَما أَرهَفَ الأَقلامَ وَالشَمعَ القَطُّ
لَبِستُ الهَوى مِنكُم قَشيباً لِباسُهُ / صَبِيّاً إِلى أَن لاحَ في المَفرِقِ الوَخطُ
وَجارِيَةٍ باتَت تُعاطي مُدامَةً / نَدامى أَرَتهُم جيدَ جارِيَةٍ تَعطو
هِيَ البَدرُ تَجلو شَمسَ راحٍ بِكَأسِها / وَفي أُذنِها نَجمُ الثُرَيّا لَها قُرطُ
غَدَت تَجتَني حَبَّ القُلوبِ بِحُبِّها / فَإِن شَرَطَت وَصلاً فَلَن يوجَدَ الشَرطُ
فَعاداتُها أَن تَلزَمَ القِسطَ في الهَوى / وَعاداتُ نورِ الدينِ في العالَمِ القِسطُ
بِهِ طارَ عَنّا الخَوفُ وَالأَمنُ واقِعٌ / وَخَيَّمَ رَكبُ الخِصبِ وَاِرتَفَعَ القَحطُ
يُقابِضُ أَرواحَ العِدا باسِطَ النَدى / فَلِلَهِ مِنهُ ذَلِكَ القَبضُ وَالبَسطُ
إِلى المَلِكِ المَيمونِ طائِرُهُ اِنبَرَت / مَطايا رَجاءَ الخَيرِ راتِكَةً تَمطو
إِلى المَلكِ مِن أَقلامِهِ وَرِماحِهِ / بِيُمناهُ أَبدى فَخرَهُ الخَطُّ وَالخَطُّ
فَمِن ضَربِهِ طولاً وَعَرضاً بِسَيفِهِ / يُرى القَدُّ في صَرعى أَعاديهِ وَالقطُّ
هُوَ الأَسَدُ الدامي الأَظافِرِ في الوَغى / تَقَهقَرُ عَن كَرّاتِهِ الأُسُدُ الضُّبطُ
هُوَ الدَهرُ يُرجى كُلَّ وَقتٍ وَيُتَّقى / هُوَ البَحرُ جوداً ما يُوافى لَهُ شَطُّ
تُقَبِّلُ أَفواهُ السَلاطينِ بُسطَهُ / فَتَفنى مِنَ التَقبيلِ لا غَيرِهِ البُسطُ
وَسَل عَنهُ عُبّادَ الصَليبِ وَخَيلُهُ / سَواهِمُ مِن تَحتِ العَجاج لَها نَحطُ
حَكَوا بَلَهَ الضَّأنِ المُمَزِّقِ شَملَها / سَراحينُ مِن فُرسانِهِ في العَضا مُعطُ
فَما عَطَفَتهُم عِندَ ذَلِكَ رَحمَةٌ / وَلا رَحِمٌ لَمّا اِستُبيحوا لَها أَطُّ
فَمِنهُم قَتيلٌ أَو أَسيرٌ وَمِنهُمُ / جَريحٌ وَمُستَولٍ عَلى جَنبِهِ العَطُّ
فَإِن بَكَرَ العافونَ أَغناهُمُ الرِّضى / فَمِن بَأسِهِ العادونَ أَفناهُمُ السُخطُ
إِلى بابِ مَولانا اِزدَهَتنِيَ رَغبَةٌ / وَما كانَ دونَ البابِ عَن قاصِدٍ لَطُّ
فَلَيسَ لِرَهطِ الفَضلِ إِلّا ظِلالُهُ / إِذا ما اِشتَكى مِن وَعرَةِ العَسرَةِ الرَّهطُ
وَراجٍ سِوى أَبناءِ أَيّوبَ في الوَرى / كَعَشواءَ في جُنحِ الظَّلامِ لَها خَبطُ
كَتارِكِ كِلتا جَنَّتَيهِ وَلَم يَكُن / لَهُ بَعدُ إِلّا الأَثلُ وَالأُكُلُ الخَمطُ
وَهَل في مُلوكِ الأَرضِ مِثلُ أَبيهُمُ / يُرى أَبَداً أَو كانَ مِثلٌ لَهُ قَطُّ
قَبيلٌ هُمُ الأَسباطُ لِلمُلكِ كُلَّما / مَضى مِنهُمُ سِبطٌ تَقَيَّلَهُ سِبطُ
يَكادُ نَداهُم يُغرِقُ الأَرضَ طَلُّهُ / وَيُحرِقُها مِن زَندِ بَأسِهِمُ سِقطُ
وَمُلتَمَسي رِزقٌ عَلَيَّ يُدِرُّهُ / لَعَلَّ يُوافي عُقدَتي عِندَهُ نَشطُ
فَوَقِّع بِإِعطائي الَّذي أَنا طالِبٌ / إِلى مَعشَرٍ إِن يُنطَ أَمري لَهُم يُنطُوا
وَمَن رامَ مِن بَحرِ المَكارِمِ رَيَّهُ / فَما هُوَ فيما رامَهُ مِنهُ مُشتَطُّ
وَلَم آلُهُ في الدَّهرِ ما عِشتُ داعِياً / يُؤَمِّنُ حَولي مِن تَلامِذَتي رَهطُ
وَمَن ساوَرَ الإِعدامَ لا فَرقَ بَينَهُ / وَبَينَ اِمرِئٍ باتَت تُساوِرُهُ الرُّقطُ
عَلِيٌّ لَقَد جَلَّت أَياديكَ كَثرَةً / فَقَصَّرَ عَن إِحصائِها الهِندُ وَالقِبطُ
فَلا ذاقَتِ الدُنيا فِراقَكَ ساعَةً / وَجَدُّكَ فيها صاعِدٌ لَيسَ يَنحَطُّ
وَلا زِلتَ تولي أَولِياءَكَ أَنعُماً / وَتَسطو عَلى الأَعداءِ ما شِئتَ أَن تَسطو