بَدا والثُّريّا في مَغارِبِها قُرْطُ
بَدا والثُّريّا في مَغارِبِها قُرْطُ / بُرَيْقٌ شَجاني والدُّجى لِمَمٌ شُمْطُ
كأنَّ خِلالَ الغَيْمِ مِن لَمَعانِهِ / يَدَيْ قادِحٍ يَرفَضُّ مِن زَنْدِهِ سِقْطُ
تَناعَسَ في وَطْفاءَ إن حَلَّتِ الصَّبا / عَزالِيَها بالوَدْقِ عَيَّ بِها الرَّبْطُ
فَلا بَرِحَتْ تُروي الغَميمَ بِوابِلٍ / يَدُرُّ على رَوضٍ أزاهِيرُهُ تَغْطو
إذا نَشِيَتْ أرواحَهُ العِيسُ مَوْهِناً / دَعاها القَصيصُ الجَعْدُ والنَّفَلُ السَّبْطُ
هوَ الرَّبْعُ لا قَوْسي عَلى مَيْعَةِ الصِّبا / مُعَطَّلةٌ فيهِ ولا أسْهُمي مُرْطُ
عَهِدْتُ بهِ غَيداءَ تُلقي على الثّرى / أَساوِدَ فَرْعٍ في القُلوبِ لها نَشْطُ
إذا نَظَرَتْ أو أتْلَعَتْ قُلْتُ جُؤْذَرٌ / رأى قانِصاً فارْتاعَ أو ظَبْيَةٌ تَعْطو
وبَيْضاءَ تَرْوى دونَها السُّمْرُ مِن دَمٍ / وكَمْ حَصَدَ الأرواحَ ما أنْبَتَ الخَطُّ
تَبَسَّمُ عن أحْوى اللِّثَاتِ يَزينُهُ / جُمانٌ يُباهيه على جِيدِها السِّمْطُ
ترَدَّدَ فيهِ الظَّلْمُ حتّى كأنّهُ / على الشَّيْمِ مِن ظَنّي إذا ذِيقَ إسْفِنْطُ
وتُرْخي على المَتْنَينِ أسْحَمَ وارِداً / يَمُجُّ فَتيتَ المِسْكِ من نشْرِهِ المِشْطُ
إذا اللّيلُ أدناها إليَّ نأَى بِها / صَباحٌ كَما أوْفى على اللِّمَّةِ الوَخْطُ
وعُدْتُ أكُفُّ المَشْيَ مِن حَذَرِ العِدا / على قَدَمٍ يُخْفي مَواطِئَها المِرْطُ
وكُنّا شَرَطْنا الوَصْلَ لولا ثلاثَةٌ / إذا ماتَوَاصَوْا بالنَّوى انْتقَضَ الشَّرْطُ
مُهيبٌ بأُخرى النّاجِياتِ وناعِبٌ / وغَيرانُ يَقضي بالظُّنونِ ويَشْتَطُّ
جَلَوْا مِن عَذارَى الحَيِّ لِلْبَيْنِ أوْجُهَاً / شَرِقْنَ بِدَمْعٍ يَمْتَري خِلفَهُ الشَّحْطُ
كأنّ الرِّياضَ الحُوَّ يَنفُضْنَ فوقَها / شَقائِقَ فِيها مِن دُموعِ الحَيا نَقْطُ
ولَيلٍ طَوَتْ كِسْرَيْهِ بي أرْحَبيّةٌ / على نَصَبِ المَسْرى بآمالِنا تَمْطُو
أقولُ لها غِبَّ الوَجى وكأنّها / فُوَيْقَ سِنانِ الزّاعِبيِّ بِنا تَخطُو
خِدي بي رَعاكِ اللهُ إنَّ أمَامَنا / أغرَّ بهِ في كُلِّ حادِثَةٍ نَسْطو
فَسيري إليهِ واهْجُري أجْرَعَ الحِمى / يَرِفُّ عليْكِ العِزُّ لا الأثْلُ والخَمْطُ
