أَأَكشِفُ حالاً سَترُهُ في النُهى شَرطُ
أَأَكشِفُ حالاً سَترُهُ في النُهى شَرطُ / وَأَستُرُ ما في كَشفِهِ اِتَّسَعَ الخَطُّ
وَأَعرَبُ إِعجامِ الكِتابِ لِأَكمَهٍ / عَدا فَهمُهُ عَن خَطِّهِ الشَكلُ وَالنَقطُ
وَأَدلى بِبُرهاني وَلَم أَرَ قاضِياً / لَهُ بِالقَضا عِلمٌ وَلا عِندَهُ قِسطُ
وَأَدعو طَغاةً لَيسَ لي قَوَّةً بِهِم / وَلا عِندَهُم رُكنٌ شَديدٌ وَلا رَهطُ
أَجابوا صَدى وادي الخَلا عِندَما دَعوا / وَعَن شاطِئِ الوادي المُنادى بِهِ شَطّوا
وَعَن جامِعِ التَوحيدِ شِركاً تَفَرَّقوا / وَقالوا بِإِرشادِ المُضِلّينَ وَاِشتَطّوا
سَعَوا حينَ ظَنّوا الآلَ ماءً وَعِندَما / أَتَوهُ وَرموا وَرَدَّهُ دونَهُ اِنبَطّوا
غَلَوا زَمَناً حَتّى عَلوا في نُفوسِهِم / إِلى دَرَكاتِ الذُلِّ مِن عِزِّهِم حَطّوا
بِتَبديلِهِم لِشُكرِ كُفراً تَبَدَّلوا / بِجَناتِهِم حُزناً بِهِ السَدرُ وَالخُمطُ
فَظَلّوا حَيارى تائِهينَ عَنِ الهُدى / إِذا اِحتَمَلوا وَفي دارِهِم حَطّوا
فَنُماهُم بُؤسي وَراحَتُهُم عَناً / وَأَمنَهُم خَوفٌ وَقُربِهِمُ شَحطُ
وَكَيفَ يَرى وَجهَ الرِضى مُتَوَجِّهٌ / إِلى ظِلِّ جَزلٍ بِالغَضا عَمَّهُ السُخطُ
فَعَنّى بِهِم وَاِرغَب بِزُهدِيَ فيهِمُ / إِلَيَّ فَفي لِأَهلِ الهُدى بَسطُ
لِأَنّي في حَجرِ النُهى رُحتُ ناشِئاً / وَفي حِجرِ رِبّاتِ النُهى ضَمَّني القَمطُ
وَإِن لَم أَكُن نَجلَ المَعالي لِصُلبِها / فَإِنّي لَها مِن غَيرِ ما كَذِبٍ سَبطُ
فَلا تَعُد بِالعُدوى فَوَجهُكَ وُجهَتي / فَما لِلَبيبٍ قَطُّ في غَيرِها قَطُّ
فَطَودُ فَخاري لَيسَ يِرقاهُ طائِرٌ / وَفي ساحِلٍ مِن شِطِّهِ يَغرَقُ البَطُّ
وَمِن دَرِّ ما اِستَخرَجَتهُ مِن قَرارِهِ / لِجيدِ العُلى سَمطٌ وَفي أُذُنها قَرطُ
إِذا ما رُؤؤسُ القَومِ في الأَمرِ حاوَلوا / اِشتِبكاكاً فَمِن قَولي لَتَسريحِهِم مِشطُ
فَما عُرِفَت لَولا دُروسي مَدارِسٌ / وَلا شَرَفَت لَولا اِرتِباطي بِها الرُبطُ
سَطَوتُ لِأَنَّ الوَقتَ سَيفي عَلى العِدى / وَمِن وَقتِهِ سَيفٌ يَحِقُّ لَهُ يَسطو
وَسَكَراً بَسَطتُ القَولَ فيهِ وَعِندَما / يُعاوِدُني صَحوي بِهِ يُخرَقُ البَسطُ
وَنَفسُ مَقامي ما اِدَّعَيتُ عَلى الوَرى / فَما فيهِ تَفريطٌ لَدَيَّ وَلا فُرطُ