ليحَيى بن عبد اللهِ عِرسٌ كريمةٌ
ليحَيى بن عبد اللهِ عِرسٌ كريمةٌ / تعاتبُه أن صاغهُ اللهُ ساقطا
فما يمنعُ البطنَ الخميصةَ زانياً / ولا يحرمِ الظهرَ الموطَّأ لائطا
فأىّ سبيليْها أراد سلوكَه / اصاب له فيه شريكا مخالطا
ولو حَمَل الثَّورُ السمائِى قَرنَهُ / لخرَّ من الأفلاكِ بالأرض هابطا
ومن كان ذاك الوجهُ مِرآةَ وجههِ / فلا نُكرَ أنْ يُمسِى ويُصبحَ ساخطا
عَبوسٌ تظلُّ العينُ منه قريحةً / كأنّ عليه للقَتادةِ حائطا
ألا ضلَّةً للقوم ردُّوا ولايةً / إليك ولو كانت تُغِلُّ قَرارِطا
فما استحفظوا إلا ذؤيْبا مُغاورا / وما استودعوا إلا لُصَيْصا مغالطا
فلا تبتهج بعاجل الأمر فيهمُ / فسوف تَرى في أخدَعيْك المَشارِطا
ستلقَى أليمَ الأخذ للعظم كاسرا / وللّحم مِنضاجا وللجِلد سامِطا
وإن تنجُ لا يُنجيك منسطواته / بنفسك إلا أن تُحلَّ الخرائطا
فأعدِدْ لهم ما خنتَ فيه سواهُمُ / وعَدِّك لم تنظر يعينيك واسطا
ويا بَردَها عند الفؤادِ بأن تَرى / على قارعات الطُّرْق كفيّك باسِطا