أهزلاً وقد جَدَّت بك اللَّمّةُ الشمطا
أهزلاً وقد جَدَّت بك اللَّمّةُ الشمطا / وأمناً وقد ساورتِ يا حيةٌ رَقطا
أغرك طولُ العمرِ في غَيرِ طائلٍ / وسَرَّكَ أن الموتَ في سيره أبطا
رويداً فإنَّ الموتَ أسرعُ وافدٍ / علَى عُمرك الفاني ركائبَهُ حطّا
فإذ ذاتك لا تسطيعُ إدراكَ ما مضى / بحالٍ ولا قبضاً تطيقُ ولا بسطا
تأهّب فقد وافى مشيبُكَ منذراً / وها هو في فَودَيك أحرًفَه خطَّا
فوافقت منه كاتبَ السر واشياً / له القلمُ الأعلى يخطّ بهِ وخطا
معمَّى كتابٍ فكُّه احذر فهذه / سفينةُ هذا العمرِ قاربتِ الشطا
وإن طالما خاضت لك اللجَجَ التي / خبطتَ بها في كلِّ مهلكةٍ خبطا
وما زلتَ في أمواجها متقلباً / فآونة رفعاً وآونة حَطَّا
فقد أوشكت تلقيك في قعرِ حفرةٍ / تشدُّ عليكَ الجانبين بها ضغطا
ولستَ على علم بما أنتَ بعدها / مُلاقٍ أرضواناً من الله أم سخطا
وأعجبُ شيء منك دعواك في النُّهى / وهذا الهوى المردي على العقلِ قد غطى
قسطتَ عن الحقِّ المبين جهالةً / وقد خالفتك النفسُ فادعت القسطا
وطاوعتَ شيطاناً تجيبُ إذا دعا / وتَقبَلُ إن أغوى وتأخذ إن أعطى
تناءى عن الأخرى وقد قربت مدىً / تدانى من الدنيا وقد أزمعت شحطا
وتمنحها حبّاً وفرطَ صبابةٍ / وما منحت إلا القَتَادةَ والخَرطا
فها أنت تهوى وَصلها وهي فاركٌ / وتأمل قرباً من حِماها وقد شطَّا
صراطُ هدىً نكّبتَ عنه عمايةً / ودار رديً أوعيت في سُحتِها سرطا
فما لك إلا السيد الشّافعُ الذي / له فضلُ جاهٍ كل ما يَرتَجِي يعطى
دليلٌ إلى الرحمن فانهج سبيلَهُ / فمن حاد عن نهج الدليلِ فقد أخطأ
محبته شرط القَبولِ فمن خلت / صحيفتُهُ منها فَقَد فَقَدَ الشرطا
وما قُبِلت منه لدى الله قربةً / وما زكت الأعمالُ بل حبطَت حبطا
به الحقُّ وضاحٌ به الإفكُ زاهقٌ / به الفوز مرجوُّ به الذنبُ قد حُطَّا
هو الملجأ الأحمى هو الموئل الذي / به في غدٍ يستشفع المذنبُ الخطَّا
لقد مازَجَت روحي محبَّتُهُ التي / بقلبي خُطَّت قبل أن أعرفَ الخطَّا
إليك ابنَ خيرِ الخلقِ بنتَ بديهةٍ / تُقَبِّلُ تبجيلاً أنامِلَك السُّبطا
وحيدةَ هذا العصر وافت وحيدةً / لتَبسُطَ من شَتى بدائعها بسطا
وتتلوَ آياتِ التشيُّعِ إنَّها / لموثقةٌ عهداً ومحكمةٌ ربطا
لكَ الشرفُ المأثور يا ابنَ محمد / وحسبك أن تُنمَى إلى سبطه سبطا
إلى شرفَي دينٍ وعلمٍ تظاهرا / تبارك من أعطى وبورك في المعطى
ورهطُكَ أهلُ البيتِ بيتش محمدٍ / فأعظم به بيتاً وأكرم بهم رهطا
بعثت بهِ عقداً من الدرِّ فاخراً / وذكرُ رسول الله دُرَّتُهُ الوسطى
وأهديتُ منها للسيادَةِ غادةً / نظمتُ من الدرِّ الثمين بها سِمطا
وحاشيتها من كل شانها فإن / تَجعَّدَ حُوشيٌ تجد لفظها سبطا
وفي الطيبين الطاهرين نظمتُها / فساعَدَها من أجلِ ذلك حُرف الطا
عليك سلامُ الله ما ذَرَّ شارقٌ / وما رددت ورقاءُ في غُصُنٍ لغطا