المجموع : 4
أجيرةَ قَلبي إن تَدانَوْا وإن شَطُّوا
أجيرةَ قَلبي إن تَدانَوْا وإن شَطُّوا / ومُنيَةَ نَفسي أنْصَفُونِي أو اشْتَطُّوا
عصَيْتُ اللّواحِي فيكُمُ وأطعتُمُ / مقَالَهُمُ ما هكَذا في الهَوى الشرْطُ
ولو عَلمُوا مقدارَ حَظِّيَ منكُمُ / وهمّي بكم زال التّنافُسُ والغَبْطُ
إذا كانَ حظّي منكُمُ في دنُوِّكُم / صدودٌ وهجرٌ فالّتداني هو الشّحطُ
فيا قلبُ مهلاً لا تُرَعْ إنَّ قُربهمْ / إذا هَجروا مثلُ التّنائي إذا شَطّوا
هَواهُم هَوىً لا البعدُ يُبْلي جَديدَه / لدَيْنا ولا عَالِيهِ بالهجر يَنْحَطُّ
أُحبّهُمُ حُبّي الحياةَ محبّةً / جرتْ في دَمي والرّوحِ فَهي لها خِلْطُ
لهُم من فُؤادِي مَوضعُ السّرِّ والهَوى / فمَحضُ هَواهُم في سُويدائِه وَخْطُ
يُعلّلُني شَوقي بزَوْرةِ طَيفهم / وَجَيْبُ الدُّجَى عن واضحِ الصبحِ مُنْغَطُّ
وَطَرفِي يُراعي النّجْمَ حَيرانَ مِثلَه / إلى أن دَعَاهُ في مغَارِبِهِ الهَبْطُ
عجبتُ له كيفَ اهتَدى لرِحَالنَا / وكم للّوى من دُونِ تَعْرِيْسِنَا سقْطُ
وكيفَ فَرَى عرضَ الفَلاَ من يؤودُه / ويَبهرهُ في جانِب الخِدرِ أن يَخْطُو
فلما استَفَاض الفَجرُ كالبحر وانْبَرت / نُجومُ الدّجى فيهِ تَغُورُ وتَنْغَطُّ
أسِفْتُ على زَوْرٍ أتَانِي به الكَرى / وما زَارَني مُذْ كَان مستيقظاً قَطُّ
إذا مَاسَ خلتُ المسَّ غَالَ عقولَنا / وخَامَرها من سَوْرَةِ الوجدِ إسْفَنْطُ
يَقولُون خُوطٌ أو قَناةٌ قويمةٌ / وما قَدّهُ ما يُنبتُ البانُ والخَطُّ
شبيهةُ أمِّ الخِشْف جِيداً ومُقلَةً / بِجيدِكِ تزدانُ القلائدُ والقُرْطُ
تَروّضَ جَوٌّ جُبْتِهِ وتضوَّعَتْ / رُبىً مَسّها مما تَسرْبَلتِهِ مِرْطُ
حكى وجهُكِ الشمسَ المُنيرةَ في الضّحَى / ولونَ الدّياجِي شَعرُكِ الفاحمُ السّبطُ
فتكْتِ ببَتّاك الحُسامِ إذا هَوَى / على مُفْردٍ ثَنّاهُ في المعرَكِ القَطُّ
وما خلتُ آسادَ الشرى إذْ تَبَهْنَستَ / فرائسَ غِزلانِ الصّرِيمةِ إذ تعطو
فيا عَجَباً من فَاتِرِ الطّرِفِ فاتِنٍ / سَطَا بِكَمِيٍّ لم يزلْ في الوغَى يَسطُو
فأردَاهُ فردُ الحُسن فرداً وإنّه / ليُرهِبُهُ من رَهطِ قَاتِلِه الرّهطُ
أيا ساكني مصرٍ رضَانَا لِبعدِكُم / عن العيشِ والأيّامِ لا تبعدُوا سُخطُ
إذا عنَّ ذكراكُم ظَلِلْتُ كأنّني / غَريقُ بحارٍ ما لِلُجّتِها شَطُّ
وأُلزِمُ كفّي صدعَ قلبٍ أطارَهُ / جوَى الشوقِ لولاَ أن تَدارَكَهُ الضّبطُ
فَهْل لي إليكُم أو لَكُم بعد بُعدِكُم / إيابٌ فقد طَال التّفرقُ والشّطُّ
أراكُم على بعْدِ الديارِ بناظرٍ / لكلّ فراقٍ من مدامِعهِ قِسطُ
إذا عايَنَ التّوديعَ أرسَل لُؤلؤاً / من الدّمعِ لم يَجمعْ فرائِدَهُ اللّقْطُ
وما شَفَّهُ إلا نَوى من يَودُّهُ / وفُرقَةُ أُلاّفٍ هي الميتَة العَبْطُ
فراقٌ أتَى لم تُخبرِ الطير كَونَه / ولاَ رَفعُوا فيه الحدُوجَ ولا حَطّوا
