المجموع : 3
غَدَوتُ أَسيراً في الزَمانِ كَأَنَّني
غَدَوتُ أَسيراً في الزَمانِ كَأَنَّني / عَروضُ طَويلٍ قَبضُها لَيسَ يُبسِطُ
وَإِن كُنتُ في بَعضِ الحُكومَةِ قاسِطاً / فَغَيرِيَ مِن هَذي البَريَّةِ أَقسطُ
وَأَوتادُ أَبياتٍ مِنَ الشِعرِ حُزتُهُ / كَأَوتادِ بَيتِ الشَعرِ حينَ تَوَسَّطُ
غَدَت مِن تَميمٍ أُسرَةٌ فَوقَ أَرضِها
غَدَت مِن تَميمٍ أُسرَةٌ فَوقَ أَرضِها / وَحاجِبُها تَحتَ الثَرى وَلَقيطُها
لَعَمري لَقَد أَضحَت فَوارِسُ مِنهُمُ / كَأَن لَم يَكُن مُروَّتُها وَوَقيطُها
فَقَد بُدِّلوا أَجداثَهُم مِن سُروجِهِم / فَأَنبَتَ رَوضاً طَلُّها وَسَقيطُها
لَمنْ جِيرَةٌ سِيموا النوالَ فَلَمْ يُنْطوا
لَمنْ جِيرَةٌ سِيموا النوالَ فَلَمْ يُنْطوا / يُظَلّلُهُمْ ما ظَلّ يُنْبِتُهُ الخَطُّ
رَجَوْتُ لهمْ أنْ يقْرُبوا فتباعدوا / وأنْ لا يَشِطّوا بالمَزارِ فقد شَطّوا
يَمانونَ أحياناً شَآمونَ تارةً / يُعالُونَ عن غَوْرِ العِراقِ لينْحَطّوا
بنازِلَةٍ سَقْطَ العَقيقِ بمِثْلِها / دعا أدمُعَ الكِنْديّ في الدِّمَنِ السِّقْطُ
تَجِلّ عن الرّهْطِ الإمائيِّ غادةٌ / لها مِن عَقيلٍ في ممالِكِها رَهْطُ
وحَرْفٍ كنونٍ تحتَ راءٍ ولم يَكُنْ / بدالٍ يؤمّ الرّسْمَ غَيّرَهُ النّقْطُ
قُرَيْطِيّةُ الأخوالِ ألمَعَ قُرْطُها / فسَرّ الثّرَيّا أنّها أبداً قُرْطُ
إذا مَشَطَتْها قَيْنَةٌ بَعْدَ قَيْنَةٍ / تضَوّعَ مِسْكاً من ذوائبِها المِشطُ
تُقَلّدُ أعناقَ الحَواطِبِ في الدّجى / فَريداً فما في عُنْقِِ ماهِنَةٍ لَطّ
وَيُرْفَعُ إعْصَارٌ من الطّيبِ لا يُرَى / عليه انتِصارٌ كلّما سُحِبَ المِرْط
غَدَتْ تحتَ راحٍ يجْذِبُ السِّترَ مثلما / تَنَسّمَ راحٌ بالمدير لها تسْطو
وقد ثَمِلَ الحادي بها من نسيمِها / كأنْ غالَهُ من كرْمِ بابِلَ إسْفِنْطُ
رأتْ كَوْثَرَيْ رِسْلٍ وخَمْرٍ بجَنّةٍ / شآمِيّةٍ ما أُكْلُ ساكِنِها خَمْط
يُصَبّحُها سَيْلا حَليبٍ وقَهْوَةٍ / على أنها تُعْطى الصَّبوحَ فما تَعْطو
كتابِعِ أُمٍّ تَبْتَغي تَبَعاً له / وما ضَاعَها نَجْلٌ سواه ولا سِبْط
إذا شَرِبَ الأُرْفِيَّ مالَ به الكَرى / إلى سِدْرَةٍ أفْنانُها فَوْقَهُ تَغْطو
أجارَتَنَا أنْ صابَ دارَةَ قوْمِنا / رَبِيعٌ فأضْحى من مَنازِلنا السَّنْط
إذا حَمَلَتْكِ العيسُ أوْدى بأيدِها / جَلالُكِ حتى ما تكادُ به تَخْطو
خَدَتْ بسِواكِ الناقلاتُكِ في الضّحى / بِمَشْيٍ سِواكٍ لا تُجِدّ ولا تَمْطو
إذا ما عَصَتْ حُكْمَ العَصَا فأعادَها / لها ضارِبٌ كانتْ إجابَتها النَّحْط
أمِنْ أرَبٍ في حَملِ خِدْرِكِ دائماً / تَثَاقَلُ حتى لا يُلِمّ به حَطّ
خلِيلَي لا يخْفى انحِساري عنِ الصِّبا / فحُلاّ إساري قد أضَرّ بيَ الرّبْط
ولي حاجَةٌ عندَ العِراقِ وأهْلِهِ / فإنْ تَقْضِياها فالجزاءُ هوَ الشّرْط
سَلا عُلَماءَ الجانِبَينِ وفِتْيَةً / أبَنّوهُما حتى مَفارِقُهمْ شُمْطُ