إِلى مُستَقِلٍّ بالنّوائِبِ والوَغى / تُرِمُّ مَذاكيهِ فأصواتُها النَّحْطُ
وتَصُدُرُ عَنْ لَبَّاتِهِنَّ نَواهِلاً / صُدورُ العَوالي وهْيَ مُزْوَرَّةٌ تَقْطو
أخو مأْقِطٍ إن طاوَلَ القِرْنَ قَدَّهُ / وضَرْبَتُهُ إنْ عارَضَ البَطَلَ القَطُّ
تُخاطُ علَيْهِ مِن عَجاجٍ مُلاءَةٌ / ولكنّها بالسّمهَرِيّةِ تَنْعَطُ
ويَطوي على البَغْضاءِ جَنْبَيْهِ كاشِحٌ / تخطّى بهِ رَهْواً إِلى الحَسَدِ الغَبْطُ
يُحاولُ أدنى شأْوِهِ فهْوَ جاهِدٌ / على الأيْنِ كالعَشْواءِ أجْهَدَها الخَبْطُ
إليكُمْ فَدونَ المَجدِ مَن لا يَخونُهُ / شَبا نابِهِ المَذْروبُ والمِخْلَبُ السَّلْطُ
يلَذُّ بأفواهِ المُلوكِ بِساطُهُ / فقَدْ كادَ أن تَبْلى مِنَ القُبَلِ البُسْطُ
منَ القومِ عدَّ النّاسِبونَ بيوتَهُمْ / فلَم يُنْكِروا أن النّجومَ لَهمْ رَهْطُ
مَغاويرُ والهَيجاءُ تُلقي قِناعَها / مَغازيرُ والغَبْراءُ يُلْوي بِها القَحْطُ
لهُمْ قَسِماتٌ تَسْتَنيرُ طَلاقَةً / بِها لأديمِ اللّيلِ عَنْ فَجْرِهِ كَشْطُ
هُمُ في الرِّضى كالماءِ يُسْتَنُّ في الظُّبا / وكالنّارِ فيها حينَ يَسْتَلُّها السُّخْطُ
فإنْ يَغْضَبوا مِن سَوْرَةِ العِزِّ يَحلُموا / وإن يَقدِروا يعْفوا وإن يُسألوا يُعْطوا
وكَمْ لكَ يا عَدنانُ عِنديَ منْ يَدٍ / كما أنهَرَتْ أطْباءَها اللّقْحَةُ البِسْطُ
وقد أنِسَتْ بالمُسْتَحِقِّ فأُنْمِيَتْ / ولمْ يَحْبُ كُفرانٌ إلَيها ولا غَمْطُ
يَراني الذي عاداكَ مِلْءَ جُفونِهِ / قَذًى وقَتاداً لا يُشذِّبُهُ الخَرْطُ
تأبّطَ شَرّاً مِن حُقودٍ قَديمةٍ / وتِلكَ لعَمري شَرُّ ما ضَمَّهُ الإبْطُ
فقالَ تَميميٌّ هَواهُ وهَلْ لهُ / أبٌ كَتَميمٍ أو كأبْنائِهِ سِبْطُ
تَمُدُّ حِفافَيْكَ القَوافي جَناحَها / وهنَّ أفاعٍ يَحتَوِشْنَ العِدا رُقْطُ
شوارِدُ أمثالَ اللآلِئِ ما لَها / إذا انتَثَرَتْ إلاَّ بِناديكُمُ لَقْطُ
كأني قَسيمُ الفَخْرِ فيما بَنَيْتُمُ / مِنَ المَجدِ أو لي مِنْ مَناقِبِكُمْ قِسْطُ
أيَبْغي عُلاً تَسمو إليهنَّ صاعِداً / ضَجيعُ هَوَيْنَى مِنْ سَجيَّتهِ الهَبْطُ
وأنَّى يكونُ المُلتَقى عِندَ غايةٍ / وأنتَ غداةَ السَّبْقِ تَعلو ويَنْحَطُّ
فلا زال مَعصوباً وإنْ رَغِمَ العِدا / بِكَ النّقْضُ والإبرامُ والقَبْضُ والبَسْطُ