تَلقّتهُ مني سُلطةٌ وصريمةٌ / ومن ليَ أنّي بَعدَ وشْكِ النّوَى سَلْطُ
وما كنتُ أدري أنّ للشّوقِ زَفْرةً / تَزيدُ كما يَنْمِي ويَضطرِمُ السّقطُ
بِرغْمَى أن تُمسِي وتُصبحَ دُونكُم / فَيافٍ لأيدي الجُردِ في وعْرِهَا لَغْطُ
وأن تَنزِلُوا دَارَ القطيعةِ والقِلَى / وجِيرَانُكُم بَعدَ الكرامِ بها القبطُ
إلَى اللهِ أشكُو من جَوىً لم أجدْ لَه
إلَى اللهِ أشكُو من جَوىً لم أجدْ لَه / مسَاغاً ولا طُولُ البكاءِ يُميطُهُ
ومِن حرِّ قَلْبٍ كلّما رُمتُ بَرْدَه / بتَسويفه أذْكَى جواهُ قُنُوطُهُ
أعارَ جُفوني ما يُصعِّدُ من دمٍ / فلما تَقضّى فَاضَ منها عبيطُهُ
ومَن عَلِقَتْ بالصّالِحِ المَلْكِ كفُّهُ
ومَن عَلِقَتْ بالصّالِحِ المَلْكِ كفُّهُ / فَليس له دُونَ العُلاَ والغِنَى شَرْطُ
ومِن دُونِهِ إن رابَ خطبٌ ذَوابلٌ / وبيضٌ وجردٌ لا القَتادَةُ والخُرْطُ
أثارَتْ جُدودِي مذ عَلِقتُ بحبلِه / وكان لها في خطب عَشوائِها خَبْطُ
له نائِلٌ يَسرِي إلى كلِّ آملٍ / إذا جيرةٌ سيموا النَّوالَ فلم يُنطُوا
على كلِّ وجهٍ نَضرةٌ من نوالِهِ / وفي كلَّ جيدٍ من صنائِعِهِ قُرْطُ
وكم أملٍ جعْدٍ أتَى اليأسُ دونَه / تَلقَّاهُ من إنعامِه نائلٌ سَبْطُ
وكنتُ أُرَجِّي منه ما دونَه الغِنَى / إذا ما غَدا في كفِّه الرّفْعُ والحطُّ
فلمّا ورَى زندُ المعالي بِكفِّهِ / وقال نَداهُ للوفُودِ ألَا حُطّوا
نأَتْ بِي اللّيالِي عنه لكنَّ جُودَهُ / أتَانِي ولم يَحجِزْهُ نأْيٌ ولا شَطُّ
كذا الغيثُ يَسرِي طالِباً كلَّ طالِبٍ / فكلُّ لهُ من فيضِ وابلهِ قِسطُ
وإنعامُه كالشمس يَغشَى ضِياؤُها / لمن زَاغَ أو حاذَاهُ من أُفْقِها خَطُّ
فأنزَرُ حَظِّي من مواهبهِ الغِنَى / وأيسرُ تخويلي العشيرةُ والرَّهطُ
حبَانِي نُفُوساً لا نَفِيساً من اللُّهَى / ونوَّلني ما لم يُنِلْ مَلِكٌ قَطُّ
وما النَّاسُ إلاّ آلُ رزِّيكَ إنَّهُمُ / هُم الذَّادةُ الشُبَّانُ والسّادةُ الشَّمطُ
بنُو الحربِ في يومِ الوغَى وبنو النَّدَى / إذا ما بلادُ الناسِ جرَّدها القَحطُ
إذا ما احْتبَوْا فالراسياتُ رجاجةً / وإن ركِبوا فالأُسْدُ هِيجَتْ لها نَحط
لهم جبلٌ لا زعزعَ الخطبُ ركنَه / به تُؤْمَنُ الأحداثُ والمِيتَةُ العَبْطُ
أقرَّ الورَى أن ليس كُفئاً لمُلكِه / سواهُ فقد زال التّنافُسُ والغَبْطُ
فلا زالتِ الأقدارُ تجرِي بأمرِهِ / وفي يدِه حَلُّ الممالكِ والرَّبْطُ
ولكِن قضتْ فِينا اللّيالي بجَوْرِهَا
ولكِن قضتْ فِينا اللّيالي بجَوْرِهَا / وعادتُها كُفرُ الفَضائلِ والغَمطُ
حكى حكْمُهَا الميزانَ لا دَرَّ دَرُّها / فذُو النّقصِ يَستعلِي وذو الفضلِ ينْحَطُّ
وعِندي على ما رابَ من حِدْثَانِها / صريمَةُ عزمٍ مَا لِمَا عَقَلَتْ نَشطُ
تُهوِّنُ عندي الخطبَ والخطبُ هائلٌ / وتقبِضُ عنِّي كفَّهُ ولهَا البَسطُ