أعندَ هُمُ علْمُ السّلُوّ لِسائلٍ / به الرّكْبَ لم يَعْرِفْ أماكنَه قَطّ
وما أرَبي إلاّ مُعَرّسُ مَعْشَرٍ / همُ الناسُ لا سُوقُ العروسِ ولا الشطّ
وما سارَ بي إلاّ الذي غَرّ آدَماً / وحَوّاءَ حتى أدرَكَ الشّرَفَ الهَبْطُ
أخازِنَ دارِ العِلْم كمْ مِن تَنُوفةٍ / أتَتْ دونَنا فيها العَوازِفُ واللّغْط
ومَحْواةِ أرْضٍ صَدّ محْوَةَ بُعدُها / وَحِيُّ المنايا مِن أساوِدِها نَشْطُ
إذا جَمَحَتْ خَيْلُ الكَلامِ فإنما / لَدَيْكَ يُعانى من أعِنّتِها الضَّبْطُ
وما أذهلَتْني عن وِدادِكَ رَوْعَةٌ / وكيف وفي أمثالِه يجِبُ الغَبْطُ
ولا فِتْنَةٌ طائِيّةٌ عامِرِيّةٌ / يُحَرَّقُ في نيرانِها الجَعدُ والسَّبْطُ
وقد طَرَحتْ حوْلَ الفراتِ جِرانَها / إلى نِيلِ مصْرٍ فالوَساعُ بها تَقْطُو
فوارسُ طَعّانونَ ما زالَ للقَنا / مع الشيبِ يوْماً في عوارِضِهِمْ وَخْطُ
وكلُّ جَوادٍ شَفَّهُ الركْضُ فيهِمُ / وَجٍ يتَمنّى أنّ فارسَه سِقْطُ
ونَبّالَةٍ مِن بُحْتُرٍ لو تَعَمّدوا / بِلَيْلٍ أناسِيَّ النواظِرِ لم يُخْطوا
ألا ليْتَ شِعْري هل أَدينُ ركائباً / أمُطّ بها حتى يُطَلّحَها المَط
وهل يُنْشِطَنّي من عقالي إلَيْكُمُ / رِضى زَمَني أمْ كلُّ شِيمتِهِ سُخْطُ
إذا أنا عالَيْتُ القُتودَ لِرِحْلَةٍ / فدونَ عُلَيّانَ القَتَادَةُ والخَرْطُ
وإنْ خَلَطَتْني بالتّرابِ مَنِيّةٌ / فبَعْضُ تُرابي من مَوَدّتكُم خِلْطُ
فيا لَيْتَني طارَتْ بِكُوري إذا دنَا / بُكوري قَطاةٌ بالصَّراةِ لها وَقْطُ
لأقْضيَ هَمَّ النفسِ قبْلَ مَجَلَّةٍ / كأنّ عِظامي البالِياتِ بها خَطّ
إِخالُ فُؤادي ذاتَ وَكْرٍ هَوَى بها / من الطيرِ أقْنى الأنفِ مِخْلَبُهُ سَلطُ
تحُثّ جَناحاً مِن حِذارِ مُغاوِرٍ / صَباحاً فقَبْضٌ يجْمَعُ الرّيشَ أو بَسْطُ
تَذَكَّرُ إنْ خافَتْ من الموْتِ أفْرُخاً / بِيَهْماءَ لم يُمْكِنْ أصاغرَها اللقْط
تَجاوَبُ فيها الزُّغْبُ من كلّ وِجْهَةٍ / سُحَيْراً كما صاحَ النَّبيطُ أو القِبْطُ
تُبادِرُ أوْلاداً وتَرْهَبُ مارِداً / يَهُونُ عليها عندَ أفعالِهِ السَّحْطُ
وعَنْ آلِ حَكّارٍ جَرى سَمَرُ العُلى / بأكمَلِ معنىً لا انتِقاصٌ ولا غَمْطُ
فإنْ يُنْسِهِمْ أمْرَ السفينةِ فَضْلُهُمْ / فليس بمُنْسِيَّ الفِراقُ ولا الشحْطُ
أولئكَ إن يَقْعُدْ بكَ الجاهُ يَنْهَضُوا / بجاهٍ وإنْ يُبْخَلْ بنائلَةٍ يُعْطوا
يَروقونَ ألْفاظاً وإنْ لم يُفَكّروا / وكَتْباً وإن لم يُصْلِحِ القلَمَ القطّ
وما قَسَطوا إلاّ على المالِ وَحْدَهُ / وذلكَ مِنهمْ في مكارِمِهِمْ قِسطُ
نعَم حبّذا بُؤسَى أزارَتْ بلادَهُمْ / ولا حَبّذا نُعْمى بدارِهِمِ تَنْطوا
شكَرْتُهُمُ شُكْرَ الوَليدِ بفارِسٍ / رِجالاً بحِمْصَ كان جَدَّهمُ السِّمط
ولا خَيرَ في مَن ليس يَبْسُطُ شُكرَهُ / على القُلّ إنّ الخَيْرَ ناقَتُهُ بِسطُ